الخروج من الحلقة المفرغة- يقول دانيال مونت، وهو خبير مختص وعضو في مجموعة الإعاقات الجسدية والتنمية في البنك الدولي، أن الكثيرين من الناس في البلدان النامية عالقون في حلقة مُفرغة من الفقر والإعاقة الجسدية.
يُعتبر مونت والفريق المختص بالإعاقة الجسدية والحماية جزءاً من حملة على الصعيد الدولي لتحسين عملية جمع البيانات الخاصة بالإعاقة الجسدية في البلدان النامية. وفي الوقت الذي تضع فيه تقديرات "أفضل تخمين" مستوى الإعاقة عند نسبة 10 في المائة في معظم البلدان النامية ـ حوالي 400 مليون شخص ـ فإن نقص البيانات يجعل من الصعب قياس هذه النسبة.
"لطريقة تعريف الإعاقة الجسدية وطريقة جمع البيانات تأثيرٌ كبيرٌ على مقدار النسبة المئوية وكذلك الأرقام التي يتم التوصل إليها."
يعمل البنك الدولي في شراكة مع مجموعة واشنطن لإحصاءات الإعاقة الجسدية التي أسستها اللجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة، وذلك لتحسين عملية جمع البيانات المتعلقة بقضايا الإعاقة الجسدية في البلدان النامية. ويشمل عمل هذه المجموعة وضع أسئلة استقصائية والعمل مع المكاتب الإحصائية في البلدان المعنية لوضع إجراءات أكثر تفصيلا بشأن الإعاقة الجسدية. ويقول مونت أن عدة بلدان أبدت اهتماماً في هذا الأمر في الأشهر القليلة الماضية.
الأثر الحقيقي غير معلوميقول مونت أن الحلقة المُفرغة التي يمثلها الفقر والتي يواجهها المعاقون جسديا تعتبر قضيةً هامةً بالنسبة للعاملين في مجال التنمية.
وخلُصت دراسة أجريت في أوغندا إلى أن احتمال أن تكون الأسر التي لديها معاق فقيرة أعلى بنسبة 38 في المائة من احتمال فقر غيرها من الأسر، بينما وجدت وثيقة استراتيجية تخفيض أعداد الفقراء الخاصة بصربيا والجبل الأسود أن 70 في المائة من المعاقين فقراء.
يقول مونت أن لمعالجة قضية الإعاقة الجسدية مدلولات هامة على سياسات الاقتصاد. على سبيل المثال، تُظهر الدراسات الأولية في البلدان الخارجة من صراعات مستويات مرتفعة من حالات الاكتئاب السريري واضطرابات صحية أخرى مرتبطة بالصحة العقلية.
"من غير الممكن الذهاب لمكان ما واقتراح وضع برامج ائتمان بالغ الصغر في محاولة لإعادة تدريب الناس على العمل في الأعمال التجارية الحرة في الوقت الذي يعانون فيه من الاكتئاب.
وأيضا غالبا ما يذهب المصابون بالاكتئاب للعيادات الطبية ويدّعون مشاكل صحية أخرى وينتهي الأمر بالمعنيين إلى إجراء المعالجة استناداً إلى التشخيص الخطأ."
الأثر على الأُسريشتمل جزءٌ أخرٌ من العمل تحسين تقديرات الفقر بالنسبة للأسر التي تضم شخصاً معاقاً جسدياً.
يقول مونت أنه لا يوجد شك في أن قضية الإعاقة لها أثر واسع النطاق. وخلُص استقصاءٌ أجري في الصين إلى أنه بينما تبلغ نسبة المعاقين حوالي 5 في المائة من السكان، يعيش حوالي 20 في المائة من السكان في أسر فيها شخص لديه إعاقة جسدية.
يقول مونت أن الفريق يريد في نهاية المطاف أن يضع استقصاءات لمعرقة الاختناقات (المعوقات) التي تواجه البرامج وتحول دون الوصول إلى تحسين حياة المعاقين.
" فالغالبية الكبيرة من المعاقين يمكن أن يقدموا إسهامات لحياة الأسرة والحياة الاقتصادية وحياة المجتمع."
تعريف الإعاقة الجسدية" تتراوح الإعاقة الجسدية بين المتوسطة والبالغة. وتتراوح أيضا بين المؤقتة والدائمة."
" وطبيعة الإعاقة الجسدية تتفاعل مع مختلف أشكال المساندة والبيئات المختلفة بطريقة تجعل النتيجة مختلفة لنفس الشخص بنفس الإعاقة في وضع مختلف، سواء كان هذا الوضع على صعيد الأسرة أو الثقافة أو البنية الأساسية."
لهذا يجب أن يكون التركيز على وضع برامج عمل عادي تأخذ في الاعتبار الوفاء باحتياجات المعاقين بدلاً من خلق برامج مستقلة.
" فبشكل أساسي، نعترف بوجود اختلافات في درجة قيام البشر بوظائفهم الجسدية. وإذا كنت تود وضع برنامج ـ سواء كان هذا يتعلق بالتعليم أو بالطرق أو بأنظمة شبكات إمداد المياه ـ فهذا البرنامج يجب أن يكون قادراً على خدمة كل شخص والوصول إليه بغض النظر عن مستوى قدرته على القيام بالوظائف الجسدية."
منقول