كيف نستقبل رمضان؟
كيف نستقبل رمضان؟
كتبه/ عبد المعطي عبد الغني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فرمضان
ضيف عزيز، يحل بنا كل عام أيامًا معدودات، وهو بين الشهور كيوسف بين
إخوته، فلنقدر له قدره، ولنستعد له بما هو أهله، قال الله -تعالى-: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً) (التوبة:46)، وهذه ومضات على طريق الاستعداد له.
1ـ واشوقاه إلى رمضان:
استحضر في قلبك أحبَّ الناس إليك، وقد غاب عنك أحدَ عشرَ شهرًا، وإنك بُشِّرت بقدومه بعد أيام قلائل، كيف يكون شوقك إلى لقائه؟!
2ـ الفرح بقدومه:
قال -تعالى-: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:58).
فالفرح بالطاعات ومواسم الخيرات فرع عن محبة الله -تعالى-، فهم يفرحون بفضل الله عليهم أن مد أعمارهم، وبلغهم صيام رمضان وقيام ليله.
3ـ الدعاء:
فقد كان السلف يستقبلونه بالدعاء: "اللهم بلغنا رمضان"، "اللهم سلمنا لرمضان، وسلم رمضان لنا، وتسلمه منا متقبلاً".
4ـ القلوب بين خوف الانقطاع ورجاء البلاغ:
فالقوم
على سفر، فمنهم من تنقطع به الطريق، ومنهم من يصل، فهل نبلغ رمضان، أم
تقصر بنا الأعمار كما قصرت بإخواننا الذين صاموا معنا العام الماضي،
وانقطع حبل عمرهم فلن يصوموا معنا هذا العام؟
5ـ صدق العزم:
فرمضان
فرصة، والفرص إذا فاتت قد لا تتاح مرة أخرى، فاعقد العزم على أن تصوم
صيامًا لم تصمه من قبل، وحدث نفسك: "لئن أشهدني الله رمضان لأصومنّ صيام
مودع".
وقل لها: "لقد أشهدني الله رمضان أعوامًا عديدة ففاتني من الخير الكثير، فلئن أشهدني الله الشهر ليرين ما أصنع".
قل لنفسك: "لسوف أعرضك هذا العام على ربي أخذك أم تركك".
فالصدق الصدق في العزم؛ قال الله -تعالى-:
(مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا
بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23).
6ـ التوبة:
كيف
تزرع في أرض كلها آفات، فطهر تربة قلبك قبل موسم الزراعة، واغسله بماء
التوبة وثلج الإنابة، وبرد الاستغفار: "اللهم اغسلني من خطاياي بالماء
والثلج والبرد"، فالقلوب موضع نظر الرب من العبد، فهل تحب أن ينظر الله
إلى قلبك فيجد فيه رجس الشرك، ودنس المعاصي، وقذر الحقد، والحسد، والغل،
وغيرها من المهلكات؟!
قال الله -تعالى-: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً
عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ
النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا
نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم:8).
7ـ العلم قبل العمل:
كم
حسنات فاتت! وكم من أعمال أحبطت بسبب الجهل! فلنجلس لنتعلم شيئًا من فضائل
الصيام، و أحكامه وآدابه قبل أن نصوم، قال رسول الله -صلي الله عليه
وسلم-: (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).
8ـ رفع درجة الاستعداد:
من
سيدخل معركة يرجو النصر فيها، ومن سيدخل امتحانـًا يأمل النجاح فيه استعدّ
استعدادًا يليق بما يؤمله من النصر والنجاح، ونحن نستقبل شهرًا تـُرفع فيه
الدرجات، وتضاعف فيه الحسنات، وتحط فيه السيئات، وتعتق فيه الرقاب من
النيران.
فعلينا
أن نرفع درجه الاستعداد بالمحافظة على الصلوات في جماعة، وإتباع الفرائض
بالنوافل، وقيام الليل، وذكر الله -تعالى- وغيرها من الطاعات.
9- الإكثار من الصيام في شعبان:
صوم
شعبان كالسُّنة القبلية قبل رمضان، وفي صيامه تدريب للنفس، وهو دليل على
محبة الصيام والشوق له، حتى إذا جاء رمضان؛ صامت النفس صيام المتلذذ، لا
صيام المتألم، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يكثر من الصيام في شعبان، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم
أكثر شعبان كما جاء في حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنه- حين سأل رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: (قُلْتُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ
مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ
رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) (رواه النسائي، وحسنه الألباني).
10- ترويض الحواس:
-
لسانك سبع إذا أرسلته أكلك، فروِّضه على الذكر، والاستغفار، وقراءة
القرآن، وكفه عن اللغو، والغيبة، والنميمة، والسخرية، والمزاح