خُلق الشورى
خُلق الشورى الشورى خُلق عظيم من أخلاق الإسلام التي حثنا عليها
و الشورى هي أن يأخذ الإنسان برأي أصحاب العقول الراجحة والأفكار الصائبة
ويستشيرهم حتى يتبين له الصواب فيتبعه، ويتضح له الخطأ فيجتنبه.
والشورى في الإسلام تكون في الأمور التي ليس فيها أمر من الله
أو أمر من الرسول إذ إنه لا شورى مع وجود نص شرعي.
و قد اتخذ المسلمون الشورى أصلاً وقاعدة من أصول الحكم وقواعده
مما يبين أن الشورى لها مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي
وقد أمر الله نبيه محمد أن يشاور أصحابه وجعل العزم بعد المشاورة
(وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران)
و: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}
و جعل الله تعالى الشورى صفة من صفات المسلمين وجعلها في منزلة الصلاة والإنفاق قال تعالى
{والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون}
و الشورى خلق النبي صلى الله عليه وسلم ومع أن النبي
كان أحسن الناس رأيًا فضلاً عن كونه مؤيدًا بالوحي الإلهي إلا أنه دائم المشاورة لأصحابه
قال أبو هريرة رضي الله عنه: (ما رَأَيْتُ أحدًا قَطُّ كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم)
صفات المستشار
ان أمر الشورى ليس أمراً هيناً فلا يستشار إلا صاحب خبرة ولا يستشار في أمر
قد قطع النص الشرعي فيه (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب)
وقد اشترطوا لأهلية المستشار شروطًا خمسة هي:
1- عقلٌ كاملٌ، مع تجربة سالفة, قال بعضهم: شاور من جرب الأمور
فإنه يعطيك من رأيه ما دفع عليه غاليًا وأنت تأخذه مجانًا.
2- أن يكون ذا دين وتقى؛ فقد ورد في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما:
من أراد أمرًا فشاور فيه امرءًا مسلمًا وفقه الله لأرشد أموره.
3- أن يكون ناصحًا ودودًا؛ فإن النصح والمودة يُصدِّقان الفكرة ويخلصان الرأي
قال القرطبي:وصفة المستشار في أمور الدنيا أن يكون عاقلا مجربا وادَّا في المستشير.
4- أن يكون سليم الفكر من هم قاطع وغم شاغل، فإن من عارضت
فكره شوائب الهموم لا يسلم له رأي، ولا يستقيم له خاطر.
5- ألا يكون له في الأمر المستشار فيه غرضٌ يتابعه، ولا هوىً يساعده؛
فإن الرأي إذا عارضه الهوى وجاذبته الأغراض فسد.
الاستخارة:
وإذا كان المسلم يأخذ آراء العقلاء من الناس ويستشيرهم في أموره
فإن الله سبحانه أقرب من نلجأ إليه حين تختلط علينا الأمور فنطلب منه الهداية والرشاد
وقد علمنا النبي صلاة الاستخارة فإذا أقدم المسلم على أمر
فليصلِّ ركعتين ثم يدعو الله بدعاء الاستخارة:
(اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسألك من فضلك العظيم،
فإنك تعلم ولا أعلم، وتَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمر (ويذكر حاجته)
خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لـي، ويـسره لي، ثم بارك لي فيه،
وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويذكر حاجته) شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني،
واصرفني عنه، واقْدِرْ لي الخيرَ حيث كان ثم رضِّني به) [البخاري]
فعلى المسلم أن يحرص على تلك الصلاة ويستخير ربه في كل أموره
www.nourislamna.com