الأجابات الصحيحة على المسابقة الدينيه لاور اسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد..
الاجابات الصحيحة ان شاء الله على المسابقة الدينيه لمنتديات أور إسلام
مسابقة إسلامية شارك وفز بالارباح مع منتديات أور إسلام
اسئلة المسابقة الدينيه لمنتديات أور إسلام مع منتديات أور إسلام
الاسئلة بالاجوبة
1-ماهو التوسل المشروع والتوسل البدعى والتوسل الشركى ؟
( الوسيلة المأمور بها في القرآن هي ما يقرب إلى
الله- تعالى- من الطاعات المشروعة، والتوسل ثلاثة أنواع:
الأول مشروع: وهو التوسل إلى الله - تعالى - بأسمائه وصفاته، أو بعمل صالح من المتوسل، أو بدعاء الحي الصالح.
الثاني بدعي: وهو التوسل إلى الله- تعالى- بما لم يرد في الشرع كالتوسل بذوات
الأنبياء والصالحين أو جاههم أو حقهم أو حرمتهم ونحو ذلك.
الثالث شركي: وهو اتخاذ الأموات وسائطَ في العبادة ، ودعاؤهم وطلب الحوائج منهم والاستعانة بهم ونحو ذلك).
الموضوع هذا من أخطر الموضوعات على عقائد الأمة، وهو مما يكثر فيه الاشتباه واللبس
والتلبيس من ِقبَلِ كثير من أهل الأهواء، وهو موضوع التوسل، فأولاً: ينبغي أن نعرف ما المقصود بالتوسل؟
المقصود بالتوسل: هو التقرب؛ وعلى هذا
فالتوسل إلى الله هو التقرب إليه، والتقرب محض عبادة، القرب إلى الله محض عبادة،
أو عبادة خالصة؛ وعلى هذا فالتوسل المأمور به في كتاب الله وما صح عن رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب هو: كل ما يقرب إلى الله -عز وجل- مما شرعه
الله وشرعه رسوله -صلى الله عليه وسلم- من أنواع الطاعات، والله -عز وجل- شرع من
التوسلات - أي: التقربات والعبادات- ما يشبع غريزة الإنسان، ما يشبع روحه وعقله
ووجدانه وعواطفه، ويملأ قلبه ويعمره بعبادة الله وطاعته ومحبته ورجائه؛ فلا يحتاج
البشر إلى أن يلجئوا إلى وسيلة غير مشروعة؛ فإن في المشروع كفاية.
وعلى هذا فإن التوسل أو التقرب المأمور
به في القرآن والسنة هو: ما يقرب إلى الله -عز وجل- من الطاعات المشروعة . وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول: هو التوسل إلى الله -عز وجل- بأسمائه وصفاته، وهو أن تدعو الله -عز
وجل- بأسمائه وصفاته، وتتوسل إليه، تتعبد له بذلك من قلب موقن بأن الله مجيب، وأن
الله على كل شيء قدير؛ بحيث لا يتطلع قلبك إلى اللجوء لغير الله، بمعنى: أن تعمر
قلبك باليقين والإنابة إلى الله- سبحانه- حين يمتلأ القلب بمحبة الله ورجائه وخوفه
تملأ قلبك بالإنابة واليقين بأن الله مجيب قادر على كل شيء. فمن هنا تتوسل إلى
الله بأسمائه وصفاته. فهذا هو النوع الأول.
النوع الثاني: التوسل بأعمالك التي تتقرب بها إلى الله : بعباداتك وأعمال القربات،
ومعنى ذلك: أن تدعو الله أن يأجرك، أو تدعو الله -عز وجل- بأن يجلب لك نفعا، أو
يدفع عنك ضراً بأعمالك التي عملتها فلك أن تقول: اللهم إني أسألك بصلاتي أن تدفع
عني هذا الضر، أو تقول: اللهم إني أسألك بمحبة رسولك -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن
محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أعظم القربات، بل هي أعظم محبة بعد محبة الله
سبحانه؛ فيشرع أن تقول: اللهم بمحبتي لرسولك ادفع عني هذا الضر، أو يسر لي أمري،
أو نحو ذلك أي: أن تتوسل إلى الله - عز وجل- بعمل عملته قلبي أو لساني أو بعمل الجوارح.
وهذا ما ورد تفصيله ومثاله في قصة
الثلاثة أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم صخرة؛ فكل منهم دعا الله -عز وجل- بما كان
يتقرب به إلى الله، بأعظم عمل يرجو به الفرج من الله: فواحد دعا بقربته ببر
والديه، وآخر ببعده عن الفاحشة إلى آخره؛ فتقربوا إلى الله بأعمالهم سواء كانت فعل
القربات، أو ترك المنهيات. كل هذه قربات إلى الله.
فإذن هذا العمل -هذا النوع الثاني- هو
من الأمور المشروعة، وبابه واسع لا ينتهي؛ لأن المسلم فيما بينه وبين ربه أعماله
قلبية ولسانية وعمل جوارح لا تتناهى.
ثم النوع الثالث: دعاء التقرب أو طلب الدعاء من الصالحين هذا أيضا مشروع لكن له شروطه
وضوابطه. وأهم شروط ذلك: ألا تتكل ،ألا تكثر من طلب دعاء الصالحين؛ بحيث يكون
الطلب في دعاء الصالحين عند الضرورة، أو إذا جاءت مناسبة، أو في ظرف مهيَّأ كأن
يكون هذا الرجل الصالح في مكان فاضل، أو سيعمل عملاً فاضلاً، أو في عبادة خالصة،
أو يكون - مثلا- على وشك سفر؛ لأن دعاء المسافر مجاب إلى آخره.
البدعي : ما معنى البدعي؟ يعني: أنه غير مشروع لكن لا يصل إلى حد الكفر أو
الشرك الذي يخرج من الملة، النوع البدعي هو: التقرب إلى الله -عز وجل -بما لم يرد
به الشرع ما لم يكن شركاً، كالتقرب بذوات الأنبياء - طبعاً ما عدا النبي -صلى الله
عليه وسلم- -نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-- في حياته سيأتي الكلام عنه فله
استثناء؛ لأنه كان الصحابة يتبركون، وهذا التبرك هل يدخل في معنى التقرب أو لا أو
التوسل أو لا؟ هذه في الحقيقة فيها تفصيل؛ لأن التوسل أحيانا يقصد به التبرك؛ فمن
هنا التبرك بذات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأشيائه مشروع في حياته، وما بقي منه
بعد وفاته. ولا شك أنه بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة قرون لم يعد
هناك أشياء بقيت؛ فمن هنا ينقطع هذا النوع من التبرك.
قد يسميه بعض الناس توسلاً؛ لكن التوسل
بالذوات سواء ذوات الأنبياء والصالحين أو بجاههم أو حقهم أو حرمتهم ونحو ذلك هذا
من البدعة؛ كأن تقول: اللهم إني أسألك بحرمة فلان، اللهم إني أسألك بعمل فلان
الرجل الصالح أو النبي أو غيره، أو تقول: اللهم إني أسألك بجاه الولي فلان أو
النبي بفلان كل هذا لا يجوز بدعي؛ لأن ذلك لم يرد به الشرع، ولأن هؤلاء وغيرهم
جاههم لهم، وحقهم حق لهم، وحرمتهم لا يتعدى نفعها للآخرين إلا بإذن من الشرع ، لو
جاء به الشرع كان على العين والرأس؛ ولذلك لما جاء الشرع بالتبرك بذات النبي -صلى
الله عليه وسلم- وأشيائه أخذناه على العين والرأس، ولا يجوز أن نماري في ذلك ولا
نجادل؛ لأنه جاء به الشرع، فهذه خصوصية له -صلى الله عليه وسلم- لكن بالنسبة
للتوسل الذي هو التقرب فإنه لا يجوز للإنسان أن يتقرب إلى الله، أو يطلب إلا من
خلال الأنواع الأقسام الثلاثة التي ذكرتها قبل قليل.
إذن الطلب طلب الانتفاع أو دفع الضر
بجاه الآخرين أيًّا كانوا أو بحقوقهم أو بحرمتهم أو بذواتهم أو بالأشياء أيضا -حتى
لو لم يكن من العقلاء أو من المكلفين أو من الصالحين- الذي هو التقرب إلى الأحجار
أو الأشجار أو نحو ذلك ما لم يكن شركاً فهو بدعة.
النوع الثالث: التقرب أو التوسل الشركي، وهو الذي يكون بصرف نوع من أنواع العبادة
لغير الله -عز وجل-. وأكثر ما يقع فيه المشركون، وهو الذي عليه أكثر الجاهلية
الذين بعث فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وعدهم من المشركين هو اتخاذ الوسائط في
العبادة من دون الله ، الذين وصفهم المشركون بقولهم: ﴿
مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [ الزمر:
3 ] زعماً منهم بأن هذه الوسائط أقرب إلى الله من ملائكة أو نبيين أو صالحين أو
حتى أشجار أو أحجار أو مزاراتٍ أو مشاهدَ أو غيرها يزعمون أنها لها مكانة عند الله
-عز وجل-فيزعمون أن توجيه العبادة لها لتقربهم إلى الله،لتتوسط لهم عند الله هذه
الوسائط هي معبودات وفعلهم شرك؛ والله- عز وجل- نص على ذلك؛ لأنهم حينما قالوا: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ
زُلْفَى ﴾ [ الزمر: 3 ] فإن الله حكم بشركهم بنص كتاب الله- عز وجل-
بشركهم، أو بأنهم أشركوا بهذه الوسيلة.
2-ما معنى البركه ؟ والبركة من الله سبحانه وتعالى ما معنى ذلك واعطى امثلة عليه ؟
البركة من الله- تعالى- يختص بعض خلقه بما يشاء منها فلا تثبت في شيء إلا بدليل، وهي تعني
كثرة الخير وزيادته، أو ثبوته ولزومه.
وهي في الزمان: كليلة القدر، وفي المكان: كالمساجد
الثلاثة، وفي الأشياء: كماء زمزم، وفي الأعمال: ككل عمل صالح مبارك، وفي الأشخاص: كذوات الأنبياء. ولا يجوز التبرك بالأشخاص لا
بذواتهم ولا آثارهم إلا بذات النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما انفصل من بدنه من ريق وعرق وشعر؛
إذ لم يرد الدليل إلا بها، وقد انقطع ذلك بموته -صلى الله عليه وسلم- وذهاب ما ذكر.
الحادي عشر: التبرك من الأمور التوقيفية؛ فلا يجوز التبرك إلا بما ورد به الدليل).
3-أفعال الناس عند القبور ثلاثة أنواع ما هى ؟
أفعال الناس عند القبور وزيارتها ثلاثة أنواع:
الأول مشروع: وهو زيارة القبور؛ لتذكر الآخرة وللسلام على أهلها والدعاء لهم.
الثاني بدعي: ينافي كمال التوحيد، وهو وسيلة من وسائل الشرك، وهو قصد عبادة الله-
تعالى- والتقرب إليه عند القبور، أو قصد التبرك بها، أو
إهداء الثواب عندها والبناء عليها وتشخيصها وإسراجها واتخاذها مساجد، وشد الرحال إليها، ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه،
أو مما لا أصل له في الشرع.
الثالث شركي: ينافي التوحيد، وهو صرف شيء من أنواع العبادة
لصاحب القبر كدعائه من دون الله والاستعانة والاستغاثة به والطواف والذبح والنذر له ونحو ذلك.
4-ما هي الأركان الثلاثة التي تقوم عليها العبادة؟
الحب والخوف والرجاءويجب أن تكون مجتمعة ولا تفرد بينها
لا يلزم كمال الحب، كمال الخوف والرجاء يعني: إذا وجد الحب
لله -عز وجل- ثم الخوف والرجاء ولو لم يكن فيه كمال؛ لأن الكمال قد لا يرد إلا عند قلة من العُباد الصالحين،..
5-يقسم علمائنا الصبر أصطلاحا إلى ثلاثة أقسام فما هى ؟ مع ذكر ايهم افضل؟
يقسم علماؤنا الصبر اصطلاحاً إلى ثلاثة
أقسام، تدبر معي، يقسم علماؤنا الصبر من الناحية الاصطلاحية إلى ثلاثة أقسام، صبرٌ أو صبرٍ واللغتان صحيحتان:
صبرٌ على الطاعة، أو صبرٌ على المأمور وهو الافضل.
وصبرٌ عن المعصية، أو صبرٌ عن المحظور.
وصبرٌ على البلاء، أو صبر على المقدور .
6-ما الدليل من الكتاب والسنه على جواز المسح على الخفين؟ مع ذكر ايمها افضل المسح على الخفين ام الغسل؟
وقد دل على جواز المسح الكتاب والسنة والإجماع .
أما الكتاب فقول الله - تبارك وتعالى -
في آية الوضوء ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى
الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ ﴾ [ المائدة:6] أم
وأرجلِكم ؟ هما قراءتان:
القراءة الأولى وهي قراءة حفص وأرجلَكم
وغيرها أيضاً عليها كثير من القراء .
هناك قراءة أخرى وأرجلِكم بالجر وكلاهما قراءة سبعية .
قالوا إن قراءة الجر تدل على المسح وذلك
بتنزيل كل قراءة على حال فقراءة النصب تنزل على حالة ما إذا كانت القدم مكشوفة فيجب فيها الغسل .
وقراءة الجر تنزل على حالة ما إذا كانت
القدم مستورة بالخف فرضها إيش ؟ المسح .
فهذا دليل من القرآن على المسح على الخف.
أما من السنة فقد تواترت السنة معنىً في
جواز المسح على الخفين ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله ليس في قلبي من
المسح شئ فيه أربعون حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل أوصلها بعضهم
إلى ما يزيد على سبعين حديثاً ومن أحاديث المسح حديث المغيرة ابن شعبة أنه كان مع
النبي - صلى الله عليه وسلم - فتوضأ ومسح على خفيه قال (
توضأ فأهويت لأنزع خفيه ) بناء على ما تقرر عند المغيرة - رضي الله عنه -
بأن الرجلين يغسلان الأصل في الرجلين تغسلا أم لا ؟ قال فأهويت لأنزع الخفين من
أجل أن يغسلهما - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم - ( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسحا عليهما ) والحديث متفق عليه .
أيضاً حديث علي - رضي الله عنه - وسيرد
معنا بعد قليل ولعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حديثان أو أكثر في المسح على
الخفين منهم حديث كيفية المسح ( لو كان الدين بالرأي
لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على ظاهر الخفين ) .
وفيه حديث أيضاً لعلي بن أبي طالب - رضي
الله عنه - في مدة المسح ( جعل رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - ثلاثة أيام وليالهن للمسافر ويوماً وليلة للمقيم ) يعني في مدة المسح.
الواقع أن المسألة فيها خلاف بعض أهل
العلم يرى أن المسح أفضل؛ لأنه رخصة والله يحب أن تؤتى رخصه، وبعضهم يرى أن الغسل
أفضل؛ لأنه الأصل، وبعضهم يقول: لا نقول إن الغسل أفضل، ولا نقول: إن المسح أفضل،
وإنما الأفضل على حسب وقت الوضوء إن كنت وقت الوضوء خالعاً يعني أقدامك مكشوفة،
فالأفضل هو الغسل بل هو الواجب، وإن كانت قدماك مستورتين بالخفين ونحوهما وقت
الوضوء فالأفضل لك حينئذ المسح .
ولهذا قالوا: لا يتكلف الإنسان ضد حاله
طلباً للأفضل، فالأفضل هو فعل ما يناسب حاله يعني ما في أحد يقول: أنا ألبس من أجل
أن أمسح، ولا إنسان لابس سأخلع من أجل أن أغسل، هذا الذي رجحه شيخ الإسلام رحمه الله .
7-ما الفرق بين العورة فى الصلاة والعورة فى النظر؟ مع ذكر العورة لكل من الرجل والمرأة والامة والصبى فى الصلاة ؟
عندنا مسألة أخرى تتعلق أيضاً بستر
العورة في الصلاة وهذه المسألة مهمة وهي: التفريق بين العورة في الصلاة، والعورة
بالنسبة للنظر، وعدم التفريق في هذه المسألة يوجد خلطاً عند كثير من الناس،
والواقع أن هناك فرقاً، هناك عورة في الصلاة يجب سترها، وهناك عورة في باب النظر
يجب سترها وفرق بينهما، --- العورة في النظر تختلف عن العورة في الصلاة بمعنى: أنه
قد يجب في النظر أو في باب النظر ستر ما لا يجب في الصلاة، وقد يجب ستر شيء من
البدن في الصلاة لا يجب ستره في باب النظر، فمثلاً: يجب على المرأة أن تستر جميع
بدنها إلا الوجه والكفين في الصلاة ولو كانت وحدها في بيتها، ولو لم يكن عندها إلا
زوجها. هذا واجب في باب النظر ولا غير واجب؟ واجب في باب النظر المرأة في بيتها
عندها زوجها فقط يجب عليها أن تستر جميع بدنها إلا وجهها وكفيها؟ لا يجب عليها أن
تستر بدنها كله؛ لأنها ما عندها إلا زوجها، ولكن إذا أرادت أن تصلي يجب عليها أن
تستر جميع البدن إلا الوجه والكفين، وكما سيأتي بالتفصيل قضية القدمين والكفين.
فالمقصود: أنه هنا لاحظنا أن فيه فرق
بين ما يجب ستره في الصلاة وبين ما يجب ستره في باب النظر، ومن الأمثلة التي توضح
هذا: هي قضية ما يجب ستره - في الصلاة - على المرأة،وهو جميع بدنها إلا وجهها وكفيها.
طيب بالنسبة للنظر إذا كانت في بيتها ما
عندها أحد ما عندها أحد يراها؛ ولهذا يجوز لها أن تكشف إذا لم يكن عندها إلا زوجها
فكذلك، أو أحد من محارمها.
- طيب أمر آخر: لا يجب على المرأة ستر
ما يظهر غالبا من محارمها، ويجب ذلك في الصلاة. مما يوضح هذا الأمر أيضا أن الستر
في باب النظر لخوف الفتنة، الستر الواجب في باب النظر لخوف الفتنة، بينما الستر في
الصلاة لحق الله- عز وجل- ؛ لأنه لا يخشى فتنة من ذلك ولا هناك نظر؛ ولهذا لا يجب
الستر في باب النظر إلا حيث ينظر من يجب
الستر عنه، بخلاف الستر في باب الصلاة فيجب ولو لم يوجد من يجب الستر عنه.
الكلام هنا الذي سنذكره الآن خاص
فيما يتعلق بالعورة في الصلاة فقط؛ ولا يسري هذا الكلام على العورة في باب النظر
الرجل:والمراد بالرجل عند الفقهاء هنا:
من بلغ عشر سنواتٍ فأكثر، بغض النظر عن كونه بالغاً، أو لم يبلغ بعد. وعورته: ما
بين السرة إلى الركبة؛ سواء كان حراً أو رقيقا.
الأمة:عورتها: من السرة إلى الركبة.
والواقع الأمة فيها قولان بل ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن عورتها كعورة الرجل من
السرة إلى الركبة، ويستدلون على هذا بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إذا زوج أحدكم عبده أو
أمته فلا ينظر إلى شيء من عورته؛ فإن ما تحت سرته إلى ركبته عورة ) قالوا:
والمراد الأمة. الحديث هذا رواه الدارقطني وأبو داود، ولكن هذا الحديث ضعيف؛ لا
يرتقي إلى درجة الحجية.
القول الثاني في المسألة: أن عورة الأمة
مثل عورة الحرة تماماً، ولا فرق بينهما يعني: كلها عورة إلا وجهها وكفيها. وفي قول
آخر وسط بين هذين القولين وهو أن عورة الأمة ما لا يظهر غالبا يعني: يجب عليها أن
تستر جميع بدنها إلا الوجه والكفين والرأس والذراعين والساقين وما أشبه ذلك،
وقالوا: هذه الأشياء تظهر غالبا من الإماء، وإذا جعلناها كالرجل - يعني ما بين
السرة إلى الركبة فقط - فهذا ربما يترتب عليه فتنة، وربما يترتب على ذلك حرج أيضا.
إذا قيل: بأنها كالحرة تماما فهذا أيضا فيه حرج على الأمة؛ لأنها تخدم، وتشتغل
وربما ينالها ضيق وحرج في العمل لو قيل بأن بدنها كله عورة.
على كل حال- عندنا- ينبغي أن يكون هناك
فرقاً بالنسبة للإماء ومن في حكمهن؛ لأنهم جعلوا الحكم هنا بالنسبة للأمة التي هي
رقيقة كلها، أو بعضها رقيق وبعضها حر[المعتق بعضه]، أو أيض[أم الولد] التي
استولدها سيدها يعني: حملت منه وولدت؛ فهذه يكون عتقها معلقاً بموت سيدها. هؤلاء
حكمهن واحد بعض أهل العلم يجعل عورتهن كعورة الرجل من السرة إلى الركبة، وبعضهم...
بالخلاف الذي ذكرت، ولكن ينبغي هنا حتى على القول بأن العورة بالنسبة للأمة في
الصلاة ما بين السرة إلى الركبة ينبغي أن يفرق بين العورة في الصلاة والعورة في
باب النظر، أنه إذا كان يخشى الفتنة فإن الحكم يختلف، وممن نبه على ذلك ابن حزم
--رحمه الله تعالى- ، وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما قالوا: إنه ينبغي في باب
النظر –بل يجب في باب النظر- إذا كان يخشى الفتنة وكانت الأمة يعني: حسناء وجميلة،
أو تشتهى، أو ينظر إليها؛ فيجب عليها أن تتستر كما تتستر الحرة.
- الذكر أو الصبي من السابعة إلى
العاشرة قالوا: عورته في الصلاة هي العورة المغلظة فقط، والمقصود بالعورة المغلظة الفرجان فقط.
الحرة البالغة كل بدنها عورة إلا
وجهها... وجهها وكفيها... أو وجهها وكفيهاوقدميها... يعني: ثلاثة أقوال في المسألة
بالنسبة للحرة البالغة، ومنشأ الخلاف هن في باب الحرة :أنه لم يرد دليل صريح صحيح
فيما يجب على المرأة ستره في الصلاة؛ ولهذا اختلف الفقهاء- رحمهم الله- في هذه
القضية، فمنهم من يرى أن المرأة كلها عورة في الصلاة إلا وجهها فقط، ومنهم من يرى
أنه يجب عليها ستر جميع بدنها في الصلاة إلا وجهها وكفيها، ومنهم من يرى أنه يجب
عليها ستر جميع بدنها إلا الوجه والكفين والقدمين أيضا، وهذا القول الأخير هو الذي
رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- بناء على عدم وجود الدليل الصحيح الصريح
الموجب لتغطية الكفين والقدمين.
ربما يقول قائل: في حديث أم سلمة- رضي
الله تعالى- عنها أنها سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أو سئل النبي -صلى الله
عليه وسلم-: أتصلي المرأة في درع وخمار بغير إزار؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: إذا
كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها، هذا الحديث ألا يدل على وجوب تغطية القدمين؟
بلى هذا الحديث يدل على وجوب تغطية القدمين، وهذا مما استدل به من يرى وجوب تغطية
القدمين بالنسبة للمرأة في الصلاة، ولكن هذا الحديث ضعيف لم يصح مرفوعاً إلى النبي
-صلى الله عليه وسلم-، وصحح بعضهم وقفه كما قال ابن حجر في بلوغ المرام.
قالوا أيضا: يترتب على القول بوجوب
تغطية الكفين والقدمين حرج؛ لأنه قد يصعب على المرأة تحاشي خروج شيء من الكفين أو
القدمين؛ ولا سيما عند الركوع أو السجود، ولو قيل: بأن تغطية الكفين والقدمين شرط؛
لقيل: إنه لو انكشف شيء من بدنها- كفها أو قدمها- فمعنى هذا أن الصلاة لا تصح؛
ولهذا قالوا: الأولى أو الراجح : أن الكفين والقدمين – أيضا- تغطيتهما ليست شرطا في صحة الصلاة.
ومع هذا نقول: يتأكد على المرأة- حتى
ولو لم يقل أن تغطية الكفين والقدمين شرط لصحة الصلاة أن تحتاط لصلاتها، وأن تحرص
على تغطية كفيها وقدميها في الصلاة؛ خروجاً من الخلاف.
أما الوجه: فكشفه في الصلاة محل إجماع،
كشف الوجه في الصلاة محل إجماع من أهل العلم. قال ابن عبد البر- رحمه الله- :
أجمعوا على أن للمرأة أن تكشف وجهها في الصلاة، ونقل الإجماع غيره، وأما الكفان
فجمهور العلماء على أنهما ليسا بعورة، وأنه لا يجب تغطيتهما في الصلاة، وأما
القدمان فمحل خلاف كما سبق، والخلاف في القدمين أقوى من الخلاف في الكفين؛ لأن
جمهور العلماء أنه يجب ستر القدمين، يعني: عندنا الآن ثلاثة أشياء:
الوجه: هذا محل إجماع أنه يكشف لا يجب
ستره، الكفان: فيه خلاف ولكن الأكثر على أنهما أيضا لا يجب سترهما، القدمان: خلاف،
والأكثر أنه يجب سترهما يعني عكس الكفين؛ ولهذا الخلاف قلت: ينبغي للمرأة أن تحتاط
بل يتأكد عليها أن تحتاط في صلاتها وأن تستر بدنها إلا وجهها، مع ملاحظة ما سبقت
الإشارة إليه من الفرق بين العورة في الصلاة والعورة في باب النظر؛ لأنه في باب
النظر يقصد سد ذرائع الفتنة؛ وعلى هذا وجب ستر جميع بدن المرأة في باب النظر على
خلاف بين الفقهاء في ذلك ليس هذا موضع بسطه.
هذا بالنسبة للمرأة و بالنسبة للرجل سبق
أن عورته ما بين السرة إلى الركبة؛ وبناء على ذلك يجب ستر ذلك الجزء من البدن - من
السرة إلى الركبة- ويدل على ذلك أحاديث عن علي -رضي الله تعالى عنه- ، وعن ابن
عباس، وعن جرهة بن الأسلمي، وعن محمد بن جحش في وجود يعني: هذه الأحاديث عن هؤلاء
الصحابة- رضوان الله تعالى عليهم - تدل على وجوب تغطية الفخذ وأنه عورة بالنسبة
للرجل، ولكن هذه الأحاديث بأفرادها فيها مقال يعني: كل واحد من هذه الأحاديث بوحده
ضعيف ولكن قال العلماء- رحمهم الله- إن هذه الأحاديث بمجموعها تنهض للاستدلال،
بمجموع هذه الأحاديث تنهض للاستدلال وتعتبر حجة؛ وبناء على هذا يجب تغطية الفخذين
وأنه لا يجوز كشفهما، وبناء على هذا يجب سترهما في الصلاة.
هذا هو القدر الأقل بالنسبة للرجل؛ بل
الدليل الصحيح على أنه أيضا يجب ستر العاتقين أو أحدهما مع ذكر، ويدل على ذلك
حديث: ( لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه
منه شيء ) وهذا الحديث متفق عليه، وفي رواية: (
ليس على عاتقه منه شيء ) ؛ ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله: يجب ستر أحد
المنكبين قول، وبعضهم قال: يجب ستر المنكبين جميعا؛ ولهذا أيضا نقول: يتأكد على
الرجل المصلي أن يستر منكبيه جميعا في الصلاة، ولا سيما في الصلاة الفريضة؛ لأن
بعض أهل العلم يفرق بين صلاة النافلة وصلاة الفرض يقول: يجب تغطية هذين المنكبين
أو العاتقين في الفرض دون النفل؛ مع أن بعض أهل العلم قال: الأصل التعميم ولا يفرق
بين الفرض والنفل إلا ما دل الدليل على التفريق فيه، والحديث جاء عاما: ( لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه منه شيء )
وقال: لا يصلين أو لا يصلي كما في بعض الروايات ولم يقل صلاة الفريضة؛ ولهذا قال
بعض أهل العلم: يعني الحكم عام في صلاة الفرض وصلاة النفل.
الذين قالوا: إن صلاة الفرض تختلف وأنه
يجب تغطية الفرض فقط يعني: تغطية أحد العاتقين في الفرض فقط قالوا: بناء على أنه
يخفف في النافلة في أشياء كثيرة ما لا يخفف في الفريضة؛ ولهذا قالوا: في النافلة
يمكن أن يصلي على الراحلة بدون عذر، وممكن أيضا أن لا يتوجه إلى القبلة يصلي قاعدا
إلى آخره. يعني: تسومح في بالنسبة لصلاة النوافل ما لم يتسامح فيه في صلاة الفرض.
الأكمل من هذا يعني عندنا الآن درجات
الواجب أو القدر المجزئ ستر العورة الذي ما بين السرة والركبة وستر أحد العاتقين،
الأكمل من ذلك ستر المنكبين جميعا، الأكمل من ذلك ستر جميع البدن وأخذ الزينة
الحرص على أخذ الزينة للصلاة؛ لأن هذا هو المتفق مع النص القرآني مع قول الله
تبارك وتعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ
عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [ الأعراف: 31 ] ولهذا، لشيخ الإسلام - رحمه الله-
كلام جميل في هذا الموضوع، وقال: إن الفقهاء- رحمهم الله- في كتب الفقه عندما
تحدثوا عن شرط ستر العورة عبروا بستر العورة؛ وينبغي ألا يعبروا بهذا لأن هذا أوهم
ينبغي أن يعبروا بما عبر به القرآن أخذ الزينة لم يفصلوا ما المراد بأخذ الزينة في الصلاة.
على كل حال الدرجة الأكمل والأفضل والذي
ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في صلاته سواء كان رجلا أو امرأة أن يأخذ زينته في الصلاة
بستر جميع بدنه، وقلنا: كل ما عد من كمال اللباس؛ ينبغي للمسلم أن يحرص عليه في صلاته.
عاتق الرجل ليس عورة بالاتفاق ومع هذا
جاء الحديث بوجوب ستره في الصلاة كما في الحديث السابق؛ وهذا يدل أيضا على أنه مما
ينبغي أن يضاف لما ذكرنا أولا- في التفريق بين العورة في الصلاة والعورة في باب
النظر، يدل على أن عورة الصلاة ليست كعورة النظر، كما يدل على ذلك أيضا قوله
تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ
كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [ الأعراف: 31 ]؛ فأخذ الزينة في الصلاة أو للصلاة شيء
زائد عن ستر العورة؛ ولهذا يتأكد لبس اللباس الساتر في الصلاة والعناية بأخذ اللباس في الزينة.
8-متى تكون الهجرة واجبة؟
بشرطين، إذا خاف على دينه، يعني يخاف
ألا يقيم شعائر دينه، لا يستطيع أن يصلي، لا يستطيع أن يصوم، لا يستطيع أن يزكي،
هذا هو الخوف على الدين، ليس كمال الدين، ولكن أصول الدين، فهذا إذا خاف على دينه،
الشرط الثاني أنه يستطيع الهجرة، أما إذا لم يستطع فلا تكليف بما لا يُستطاع، لا
يُكلف الله نفسًا إلا وُسعها، الله سبحانه وتعالى لا يُحاسب إلا على المقبول.
إذًا المعنى الثاني الهجرة من بلد الشرك
إلى بلد الإسلام، وقلنا إن هذا المعنى باقٍ إذا وُجد سببه.
ما هي علامات حب الله لعبده؟
من أطاع الله - سبحانه وتعالى – فأتى
بالمعتقد الصحيح تجاه الله - سبحانه وتعالى – وأدى الفرائض التي أوجبها الله -
سبحانه وتعالى – وقام بشيء من النوافل وشيء من المستحبات فهذا توفيقه لهذه الطاعة
علامة حب الله له .
كذلك من علامة التوفيق ذكرت إحدى
الأخوات قربه ونصره واستجابة دعائه وحمايته هذه نعم قد تكون علامات لكن تنزيل هذه
الأشياء على واقع الناس هذا يحتاج إلى دقة بحيث ما يأتي إنسان أنا دعوت فلم يستجاب
لي يعني إن الله لم يحبني، لا إنما الاستجابة حاصلة اليوم أو غداً أو يدفع عني
الشر بالمثل أو تؤجل للإنسان في الآخرة وهي أعظم .
إذاً: العلامة الكبرى لحب الله لعبده
توفيقه لطاعته فإذا وفق العبد لطاعة الله - عزّ وجلّ – ثم بقدر ما ينال من النوافل
يحبه الله كما في الحديث القدسي من يذكره ؟
( وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ولا يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ) إلى آخر الحديث .
إذاً: أكبر علامة أن الإنسان يأتي بالفرائض التي أوجبها الله - سبحانه وتعالى – عليه .
محبة الصالحين،
ليست محبة عامة الناس ولذلك كثير من المشاهير كفار، وكثير من
المشاهير فسقة، وكثير من المشاهير مشاهير في أمور ليست طاعة، إنما المحبة المقصودة هنا قلنا محبة الصالحين .
10-قال تعالى :﴿وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى ﴿83 ﴾ قَالَ هُمْ أُوْلاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴿84 ﴾ ﴾ فهل هذا ييعتبر فى ميزان الله تقصير من موسى عليه السلام ام لا ؟ولماذا؟
﴿وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى ﴾ ما الذي
جعلك تتعجل عن قومك وتتركهم خلفك ولم تبق معهم حتى تصل بهم إلى هنا؟ الله -عز وجل-
يعلم كل شيء ولكن يجري الله الأمور على ما يعرف العباد، يسأل وموسى يجيب فيكون
الكلام على حسب ما في نفس موسى لا على حسب ما علم الله منه، وهما لا يفترقان ولكن
هذا يكون أوقع في إدارة القصة وفي حكايتها فيكون هذا على حسب ما تعود الناس في فهم
الأحداث.
﴿وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى ﴿83 ﴾ قَالَ هُمْ
أُوْلاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴿84 ﴾ ﴾ هم
أولاء على أثري أي:مقبلون على أثري وماضون ورائي، فالأثر:هو ما يتركه الماشي خلفه
بسبب وضع قدمه على الأرض أو التراب،فتلك العلامة التي يتركها قدم الإنسان عند
المشي أو حافر الدابة أو خفها عند المشي هذا يسمى:أثر الشيء،يسمى بالأثر، قال: ﴿قَالَ هُمْ أُوْلاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ
لِتَرْضَى ﴾ على أثري أي:يتبعون أثري يأتون في طريقي، ورائي ويصلون -إن شاء
الله- قريباً حسب معلومات موسى -عليه السلام- فأخبره الله -تعالى- بما كان لا
يتوقع، بما كان لا يتحسب من قومه، ولا يظن فيهم ذلك، أخبره بخبر أغضبه وأحزنه: ﴿قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ
وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ﴾ وهنا نلاحظ أنها أيام قليلة ترك موسى فيها
قومه، حتى وصل إلى ميقات ربه وهم لا يزالون في الطريق فهي أيام قليلة تُعد على
الأصابع يترك الراعي رعيته من بني إسرائيل أياماً قليلة وعليهم خليفة يَخلف الرسول
الأصلي -عليه السلام- وإذا بهم يضلون هذا الضلال، وفتنا يعني: أوقعناهم في الفتنة
والله- تعالى- لا يفعل هذا ابتداءً من عنده ولكن من سلك طريق شر بعدما سمع المواعظ
ورأى الموانع الشرعية فإن الله -تعالى- يساعده على ما اختار ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ﴿8 ﴾ وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنَى ﴿9 ﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴿10 ﴾ ﴾ [الليل: 9- 10]،
فاختاروا اختياراً سيئاً قال لهم هارون -عليه السلام-: اجمعوا ما معكم من ذهب
وكانوا عند خروجهم من مصر استعار كل واحد منهم من جيرانه ما عندهم من ذهب على أنه
عارية يردونها مرة أخرى، فأخذوا الذهب وذهبوا بالليل وانصرفوا بذهب القبط فتعتبر
سرقةً، ولذلك قال لهم هارون: اجمعوا هذا الذهب في حفيرة حتى يرجع إلينا موسى فيرى
رأيه في هذا، ماذا نفعل به؟ فلا يعرف أحد لنفسه ذهباً إنما الذهب ذهب الكل إما أن
يقسمه أو يرى فيه رأياً من خلال ما يوحى إليه ويحكم فيه بحكم الله - سبحانه
وتعالى- كان فيهم رجل يقال له: السامري، قيل: كان من بني إسرائيل وقيل: كان من
القبط ولكنه صحبهم في رحلتهم هذا تعلقاً بهم، خرج معهم وكان حينما نزل جبريل -عليه
السلام- لهلاك فرعون وإغراقه، رأى السامري جبريل -عليه السلام- أو رأى ما يركبه من
فرس أو شيء يشبه الفرس فرأى حافر الفرس على الأرض فأخذ من أثر الفرس- ويُعتبر أثر
الرسول جبريل -عليه السلام- أي ما كان من أثر الفرس على الأرض- أخذ قبضة من التراب
حيث أُلقي في روعه يومها أنه لو قبض قبضة من أثر الرسول- جبريل -عليه السلام-
فألقاها في شيء وقال لها: كوني لكانت بأمر الله فأخذ هذه القبضة واحتفظ بها حتى
ألقى بنو إسرائيل الذهب في هذه الحفيرة أي الحفرة الصغيرة، فألقى السامري أيضًا ما
في يده، ودعا ربه - سبحانه وتعالى- وأجابه الله إملاءً له وهكذا يشتد غضب الله
-تعالى- على الظالم، فالسامري كان رجلاً فيه صلاح، وكان معه من الآيات التي بعثها
الله في قلبه والإلهامات التي جعلته رجلاً صالحاً، وسمع من موسى ما سمع ولكن ترك
كل ذلك، ورجع إلى أصله - كما قيل- إنه كان من قوم يعبدون البقر، أصل قومه قوم
كانوا يعبدون البقر فانقلب إلى عقيدته الأولى، وصنع لهؤلاء عجلاً جسدًا لا روح فيه
من هذا الذهب وأوحى إليهم أي: أفهمهم وعلمهم أن هذا إلهكم وإله موسى فأخذوا هذا
العجل إلهاً من دون الله -عز وجل- فكانت فتنة عظيمة، السبب المباشر فيها: السامري،
حيث قال الله –تعالى- ﴿وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ﴾
هو الذي صنع لهم إلهاً من ذهب على صورة عجل وأوهمهم أن هذا إله فقبلوا الكلام منه
وقبلوا هذه العقيدة الباطلة ونسوا عقولهم ونسوا حقيقة الإله وعظمة الإله لم
يقارنوا ولم يوازنوا بعقولهم ولم يفكروا ولا لحظة، وبالتالي سقطوا في هذه الفتنة،
لما اختاروها ولم يرعوا ما نصحهم به هارون -عليه السلام- كما سيأتي الحديث في ذلك-
لم يسمعوا لصوت الحق ولم يذكروا أن الله الحق الواحد - سبحانه وتعالى- قد أنجاهم
من عدوهم وأنجاهم من البحر، وخلصهم من فرعون، لم يذكروا كل ذلك ونسوه وأرادوا
عجلاً جسدًا إلهاً ظاهرًا أمامهم يمسونه ويحسونه بأيديهم ويرونه بأبصارهم فاتخذوا
العجل من دون الله فكانت جريمة نكراء، فلما اختاروا هذا الله – تعالى- فتنهم به وأوقعه في قلوبهم.
كان هذا هو الموضوع الأول، وهو خروج
موسى -عليه السلام- عاجلاً إلى ربه أو متعجلاً إلى ربه، وكان غرضه من ذلك أن يرضى
عنه ربه أكثر وأكثر، فكان مقصوده حسناً ولكن لا نعيب على الأنبياء، وإنما الأنبياء
بشر وحين يفكرون ويزنون الأمور بعقولهم فلابد أن تسقط منهم السقطات الدقيقة التي
لا تعتبر ذنباً إلا في حق الأنبياء وموسى وإن تعجل لمرضات ربه إلا أنه ترك قومه
ويعتبر في ميزان الله –تعالى- قصر إلى حد ما في مهمته حيث استخلفه الله على قومه
فاستخلف هو أخاه هارون وكان ينبغي والأولى أن يبقى معهم ولا مانع من صدور مثل هذا
من الأنبياء والمرسلين ولا ينقص من قدرهم شيئاً، فنبينا -صلى الله عليه وسلم- أعرض
عن عبد الله بن أم مكتوم وعبس في وجهه محاولة منه أن يفوز بكبراء مكة وكبار قريش
فلو أسلموا دخلت مكة كلها في الإسلام - حسب تقدير النبي -عليه الصلاة والسلام-
لموقف الدعوة- ولكن كان عند الله أمر آخر فعاتبه الله وقال: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى ﴿1 ﴾ أَن جَاءَهُ الأَعْمَى ﴿2 ﴾ ﴾
[عبس: 1، 2].
والله ولى التوفيق