بيوت آيلة للانهيار سعيد عبد العظيم
بيوت آيلة للانهيار
سعيد عبد العظيم
هذه البيوت
لم تبدأ حياتها بطاعة ربها ولم تستقم على شرعه - سبحانه -، لا في فرحها
ولا في حزنها، وقد ضربت فيها معاول الهدم ومصادر التخريب في الوقت الذي لم
تقم فيه على أساس متين من كتاب الله وسُنة رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -، ومن المعلوم أن فساد الانتهاء من فساد الابتداء، وأن العبد إذا
فسدت بدايته فسدت نهايته، وإذا فسدت نهايته فلربما هلك، وهل تأمن إذا
انهار البنيان، أن يهلك كل من فيه من الرجال والنساء والكبار والصغار؟
إن أخطاراً عظيمة تهدد بيوتنا وتؤثر بالتبعية في أطفالنا، ومن جملة هذه الأخطار:
- الاختلاط: الاختلاط
الذي يحدث بين النساء والرجال ممن ليسوا بمحارم، وسهولة دخول البيوت تولد
المفاسد الشرعية، وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من دخول الأقارب
غير المحارم على المرأة في البيت عند غياب زوجها، فقال - صلى الله عليه
وسلم -: ((إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله،
أفرأيت الحمو، قال: الحمو الموت)) رواه البخاري ومسلم.
والحمو: هو ابن العم وابن
الخال وأخو الزوج وما شابه ذلك، ودخوله على الزوجة في غياب الزوج معادل
للموت، لما ينجر بسببه من شر وفساد، فكيف بدخول الجار وصديق العائلة،
ولذلك لا نستغرب إذا كثرت الفواحش والجرائم وتخريب البيوت وضاع الأطفال
بسبب ذلك، فمعظم النار من مستصغر الشرر، وفي الحديث: ((ما خلا رجل بامرأة
إلا كان الشيطان ثالثهما)).
وصح عنه - صلى الله عليه
وسلم - أنه قال: ((لا يخلون رجل بامرأة))، وهذا يشمل أتقى الناس وأفجر
الناس، فالشريعة لا تستثني من كل هذه النصوص أحداً، والبيوت لا تخلو من
زيارات عائلية، يُشارك فيها الرجال والنساء، حيث تبدو الزينات وتتكشف
العورات وتتعالى الضحكات ويظهر التظاهر بقوة الشخصية، وبعد الرجوع للبيت
يتم تصفية الحسابات ومقارنة الأزواج فكيف يستقيم الحال؟!.
وقد نسينا قول ربنا -جل وعلا-: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب؛ ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) [الأحزاب:53].
وقال - سبحانه -: (ولا يُبدين زينتهن إلا لبعولتهن..) [النور:31].
وقد أدى خروج المرأة إلى
العمل وتخلي ربة الأسرة عن واجباتها إلى حرمان الطفل من حنان أمه وتشويه
لغته، ونقل معتقدات خربة إلى الأطفال عن طريق الخادمات، هذا بالإضافة إلى
الإغواء والإغراء الذي يحدث والإرهاق المالي الذي يحصل لبعض أرباب الأسر،
وهكذا نوجد المشاكل بأنفسنا ثم نلتمس لها حلاً.
وقد كان التليفون –
الهاتف- سبباً في تدمير البيوت بسبب سهولة استخدامه، وأنه منفذ مباشر من
خارج البيت إلى داخله مما يُسبب ضياع الأوقات، وخصوصاً بين النساء وتعرف
الرجال بالنساء وإفساد المرأة على زوجها، ولذلك فالأمر يحتاج إلى متابعة
ووعظ وحكمة في الرد، والكثير من البيوت لا تخلو من منكرات عديدة: كشرب
الخمر ولعب الميسر وإضاعة الوقت في اللهو المحرم، وتربية الأولاد على السب
والشتم، وشرب الدخان والمخدرات ويتواجد فيها التصاوير ورموز الأديان
الباطلة كآلهة الحب والكنائس والتصاليب والكلاب..
وقد ورد النهي عن ذلك كله
مثل: ((إياكم واقتناء الكلاب في البيوت))، وقد بيَّن النبي - صلى الله
عليه وسلم - نقصان الأجر الذي يحدث بسبب ذلك وقال: ((إلا كلب الصيد أو كلب
حرث أو كلب غنم))، ثم هو- صلى الله عليه وسلم - لم يترك تصليباً إلا نقضه
وقال: ((كل مصور في النار، يُجعل له بكل صورة صورها نفس فتعذبه في
جهنم))، وقال: ((إن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له)) رواه
مسلم، ويُستثنى من حرمة التصوير ما له مصلحة راجحة كالبطاقات والتصوير
للطب ولعب الأطفال.
ولك أن تتخيل بعد ذلك مدى الفساد الذي ينشأ عندما يقع سمع وبصر الطفل وسائر حواسه على هذه المنكرات أو بعضها