amatt_allah عضو فعال
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 29/11/2010
عدد المساهمات : 91
| #5موضوع: رد: شرح منظومة الزمزمي في علوم القرآن (1) الإثنين أبريل 11, 2011 4:10 am | |
| شرح منظومة الزمزمي في علوم القرآن (1) شرح منظومة الزمزمي في علوم القرآن(5)
شرح قول الناظم: خصت بها أزواجه فأثبتِ، إلى قوله: وإن بغير سند فمنقطع
معالي الشيخ: عبد الكريم بن عبد الله الخضير
بيان الليلي والنهار:
أعني التي فيها البنات لا التي *** خصت بها أزواجه فأثبتِ
حدد المراد، ووضح المقصود, وبين أن المراد آية الأحزاب التي في أواخرها: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ...}[الأحزاب:59]. ما الدليل على أنها نزلت بالليل؟ القصة, نساء النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يخرجن لقضاء الحاجة إلا بالليل, كما ثبت ذلك في الصحيح من حديث عائشة –رضي الله عنها-, فخرجت سودة بنت زمعة أم المؤمنين –رضي الله عنها- لقضاء حاجتها, وهي لا تخرج إلا بالليل كغيرها من نساء النبي -عليه الصلاة والسلام-, وكان عمر -رضي الله تعالى عنه- يريد منع نساء النبي -عليه الصلاة والسلام- من الخروج ولا في الليل؛ لئلا يتعرض لهن أحد, ثم قال لها لما رآها: "قد عرفناك يا سودة". وسودة امرأة معروفة؛ لتميزها في جسمها, امرأة طوال، وثبطه –ثقيلة-، فعرفها عمر, ويعرفها غير عمر, وهي متحجبة الحجاب الكامل, وتعرف بجسمها, "قد عرفناك يا سودة". تأذت من هذا الكلام فذكرت ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فنزلت الآية.
أعني التي فيها البنات لا التي *** خصت بها أزواجه فأثبتِ
النساء لا يخرجن إلا بالليل؛ لأن الليل أستر لهن, والظلام يسترهن زيادة على ما يرتدينه من ثياب وجلابيب وخُمر وغير ذلك. بخلاف النساء اليوم, وضع النساء مؤذي مقلق, النساء لا يخرجن إلا للحاجة, والبيوت ليس فيها كنف فيضطرون للخروج لقضاء الحاجة, وما عدا ذلك امتثالاً لقوله -جل وعلا-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ...}[الأحزاب:33] ما في خروج إلا لحاجة أو ضرورة, وليس من عادتهن ولا من ديدنهن -كنساء عصرنا- التسكع في الشوارع. كان النساء كما جاء في الخبر: "لهن حافات الطرق", وأدركنا النساء والأمر على ذلك, قبل ثلاثين سنة كانت النساء على حافات الطرق, ولا يٌرى منها شيء, ولا يُدرى عن حجمها؛ أسمينة هي أو نحيفة, مما عليها من الثياب والعبايات السابغة المتينة, وقد تلصق عباءتها بالجدار, وإذا وجدت منعطفاً لاذت به حتى يمر الرجل, والآن الرجال هم الذين يخشون على أنفسهم, لهم حافات الطريق خشية على أنفسهم, فالله المستعان.
وآية الثلاثة الذينا *** ..............................
الألف للإطلاق.
وآية الثلاثة الذينا*** أي خلفوا بتوبة.........
يعني: بسورة التوبة. (يقيناً): {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ..}[التوبة:118] إلى آخر الآية.
وآية الثلاثة الذينا *** أي خلفوا بتوبة يقيناً
وهم: كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع, هؤلاء الذين خٌلفوا عن غزوة تبوك, والأصل أنهم تخلفُوا من غير عذر, وصدقوا النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأنه ليس لهم عذر، فتخلفت توبتهم وقبول عذرهم مدة خمسين يوماً, والقصة مشهورة في الصحاح وغيرها. فهذه الآية نزلت بالليل (يقيناً)؛ لما في الصحيح من حديث كعب قال: "فأنزل الله توبتنا على رسوله -صلى الله عليه وسلم- حين بقي الثلث الآخر من الليل", فنزول آية {الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} كان بالليل. (فهذه): المذكورات من الآيات. (بعض لليلي على): هذه الآيات، بعض الآيات التي وردت الأخبار بأنها نزلت في الليل, (فهذه) الآيات المذكورات، (بعض لليلي على): أن الكثير من الآيات نزل بالنهار.
............................ *** على أن الكثير بالنهار نزلَ
وتقدم أن اليقظة في النهار، والنوم في الليل، والنزول في حال اليقظة. قراءة الشيخ للأسئلة والإجابة عليها: - يقول: قول المؤلف: (مائدة مع ما تلت أنفال), أليس التالي هو الذي بعد المذكور، فيكون المراد: (مع تلت) الأنعام والأنعام مكية, فيكون الأولى ما قبلها مثلاً, (ما تلت), يعني: ما تلته وتبعته هذه السورة؟ اللفظ يحتمل، لكن هذا توجيهه. - يقول: بعض المفسرين يقول عن بعض الآيات: هذه فيها إيقاعات موسيقية, ونغمة الآيات وجرس الآيات وتكرر هذا في بعض تفاسير المعاصرين, لكن يجب أن يصان القرآن عن مثل هذه الألفاظ, ومن ذكر هذه الألفاظ لا شك أنه متأثر إما بماضي وسابق له, أو ببيئة محيطة له, وإلا من عاش في بيئة محافظة ينفر من كل لفظ لا يليق بالقرآن, لا سيما بعض الجهات وبعض المجتمعات يسمعون الأغاني، ويسمعون الموسيقى ليل نهار -وهم يرون تحريمها-، لكن يسمعونها بكثرة من الفساق من غير نكير, وصار إنكارهم لها خفيف, وتداولهم لألفاظها سهل, لكن المجتمعات المحافظة هذه يمكن ما يقول نغمة ولا موسيقى ولا في بيت شعر, جرس البيت, ولا نغمة البيت ولا, أبداً؛ لأنه ينفر من هذه اللفظة فكيف يقال في كتاب الله -جل وعلا-, ومن أراد شاهد على ذلك: يجد بعض الأخوة -الذين ظاهرهم الصلاح- تجد نغمة جواله موسيقية, ومع ذلك لا ينفر ولا يكترث ولا, أو يسمع هذه النغمة ولا يرفع بذلك رأساً؛ لأنه جاء من بلاد يسمع فيها ما هو أشد من هذا, فهذا شيء يسير عنده, علماً بأن بعضهم ينازع بكون هذه موسيقى, لكن كثير من الناس ينفر بطبعه، ينفر من سماع هذه النغمات, فكيف يقال مثل هذا بالنسبة لكتاب الله -جل وعلا-. - يقول: ما رأيكم في اختصار الشيخ الألباني لصحيح البخاري، وهل هو أفضل أم كتاب الزبيدي؟ لا, اختصار الألباني أفضل من اختصار الزبيدي؛ لعنايته بتراجم الإمام البخاري, وأيضاً اختصار الشيخ/ "سعد الشثري"؛ طيب لعنايته بهذه التراجم, لكن يبقى أن الأصل لا يعدله شيء, والاقتصار على المختصرات من أمارات الحرمان. - يقول: ما رأيك بطبعة "البداية والنهاية" التي اعتنى بها الشيخ/ "طارق عوض الله", هل تنصح باقتنائها؟ الشيخ طبع البداية والنهاية؟ الطالب: ........ الشيخ: ما أدري والله، ما سمعت، آخر ما رأينا طبعة الشيخ ابن تركي, وهي أفضل من الطبعات السابقة, الطبعات السابقة فيها إسقاط وتحريف وإدخال من بعض النسَّاخ. - يقول: ما رأيكم في مقدمة التفسير للشيخ عبد الرحمن بن القاسم مع شرحها؟ مقدمة نافعة, يستفاد منها -إن شاء الله-. - يقول: إذا أردت أن تعرف وتحفظ {الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} فهم مجموعون في كلمة "مكه", فالميم: مرارة، والكاف: كعب، والهاء: هلال. وأيضاً أسماء آبائهم جمعوا في كلمة, الربيع: أخذوا منه العين, أمية: أخذوا الهاء, ومالك: أخذوا الكاف, فيجمعون في "مكه" و"عكه", أسماءهم وأسماء آبائهم, طريقة معروفة عند أهل العلم يضبطون بها ما يريدون. ما رأيكم في تحقيق الشيخ الفقي لكتاب "الإنصاف" للمرداوي؟ فيه أغلاط كثيرة جداً. - يقول: ما الفائدة في معرفة أنواع السور من حيث كونها: سفري وحضري، وليلي ونهاري، وصيفي وشتائي, ألا ترى أنها من فضول العلم؟ لكن على طالب العلم أن يعنى بكتاب الله -جل وعلا- وبجميع ما يتعلق به, وإذا ما بقي من تضييع الوقت إلا في هذه الأمور فنعم الضياع إذا كان هذا هو الضياع. يقول: هل أواخر سورة آل عمران نزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالليل؟ جاء ما يدل على ذلك. - يقول: ما أفضل تحقيق لكتاب تفسير ابن كثير؟ ذكرنا مراراً أن طبعة مكتبة أولاد الشيخ بمصر هي أصح الطبعات وأكثرها خدمة, وإذا ضم إليها طالب طبعة السلامة طبعة مكتبة طيبة, وطبعة البناء؛ لأن الكتاب جدير بالعناية, وهذه طبعات ما تكلف شيء، يعني: مصورات ما تكلف شيء, كنا نقول قبل ذلك: لو اعتنى طالب العلم بطبعة الشعب؛ لأنها طبعة محررة ومتقنة إلا أنها على العرضة الأولى من التفسير, الحافظ ابن كثير ألف الكتاب في أول الأمر وكُتب عنه نسخة هي محفوظة بمكتبة الأزهر, أول عرضة, ثم أضاف إليه نقول من تفسير القرطبي والزمخشري والرازي، نقول؛ أحياناً صفحة، وأحياناً أكثر، وأحياناً أقل, هذه النقول لا توجد في النسخة الأزهرية التي طبعت عنها طبعة الشعب, فيضم إلى طبعة الشعب نسخة أخرى توجد فيها هذه النقول, وعلى كل حال الكتاب جدير بالعناية. - يقول: ما رأيكم بسورة المجادِلة والمجادَلة؟ إن نظرنا إلى المرأة فهي مجادِلة وإن نظرنا إلى القصة فهي مجادَلة, وضبطت بهذا وهذا. - هل حصر الزمزمي في منظومته جميع الآيات الليلية والنهارية؟ لا, لم يحصر. - وهل حول... أيش؟ ما كان اتجاه قبلة المسجد الأقصى، وهل حولت إلى الكعبة، ومتى ذلك؟ كيف ما كان اتجاه؟ أو متى الاتجاه إلى قبلة؟ وهل حولت إلى الكعبة ومتى؟ ما كان اتجاه قبلة المسجد الأقصى؟ يعني: المسجد الأقصى قبلته إلى أي جهة؟ مو هذا هو المراد؟ الطالب:........ الشيخ: نعم، يعني: هل جهة استقبال الذين يصلون في المسجد الأقصى إلى أين, يعني: قبل التحويل؟ لا, كيف يصلي المسلمون قبل تحويل القبلة؟ هذا كلامه، هذا السؤال والعهدة عليه, وهل فيه مسلمون في ذلك الوقت قبل تحويل القبلة؟ يعني: القبلة حولت في السنة الثانية, ستة عشر شهر أو سبعة عشر شهر, هل في بيت المقدس مسلمون ليقال: أين قبلة...؟ النصارى يصلون إلى جهة المشرق. ومتى وكيف, حيث أني لم أجد إجابة لهذه الأسئلة؟ - يقول: أرجو أن تدلني على كتب أحضِّر منها درس الموطأ والألفية والمنظومة, أيش؟ أيسر الشروحات؟ الموطأ كأن شرح الزرقاني مختصر جداً ومناسب للوقت المتلاحق بالنسبة لطالب العلم, وإلا فكتب ابن عبد البر لا يعدلها شيء, لكن لضيق الوقت -ضيق وقت الطلاب-، وتعدد الكتب وتعدد الدروس، يعني: لو اقتصر على الزرقاني فيه خير -إن شاء الله تعالى-, والألفية شرح المؤلف؛ مختصر وواضح ونفيس أيضاً, وأصل في الباب, وشرح الشيخ زكريا, فتح الباقي -زكريا الأنصاري-, فيه تنبيهات ما تعرض لها لا المؤلف ولا السخاوي على طوله, ومن أراد الاستيعاب فكل الصيد في جوف الفراء, في السخاوي. المنظومة لها شروح لكنها غير موجودة, منظومة الزمزمي لها شروح من قبل: محسن المساوي، وعلوي المالكي, وأيضاً: الفاداني وغيرهم, لها شروح معروفة في الحجاز، هي ما هي بمعروفة عندنا في نجد لكن هي معروفة في الحجاز؛ لأن أكثر من تصدر لشرحها من أهل مكة, مع الأسف أنه ما أعيد تصويرها. بيان الصيفي والشتائي والفراشي: القارئ: أثابكم الله. السابع والثامن: الصيفي والشتائي.
صَيْفِيَّةٌ كآَيِةِ الكَلالَـةِ *** والشِّتَائِيْ كالعَشْرِ في عَائِشَةِ
التاسع الفراشي:
كآَيَةِ الثَّلاثـةِ المُقَدَّمَـةْ*** في نَوْمِهِ في بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةْ يَلْحَقُهُ النَّازِلُ مِثلُ الرُّؤْيَا *** لِكَوْنِ رُؤيَا الأَنْبياءِ وَحْيَا
الشيخ: يقول الناظم -رحمه الله تعالى- في النوع السابع والثامن: "الصيفي والشتائي", يعني: ما نزل في فصل الصيف، وما نزل في فصل الشتاء، ومن المعلوم والمعروف أن السنة أربعة فصول, هل معنى هذا: أن القرآن ما ينزل إلا في الصيف والشتاء؟ يعني: ما نزل شيء في الخريف ولا في الربيع؟ ما نزل شيء في الربيع أبداً؟ الشتاء والصيف ذكر, ذكر ما نزل في الصيف وذكر ما نزل في الشتاء, لكن ما نزل شيء في الربيع ولا في الخريف؟ نعم، الخريف يلحق في الشتاء, يلحق كل فصل بالذي قبله؛ لشهرة الفصلين المذكورين, ولذا لا تجد آية منصوص عليها أنها نزلت في الخريف, وأهل العلم يتتبعون ذلك في الآثار. (صيفيه)، أي: القرآن. (كآية الكلالة): والكلالة في الفرائض معروفة: من لا والد له ولا ولد, وفي الكلالة آيتان، وكلاهما في سورة النساء, الأولى في أوائلها والثانية في آخرها, فالصيفية منهما الأخيرة، التي في آخر سورة النساء. عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- أكثر وألحف وألح في السؤال عن الكلالة, سؤال النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الكلالة، وطعن بأصبعه في صدره، وقال: ((ألا تكفيك آية الصيف))، يعني: الآية التي في آخر سورة النساء, وأما الآية التي في أوائلها فهي شتائية كما قال أهل العلم. (والشتائي): من القرآن. (كالعشر في عائشة): كالعشر الآيات من سورة النور التي نزلت في قصة عائشة –رضي الله عنها-؛ اتهامها وبراءتها -في قصة الإفك-؛ {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ...}[النور:11] إلى آخر العشر الآيات, حيث نزلت براءتها من السماء, هذه الآيات العشر نزلت في الشتاء, وجاء في قصة الإفك من حديث عائشة –رضي الله عنها- في الصحيح: (أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقرأ الآيات وإن العرق ليتحدر من جبينه في وقت شاتٍ)، فيدل هذا على أن هذه الآيات -في قصتها- نزلت في الشتاء, وإن نازع بعضهم في الدلالة على المراد من هذه الآيات على وجه الخصوص, وأن هذه كانت صفته -عليه الصلاة والسلام- عند نزول الوحي باستمرار في هذه الآيات وغيرها, أنها إذا نزلت تحدر منه العرق؛ سواءً كان في الشتاء أو في الصيف -عليه الصلاة والسلام-؛ لشدة ما يلقى إليه، وثقل ما ينزل عليه -عليه الصلاة والسلام-. (والنوع التاسع: الفراشي): وهذا له مقابل وإلا ليس له مقابل؟ في نوم غير فراش؟ ينام على غير فراش -عليه الصلاة والسلام-, لكن الفراش عموم ما يفترش, والمراد بذلك: ما نزل في النوم, أو حال التهيؤ له, على الخلاف في سورة الكوثر. الفراشي من الآيات:
كآية الثلاثة المقدمة *** ............................
{الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ.. }[التوبة:118], ما دام نزلت في الثلث الأخير من الليل, فتكون في فراشه؛ لأنه في الثلث الأخير, هل هو في فراشه أو حال قيامه للصلاة؟
كآية الثلاثة المقدمة *** في نومه في بيت أم سلمة
يعني: هل هذا يقال في نومه, أو الثلث الأخير ما يلزم منه النوم؟ نعم, جاء ما يدل على أنه في فراش أم سلمة –رضي الله عنها-, وإن جاء ما يعارضه من قول عائشة –رضي الله عنها-: "وأنه ما نزل عليه الوحي إلا وهو في فراشي", يعني: ما نزل عليه الوحي في بيت امرأة من نسائه إلا عند عائشة -رضي الله عنها-, فهو يعارض هذا, وإن كان الإجابة ممكنة: أنه حال اجتماعها به, يعني: ما نزل في بيت أحد من أمهات المؤمنين حال اجتماعها به, قد تكون ليست في البيت كما يقول بعضهم, في الإجابة عن هذا التعارض.
يحلقه النازل مثل الرؤيا *** ..................................
يعني: حال النوم.
يحلقه النازل مثل الرؤيا *** .................................
كسورة الكوثر, ففي صحيح مسلم: أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لما أغفى إغفاءة في المسجد قال: ((لقد نزلت عليّ آنفاً سورة)) ثم تلاها, ثم تلا سورة الكوثر, لما أغفى إغفاءة.
يحلقه النازل مثل الرؤيا *** لكون رؤيا الأنبياء وحياً
فلا يقال: إن من القرآن ما نزل في حال النوم, والنوم مظنة لعدم الضبط, فكيف يتلقى القرآن في حال النوم؟ نقول: لا, الأنبياء وضعهم يختلف عن سائر الناس, النبي ينام, تنام عيناه ولا ينام قلبه, ورؤيا الأنبياء وحي, ولا يتلبس بهم الشيطان ولا يتمثل لهم, بعض العلماء يذكر أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام وسأله عن أحاديث فصححها, نعم, قال: هذا حديث صحيح, فهل يثبت بمثل هذا تصحيح, ورؤيا الأنبياء حق, رؤيا النبي -عليه الصلاة والسلام- حق لا يتمثل به الشيطان, لماذا؟ يعني: أن الدين كمل بوفاته -عليه الصلاة والسلام-, والرؤى لا يثبت بها حكم, لكن قد يقول قائل: صح الخبر بأن الشيطان لا يتمثل به, ((من رآني فقد رآني)), ((رآني رأى الحق)), ((من رآني فسوف يراني)) هذه روايات, لكن الشيطان لا يتمثل به -عليه الصلاة والسلام- فإذا رآه فسأله عن حديث أشكل عليه فقال: حديث صحيح، يثبت التصحيح بهذا؟ أثبته جمع من أهل العلم, والسيوطي منهم, وبعضهم: أبداً لا يشكل عليه شيء ألبته, لا يشكل عليه شيء, وهذا نوع من التخريف, على حد زعمه: الخط ساخن, إذا أشكل عليه شيء انسدح, اضطجع في فراشه وسمع كل ما يريد, والشيطان يتلاعب بعقول أمثال هؤلاء, وإن لم يصح تمثله بالنبي -عليه الصلاة والسلام-, حتى لو افترضنا أن شخصاً سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن حديث وصححه لا يقبل مثل هذا التصحيح, لماذا؟ لأن حالة النوم من قبل الرائي ليست حالت ضبط, هو رأى النبي -عليه الصلاة والسلام-, وقال النبي -عليه الصلاة والسلام- كلام, لكن هل نضمن أن هذا نقل الكلام كما قيل؟ النوم ليس بحال ضبط, وهذا جواب سديد عن مثل هذا التخليط. يقول: كيف يجمع بين ما ذكر من نزول القرآن في النوم، وبين ما ذكر في بداية الدرس من أن النهار هو الأصل في النزول؟ نعم, يبقى الأصل, لكن ألا يأتي شيء في الليل, مع أن ما ذكرنا الليلي؟ جاء الليلي ومنه هذا, نقف على النوع العاشر في أسباب النزول، والله أعلم, وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. بيان أسباب النزول: القارئ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال الناظم: النوع العاشر: أسباب النزول:
وصَنَّفَ الأَئِمَةُ الأَسْفــَارا *** فِيهِ فَيَمِّمْ نَحْوَها اسْتِفْسَارَا ما فِيهِ يُرْوَى عَنْ صَحابِيٍّ رُفِعْ *** وإِنْ بِغَيْرِ سَنَدٍ فَمُنْقَطِـعْ أو تَابِعِيْ فَمُرْسَلٌ، وصَـحَّتِ *** أَشْيَاء كَما لإِفْكِهِمْ مِنْ قِصَّةِ والسَّعْيِ والحِجَابِ مِـنْ آياتِ *** خَلْفَ المَقَامِ الأَمْرُ بالصَّلاةِ
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "النوع العاشر: أسباب النزول", الأسباب: جمع سبب, والسبب: هو الباعث على الشيء, وأسباب النزول بالنسبة للقرآن كأسباب ورود الحديث, قد يقول قائل: ما الداعي لمعرفة السبب؟ الذي يهمنا النازل, وهو الذي نتعبد به, وكون الآية نزلت في قصة فلان أو فلان, وكون الحديث ورد في شأن فلان أو فلان لا يهمنا؟ العلماء عنوا بذلك عناية فائقة, وصنفوا فيه المؤلفات, أسباب النزول له فوائد كثيرة: - أولاً: أن معرفة السبب مما يورث العلم بالمسبب, معرفة السبب تورث العلم بالمسبب, فكم من آية نقرأها ولا ندري ما مراد الله فيها, ولا يتضح لنا وجه ارتباطها بما قبلها وما بعدها ثم إذا اطلعنا على السبب زال الإشكال, والعرب يقولون: "إذا عرف السبب بطل العجب". يعني تسمع كلام تتعجب منه, كيف يقال مثل هذا الكلام, لا تدري ما وجهه, لكن إذا عرفت سببه تبين لك معناه. - ثانياً: السبب قد يحتاج إليه في قصر الحكم العام على مدلول السبب, الصحابة -رضوان الله عليهم- استشكلوا بعض الآيات، فلما بيّن لهم النبي -عليه الصلاة والسلام- السبب زال عنهم الإشكال, استشكلوا ما جاء في آخر البقرة, واستشكلوا ما جاء في سورة الأنعام: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ...}[الأنعام:82] إلى آخره, قالوا: "أينا لم يظلم نفسه"؟ قال: فأنزل الله –تعالى-: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13], وفي بعض الروايات: ((ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13])), زال بهذا الإشكال, قد نحتاج إلى قصر الحكم العام على سببه. معروف عند أهل العلم قاطبة، ونقل فيه الإجماع: "أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب", لكن قد يلجأ إلى خصوص السبب إذا كان العموم معارض بما هو أقوى منه, مثال ذلك: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ...}[البقرة:115], العموم يدل على أن من صلى إلى جهة صحت صلاته, والأدلة دلت على أن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة, فإذا عرفنا سبب النزول, وهو: أنهم اجتهدوا -اجتهد الصحابة- بالصلاة، فصلوا إلى جهات متعددة, فنزل قوله -جل وعلا-: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ...}[البقرة:115], فهذه الآية المقصورة على سببها، يعني: فيمن خفيت عليه القبلة واجتهد ثم بان له أنه صلى إلى غير القبلة. مثال ذلك من الحديث: ((صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب)), مع حديث: ((صلاة القاعد على النصف من أجر صلاة القائم))؛ الحديث الأول: يدل على أن الصلاة لا تصح من القاعد المستطيع للقيام مطلقاً, والثاني: يدل على أن الصلاة تصح من القاعد المستطيع مطلقاً, هذا تعارض تام, لكن إذا نظرنا في سبب ورود الحديث الثاني، من أركان الصلاة القيام مع القدرة, والعلماء يقولون: القيام في الفرض مع القدرة, لماذا ما حملوه على عمومه؟ لوجود المعارض, والحديث الثاني: ((صلاة القاعد على النصف من أجر صلاة القائم)) له سبب, فالنبي -عليه الصلاة والسلام- دخل المسجد والمدينة محمة –يعني: فيها حمى-, لما دخل المسجد وجدهم يصلون من قعود, فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((صلاة القاعد على النصف من أجر صلاة القائم، فتجشم الناس الصلاة قياماً)), هذا سبب الورود, أخذ منه أهل العلم: أن صلاة النافلة تصح من قعود ولو كان قادراً مستطيعاً؛ أخذاً من سبب الورود. كونهم يصلون قبل حضور النبي -عليه الصلاة والسلام-, دخل المسجد ووجدهم يصلون، دل على أنها نافلة, إذ لا يصلون الفريضة حتى يأتي -عليه الصلاة والسلام-, كما دل الخبر على أنهم يستطيعون القيام, فمن صلى قاعداً وهو قادر على القيام في الفريضة صلاته باطلة, ((صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً)), من صلى في الفريضة أو النافلة وهو عاجز صلاته صحيحة وأجره كامل, ((فإن لم تستطع فقاعداً)), من صلى النافلة من قعود وهو قادر على القيام صلاته صحيحة لكن أجره على النصف. فهذه من فوائد معرفة سبب النزول. - أيضاً: معرفة الأسباب أنه لا يشك في دخول الصورة التي تضمنها السبب في العام, يقول أهل العلم: "دخول السبب في النص قطعي", لو جاء طالب –مثلاً- إلى شيخ من الشيوخ وقال: إن الكتاب الفلاني المقرر في الدرس الفلاني ما يوجد في المكتبات, والطلاب ظروفهم ما تساعدهم على أن يبذلوا الأسباب المكلفة لإحضار الكتاب أو تصوير الكتاب، ثم الشيخ بطريقته دبر بعدد الطلاب, ثم أعطى جميع الطلاب إلا هذا الطالب الذي جاء إليه, هذا حسن ولا ما هو بحسن؟ لا, أولى الناس بالكتاب هذا الطالب الذي هو سبب في إيجاد الكتاب, فأهل العلم يقولون: "دخول السبب قطعي", فهذه من فوائد معرفة أسباب النزول بالنسبة للقرآن، وأسباب الورود بالنسبة للحديث.
وصنف الأئمة الأسفارا *** .................................
صنف الأئمة في هذا النوع. (أسفار)، يعني: كتب, أئمة: جمع إمام، والأسفار: جمع سفر وهو الكتاب, صنفوا في هذا النوع. (فيه)، يعني: في هذا النوع كتباً متعددة, منها: الواحدي –مثلاً- صنف في أسباب النزول, والسيوطي صنف في أسباب النزول, وغيرهما صنفوا. يقول: (فيمم), اقصد. (نحوها استفساراً): اقصد نحو هذه الكتب الذي صنفها الأئمة في أسباب النزول، ويممها واقصدها، واقصد (نحوها استفساراً), يعني: اطلب من خلال هذه الكتب أسباب نزول القرآن, وأطلب أيضاً: من أسباب ورود الحديث أسباب ورود السنة, وهناك أسباب ورود الحديث للسيوطي, وفي البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف لابن حمزة الحسيني, وهو أوسع من كتاب السيوطي.
................................ *** فيمم نحوها استفساراً ما فيه يروى عن صحابي رفع *** وإن بغير سند فمنقطع
يعني: ما يروي عن الصحابي من أسباب النزول فهو مرفوع, كيف مرفوع والقائل ابن عباس –رضي الله عنهما- ولم يقل: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, أو القائل ابن عمر أو القائل أبو هريرة –رضي الله عنهم-؟ قالوا: مرفوع, لماذا؟ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- طرف في التنزيل ذكر أو لم يذكر, النزول على من؟ التنزيل على محمد -عليه الصلاة والسلام- فهو طرف في التنزيل؛ سواءً ذكر أم لم يذكر, وعليه حمل أهل العلم كلام الحاكم في قوله: "أن ما يضاف إلى الصحابي من التفسير، أو تفسير الصحابي مرفوع", حمله أهل العلم على أسباب النزول, ولذا يقول الحافظ العراقي:
وعدوا ما فسره الصحابي *** رفعاً فمحمول على الأسباب
لماذا حوروا كلام الحاكم إلى أسباب النزول؟ لأن الصحابي قد يجتهد ويفسر القرآن من غير رفع للنبي -عليه الصلاة والسلام-, بل بما يعرفه من لغة العرب, أو بما استنبطه مما آتاه الله -جل وعلا- من فهم كابن عباس الذي دعا له النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يعلمه الله التأويل, فالذي يؤثر عن ابن عباس –رضي الله عنها- من التأويل من أثر هذه الدعوة من فهم ابن عباس –رضي الله عنهما, وليس بمرفوع وليس له حكم الرفع, وأما الحاكم فكأنه نظر إلى أن التفسير بالرأي جاء ذمه, والصحابة -رضوان الله عليهم- من أشد الناس تحري وتثبت في تفسير القرآن من غير مستند؛ "أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله ما لم..." أيش؟ نعم, هذا قاله أبو بكر –رضي الله عنه- وغيره لما سئل عن تفسير الأبّ: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}[عبس:31].
فالمقصود: أنهم يحتاطون ويتحرون, وهكذا ينبغي أن يكون المسلم عموماً وطالب العلم على وجه الخصوص, صاحب تحري وتثبت ما يقول في كتاب الله -جل وعلا- برأيه, ولا يفسر السنة ولا يشرح الحديث برأيه, هذه وجهة نظر الحاكم حينما قال: "كلما يروى عن الصحابي من التفسير له حكم الرفع؛ لأنه جاء ذم التفسير بالرأي إذاً لا يمكن أن يقول الصحابي إلا بتوقيف", لكن أهل العلم حملوه على أسباب النزول؛ لأن أسباب النزول النبي -عليه الصلاة والسلام- طرف ذكر أول يذكر.
ما فيه يروى عن صحابي رفع *** ....................................
يعني: من أسباب النزول, وعرفنا وجه هذا الكلام. (رفع): إذا قلنا: إنه مرفوع والنبي -عليه الصلاة والسلام- طرف، فكيف يروى عن جمع من الصحابة أسباب مختلفة لنازل واحد؟ يذكر عن ابن عباس سبب نزول, ويذكر عن ابن عمر سبب نزول, ويذكر عن كذا, إذا كان مرفوع فمصدره واحد لا يقع فيه الاختلاف, قد يتعدد سبب النزول لنازل واحد, وقد يتعدد النزول عند بعضهم, تنزل الآية مرتين –مثلاً- في قصتين متوافقتين, مما يشملهما حكم الآية, وهذا يسلكه بعض العلماء صيانة للرواة الأثبات عن التوهيم, وإلا إذا قلنا: إن آيات اللعان نزلت في هلال بن أمية أو عويمر العجلاني والخبر صحيح في الطرفين, وجاء أن آيات اللعان نزلت في عويمر العجلاني في الصحيح, وجاء أنها نزلت في هلال بن أمية, فكيف ينزل النازل الواحد لقصتين مختلفتين؟ النازل نزل بسبب أحدهما، فلما حصلت القصة نزل القرآن على النبي -عليه الصلاة والسلام- مبيناً الحكم فتلاه على الصحابة، فسمعه من سمعه, ونقل السبب والمسبب, ثم حصل قصة ثانية؛ فتلا النبي -عليه الصلاة والسلام- الآية وسمعها من لمن يسمعها قبل، فقال: فأنزل الله -جل وعلا-: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ..}[النور:6] إلى آخره, فيظن السامع الثاني أنها نزلت لأول مرة, هذا توجيه من بعض العلماء, وبعضهم يحكم بالترجيح فيقول: "الراجح هو المحفوظ وما عداه شاذ", وإذا أمكن صيانة الرواة بقدر الإمكان فلا يعدل إلى الترجيح.
ما فيه يروى عن صحابي رفع *** وإن بغير سند فمنقطع
تجدون في كتب التفسير قال: ابن عباس: "نزلت الآية في كذا", بغير سند, هذا منقطع, والمنقطع ضعيف, لا بدّ من البحث عن إسناده، والنظر في هذا الإسناد من حيث الاتصال وثقة الرواة، وهل يثبت أو لا يثبت, ويوجد في كتب أسباب النزول قدر كبير من الأخبار الضعيفة, وهذا يسأل عن كتاب الصحيح المسند من أسباب النزول للشيخ مقبل بن هادي الوادعي؟ هذا من خير ما يقتنيه طالب العلم ويستفيد منه.
.................................. *** وإن بغير سند فمنقطع
الآن ما يروى عن الصحابي بغير سند منقطع.
أو تابعي فمرسل.................*** .................................... http://www.khudheir.com/audio/5638
|
|