بين العادة والعبادة
بين العادة والعبادة
سعيد محمد السواح
إن الحمد
لله نحمده - سبحانه وتعالى - ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته
ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [آل عمران: 102]، (يا أيها الناس اتقوا ربكم
الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً
ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً)
[النساء: 1]، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح
لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً
عظيماً) [الأحزاب: 70 -71].
ثم أما بعد:
فالحمد لله الذي أرسل
رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، فلتعلم
أخي المسلم أن الله قد اوجب علينا طاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم
-، وجعل الله لنفسه حقوقاً على عباده لا يشاركه فيها أحد، لا نبي مرسل
ولا ملك مقرب، وجعل - سبحانه - لنبيه حقوقاً على أمته لا يساويه فيها أحد
من الخلق، وكان من حقه - صلى الله عليه وسلم - علينا محبته وطاعته واتباعه
وتوقيره واحترامه من غير غلو ولا إفراط، كما قال - صلى الله عليه وسلم -:
((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله
ورسوله)).
ولنعلم:
أن النجاة كل النجاة في
صدق الإخلاص لله - تعالى - وحسن الاتباع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -
دون غلو أو ابتداع، قال الله - عز وجل –: (وأن هذا صراطي مستقيماً
فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيلي، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)
[الأنعام: 153]، وكذلك قال - سبحانه -: (قل إنني هداني ربى إلى صراط
مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين * قل إن صلاتي
ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول
المسلمين) [الأنعام: 161- 163].
ولقد نبه الله - تعالى -
المسلمين إلى حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال - تعالى -: (إن
الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليماًَ * إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد
لهم عذابا مهيناً) [الأحزاب: 56 - 57].
وقال - سبحانه -: (إنا
أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعذروه وتوقروه
وتسبحوه بكرة وأصيلاً) [الفتح: 8 - 9].
وقال - سبحانه -: (يا
أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله، واتقوا الله إن الله
سميع عليم * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي، ولا
تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون)
[الحجرات: 1- 2].
وكذلك نبه الله - تعالى -
المسلمين على وجوب محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن محبة النبي -
صلى الله عليه وسلم - أصل عظيم من أصول الدين، فلا إيمان لمن لم يكن
الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين،
فقد قال الله - تعالى -: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم
وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم
من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا
يهدى القوم الفاسقين) [التوبة: 24].
وقال - سبحانه -: (النبي
أولى بالمؤمنين من أنفسهم) [الأحزاب: 6]، ولقد قال الرسول - صلى الله عليه
وسلم -: ((ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به فئ الدنيا والآخرة؛ اقرؤوا:
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)...))، وقال - صلى الله عليه وسلم -:
((أنا أولى بكل مؤمن من نفسه)).
كيف نحقق محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمه؟
بمتابعته - صلى الله عليه
وسلم -، وتكون بطاعته فيما أمر به، تصديقه فيما أخبر به، اجتناب ما نهى
عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرعه.
انظر أيها المسلم
الحبيب.. إلى حب الصحابة - رضي الله عنهم - لنبيهم - صلى الله عليه وسلم
-، فهذا خبيب بن عدى - رضي الله عنه - لما وقع في أيدي كفار قريش وأجمعوا
على قتله، فقال له أبو سفيان: "أيسرك أن محمداً عندنا نضرب عنقه وأنك في
أهلك؟" فقال: "لا والله، ما يسرني إني في أهلي وإن محمداً - صلى الله عليه
وسلم - في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه".
لذا فإن الله - سبحانه
وتعالى - أوجب لنبينا - صلى الله عليه وسلم - على القلب واللسان والجوارح
حقوقاً زائدة على مجرد التصديق بنبوءته، كما أوجب - سبحانه - على خلقه من
العبادات على القلب واللسان والجوارح أموراً زائدة على مجرد التصديق به -
سبحانه -، وحرم - سبحانه - بحرمة رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما يباح
أن يفعل مع غيره أموراً زائدة على مجرد التكذيب بنبوءته، فمن ذلك:
* أن الله أمر بالصلاة
عليه والتسليم بعد أن أخبر أن الله وملائكته يصلون عليه، والصلاة: تتضمن
ثناء الله عليه ودعاء الخير له وقربته منه ورحمته له، والسلام عليه: يتضمن
سلامته من كل آفة، فقد جمعت الصلاة عليه والتسليم جميع الخيرات، ثم إنه
يصلى - سبحانه - عشراً على من يصلى عليه - صلى الله عليه وسلم - مرة واحدة
حضاً للناس على الصلاة عليه ليسعدوا بذلك وليرحمهم الله بها.
* أن الله - عز وجل -
أخبر أنه - صلى الله عليه وسلم - أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن حقه - صلى
الله عليه وسلم - أن يجب أن يؤثره العطشان بالماء والجائع بالطعام، وأنه
يجب أن يوفى بالأنفس والأموال، كما قال - سبحانه -: (ما كان من أهل
المدينة ومن حوله من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم
عن نفسه..) [التوبة:120].
فعلم أن رغبة الإنسان
بنفسه أن يصيبه ما يصيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المشقة معه
حرام، وقد قال الله - تعالى - مخاطباً المؤمنين فيما أصابهم من مشقات
الحصر والجهاد: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله
واليوم الأخر وذكر الله كثيراً) [الأحزاب: 21].
* أن يكون أحب إلى المؤمن
من نفسه وولده وجميع الخلق كما دل على ذلك قوله –سبحانه-: (قل إن كان
آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة
تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله..) [التوبة:24]،
ومن ذلك قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "يا رسول الله، لأنت أحب
إليّ من كل شيء إلا من نفسي"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا
والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك))، فقال له عمر - رضي الله عنه
-: "فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي"، فقال النبي - صلى الله عليه
وسلم -: ((الآن يا عمر))، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا
يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده)).
* أن الله - عز وجل - أمر
بتعزيزه وتوقيره، فقال: (وتعزروه وتوقروه) [الفتح: 9]، والتعزيز: اسم
جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، وتوقيره: اسم جامع لكل ما فيه
سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام وأن يعامل من التشريف والتكريم
والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار.
* خصه في المخاطبة بما
يليق به، فقال - تعالى -: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم
بعضاً) [النور:63]، فنهى أن يقولوا: يا محمد أو أحمد أو يا أبا القاسم،
ولكن يقولوا: يا رسول الله، يا نبي الله، وكيف لا يخاطبونه بذلك والله -
سبحانه وتعالى - أكرمه في مخاطبته إياه بما لم يكرم به أحداً من الأنبياء،
فلم يدعه باسمه قط في القرآن بل يقول: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً
ومبشراً ونذيراً) [الأحزاب: 45]، (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من
ربك) [المائدة: 67].
* أنه حرم التقدم بين
يديه بالكلام حتى يأذن، وحرم رفع الصوت فوق صوته وأن يجهر له بالكلام كما
يجهر الرجل للرجل، وأخبر أن ذلك سبب حبوط العمل، وأخبر أن الذين يغضون
أصواتهم عنده هم الذين امتحنت قلوبهم للتقوى، وأن الله يغفر لهم ويرحمهم،
وأخبر أن الذين ينادونه وهو في منزله لا يعقلون لكونهم رفعوا أصواتهم
عليه، ولكونهم لم يصبروا حتى يخرج إليهم ولكن أزعجوه إلى الخروج.
* أنه حرم على الأمة أن
يؤذوه بما هو مباح أن يعامل به بعضهم بعضاً تمييزاً له، مثل نكاح أزواجه
من بعده، فقال - تعالى -: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا تنكحوا
أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً) [الأحزاب: 53].
* وأوجب على الأمة لأجله
احترام أزواجه وجعلهن أمهات في التحريم والاحترام، فقال - سبحانه وتعالى
-: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) [الأحزاب: 6].
* وأما ما أوجبه من طاعته والانقياد لأمره والتأسي بفعله فهذا باب واسع.
* ومن كرامته المتعلقة
بالقول: أنه فرق بين أذاه وأذى المؤمنين، فقال - تعالى -: (إن الذين يؤذون
الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً *
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً
وإثماً مبيناً) [الأحزاب: 57- 58].
* ومن ذلك أيضاً: أن الله
رفع له ذكره، فلا يذكر الله - سبحانه وتعالى - إلا ذكر معه، ولا تصح
للأمة خطبة ولا تشهد حتى يشهدوا أنه عبده ورسوله وأوجب ذكره في كل خطبة،
وفي التشهد في الشهادتين اللتين هما أساس الإسلام، وفي الأذان الذي هو
شعار الإسلام، وفي الصلاة التي هي عماد الدين، إلى غير ذلك من المواضع.
* ولذا كان سابه أو
منتقصه قد ناقض الإيمان به وناقض تعزيزه وتوقيره، وناقض رفع ذكره، وناقض
الصلاة عليه والتسليم، وناقض تشريفه في الدعاء والخطاب، بل قابل أفضل
الخلق بما لا يقابل به أشر الخلق.
لذلك نقول: فإنه ينبغي أن
نقتدي به في خلقه وفي إيمانه وعبادته، وفي حبه لله وللمؤمنين امتثالاً
لقول ربنا: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم
الآخر وذكر الله كثيراً) [الأحزاب: 21]، وينبغي أن نقتدي برسول الله -
صلى الله عليه وسلم - في سياسة الدين وسياسة الدنيا.
مكانة السنة ووجوب الالتزام بها والعمل بها، والحث على التمسك بالدين وإحياء السنة.
1- الأمر الصريح بالأخذ
بما أمر به الرسول –صلى الله عليه وسلم- والانتهاء عما نهى عنه، قال -
تعالى -: (ما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا) [الحشر: 7].
فهذه الآية تقرر هذا الأصل الهام وهو: وجوب اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -.
2- طاعة الرسول - صلى
الله عليه وسلم - هي طاعة الله - تعالى -، قال - عز وجل -: (من يطع الرسول
فقد أطاع الله، ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً) [النساء: 80].
3- من حاد عن طاعة الله
وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - كان في عداد الكافرين، قال - تعالى -:
(قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين) [آل عمران:
32].
4- رد الحكم عند التنازع
إلى كتاب الله - تعالى - وإلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال -
تعالى -: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر
منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول، إن كنتم تؤمنون بالله
واليوم الأخر، ذلك خير وأحسن تأويلاً) [النساء: 59].
5- مبايعة النبي - صلى
الله عليه وسلم - مبايعة مع الله - تعالى -، كما قال - عز وجل -: (إن
الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) [الفتح: 10].
6 - نفي الإيمان عن من لا
يحتكم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يرض تمام الرضى بحكمه
وقضائه، فقال - تعالى -: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماً) [النساء: 65].
7- لا خيار للمؤمن مع سنة
النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا مع قضائه، كما قال الله - سبحانه
وتعالى -: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون
لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً)
[الأحزاب: 36].
ولقد حذر الله - تعالى -
من مخالفة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال الله - عز وجل -:
(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
[النور: 63]، وقال - تعالى -: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى
ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى، ونصله جهنم وساءت مصيراً).
[النساء: 115].
فاتباع النبي محمد - صلى
الله عليه وسلم - أحد ركائز دين الإسلام وأساسياته: (وما آتاكم الرسول
فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا)، والاتباع هو الاقتداء والأسى بالنبي - صلى
الله عليه وسلم - في الاعتقادات والأقوال والأفعال والمتروك.
ولقد بين الله - عز وجل - أهمية ومنزلة الاتباع في الشريعة:
- حيث أن الاتباع هو شرط لقبول العبادات: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)).
- الاتباع سبب لدخول
الجنة: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله ومن
يأبى؟، قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)).
- الإتباع دليل محبة
العبد لله - تعالى -: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر
لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) [آل عمران: 31].
والناظر إلى حال المسلمين
يجدهم قد زهدوا في سنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، فلقد ترك الناس
العمل بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - زهداً فيها، لذا ترى أحدهم يعبر
عنها بقوله: إنها سنة، وكأنه يقلل من شأنها وينزل من قدرها، ألم يسمع هذا
قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من رغب عن سنتي فليس مني))، ولقد ذكر
الإمام مسلم تحت كتاب الفضائل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: ((ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم،
فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم، واختلافهم على أنبيائهم))، وكذا
ذكر تحت باب فضل النظر إليه - صلى الله عليه وسلم -، عن أبى هريرة - رضي
الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفس محمد
في يده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني، ثم لأن يراني أحب إليه من أهله
وماله))، المعنى: أن رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل عنده وأحظى
من أهله وماله، ولقد قال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما
الأعمال بالنية وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله
فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها
فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
تأثير النية في المباحات:
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية - رحمه الله -: "ينبغي للعبد ألا يفعل من المباحات إلا ما يستعين به
على الطاعة، ويقصد الاستعانة بها على الطاعة"، فالمسلم إذا قصد بنومه
وأكله وشربه أن يتقوى بها على عبادة الله - عز وجل - كي يتمكن من قيام
الليل والجهاد في سبيل الله فهذا مثاب على هذه الأعمال بهذه النية، وقد صح
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لسعد بن أبى وقاص - رضي
الله عنه -: ((إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما
تجعل في امرأتك))، قال النووي - رحمه الله - معلقاً على هذا الحديث: "وضع
اللقمة في فيّ الزوجة يقع غالباً في حال المداعبة، ولشهوة النفس في ذلك
مدخل ظاهر، ومع ذلك إذا وجه القصد في تلك الحالة إلى ابتغاء الثواب حصل له
فضل الله - تعالى –".
وفيه أن الإنفاق على
العيال يثاب العبد عليه إذا قصد وجه الله - تعالى -، وفيه أن المباح إذا
قصد العبد به وجه الله - تعالى - صار طاعة ويثاب عليه، إذ وضع اللقمة في
فم امرأته إنما يكون في العادة عند المداعبة والملاطفة والتلذذ بالمباح
فهذه الحالة أبعد الأشياء عن الطاعة وأمور الآخرة ومع ذلك فقد أخبر الشارع
بأن ذلك يؤجر عليه بالقصد الجميل، فغير هذه الحالة أولى بحصول الأجر إذا
قصد به وجه الله - تعالى -.
ويؤخذ من ذلك: أن الإنسان
إذا فعل مباحاً من أكل أو شرب وقصد به وجه الله كالاستعانة بذلك على
الطاعة، وبالنوم على قيام الليل يثاب عليه.
* استحضار النية عند المباح:
الأفعال والأقوال المباحة
كثيرة جداً وإذا لم يقصد بها العبد النية الخيرة فإنها لن تعود علينا
بالنفع الأخروي، فإذا أحسن المكلف القصد والتوجه حين القيام بها فإن هذه
الأعمال من المطعم والمشرب والنوم والمتاجرة والصناعة تصبح ثروات عظيمة
تنفعنا عندما نقدم على ربنا في يوم القيامة: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي
ومماتي لله رب العالمين)، قال بن مسعود - رضي الله عنه -: "فإني أحتسب
نومتي كما أحتسب قومتي".
ونحن نستعرض بإذن الله -
تعالى - أيها المسلم الحبيب جانباً من عادات الناس على أفعال اعتادوا
القيام بها في كل يوم من الأيام مع غفلتهم عن سنة نبيهم - صلى الله عليه
وسلم - في كيفية تأدية هذه العادات، ليتحقق من خلالها العبودية لله -
تعالى - وذلك بتأسيهم واتباعهم لسنة نبيهم التي وردت في تلك الشئون، وكم
من ثواب عظيم يضيعه ويفقده الإنسان في كل يوم من الأيام عند غفلته عن قصد
اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الأحوال.
كلامنا سوف يكون بإذن الله - تعالى - عن المأكل والمشرب والملبس ودخول الخلاء والخروج منه:
فقد تتفق عادات الإنسان
في طعامه مثلاً مع الآداب والسنن والتي وردت عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - ولكنه لما كان فعلهم عن غير اتباع لسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -
فإنه قد فوت على نفسه الثواب؛ لعدم وجدانية وقصد اتباعه لسنة نبيه - صلى
الله عليه وسلم -، وما قصدنا بالكلام عن هذه البنود إلا تنبيه المسلم
الغافل عن سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
في المأكل:
قد تكون عادة الإنسان
تقديم اليمين عند طعامه وشرابه وعدم استعماله شماله لا في طعامه ولا
شرابه، ولكن إن أكل بيمينه وشرب بيمينه قاصداً اتباع هدى النبي - صلى الله
عليه وسلم - أثيب وأجر على ذلك.
فلقد قال النبي - صلى
الله عليه وسلم -: ((يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك))، قال
الغلام: "فما زالت تلك طعمتي بعد". بمعنى: أي لازمت ذلك حتى صارت عادة لي.
وعن ابن عمر - رضي الله
عنهما: - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أكل أحدكم فليأكل
بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله))،
وكان نافع - رحمه الله – يقول: "ولا يأخذ بها ولا يعط بها" أي المعنى: لا
يأخذ بالشمال ولا يعط بالشمال، ولكن تقدم اليمنى أيضاً في الأخذ والعطاء،
فلماذا إذا نقدم اليمين في الطعام والشراب؟ حتى لا نتشبه بالشيطان.
بل انظر إلى مخالفة
الإنسان لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -: فعن سلمه بن الأكوع –رضي الله
عنه-: "أن رجلاً أكل عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بشماله، فقال:
((كل بيمينك))، قال:لا أستطيع، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا استطعت،
ما منعه إلا الكبر))، قال: فما رفعها إلى فيه".
كراهية الأكل من وسط الطعام:
فعن ابن عباس - رضي الله
عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((البركة تنزل وسط الطعام،
فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه)).
ترجمة هذه الروايات:
يتطلب من المسلم العاقل المحب لدينه والمحب لرسوله –صلى الله عليه وسلم-
أن يترجم هذه الروايات لواقع عملي حتى تصبح عاداتنا في الطعام موافقة لهدي
رسولنا - صلى الله عليه وسلم -، والأمر يحتاج إلى الإدراك والانتباه عند
ممارسة هذه الأفعال، فأنا أتذكر عند إرادة الطعام أن أقدم اليد اليمنى
وأتذكر أن السنة وردت بذلك وهكذا في باقي السنن التي وردت بشأن الطعام.
في الشراب:
كراهية التنفس في الإناء:
عن أبى قتادة - رضي الله
عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نهى أن يتنفس في الإناء))،
لماذا تشرب؟ لا شك إن ألم بالإنسان العطش فهو يشرب لكي يروي ذلك الظمأ،
فقد أرشدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطريقة التي يروى بها
الظمأ، وهذا أن نتجرع الماء على ثلاث.
فعن أنس بن مالك - رضي
الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كان يتنفس في الإناء
ثلاثاً، ويقول: أمرا وأروى وأبرأ))، قال أنس - رضي الله عنه -: "فأنا
أتنفس في الشراب ثلاثاً".
يتنفس في الشراب ثلاثا،ً
أي: يشرب على ثلاث جرعات، تحقيق ذلك: أن يسم الله، ثم يشرب، ثم يبعد
الإناء عن فيه، ثم يتجرع الثانية، ثم يبعد الإناء، ثم يفعل في الثالثة،
مثل ذلك ثم يحمد الله.
لو كان مجموع من الناس في مكان فكيف يدار عليهم الشراب؟
فلقد بينت لنا السنة أن
إدارة الشراب يستحب فيه التيامن، وأن الأيمن في الشراب ونحوه يقدم وإن كان
صغيراً أو مفضولاً؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم الأعرابي
والغلام على أبى بكر الصديق - رضي الله عنه -.
عن أنس بن مالك -رضي الله
عنه-: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بلبن قد شيب بماء، وعن
يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر، فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال: ((الأيمن
فالأيمن))".
وعن سهل بن سعد الساعدي -
رضي الله عنه -: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بشراب فشرب
منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ، فقال للغلام: ((أتأذن لي أن أعطي
هؤلاء))، فقال الغلام: لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحداً،
فتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده".
وفي رواية أخرى: عن أنس
بن مالك - رضي الله عنه - قال: "أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في دارنا فاستسقى فحلبنا له شاة، ثم شبته من ماء بئري هذه، قال فأعطيت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشرب رسول الله وأبو بكر عن يساره وعمر
وجاهه وأعرابي عن يمينه، فلما فرغ رسول الله من شربه، قال عمر: هذا أبو
بكر يا رسول الله يريه إياه، فأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
الأعرابي وترك أبا بكر وعمر، وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
((الأيمنون الأيمنون الأيمنون))، قال أنس - رضي الله عنه - فهي سنة فهي
سنة فهي سنة".
نرى أن السنة لم تترك
فرصة للشيطان لكي ينزغ بين المسلمين، وإلا لِم لم يكن إدارة الماء بهذه
الطريقة لتطلع كل من كان في مجموع من الناس لو شرب أولاً، لكن السنة
تعلمنا كيف نسكن النفوس.
في اللباس:
في كيفية لباس النعال:
عن جابر - رضي الله عنه -
قال: ((نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينتعل الرجل قائماً))،
معنى ذلك: أنه عند إرادة الانتعال تنتعل من جلوس.
بأي النعال يبدأ في لبسه:
عن أبى هريرة - رضي الله
عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا انتعل أحدكم
فليبدأ باليمنى، وإذا خلع فليبدأ بالشمال، ولينعلهما جميعاً أو ليخلعهما
جميعا)).
وكذا عن أبى هريرة - رضي
الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يمش أحدكم في
النعل الواحدة لينتعلهما جميعاً أو ليخلعهما جميعا)).
قال العلماء: يستحب
البداءة باليمين في كل ما كان من باب التكريم والزينة والنظافة ونحو ذلك:
كلبس النعل والخف والسراويل والكم، وحلق الرأس وترجيله وقص الشارب ونتف
الإبط، والسواك والاكتحال وتقليم الأظافر، والوضوء والغسل والتيمم ودخول
المسجد والخروج من الخلاء، ودفع الصدقة وغيرها من أنواع الدفع الحسنة
وتناول الأشياء الحسنة ونحو ذلك.
يستحب البداءة باليسار في
كل ما هو ضد السابق في المسألة الأولى، فمعنى ذلك: خلع النعل والخف
والسراويل والكم والخروج من المسجد ودخول الخلاء والاستنجاء ومس الذكر
والاستنثار، وتعاطي المستقذرات وأشباهها.
ماذا يفعل الإنسان لو قطع شسعه (نعله)؟
قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: ((إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في نعل واحدة حتى يصلح شسعه،
ولا يمش في خف واحد ولا يأكل بشماله)).
وفي رواية لمسلم: عن جابر
- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا
انقطع شسع أحدكم -أو من انقطع شسع نعله- فلا يمش في نعل واحدة حتى يصلح
شسعه، ولا يمش في خف واحد، ولا يأكل بشماله ولا يجتبي بالثوب الواحد، ولا
يلتحف الصماء)).
عادة تغطية الآنية وإيكاء الأسقيه:
وماذا قالت فيها السنة لكي تحول هذه العادة إلى عبادة عن قصدنا لاتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
فعن جابر - رضي الله عنه -
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا كان جنح الليل أو
أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل
فحلوهم، فأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح باباً
مغلقاً، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله،
ولو أن تعرضوا عليها شيئاً وأطفئوا مصابيحكم))، ثم بينت السنة العلة من
الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء، ((... فإن في السنة ليلة ينزل فيها
وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من
ذلك الوباء))، فالسنة ما أتت إلا لحماية الإنسان حتى عما يجهله، فالوباء
مرض عام يفضي إلى الموت غالباً.
عند النوم:
فقد يكون من عادة الإنسان
أن ينام على شقه الأيمن، فلما كانت عادة لم يكن له فيها ثواب أما إذا نام
الإنسان على شقه الأيمن قاصداً بذلك الاتباع فقد حقق عادته لكن بالإضافة
إلى ثواب إصابته للسنة.
فعن البراء بن عازب –رضي
الله عنه- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه
نام على شقه الأيمن ثم قال:... (دعاء النوم)".
عند المضاجعة:
نريد منك أن تحقق
العبودية عند إتيانك لأهلك، فحظك من أهلك توفاه غير منقوص ولكن قل: ((باسم
الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا)).
عند إرادة دخول الخلاء:
انتبه! تقدم اليسرى عند
الدخول، وتقدم اليمنى عند الخروج، وقل وأنت تقدم اليسرى: ((بسم الله،
أعوذ بالله من الخبث والخبائث))، وقل وأنت تقدم اليمنى للخروج:
((غفرانك)).
عند مداعبة الرجل لأهله:
عن سعد بن أبى وقاص - رضي
الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنك لن تنفق
نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيّ امرأتك)).
فهو يرفع اللقمة إلى فيّ
امرأته مداعبة لها لإرادته أن يصيب منها ومع ذلك لو احتسبها عند الله -
تعالى -لأجر على ذلك، تأتى شهوتك وحظك من امرأتك ومع ذلك ينتظرك ذلك
الثواب الذي يثقل به ميزان حسناتك يوم القيامة.
والأمر يحتاج منك فقط
القصد والنية، وهذا لا شك أمر ميسور لا يكلفك إلا عقد القلب فقط وقصد
الفعلة اتباعاً لهدي نبيك وحبيبك محمد - صلى الله عليه وسلم -
عند مداعبة الأولاد:
عن محمود بن الربيع - رضي الله عنه - قال: "عقلت من - صلى الله عليه وسلم - مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو".
حتى المداعبة بين لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف تكون لتكون أفعال المسلم كلها أفعال مقصودة ليبتغي من ورائها الأجر والثواب.
أيها المسلم الحبيب:
ليس غرضنا من هذا البيان
الكلام عن سنن وآداب الطعام أو الشراب أو اللباس أو غيره، ولكن أردنا أن
نضرب بعض الأمثلة عن العادات وكيف نحولها إلى عبادات وإن كانت السنة قد
أتت لكي تتكلم عن عادات الإنسان في الطعام والشراب واللباس، أفلا يجدر بنا
أن نبحث عن سنة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - لكي نتأسى بها في كل شأن
من شئون حياتنا؟!
ولتعلم أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - كما قال الله - عز وجل - عنه: (قل إنني هداني ربي إلى
صراط مستقيم)، فما من أمر أردنا فيه الرقي والترقي إلا ولا بد أن ننظر إلى
قدوتنا وحبيبنا وأمامنا النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويكفيك أن
تعلم أن من تشبه بقوم حشر معهم، فلنتشبه بالحبيب محمد - صلى الله عليه
وسلم -.
وختاماً: نقول لك أيها
المسلم الحبيب المحب لدينه ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -: هل عاداتك
توافق السنة؟ كل ذلك لا يتحقق إلا بالقصد والنية.
أيها المسلم الحبيب:
قبل أن تطوى هذه الصفحات،
نقول ينبغي أن تكون إيجابياً وما ينبغي أن تكون سلبياً، تكون ايجابياً مع
سنة حبيبك محمد - صلى الله عليه وسلم -.
كيف نحقق هذه الايجابية:
نقول:
1 - نبدأ من الآن بلا تسويف أو تأخير، ونترجم ذلك إلى سلوك عملي ونعزم من الآن على تحويل هذه العادات إلى سنن.
2- ولنبدأ بوضع لافتات نكتب فيها تعليمات وإرشادات للفعل الذي نقوم به، ونضع هذه اللافتات عند أماكن هذا الفعل.
على سبيل المثال: لافتة
عند مكان الطعام نضع فيه إرشادات قبل تناول الطعام، وهكذا الخلاء -نضع
خارج الخلاء- لافتات نضع فيها إرشادات تنبهنا على ما يلزم فعله سواءً عند
الدخول أو الخروج من الخلاء.
3- نركز على أن نقوم بنقل ما تعلمناه وطبقناه إلى الأهل والأصدقاء.
ولنعلم أن السنة سلعة
جيدة ينبغي لكل إنسان أن يتحصل عليها، فلك أيها المسلم الحبيب أن تعلن عن
سلعتك وتبذل أقصى جهدك لكي تروج لها، فإن أهل الباطل يروجون لسلعتهم
وباطلهم ليلاً ونهاراً دون كلل أو ملل.
واعلم أيها المسلم الحبيب:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل الناس يغدو، فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها)).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،،