هذه القصة كتبتها إحدى الأخوات في إحدى المنتديات وهي قصة مؤثرة أرجو قراءتها .. إليكم القصة على لسان صاحبتها :
اياما انقضت وسويعات لا نكاد نذكرها
وكأن العمر لحظه
بابا ...... يا الله يا الله لقد مضت اربع سنوات منذ ان نطقتها اخر مره وسمعت جوابا
الان وان قلتها كل دقيقه ... لا يجيبني احد
ابي
كيف انت ؟ وكيف هو حالك ؟
ابي
مشتاقه لك كثيييرا ... قصرت بحقك كثيرا
ليتك تعود لحظه لاقول لك كم احبك
عشت معك 29 سنه ولم اقل لك ذلك !!!!
بقي يومان وتكمل 4 سنوات تحت الثرى
بابا
لقد تذكرت الان تلك اللحظات عندما كنت تنوي السفر مع امي الى سوريا
هل تذكر ؟
كنت سعيدا جدا وودعتنا
لم اعلم انها اخر مره اراك بها في حياتي
ولم تعلم انت انها ستكون اخر خطواتك في بيتك
ليتني وقتها سجدت على قدميك وقبلتهم بل ولعقتهم
ليتني امسكت وجهك بين يدي وتمعنت في ملامحك
هل تعلم ابي .. ملامحك منقوشة في مخيلتي اشد من النقش على الحجر
بسماتك .. التفاتاتك .. عبوسك .. حزنك ...
هل تذكر ابي في السنوات الاخيره حينما تكون جالسا معنا فتغط في نوم عميق ..
كنا نخفض اصواتنا حتى لا نزعجك
ااااااااااه يا ابي كم هو صعب فراقك
مضت اربع سنوات وكانها امس
كان يوما ماطر وقد مضى على سفركم 18 يوما
كان يوم الاربعاء
كلمت امي كعادتي اتطمن عليكم فردت علي بهمس ان والدك اليوم انهى غداءه وسقط لا ندري لماذا
حسبوها هشاشة عظام ومنهم من قال زلقت رجله بالحمام ولكن السبب خفي عنهم وكان جلطه بالدماغ
سقط على اثرها واصيب بكسر بعظم الفخذ المفصلي
وانشغلوا بالكسر ولم يهتموا بسبب السقوط
كنت يوميا اكلم امي بعد سقوطه ولمدة اسبوع اتطمن عن حاله وعن العملية التي اجريت له
وكان حاله كمؤشر البورصه الحاليه
حتى جاء يوم الاحد مساءا .. اي بعد اسبوع ويومين تقريبا
كلمتها واذان العشاء يصدح هناك وهي تبكي
امي ماذا هناك؟؟؟
ابي .. ما باله ؟؟
قالت لا ادري لا يستطيع ان يتنفس ويصدر شخيرا من صدره والان الاسعاف هنا لنقله
وهي تتكلم سمعت بقربها شخيرا غريبا ... صوتا لم اسمعه قط بحياتي ...
قلت امي ما هذا الصوت ؟؟؟ هل هذا صوته ؟؟؟
قالت نعم
احسست بشعور غريب لا ادري لماذا
هل لاني ادركت انها غرغرة الروح ولا اريد ان اصدق ؟؟
او لانني احسست ان شجرتي تقلع من جذورها
لا اعلم ولم اعلم شيئا حينها الا اني .. ايضا لا اعلم ..
بدات اجري اتصالاتي على الاطباء خاصته هنا اسالهم عن حاله
واصف ما سمعت
كانوا يعلمون ولكن اخفوا عني حقيقة الامر
نقلوه للمستشفى هناك ووضعوه بالعنايه وقالوا حالته مستقره وسيرتاح حتى الصبح
حمدت الله كثيرا وقلت لاخي سانام والجوالات مفتوحه وجنب راسي لو استجد امر خبروني
وفعلا نمت وقمت على صلاة الفجر ولم اجد لا رسائل ولا اتصالات
فقلت عساه خير وصليت ونمت
طلع الصبح والساعه السادسه موعد استيقاظ زوجي وولدي الكبير .. للروضة في ذلك الوقت ..
نزل الطفل لتناول الفطور وانا ارتب السرير وبيدي الجوال اتصل على امي وكانت تمام السابعه الا ربع
سبحان الله لحظات وكانها الان لا اتساها
ردت امي ببرود ... نعم
قلت ماما كيفك ؟
قالت الحمدلله
قلت كيف بابا الان ؟
قالت العمر الك .............................( مقوله لا تجوز شرعا)
قلت مااااااااااااااااات ؟
بابا مااااااااات ؟؟؟
قالت نعم
لم ادرك حينها ان برودها قد اتى بعد جفاف دموعها
لم ادرك اني نعمت بنوم عميق وابي تخرج روحه الى بارئه
لم ادرك انني فقدته في تلك الليله .. فقد مات الساعه ال 11 الا ربع مساءا
اواااااااااه يا ابي كم احن لرؤيتك
نزلت اجري على الدرج الحق بزوجي
فتحت الباب وهو يركب السياره .. قلت له تعال ... بابا مات .. بابا مات
التفت الي ورجع
وبعدها ما نفعني بكاء
ولا نفعني شي
تمنيت فقط ان القاه
ان اراه
ان اسمع صوته
اين انت يا ابي ؟؟
كان يوم الاثنين وتمت الاجراءات مع السفاره هناك لاعادته للسعوديه
وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء مساءا
ذهبت للدمام لاستقبالهم
دخلت البيت انا وزوجة اخي
كان هناك مكان جلوسه امام التلفاز والريموت بقربه كما تركه ... وسادته التي كان يضعها خلف ظهره لازالت مكانها
البيت موحش...
مسكت وسادته علني اجد ريحه .. ضممتها .. شممتها بقوه .. وجدت ريحه ... ولكن .. اين هو
هل راني
ليتني ضممته بحياته وشممت ريحه ... كانت له هيبه غير عاديه بحياته وكنا نخجل نحن بناته ان نحضنه
ليتنا لم نفعل وحضناه ... ليته احس كم احبه
الساعه الان الثالثه فجر الاربعاء
جاء اخي وامي من المطار ثم للمستشفى وضعوه بالثلاجه ليبقى ليلته الاخيره على الارض
سبحان الله
ذهب بالطائرة جالسا ولم يعلم انه سيعود مع العفش ... لا اله الا الله
الاربعاء وقت صلاة الظهر ذهبنا لمسجد فيصل بن تركي بالدمام
وجدت هناك جميييييع اعمامي وعماتي قدموا من الخرج والرياض
جميييع اخواني واخواتي وابناءهم وبناتهم
يا الله ... بحياتنا ما تجمعنا هكذا بحياتك يا ابي ... يا ترى لو رايتنا هكذا هل ستكون سعيدا ؟؟
سمحوا لنا النساء بالدخول لرؤيتك
دخلت اول وحده .. مشتاااقه لك .. مشتااااااااااااقه جدا
وجدتك ابي
رايتك
ولكن مسجى على لوح مغطى ببشت .. ليس ببشتك
اين سريرك الفاخر والذي سافرنا خصيصا لاختياره من المصنع ؟؟
ما هذا الذي حول راسك ؟؟ اقمشه بيضاء بسيطه !!! انها غطاء يضعونه بعد ان نراك
نظرت الى وجهك كان افتح من طبيعتك .. وبشرتك مشدوده جدا وكانك قد صغرت 20 سنه .. حمدا لله والدي
اسال الله ان تكون علامات حسن الخاتمه
ربيتنا 7 بنات و3 اولاد لم تفارق الدنيا حتى زوجتنا جميعا ... رحمك الله ابي
وقتها لم يخطر ببالي شي مما ذكرته سابقا .. فقط قفزت الى صدره وتحسست يديه وبدات اقبلهما
قبلت راسه ... قبلت جبينه ... واخذت اقبله حتى وصلت الى اقدامه
بدات اتحسسها وانا مغمضة العين وكان بي اراها امامي
اواااااااااااه يا ابي ليتني قبلتها بهذا الشغف بحياتك
قبلت اصابع قدميه اصبع اصبع .. كانت لينه وكانه حي امامي ..
هل شعرت بي والدي ؟؟
بعدها اخرجونا ليجهزوه لصلاة العصر
وذهبنا للقسم العلوي من المسجد والمخصص للنساء والذي يطل على مصلى الرجال
بدات استرق النظر جاهدة لعلي اجد مكان وجوده
وجدت بوابة كبيره مغلقه امام الامام فعرفت انها ستفتح وهو وراءها
رجوت اختي ان نذهب له مرة اخرى
وذهبنا هناك
كانت غرفه امام المسجد يضعون فيها الموتى
رايته وقد اغلقوا الكفن تماما
جلست على الارض امسك وجهه باصابعي محاولة ان اتحسس ملامحه
ثم قبلت راسه وودعته وقلبي يعتصر حزنا والما
وبعد ان انقضت الصلاة ... قال الامام الصلاة على الرجل والطفل يرحمكم الله
صلينا على ابي .. طلبنا له الرحمه
ثم كانت اصعب اللحظات ... لن انساها ما حييت
سلم الامام .. فنظرت للاسفل لارى ابي قبل ان ياخذوه ... ولكن
هجموا كل المصلين بالصف الاول يتدافعون لحمله وقد كان المسجد مليء على بكرة ابيه
حملوه بسرعه وذهبوا به بعيدا
لاااااا ابي
لا تاخذوه
لن اراه بعدها حتى القى مصيره
جلست مكاني وبدات تتصبب دموعي بغزاره ... احاول منعها جاهدة .. ولكن ... الامر خارج عن سيطرتي
انا لله وانا اليه راجعون
ابي
ليتني قبلتك كثيرا بحياتك
ليتني سمعت كلامك بكل شي بلا تذمر
ليتني نمت مبكرا حين امرتني
ليتني ما اغضبتك
ليتني جلست معك كثيرا
ليتني ودعتك جيدا وانت مسافر
رحمك الله
عشنا معك اعزاء وتركت لنا عزك بعدك
ابي ...
اسال الله ان يجمعنا بك في فردوسه الاعلى وان يرحمك
بابا .. اشتقت ان اقولها أ.هـ
فيا من والديك مازالوا أحياء أمامك الفرصة فلتغتنمها قبل فوات الأوان ..