نامي يا بنيّة !
د.عبد المعطي الدالاتي
رؤى طفلة مؤمنة ، عمرها سبع سنوات ..
وسّدْتها يوماً يُمناي ، ورحتُ أقصّ عليها من لطائف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أطفال المسلمين ..
حدّثتُها كيف كان يداعبُ أبا عُمير ويسأله عن عصفوره النُّغيْر ..
وحدثتها كيف أمسك بأذن ابن عباس في صلاة التهجد ،فحوّله من شماله إلى اليمين ..
وكيف مَجَّ الرسول الكريم مجّة من دلو في وجه الصغير محمود بن الربيع ..
وكيف أهدى ثوباً ملوّناً جميلا للمهاجرة الصغيرة ، فقال لها بالحبشية:
" سَناهْ ؟! سناه يا أمَّ خالد ؟!"
وحدثتها عن قصصه مع أنس والحسن والحسين،
وعن كل ما أفاض اللهُ من أنوارٍ برَقَت من لقاء النبوة والطفولة ..
كنت أحسبها ستغفو ، ولكنها بدرَتْني بسؤالٍ فحيّرتْني !
- هل هذه القصص حقيقية يا أبي ؟!
أجبتها: نعم هي حقيقية ، وهي كلها موجودة في صحيح البخاري .
هوذا الكتاب قرب السرير ..
ثم لماذا تسألين يا بنية ؟!
قالت : أريد أن أعرف هل هي حقيقية أم لا ؟..
قلت لها : لو أنّ كلَّ وعّاظنا أتقنوا هذا السؤال منذ ألف عام لما سقطت بغداد مرتين ..
نامي يا بنية .. نامي فقد أيقظتِ في قلبي الجراح !..
***