| | منتديات اور إسلام | :: •₪• الإسلامى العام •₪• :: منتدى الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" والرد على المعتدين | شاطر| | | | |
| | موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) | |
| التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #1موضوع: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:07 am | |
| |
| | | التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #2موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:09 am | |
| |
| | | التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #3موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:10 am | |
| |
| | | التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #4موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:12 am | |
| |
| | | التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #5موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:15 am | |
| موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) بقية الجيش الإسلامي يُواصِلُ سيرَهُ إلىأُحدٍ:
وبعد هذا التمردِ والانسحابِ قَامَ النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-ببقيةِ الجيشِ-وهم سُبعمائة مقاتلٍ-ليواصل سيرَهُ نحو العدو، وكان معسكرُ المشركين يحول بينه وبين أحد في مناطقَ كثيرةٍ،فقالَ:"مَنْ رجلٌ يخرجُ بنا على القومِ مِنْ كَثَبٍ- أي من قريب-من طريقٍ لا يمرُّ بنا عليهم ؟ ".تاريخ الطبري(2/61). فقال أبو خَيثَمةَ: أنا-يا رسول الله-,ثُمَّ اختارَ طَرِيقاً قَصِيْراً إلىأحدٍ يمرُّ بحَرَّةِ بني حارثة وبمزارعهم،تَارِكَاً جيشَ المشركينَ إلى الغربِ. ومَرَّ الجيشُ في هذا الطَّريقِ بحائطِ مِرْبَع بن قَيظِي-وكان منافقاً ضريرَ البصر-فلمَّا أحسَّ بالجيشِ,قام يحثُو الترابَ في وجوه المسلمين،ويقول: لا أحلُّ لكَ أنْ تدخلَ حائطي,إنْ كنتَ رَسُولَ اللهِ.فابتدره القومُ ليقتلوه،فَقَالَ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:" لا تقتلُوه،فهذا الأعْمَى أعمى القلبِ أعمى البصر". سيرة ابن هشام (4/11).ونَفَذَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-حَتَّى نزلَ الشِّعْبَ مِنْ جبلِ أحدٍ في عدوة الوادي، فعسكر بجيشِهِ مُستقبلاً المدينةَ، وجَاعِلا ظهرَهُ إلى هضابِ جبلِ أحدٍ،وعلى هذا صارَ جيشُ العدوِّ فَاصِلاً بينَ المسلمين وبين المدينةِ.
خطة الدفاع: وهناك عَبَّأ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-جيشَهُ،وهَيَّأهم صُفُوفاً للقتال،فاختار منهم فصيلةً من الرُّماةِ الماهرين،قوامها خمسون مقاتلاً،وأعطى قيادتَها لعبدِ اللهِ بن جُبير بن النُّعمان الأنصاريِّ الأوسيِّ البدريِّ، وأمرهم بالتمركز على جبلٍ يقع على الضفة الشمالية من وادي قناةـ وعُرِفَ فيما بعدُ بجبلِ الرُّماةِ ـ جنوب شرق معسكر المسلمين،على بُعد حوالي مائة وخمسين متراً من مقرِّ الجيشِ الإسلاميِّ. والهدفُ من ذلك هو ما أبداه رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-في كلماته التي ألقاها إلى هؤلاءِ الرُّماةِ، فقد قالَ لقائدِهم:" انضحِ الخيلَ عَنَّا بالنَّبلِ، لايأتونا مِن خلفِنا،إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك، لا نؤتينَّ مِنْ قبلك " (1). وقال للرُّماةِ:"احمُوا ظهورَنا،فإن رأيتمونا نُقتل فلا تنصرونا،وإنْ رأيتمونا قد غنمنافلا تشركونا" (2)، وفي روايةِ البخاريِّ أنه قال: " إن رأيتمونا تخطفنا الطَّيرُ,فلاتبرحُوا مكانكم هذا, حَتَّى أُرسلَ إليكم،وإن رأيتمونا هزمنا القومَ ووطأناهم,فلا تبرحُواحَتَّى أُرسلَ إليكم"(3). بتعيين هذه الفصيلةِ في الجبلِ مع هذه الأوامرِ العسكريةِ الشَّديدةِ سدَّ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- الثُّلمةَ الوحيدةَ التي كانَ يُمكن لفرسان المشركين أنْ يتسللوا من ورائِها إلى صُفُوفِ المسلمينَ،ويقومُوا بحركاتِ الالتفافِ وعمليةِ التَّطويقِ. أمَّا بقيةُ الجيشِ فجعل على الميمنةِ المنذرَ بنَ عمرو،وجعل على الميسرةِ الزُّبيرَ بن العوَّام،يُسانده المقدادُ بنُ الأسودِ،وكَانَ إلى الزُّبيرِ مهمةُ الصُّمودِ في وجه فُرسانِ خالدِ بنِ الوليدِ،وجعل في مُقَدِّمةِ الصُّفوفِ نُخْبَةً مُمتازةً مِنْ شُجعانِ المسلمينَ ورجالاتهم المشهورين بالنَّجدةِ والبسالة،والذين يُوزنون بالآلافِ. ولقد كانتْ خطةً حكيمةً ودقيقةً جداً، تتجلَّي فيها عبقريةُ قيادةِ النَّبيّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- العسكرية، وأنه لا يمكن لأيِّ قائدٍ مهما تقدَّمت كفاءتُهُ أنْ يضعَ خطةً أدقَّ وأحكمَ مِنْ هَذَا؛ فقد احتلَّ أفضل موضعٍ من ميدانِ المعركةِ،مع أنه نزل فيه بعدَ العدوِّ، فإنه حمى ظهرَهُ ويمينَهُ بارتفاعاتِ الجبلِ، وحمى ميسرتَهُ وظهرَهُ-حين يحتدمُ القتالُ-بسدِّ الثلمةِ الوحيدةِ التي كانتْ تُوجد في جانبِ الجيشِ الإسلاميِّ، واختار لمعسكرِهِ موضعاً مرتفعاً يحتمي به - إذا نزلت الهزيمةُ بالمسلمين -ولا يلتجئ إلى الفرارِ، حَتَّى يتعرَّضَ للوقوعِ في قبضةِ الأعداءِ المطاردينَ وأسرهم، ويلحق مع ذلك خسائر فادحة بأعدائه إن أرادوا احتلالَ معسكرِهِ وتقدَّمُوا إليه،وألجأ أعداءَهُ إلى قبولِ موضعٍ منخفضٍ يصعبُ عليهم جداً أنْ يحصلوا على شيءٍ من فوائدِ الفتحِ إنْ كانتِ الغَلَبةُ لهم، ويصعب عليهم الإفلاتُ من المسلمينَ المطاردين إن كانت الغلبة للمسلمين، كما أنه عوَّضَ النَّقصَ العدديَّ في رجالِهِ باختيارِ نُخْبةٍ مُمتازةٍ من أصحابِهِ الشُّجعانِ البارزينَ. وهكذا تَمَّتْ تعبئةُ الجيشِ النَّبويِّ صباحَ يومِ السَّبتِ السابع من شهر شوال سنة 3هـ.
الرَّسُولُ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-ينفثُ رُوحَ البسالةِ في الجيشِ : ونَهَى الرَّسُولُ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-النَّاسَ عن الأخذِ في القتال حَتَّى يأمرَهُم،وظَاهَرَ بين دِرْعينِ، وحَرَّضَ أصحابَهُ على القتالِ، وحَضَّهم على المصابرةِ والجلادِ عندَ اللِّقاءِ،وأخذَ ينفثُ رُوحَ الحماسةِ والبسالةِ في أصحابِهِ حَتَّى جَرَّدَ سيفاً باتِراً و نادى أصحابَهُ:"مَنْ يأخذُ هذا السَّيفَ بحقِّهِ؟ "،فَقَامَ إليهِ رجالٌ ليأخذُوه-منهم؛على بن أبي طالب،والزُّبير بن العوَّام،وعمر بن الخطاب-حَتَّى قام إليه أبو دُجَانةَ - سِمَاك بن خَرَشَة-،فقال: وما حَقُّهُ,يا رسولَ اللهِ؟قالَ:" أنْ تضربَ به وجوه العدوِّ حَتَّىينحني". قال: أنا آخذُهُ بحقِّهِ,يا رسولَ اللهِ،فأعطاه إيَّاهُ.وكان أبو دُجَانَةَ رَجُلاً شُجاعاً يختالُ عندَ الحربِ،وكانت له عصابةٌ حمراء إذا اعتصبَ بها؛علم الناسُ أنه سيُقاتل حَتَّى الموت.فلمَّا أخذ السَّيفَ عَصَبَ رأسَهُ بتلكَ العصابةِ، وجَعَلَ يتبخترُ بين الصَّفينِ، وحينئذٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-:" إنها لمشيةٌ يُبغضها اللهُ إلا في مثلِ هذا الموطنِ". رواه الحاكم في المستدرك(3/256) والهيثمي في مجمع الزوائد(6/109)، والبيهقي في السنن الكبرى(9/155).
تعبئـةُ الجيشِ المكيّ:ِ أما المشركون فعبَّئُوا جيشَهم حسب نظامِ الصُّفوفِ، فكانت القيادةُ العامةُ إلى أبي سفيان صخر بن حرب الذي تمركزَ في قلبِ الجيشِ،وجعلُوا على الميمنةِ خالدَ بن الوليدِ-وكان إذ ذاكَ مُشرِكاً-وعلى الميسرةِ عكرمةُ بنُ أبي جهلٍ،وعلى المشاة صفوانُ ابن أُمية،وعلى رُمَاةِ النَّبلِ عبدُ اللهِ بنُ أبي ربيعةَ. أما اللِّواءُ فكان إلى مفرزةٍ من بني عبدِ الدَّارِ،وقد كان ذلك منصبهم منذ أنِ اقتسمتْ بنُو عبد مناف المناصبَ التي ورثُوها مِنْ قُصي بن كِلَاب,وكانَ لا يُمكن لأحدٍ أنْ يُنازِعَهُم في ذلكَ؛ تقيداً بالتَّقاليدِ التي ورثوها كابراً عن كابر،بيد أنَّ القائدَ العام-أبا سفيان-ذَكَّرهم بما أصاب قُرَيشاً يومَ بدرٍ حين أُسِرَ حاملُ لوائِهم النَّضرُ بن الحارثِ،وقال لهم-ليستفز غضبهم ويُثير حميتهم-:يا بني عبد الدار،قد وليتم لواءَنا يوم بدر فأصابنا ما قد رأيتُم، وإنما يُؤتى الناسُ مِنْ قبلِ راياتِهم،وإذا زالتْ زالُوا،فإمَّا أنْ تكفونا لواءَنا،وإمَّا أنْ تُخلُّوا بيننا وبينه فنكفيكموه. ونجح أبو سفيان في هدفِهِ، فقد غضبَ بنو عبدِ الدَّارِ لقولِ أبي سفيان أشدَّ الغضبِ، وهمُّوا به,وتوعَّدُوه وقالوا له: نحن نسلم إليك لواءنا ؟ستعلم غداً إذا التقينا كيف نصنع؟وقد ثبتوا عند احتدامِ المعركة حَتَّى أُبيدوا عن بَكْرةِ أبيهم.
مناوراتٌ سياسيةٌ مِنْ قِبَلِ قُريشٍ: وقُبيل نُشُوبِ المعركةِ حاولتْ قريشٌ إيقاعَ الفُرقةِ والنِّزاعِ داخل صُفُوفِ المسلمين. فقد أرسل أبو سفيان إلى الأنصار يقولُ لهم: خَلُّوا بيننا وبين ابنِ عَمِّنا ؛فننصرف عنكم، ،فلا حاجةَ لنا إلى قتالِكم ؟ ولكن أين هذه المحاولةُ أمام الإيمانِ الذي لا تقومُ له الجبالُ، فقد ردَّ عليه الأنصارُ رَدَّاً عَنِيفاً، وأسمعُوه ما يكره. واقتربتْ ساعةُ الصِّفرِ،وتدانتِ الفئتانِ،فقامت قريشٌ بمحاولةٍ أُخرى لنفسِ الغَرَضِ، فقد خرج إلى الأنصارِ عميلٌ خائنٌ يُدعى أبا عامر الفاسق-واسمه عبد عمرو بن صَيفِي-,وكان يُسمَّى الرَّاهبَ، فسمَّاهُ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-الفاسقَ،وكانَ رأسَ الأوسِ في الجاهليةِ،فلمَّا جَاءَ الإسلامُ شَرِقَ به، وجَاهَرَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-بالعَدَاوةِ،فَخَرَجَ من المدينةِ,وذَهَبَ إلى قُريشٍ يُؤلِّبُهم على رسولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-ويحضُّهم على قتالِهِ،ووعدهم بأنَّ قومَهُ إذا رأوه أطاعُوه،ومالُوا معه, فكان أولَ مَن خَرَج إلى المسلمين في الأحابيشِ وعُبْدَان أهل مكة. فَنَادَى قومَهُ وتعرَّفَ عليهم،وقَالَ: يا معشرَ الأوسِ، أنا أبو عامر. فقالُوا: لا أنعم اللهُ بك عيناً يا فاسق. فقال: لقد أصابَ قومي بعدي شَرٌّ. ولمَّا بَدَأَ القتالُ,قاتلَهم قتالاً شديداً وراضخهم بالحجارة. وهكذا فشلتْ قُريشٌ في محاولتِها الثَّانية للتفريقِ بين صُفُوفِ أهلِ الإيمانِ. ويدلُّ عملُهم هذا على ما كان يُسيطرُ عليهم من خوفِ المسلمينَ وهيبتِهم، مع كثرتِهم وتفوقهم في العددِ والعُدَّةِ. جهودُ نسوةِ قُريشٍ في التَّحميسِ : وقامت نسوةُ قُرَيشٍ بنصيبهنَّ من المشاركة في المعركة، تقودهنَّ هندُ بنتُ عتبةٍ زوجةِ أبي سُفيانَ، فكُنَّ يتجولنَ في الصُّفوفِ، ويضربن بالدُّفوف؛ يستنهضن الرجال،ويُحرِّضْنَ على القتالِ، ويُثرن حفائظَ الأبطالِ،ويُحرِّكْنَ مشاعرَ أهلِ الطِّعانِ والضِّرابِ والنِّضالِ،فتارةً يُخاطبن أهلَ اللِّواءِ فيقلن:
ويـهـا حُمَاة الأدبـــار وَيْها بني عبد الــدار ضـرباً بكـل بتـــــار
وتارة يأززن قومهن على القتال وينشدن:
ونَفــْرِشِ النَّمـــارقْإن تُـقْبلُـوا نُعَانـِــقْفــراقَ غيـرَ وَامِـِقْأو تُـدْبِـرُوا نُفـَــارِق
1 - ابن هشام (2/65-66).
2 - روى ذلك أحمد والطبراني والحاكم عن ابن عباس انظر فتح الباري (7/ 350).
3 - البخاري ، الفتح ، كتاب الجهاد والسير، باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب. رقم(3039).
تحول النتيجة في غزة أحد غلطة الرماة الفظيعة: وبينما كان الجيش الإسلامي الصغير يسجل مرة أخري نصراً ساحقاً على أهل مكة لم يكن أقل روعة من النصر الذي اكتسبه يوم بدر، وقعت من أغلبية فصيلة الرماة غلطة فظيعة قلبت الوضع تماماً، وأدت إلى إلحاق الخسائر الفادحة بالمسلمين، وكادت تكون سبباً في مقتل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- ، وقد تركت أسوأ أثر على سمعتهم، وعلى الهيبة التي كانوا يتمتعون بها بعد بدر. لقد أسلفنا نصوص الأوامر الشديدة التي أصدرها رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إلى هؤلاء الرماة، بلزومهم موقفهم من الجبل في كل حال من النصر أو الهزيمة، ولكن على رغم هذه الأوامر المشددة لما رأي هؤلاء الرماة أن المسلمين ينتهبون غنائم العدو غلبت عليهم أثارة من حب الدنيا، فقال بعضهم لبعض: الغنيمة الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنتظرون؟! . أما قائدهم عبد الله بن جبير، فقد ذكرهم أوامر الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، وقال: أنسيتم ما قال لكم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-؟! . ولكن الأغلبية الساحقة لم تلق لهذا التذكير بالاً، وقالت: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة (1). ثـم غـادر أربعون رجلاً أو أكثر هؤلاء الرماة مواقعهم من الجبل، والتحقوا بسَوَاد الجيش ليشاركـوه فـي جمع الغنائم. وهكذا خلت ظهور المسلمين، ولم يبق فيها إلا ابن جبير وتسعة أو أقل من أصحابه والتزموا مواقفهم مصممين على البقاء حَتَّى يؤذن لهم أو يبادوا.
خالد بن الوليد يقوم بخطة تطويق الجيشالإسلامي: وانتهز خالد بن الوليد هذه الفرصة الذهبية، فكرَّ بسرعة خاطفة إلى جبل الرماة ليدور من خلفه إلى مؤخرة الجيش الإسلامي، فلم يلبث أن أباد عبد الله بن جبير وأصحابه إلا البعض الذين لحقوا بالمسلمين، ثم انقض على المسلمين من خلفهم، وصاح فرسانه صيحة عرف بها المشركون المنهزمون بالتطور الجديد فانقلبوا على المسلمين، وأسرعت امرأة منهم - وهي عمرة بنت علقمة الحارثية - فرفعت لواء المشركين المطروح على التراب، فالتف حوله المشركون ، وتنادى بعضهم بعضاً، حَتَّى اجتمعوا على المسلمين، وثبتوا للقتال، وأحيط المسلمون من الأمام والخلف، ووقعوا بين شِقَّي الرحى.
موقف الرسول الباسل إزاء عملالتطويق: وكان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- حينئذ في مفرزة صغيرة - تسعة نفر من أصحابه(2)- في مؤخرة المسلمين(3)، كان يرقب مجالدة المسلمين ومطاردتهم المشركين؛ إذ بوغت بفرسان خالد مباغتة كاملة، فكان أمامه طريقان: إما أن ينجو - بالسرعة - بنفسه وبأصحابه التسعة إلى ملجأ مأمون، ويترك جيشه المطوق إلى مصيره المقدور، وإما أن يخاطر بنفسه فيدعو أصحابه ليجمعهم حوله، ويتخذ بهم جبهة قوية يشق بها الطريق لجيشه المطوق إلى هضاب أحد. وهناك تجلت عبقرية الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وشجاعته المنقطعة النظير، فقد رفع صوته ينادي أصحابه: " إليَّ عباد الله "، رواه الطبري في تفسيره (4/112). وهو يعرف أن المشركينسوف يسمعون صوته قبل أن يسمعه المسلمون، ولكنه ناداهم ودعاهم مخاطراً بنفسه في هذا الظرف الدقيق. وفعلاً فقد علم به المشركون فخلصوا إليه، قبل أن يصل إليه المسلمون.
تبدد المسلمين في الموقف: أما المسلمون فلما وقعوا في التطويق طار صواب طائفة منهم، فلم تكن تهمها إلا أنفسها، فقد أخذت طريق الفرار، وتركت ساحة القتال، وهي لا تدري ماذا وراءها ؟ وفرَّ من هذه الطائفة بعضهم إلى المدينة حَتَّى دخلها، وانطلق بعضهم إلى ما فوق الجبل. ورجعت طائفة أخرى فاختلطت بالمشركين، والتبس العسكران فلم يتميزا، فوقع القتل في المسلمين بعضهم من بعض. روي البخاري عن عائشة قالت: لما كان يوم أحد هزم المشركون هزيمة بينة، فصاح إبليس: أي عباد الله أخراكم - أي احترزوا من ورائكم - فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فبصر حذيفة، فإذا هو بأبيه اليمان، فقال: أي عباد الله أبي أبي. قالت: فو الله ما احتجزوا عنه حَتَّى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم. قال عروة: فو الله ما زالت في حذيفة بقية خير حَتَّى لحق بالله (4). وهذه الطائفة حدث داخل صفوفها ارتباك شديد، وعمتها الفوضى، وتاه منها الكثيرون؛ لا يدرون أين يتوجهون، وبينما هم كذلك إذ سمعوا صائحاً يصيح: إن محمداً قد قتل، فطارت بقية صوابهم، وانهارت الروح المعنوية أو كادت تنهار في نفوس كثير من أفرادها، فتوقف من توقف منهم عن القتال، وألقي بأسلحته مستكيناً، وفكر آخرون في الاتصال بعبد الله بن أبي - رأس المنافقين - ليأخذ لهم الأمان من أبي سفيان. ومر بهؤلاء أنس بن النضر، وقد ألقوا ما بأيديهم فقال: ما تنتظرون ؟ فقالوا: قتل رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، قال: ما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ثم قال: اللّهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني المسلمين، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، يعني المشركين، ثم تقدم فلقيه سعد بن معاذ، فقال: أين يا أبا عمر ؟ فقال أنس: واها لريح الجنة يا سعد، إني أجده دون أحد، ثم مضي فقاتل القوم حَتَّى قتل، فما عرف حَتَّى عرفته أخته - بعد نهاية المعركة -ببنانه، وبه بضع وثمانون ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم (5). ونادى ثابت بن الدَحْدَاح قومه فقال: يا معشر الأنصار، إن كان محمد قد قتل، فإن الله حي لا يموت، قاتلوا على دينكم، فإن الله مظفركم وناصركم. فنهض إليه نفر من الأنصار، فحمل بهم على كتيبة فرسان خالد فما زال يقاتلهم حَتَّى قتله خالد بالرمح، وقتل أصحابه (6). ومر رجل من المهاجرين برجل من الأنصار، وهو يتَشَحَّطُ في دمه، فقال: يا فلان، أشعرت أن محمداً قد قتل ؟ فقال الأنصاري: إن كان محمد قد قتل فقد بَلَّغ، فقاتلوا عن دينكم (7). وبمثل هذا الاستبسال والتشجيع عادت إلى جنود المسلمين روحهم المعنوية، ورجع إليهم رشدهم وصوابهم، فعدلوا عن فكرة الاستسلام أو الاتصال بابن أبي، وأخذوا سلاحهم، يهاجمون تيارات المشركين، وهم يحاولون شق الطريق إلى مقر القيادة، وقد بلغهم أن خبر مقتل النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- كذب مُخْتَلَق، فزادهم ذلك قوة على قوتهم، فنجحوا في الإفلات عن التطويق، وفي التجمع حول مركز منيع، بعد أن باشروا القتال المرير، وجالدوا بضراوة بالغة. وكانت هناك طائفة ثالثة لم يكن يهمهم إلا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-. فقد كرت هذه الطائفة إلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، وعمل التطويق في بدايته، وفى مقدمة هؤلاء أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وغيرهم -y- كانوا في مقدمة المقاتلين، فلما أحسوا بالخطر على ذاته الشريفة - عليه الصلاة والسلام والتحية-صاروا في مقدمة المدافعين.
احتدام القتال حول رسول الله: وبينما كانت تلك الطوائف تتلقي أواصر التطويق، وتطحن بين شِقَّي رَحَي المشركين، كان العراك محتدماً حول رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، وقد ذكرنا أن المشركين لما بدءوا عمل التطويق لم يكن مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- إلا تسعة نفر، فلما نادى المسلمين: " هلموا إلي، أنا رسول الله "، ذكره ابن كثير في تفسيره (4/345). سمع صوتهالمشركون وعرفوه، فكروا إليه وهاجموه، ومالوا إليه بثقلهم قبل أن يرجع إليه أحد من جيش المسلمين، فجري بين المشركين وبين هؤلاء النفر التسعة من الصحابة عراك عنيف ظهرت فيه نوادر الحب والتفاني والبسالة والبطولة. روى مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه قال: " من يردهم عنا ولهالجنة، أو هو رفيقي في الجنة ؟!" . فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حَتَّى قتل ثم رهقوه أيضاً فقال: " من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة ؟ ". فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حَتَّى قتل، فلم يزل كذلك حَتَّى قتل السبعة، فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- لصاحبيه - أي القرشيين: " ما أنصفنا أصحابنا " (8) . وكان آخر هؤلاء السبعة هو عمارة بن يزيد بن السَّكَن، قاتل حَتَّى أثبتته الجراحة فسقط (9). |
| | | التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #6موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:17 am | |
| |
| | | التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #7موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:20 am | |
| موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) غزوة بني النضير
من هم بني النضير ؟ بنو النضير قبيلة من قبائل اليهود في المدينة ، عاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم الاعتداء وعدم نصر عدو له عليه الصلاة والسلام ، يسكنون في ضاحية بأطراف المدينة بها خضرة ونخيل وماء تسمى منطقة (( العوالي )) وظل عهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم أربع سنوات كاملة قبل أن تحدث هذه الغزوة . لما ضعفت شوكة اليهود بعد جلاء بني قينقاع عن المدينة النبوية ، أخذ بنو النضير ، يتعاونون مع مشركي قريش بعد انتصار المسلمين في بدر ، فعندما أراد أبو سفيان الثار خرج في
مئتي رجل ، وأتى سلام بن مشكم وهو سيد بني النضير فاستقبله وسقاه خمرا وتعاون معه لإيذاء المسلمين .ثم هجم أبو سفيان على بعض البيوت وقتل رجلين من الأنصار ثم عاد إلى مكة المكرمة . ثم نقض بنو النضير العهد ثانية عندما رفضوا الاشتراك مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد بحجة أن القتال يدور يوم السبت وان العهد بينهم ينص على المشاركة في الدفاع داخل المدينة وأحد خارجها ، في حين أعتبر النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد غزوة موجهة إلى المدينة . ثم توالت الأحداث ضد مصلحة المسلمين بعد هزيمة أحد يوم السبت 15 شوال 3 هـ / 625 م ، فاستهانت القبائل بأمرهم وأخذت تكيد لهم ، فكانت حادثة الرجيع وهو ماء لقبيلة هذيل تعرض فيه ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للقتل والأسر ثم كانت مجزرة بئر المعونة وهو بين أرض بني عامر وبني سليم في نجد ، في صفر سنة 4 هـ ، حيث استشهد محمد بن المنذر بن عمر ومعه أربعين من المسلمين على يد عامر بن الطفيل ومن ناصره من بني سليم ، ولم ينجوا منهم سوى اثنان كعب بن زيد وعمرو بن أمية الضميري ، الذي قتل رجلين من بني عامر أثناء عودته ، رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد ضمن لهما أمنهما . وكان بنو النضير حلفاء بني عامر ، لذلك خرج النبي صلى الله عليه وسلم معه عشرة من كبار الصحابة منهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم إلى مقربة من قباء لدفع دية الرجلين ، فحاول بنو النضير قتل النبي صلى الله عليه وسلم بان يلقي عمرو بن جحاش صخرة عليه من على ظهر الجدار وهو جالس . لكن الله تعالى فضح مؤامرتهم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعودة إلى المدينة . فخرج وكأنه يريد قضاء حاجة له ، فلم يفطن له أحد ، ثم تبعه أصحابه ثم أنذر النبي صلى الله عليه وسلم بني النضير بالجلاء عن حصونهم ومزارعهم خلال عشرة أيام فاستعد اليهود للرحيل ، لكن زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول العوفي وعدهم بالمساعدة بألفين من العرب وحثهم على الصمود لان اخوتهم من بني قريظة لن يخذلوهم وكذلك حلفاؤهم من غطفان . رفض بنو النضير الإنذار وأخذوا يستعدون للقتال فرمموا حصونهم و أمدوها بالسلاح وزودوها بمؤونة طعام تكفي اشهر طويلة . حاصر النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير في حصونهم لمدة عشرين يوما وأخذ يقطع نخيلهم ويحرق بساتينهم ، ومنع مساعدة المنافق عبد الله بن أبي بن سلول وحلفائهم من غطفان بعد أن رفض بنو قريظة نقض العهد معه . فأيقن بنو النضير من سوء العاقبة وتملكهم الخوف والرعب وطلبوا منهم حقن دمائهم مقابل الاستسلام والجلاء ، فأجابهم إلى طلبهم شرط أن يخرج كل ثلاثة منهم في بعير يحملون عليه ما شاءوا من دون السلاح ، فخرجوا في 600 بعير فنزل بعضهم في خيبر بزعامة حي بن أخطب وسلام بن مشكم وكنانة بن الربيع ، ورحل البعض الآخر إلى أذرعات عند حدود بلاد الشام . في أمر بني النضير يقول الله تعالى : ((هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار )) . سورة الحشر الآية 2 لقد خربوا بيوتهم بأيديهم ، وذلك يتعلق بعقيدتهم فكل يهودي يعلق على نجاف داره صحيفة فيها وصية موسى لبني إسرائيل ، لذلك حملوها معهم عند جلائهم ، وقيل أن ما حملوه معهم هو أخشاب بيوتهم وهي غالية الثمن في شبه الجزيرة العربية . وظن بنو النضير أن هذا الجلاء هو انتصار لهم فخرجوا يرقصون في ابتهاج وسرور وقد تزينت نسائهم ويحملون الدفوف والمزامير . وقد غنم المسلمون من يهود بني النضير 50 درعا و50 خوذة و 34 سيفا ، عدا الأراضي والبساتين التي قسمت على المهاجرين حتى يصبحوا في غنى عن معونة الأنصار إخوانهم في الإسلام . وقيل أن رجلين فقط من بني النضير أسلما فلم تمس أموالهما وهما يامين بن عمير وأبو سعد بن وهب . كان إجلاء بني النضير ضربة قاصمة لليهود الذين شعروا بمرارة النزوح والهجرة ، ومع ذلك لم يفطنوا للخطأ الكبير الذي ارتكبوه ،وهم أهل دين سماوي ، بتحالفهم مع قريش أهل الوثنية ضد المسلمين وهم أهل دين سماوي مثلهم . والتوراة عندهم توصي بالنفور من عبدة الأوثان والأصنام .
غزوة ذات الرقاع
غزوة ذات الرقاع هي غزوة قام بها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة للهجرة ضد بني ثعلبة وبني محارب من غطفان بعد ان بلغه انهم يعدون العدة لغزو المدينة فخرج إليهم في أربعمائة من المسلمين، وقيل في سبعمائة، واستخلف على المدينة أبو ذر الغفاري
الصعوبات
وخرج النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه من المدينة ، واتضحت منذ البداية الصعوبات التي تنتظرهم ، فهناك نقصٌ شديد في عدد الرواحل ، حتى إن الستّة والسبعة من الرجال كانوا يتوالون على ركوب البعير. ومما زاد الأمر سوءاً وعورة الأرض وكثرة أحجارها الحادّة ، التي أثّرت على أقدامهم حتى تمزّقت خفافهم ، وسقطت أظفارهم ، فقاموا بلفّ الخِرَق والجلود على الأرجل ؛ ومن هنا جاءت تسمية هذه الغزوة بهذا الاسم ، ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال : "وكنا نلفّ على أرجلنا الخِرَق ، فسُمِّيت غزوة ذات الرقاع ". قال ابن هشام : وإنما قيل لها : غزوة ذات الرقاع ، لأنهم رقعوا فيها راياتهم ويقال ذات الرقاع : شجرة بذلك الموضع يقال لها : ذات الرقاع
لم سميت بذات الرقاع
قال ابن إسحاق : حتى نزل نخلا ، وهي غزوة ذات الرقاع . قال ابن هشام : وإنما قيل لها : غزوة ذات الرقاع ، لأنهم رقعوا فيها راياتهم ويقال ذات الرقاع : شجرة بذلك الموضع يقال لها : ذات الرقاع . قال ابن إسحاق : فلقي بها جمعا عظيما من غطفان ، فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب وقد خاف الناس بعضهم بعضا حتى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الخوف ، ثم انصرف بالناس
غزوة بدر الآخرة
كانت غزوة بدر الآخرة في شعبان سنة 4هـ - يناير 626م ,تسمى هذه الغزوة ببدر الآخرة, وبدر الصغرى, وبدر الثانية, وبدر الموعد
سبب الغزوة
لما انصرف أبو سفيان ومن معه يوم أحد نادى: "إن موعدكم بدر". فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرجل من أصحابه قل: "نعم هو بيننا وبينك موعد". لما جاء الموعد استعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول الأنصاري ـرضي الله عنه- وخرج -صلى الله عليه وسلم- ومعه ألف وخمسمائة مقاتل, وكانت الخيل عشرة أفراس, وحمل اللواء علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ونزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدراً وأقام فيها ثمانية أيام ينتظر أبا سفيان, وخرج أبو سفيان من مكة على رأس قوة قوامها ثلاثة آلاف مقاتل, وقيل ألفان وخمسمائة, وقيل ألفا مقاتل, وفي نفسه رغبة ألا يحدث هذا اللقاء الذي ينتظر نتيجته كثير من رجال القبائل والأعراب وأهل المدن؛ إذ قضت المدينة ومكة عاماً في الاستعداد له, وكان في خروج أبي سفيان محاولة لإخافة المسلمين وإرهابهم كي لا يخرجوا فيكونوا هم الذين نكلوا عن الخروج.
نعيم بن مسعود يبث الشائعات
بعث أبو سفيان نعيم بن مسعود؛ ليخيف المسلمين في المدينة من كثرة أعداد قريش وقوتها وجعل له عشرين بعيراً إن أدى هذه المهمة ولم يخرج محمد, وقال له: "إنه بدا لي أن لا أخرج, وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج أنا؛ فيزداد المسلمون جرأة, فلأن يكون الخلف من قبلهم أحب إلي من أن يكون من قبلي, فالحق بالمدينة وأعلمهم أنا في جمع كثير ولا طاقة لهم بنا, ولك عندي من الإبل عشرون أدفعها لك على يد سهيل بن عمرو". وصل نعيم إلى المدينة وبدا يبث إشاعاته وساعده في ذلك المنافقون واليهود ، وقالوا لا يفلت محمد من هذا الجمع ولعبت هذه الإشاعات دورها, وسار أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالا له :"يا رسول الله إن الله مظهر نبيه ومعز دينه ، وقد وعدنا القوم موعدا ً لا نحب أن نتخلف عنه, فيرون أن هذا جبن ، فسر لموعدهم فوالله إن في ذلك لخيراً, فسُرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مما قاله صاحباه وأعلن أنه في طريقه إلى بدر وقال: "والذي نفسي بيده ؛ لأخرجن وإن لم يخرج معي أحد".
خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- لملاقاة العدو
نادى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الناس للخروج, فاجتمع حوله ألف وخمسمائة مقاتل وسار بهم إلى بدر, وصل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بدر في جيشه وعسكر هناك, وبقي ثمان ليال ينتظر قريشاً, ولكنها لم تأت, إذ عادت جموعها من عسفان خوفاً من اللقاء حقيقةً, وحجتها في ذلك أن الظروف غير ملائمة للحرب إذ كانت سنوات جدب, قال أبو سفيان:"يا معشر قريش, إنه لا يصلحكم إلا عام خصيب ترعون فيه الشجر ، وتشربون اللبن, وإن عامكم هذا عام جدب, وإني راجع فارجعوا", فرجع الناس فسماهم أهل مكة جيش السويق, يقولون إنما خرجتم تشربون السويق..!, وأثناء وجود رسول الله ـصلى الله عليه وسلمـ في انتظاره لأبي سفيان لميعاده أتاه مخشي بن عمرو الضمري, -وهو الذي كان وادعه على بني ضمرة في غزوة ودان- فقال: "يا محمد: أجئت لملاقاة قريش على هذا الماء؟ قال: (نعم يا أخا بني ضمرة, وإن شئت مع ذلك رددنا إليك ما كان بيننا وبينك). قال: لا, والله, يا محمد, ما لنا بذلك منك من حاجة.
نتائج الغزوة
كانت نتيجة هذه الغزوة أن فر المشركون يجرون أذيال الخيبة والهزيمة ، وعاد المسلمون يحملون راية الظفر, وهكذا دان عدو المسلمين الأول, وهي أقوى قوة في الجزيرة, وجيشها أكبر الجيوش تنظيماً وعتاداً, وكانت هي المتحدية, وهي الفارَّة من اللقاء, وأدى ذلك إلى خوف القبائل, وإجلاء جزء من اليهود. وبدا أن غزوة أحد لم تكن ضربة أليمة يخنع المسلمون بعدها, ومن نتائجها أن رجالاً من الأعراب حول المدينة, والمنطقة كلها دانت لرسول الله, صلى الله عليه وسلم
الدروس المستفادة من الغزوة
1- بيان الوفاء المحمدي الدال على الشجاعة النادرة, إذ لم يرهب من أبي سفيان كما أُرهب هو وولى من الطريق خائفاً. 2- بيان مصداق حديث "نصرت بالرعب مسيرة شهر"1 حيث انهزم جيش أبي سفيان قبل الالتقاء بأرض الموعد. 3- الشورى أصل ومنهج شرعي لابد من انتهاجه قبل اتخاذ القرار. 4- الإشاعات لها دور مؤثر في بث الضعف بين المجتمعات.
|
| | | التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #8موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:24 am | |
| |
| | | التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #9موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:26 am | |
| |
| | | التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #10موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:28 am | |
| |
| | | التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #11موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:31 am | |
| |
| | | التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #12موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 4:32 am | |
| |
| | | عبدُاللهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709
| #13موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) الإثنين أكتوبر 04, 2010 5:22 am | |
| |
| | | أم عمارعضو مشارك
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 28/10/2009
عدد المساهمات : 461
| #14موضوع: رد: موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) السبت أكتوبر 09, 2010 11:08 pm | |
| |
| | | | موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) | |
|
| |
| | |
| | |
| (( تذكر جيداً: يمنع وضع صور ذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنع الاشهار باى وسيلة والله شهيد )) | صفحة 1 من اصل 1 | | تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18 |
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الردتحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد. انشئ حسابيمكنك الانضمام لمنتديات اور اسلام فعملية التسجيل سهله ! انشاء حساب جديدتسجيل الدخولاذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا تسجيل الدخول | صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
خــدمات المـوضـوع | | إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ موسوعة غزوات الرسول محمد صلى الله علية و سلم (كاملة) ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا |
|
|