خُلق الرفق
الرفق خلق عظيم وما وجد في شيء إلا حسنه وزينه
قال رسول الله :
(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شانه) [مسلم]
و الرفق هو التلطف في الأمور والبعد عن العنف والشدة والغلظة
وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق فقال:
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}
: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
و الرفق كان خلق النبي
-: (وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)
و لقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق
فقال: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) [متفق عليه]
، وقال رسول الله :
(إن الله رفيق، يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)
[مسلم].
والمسلم برفقه ولينه يصير بعيدًا عن النار، ويكون من أهل الجنة
قال النبي : (ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم عليه النار؟
تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل)
[الترمذي وأحمد].
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يحرم الرفق يحرم الخير كله). رواه مسلم
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول«اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا
فشق عليهم فاشقق عليه ، و من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به »
[ مسلم]
كما أن الرفق له أثر حسن في التأليف بين القلوب والإصلاح بين المتخاصمين
وهداية الكفار واستياقهم إلى حظيرة الإسلام والبركة في الرزق والأجل
كما قال النبي: (إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه
من خير الدنيا والآخرة وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار).
[ أحمد]
وقال سفيان الثوري : (لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فيه خصال ثلاث :
رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى عدل بما يأمر عدل بما ينهى عالم بما يأمر عالم بما ينهى).
وقال -: (ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم) (السيوطى)
وقال صلى الله عليه وسلم -: (إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق) (السيوطى)
والرفق يكون في كل شيء، فالرفق مطلوب حتى مع الحيوان
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة أنّ رسول الله قال:
((بينما رجل يمشي بطريق ، اشتد عليه العطش . فوجد بئرا فنزل فيها فشرب .
ثم خرج . فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش . فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب
من العطش مثل الذي كان بلغ مني . فنزل البئر فملأ خفه ماء
ثم أمسكه بفيه حتى رقي . فسقى الكلب فشكر الله له . فغفر له). (البخارى و مسلم)
و الرفق مطلوب مع النفس أيضا ، بأن لا يحملها ما لا تطيق : ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ﴾
وأن لا يرهقها بالتنطع بالدين والخروج عن الاعتدال في العبادة ولا يفرض عليها ويوجب عليها
أمرًا ما أوجبه الله عليها فإن التنطع في الدين وتكليف النفس ما لا تطيق قلة في فقه الإنسان
وجهل بمقاصد الشريعة الإسلامية ، ولذا يقول - - :
( إن هذا الدين متين ؛ فأوغلوا فيه برفق ) (السيوطى)
www.nourislamna.com