صلاة التراويح أحكام وفتاوى
صلاة التراويح أحكام وفتاوى
سُميت صلاة التراويح بهذا الاسم لأن المصلين يستريحون فيها بعد كل أربع ركعات، فينالون ترويحةً والجمع تراويح.
وهذه الصلاة هي من قيام الليل، ولكنها خاصة بشهر رمضان، فهي تعني قيام الليل في رمضان.
أما حكم هذه الصلاة فهو الندب والاستحباب، ومَن صلاَّها إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه.
فعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يُرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان
إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه» رواه مسلم وغيره. قوله «مِن
غير أن يأمرهم فيه بعزيمة» واضح الدلالة على الندب وعدم الوجوب. وأيضاً فقد
روت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة فكثر
الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -، فلما أصبح قال: قد رأيتُ الذي صنعتم، ولم يمنعني
من الخروج إليكم إلاَّ أني خشيت أن تُفْرض عليكم، وذلك في رمضان»متفق
عليه. فقوله «إلاَّ أني خشيت أن تُفْرض عليكم» يدل قطعاً على عدم الوجوب،
فلم يبق إلا الندب.
أما
عدد ركعات صلاة التراويح ، فإن الشرع لم يحدِّد عدداً معيناً يُلتَزَم به،
ولكنَّ أفضل ما تُصلى به من الركعات ثمانٍ تعقبها ثلاث ركعات من الوتر،
لأن هذا العدد هو ما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - من فعله ، فعن أبي
سَلَمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها «كيف كانت صلاة رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ فقالت: ما كان رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعاً
فلا تَسَلْ عن حُسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تَسَلْ عن حُسنهن
وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً...» متفق عليه . وعنها رضي الله عنها قالت «كان
النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل ثلاث عشرة منها الوتر وركعتا
الفجر» رواه البخاري. وعنها رضي الله عنها قالت «كان - أي رسول الله - صلى
الله عليه
وسلم - - يصلي ثلاث عشرة ركعة، يصلي ثمانَ رَكَعات ثم يوتر...» رواه مسلم.
فصلاته
عليه الصلاة والسلام بالليل كانت ثماني ركعات عدا الوتر، وعن جابر بن عبد
الله رضي الله عنه قال: جاء أُبيُّ بن كعب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم
- فقال «يا رسول الله إنه كان مني الليلةَ شيء - يعني في رمضان - قال:
وما ذاك يا أُبيُّ، قال: نسوةٌ في داري قُلن: إنَّا لا نقرأ القرآن فنصلي
بصلاتك قال: فصليت بهن ثماني ركعات ثم أوترت، قال فكان شبه الرضا، ولم يقل
شيئاً» رواه ابن حِبَّان. ورواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط، وحسَّن
الهيثمي إسناده.
بعض الفتاوى المتعلقة بالموضوع
السؤال الأول من الفتوى رقم (2205)
س1: نطلب من سماحتكم إفتاءنا عن صلاة التراويح هل هي سنة مشروعة أو بدعة؟
ج1:
التراويح سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعل الصحابة لها
مشهور، وتلقته الأمة عنهم خلفا بعد سلف وأول من جمعهم بعد وفاة النبي صلى
الله عليه وسلم على صلاة الليل عمر رضي الله عنه، وهو خليفة راشد، ولا
ينكر التراويح إلا أهل البدع من الرافضة .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // نائب الرئيس // الرئيس //
عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
الفتوى رقم (3953)
س: ما
قول السادة الفقهاء أئمة الدين في صلاة التراويح هل هي عشرون ركعة سنة أم
ثمان ركعات سنة؟ وإذا كانت السنة ثمان ركعات فلماذا تصلى عشرين ركعة في
المسجد النبوي الشريف كما سمعنا بأنها تصلى عشرين ركعة وعامة الناس يستدلون
بذلك على أن السنة عشرون ركعة؟
ج:
صلاة التراويح سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد دلت الأدلة على
أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة
ركعة وقد سأل أبو سلمة عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى
الله عليه وسلم في رمضان، قالت: « ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على
إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا
تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا، قالت عائشة : فقلت يا رسول الله
أتنام قبل أن توتر؟ فقال يا عائشة : إن عيني تنامان ولا ينام قلبي » (1)
متفق عليه وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي في بعض الليالي ثلاث
عشرة ركعة فوجب أن يحمل كلام عائشة رضي الله عنها في قولها « ما كان يزيد
صلى الله عليه وسلم في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة » على الأغلب
جمعا بين الأحاديث، ولا حرج في الزيادة على ذلك، لأن النبي صلى الله عليه
وسلم لم يحدد في صلاة الليل شيئا، بل لما سئل عن صلاة الليل قال: « مثنى
مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى » متفق عليه
ولم يحدد إحدى عشرة ركعة ولا غيرها، فدل على التوسعة في صلاة الليل في
رمضان وغيره.
السؤال الرابع من الفتوى رقم (7617)
س4: عندما يمر شهر رمضان وحان وقت صلاة التراويح هل أذهب إلى المسجد أم أصلي في بيتي، وأنا لست إماما ولكن مأموم وأحب أن أقرأ
القرآن، وأفضل قراءتي عن استماعي وإذا صليت في بيتي هل فيه ذنب علي، نقصد صلاة التراويح فقط؟
ج4:
لا حرج عليك في صلاتها في البيت لكونها نافلة، لكن صلاتها مع الإمام في
المسجد أفضل تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ولقول
النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه لما صلى بهم التراويح في بعض الليالي
إلى ثلث الليل وقال له بعضهم: لو نفلتنا بقية ليلتنا: « من قام مع الإمام
حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلته » (1) رواه أحمد وأصحاب السنن بإسناد حسن
من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
السؤال الأول من الفتوى رقم (2238)
س1:
أدينا صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك بمدينة فرزنو الأمريكية، وحصل
خلاف حول القراءة من المصحف الكريم حيث إن بعض الإخوان قالوا بأنه لا تجوز
القراءة من المصحف في صلاة التراويح، وقال بعضهم تجوز، نظرا لعدم وجود
أحد من الإخوة هنا يحفظ القرآن الكريم كله؟
ج1:
لا حرج أن يقرأ إمامكم في التراويح من المصحف، بل ذلك في مثل حالتكم
مندوب إليه شرعا، لأن صلاة التراويح مرغب في تطويل القراءة فيها، ولا
يتأتى ذلك لأمثالكم إلا بقراءة إمامكم في المصحف، وقد روى أبو داود في
كتاب المصاحف عن طريق أبي أيوب عن ابن أبي مليكة أن عائشة رضي الله عنها
كان يؤمها غلامها ذكوان في المصحف.
وقال
ابن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن ابن أبي مليكة عن عائشة أنها
أعتقت غلاما لها عن دبر فكان يؤمها في رمضان في المصحف، ورواه البخاري في
الصحيح معلقا مجزوما به.
سؤال التاسع من الفتوى رقم (3907)
س9: إذا اجتمع نساء في بيت وأردن أن يصلين نافلة مثل التراويح أو فريضة هل يتقدم بهن واحدة منهن مثل ما يتقدم الإمام الرجال؟
ج9: للمرأة أن تؤم النساء وتصلي بهن الفريضة والتراويح، ولا تتقدم على الصف كالإمام من الرجال بل تتوسط الصف الأول.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم