اتهام النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه كان فظا غليظ القلب
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
اتهام النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه كان فظا غليظ القلب
مضمون الشبهة:
يدعي بعض المغالطين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان فظا غليظ القلب، ويستدلون على ذلك بأنه هم أن يطعن من اطلع في بعض حجراته بمشقص[1]، ويتساءلون أليس من الوارد أن يكون هذا الرجل قد نظر بحسن نية؟ أفلم يكن ينبغي لمحمد أن يعلمه حرمة هذه الفعلة بدلا من الهم بطعنه؟ ويرمون من وراء ذلك إلى الطعن في رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بما يتنافى مع كونه نبيا.
وجها إبطال الشبهة:
1) لقد دلت الشواهد العديدة على اتصاف النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرحمة، فقد وصفه الله - عز وجل - بالرأفة والرحمة فقال: )بالمؤمنين رءوف رحيم (128)( (التوبة)، ونفى عنه الغلظة فقال: )ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك( (آل عمران: 159).
2) لقد أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعلم الرجل ويبين له قبح ذنبه؛ فأغلظ له الوعيد ليزدجر ولينتهي عما أتاه من ذنب، وليس في الحديث دلالة على الغلظة والفظاظة، وإنما فيه حماية لحق الخصوصية ورعاية الحرمات، ونهي عن التجسس، ولا اعتبار لحسن النية؛ لأن الاطلاع على أسرار غيره وعوراته دون إذنه أمر تستقبحه الفطر السليمة، والقرائح المستقيمة.
التفصيل:
أولا. فطر النبي - صلى الله عليه وسلم - على الرحمة بأمته:
لقد ضمن الإسلام حق الفرد في تأمين حرمة منزله، وأن يعيش فيه آمنا مطمئنا محفوظا من تطفل المتطفلين، وفضول الفضوليين، وحجر على الآخرين أن يطلعوا على ما فيه من خارج أو يدخلوه من غير إذن صاحبه.
قال - عز وجل - في سياق الامتنان بنعمة المسكن على الإنسان: )والله جعل لكم من بيوتكم سكنا( (النحل: ٨٠)، وإنما سمي مسكنا لأنه محل الارتياح، والسكينة، والاطمئنان، والاستقرار، والأمان؛ فالبيت هو آخر ملاذ لصاحبه؛ فإذا فقد السكينة فيه، فأين يذهب بعد بيته؟!
إن البيت كالحرم الآمن لأهله؛ لا يستبيحه أحد إلا بعلم أهله وإذنهم، في الوقت الذي يريدون، وعلى الحالة التي يحبون أن يلقوا عليها الناس، ولا يحل لأحد أن يتطفل على الحياة الخاصة للأفراد بالاستنصات، أو التجسس، أو اقتحام الدور، ولو بالنظر من قريب أو بعيد بمنظار أو نحوه، وأما ما يدعيه بعضهم من فظاظة النبي - صلى الله عليه وسلم - لشدته على المطلع في بيته - صلى الله عليه وسلم - دون علمه فلا وجه له ولا دليل عليه؛ لما علم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرحمة والتربية القويمة.
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - مفطور على الرحمة بأمته، وقد دلت شواهد كثيرة على ذلك:
لقد نادى جبريل - عز وجل - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما آذاه أهل الطائف فقال: «إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: "فناداني ملك الجبال فسلم علي، ثم قال: يا محمد، إن الله سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين[sup][2][/sup]، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا» [sup][3][/sup].
ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مفطور على الرحمة بأمته، فقد قال فيه رب العزة: )فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر( (آل عمران: 159)، وكأنه بربه - عز وجل - يقول له: أنا أطلب منك الرحمة التي أودعتها في قلبك فاستعملتها في كل مجال، وبهذه الرحمة لنت لهم، وبهذه الرحمة التفوا حولك، التفوا حولك لأدبك الجم، ولتواضعك الوافر، لجمال خلقك، لبسمتك الحانية، لنظرتك المواسية، لتقديرك كل الناس حتى إنك إذا وضع أي واحد منهم يده في يدك لم تسحب يدك أنت حتى يسحبها هو، كل ذلك أنا أجعله حيثية لتتنازل عن كل تلك الهفوات، وليسعها خلقك، وليسعها حلمك؛ لأنك في دور التربية والتأديب، والتربية والتأديب لا تقتضي أن تغضب لأي بادرة تبدر منهم، وإلا ما كنت مربيا ولا مؤدبا.
)ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك( (آل عمران: 159)، إنها رحمة طبعت عليها يا رسول الله من الحق الذي أرسلك، وبالرحمة لنت لهم، وظهر أثر ذلك في إقبالهم عليك وحبهم لك؛ لأنك لو كنت على نقيض ذلك لما وجدت أحدا حولك[sup][4][/sup].
"لقد كان - صلى الله عليه وسلم - رءوفا رحيما بأصحابه، يتعهد حاضرهم، ويسأل عمن غاب منهم، ويسلم عليهم، ويشمت عاطسهم، ويواسي فقيرهم، ويعين ضعيفهم، ويشاركهم في السراء والضراء، ويعود مريضهم، ويشيع ميتهم، ويكسو عاريهم، ويشبع جائعهم، ويراعي أراملهم وأيتامهم، ويجالس فقراءهم والأعبد منهم، ويحنك أطفالهم ويبارك عليهم، ويداعب صبيانهم ليدخل السرور على نفوسهم" [sup][5][/sup].
وأما الحلم والاحتمال، والصبر على ما يكره، والعفو والصفح والإغضاء، فكل ذلك مما أدب الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - به، قال له عز وجل: )خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (199)( (الأعراف)، وقال عز وجل: )وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين (40)( (الشورى)، وقال عز وجل: )ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور (43)( (الشورى).
فلا عجب أن كان كالبحر العذب الذي لا يعكره ما يلقى فيه من أحجار، ولا تنزفه الدلاء، وما من حليم صبور إلا وقد عرفت عنه زلة، وحفظت عنه هفوة ما عداه صلى الله عليه وسلم، لا يزيده كثرة الأذى إلا صبرا، ولا إسراف الجاهل إلا حلما، وما انتقم لنفسه قط، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله - عز وجل - فينتقم لله[sup][6][/sup].
ثانيا. لقد أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعلم الرجل ويبين له قبح ذنبه؛ فأغلظ له الوعيد:
لا ريب في أن هذا الوعيد العنيف من النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا الرجل المتطفل كان ردعا لهذا الرجل ولأمثاله، وذلك هو اللائق في مثل هذا الموقف، حسب ما تقتضيه التربية الحكيمة، وصدق القائل:
ووضع الندى[sup][7][/sup] في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشتد في دعوته لبعض الناس حسب ما يقتضيه الموقف والحال، وهذا تعليم إلهي؛ فقد قال سبحانه وتعالى: )يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير (73)( (التوبة: ٧٣).
فكما أن التعليم يكون بالرأفة واللين، يكون كذلك بالشدة والغلظة، وقد ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده عائشة ذات مرة قائلا لها: «أظننت أن يـحيف الله عليك ورسوله؟!»[sup][8][/sup] مع أن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «ما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه من شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله عز وجل» [sup][9][/sup].
فالغلظة - إذا - مطلوبة في التربية والتقويم، وإلا ما شرعت الحدود في الإسلام، ومعلوم أن الحدود أعنف من اللوم والشدة في الكلام، "ولكن من رحمته - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه وبره بهم ورأفته عليهم، أنه سأل الله - عز وجل - أن يجعل كل دعاء أو لعنة أو سبة سبقت منه بحق أحد منهم زكاة ورحمة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة» [sup][10][/sup] [sup][11][/sup].
نعم، لقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك الموقف شديدا عنيفا، بيد أنه في شدته وعنفه لم يخرج عن جادة الأدب، ولم يعدل عن سنن الحق، ولم يصدف عن سبيل الحكمة، بل الحكمة تقتضي أن يشتد مع هذا الرجل وأمثاله؛ لأنهم يستحقون الشدة، ومن مصلحة هؤلاء أن يشتد عليهم ليرجعوا عن باطلهم، ويذعنوا لصوت الحق والرشد، ويسيروا على هدى سيرته صلى الله عليه وسلم، وصدق القائل:
فقسا ليزدجروا ومن يك حازما
فليقس أحيانا على من يرحم
الحديث نص في حماية حق الخصوصية والنهي عن التجسس:
ونذكر في هذا الموضع نص الحديث الذي استدل به هؤلاء على زعمهم الباطل، ونص الحديث هو: "أن رجلا اطلع في جحر في باب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدرى[sup][12][/sup] يحك به رأسه، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«لو أعلم أنك تنظرني لطعنت به في عينيك، إنما جعل الإذن من أجل البصر» [sup][13][/sup].
فليس في الحديث دلالة على الغلظة والفظاظة كما يزعمون، وإنما فيه حماية لحق الخصوصية ورعاية الحرمات، ونهي عن التجسس، وأما حسن النية فلا اعتبار له؛ لأن الفطر السليمة تستهجن الاطلاع على عورات الآخرين بدون علمهم.
فالحديث فيه مشروعية الاستئذان على من يكون في بيت مغلق الباب، ومنع التطلع عليه من خلل الباب، وأن الاستئذان لا يختص بغير المحارم، بل يشرع على كل من كان منكشفا ولو كان أما أو أختا.
وفي بحث حول آداب الاستئذان يقول د. محمد إسماعيل المقدم: "تحريم النظر في البيوت بغير إذن أهلها": دلت الأحاديث الصحيحة على أنه يحرم على المستأذن أن ينظر في بيوت الغير[sup][14][/sup]، على حين غفلة منهم، دون أن ينتبهوا لوجوده؛ فيحتاطوا لذلك، منها:
· حديث سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - قال: «اطلع رجل من جحر في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - مدرى يحك به رأسه، فقال: لو علمت أنك تنتظر لطعنت به في عينيك، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر» [sup][15][/sup].
· وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، فقد حل لهم أن يفقئوا عينه».[sup][16][/sup] وفي رواية أخرى: «من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، ففقئوا عينه، فلا دية، ولا قصاص» [sup][17][/sup].
· وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أيضا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو أن رجلا اطلع عليك بغير إذن، فحذفته[sup][18][/sup] بحصاة، ففقأت عينه ما كان عليك جناح».[sup][19][/sup] وعن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن، فإن فعل فقد دخل» [sup][20][/sup].
· وعن مسلم بن نذير قال: «استأذن رجل على حذيفة - رضي الله عنه - فاطلع وقال: أدخل؟ قال حذيفة رضي الله عنه: "أما عينك فقد دخلت، وأما استك - عجزك - فلم تدخل»[sup][21][/sup].
· وعن القعقاع بن عمرو قال: «صعد الأحنف بن قيس فوق بيته، فأشرف على جاره، فقال: "سوءة! سوءة! دخلت على جاري بغير إذن، لا صعدت فوق هذا البيت أبدا» [sup][22][/sup] [sup][23][/sup].
ولقد نهى القرآن الكريم عن التجسس وذلك في قوله سبحانه وتعالى: )يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا( (الحجرات: 12)، قال الشيخ الطاهر ابن عاشور: "والتجسس: البحث بوسيلة خفية، وهو مشتق من الجس، ومنه سمي الجاسوس.
والتجسس من المعاملة الخفية عن المتجسس عليه، ووجه النهي عنه أنه ضرب من الكيد والتطلع على العورات، وقد يرى المتجسس من المتجسس عليه ما يسوءه، فتنشأ عنه العداوة والحقد، ويدخل صدره الحرج والتخوف بعد أن كانت ضمائرهما خالصة طيبة، وذلك من نكد العيش، وثلم[sup][24][/sup] الأخوة الإسلامية؛ لأنه يبعث على إظهار التنكر، ثم إن اطلع المتجسس عليه على تجسس الآخر ساءه فنشأ في نفسه كره له، وانثملت الأخوة ثلمة أخرى كما وصفنا في حال المتجسس، ثم يبعث ذلك على انتقام كليهما من أخيه.
وإذ اعتبر النهي عن التجسس من فروع النهي عن الظن، فهو مقيد بالتجسس الذي هو إثم أو يفضي إلى الإثم، وإذا علم أنه يترتب عليه مفسدة عامة صار التجسس كبيرة، ومنه التجسس على المسلمين لمن يبتغي الضر بهم" [sup][25][/sup].
وعليه فلا ضير أن يهدد النبي - صلى الله عليه وسلم - من اطلع عليه من خلل الباب دون إذنه مثل هذا التهديد العنيف؛ لما في ذلك من أضرار ومفاسد؛ حماية لخصوصيات المسلمين ورعاية لحرماتهم، وحماية للمجتمع المسلم كله من الشحناء والبغضاء، على أننا نشير إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفقأ عين هذا المتلصص، وإنما شدد على الرجل ليعلمه قبح ذنبه وسوء عاقبته. فأين هي القسوة والغلظة التي يتحدثون عنها؟
الخلاصة:
· النبي - صلى الله عليه وسلم - عفو حليم، صابر على ما يكره، يصفح عما يغضب؛ وذلك امتثالا لقول الله عز وجل: )خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (199)( (الأعراف)، وقوله عز وجل: )وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين (40)( (الشورى:40)، وقوله عز وجل: )ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور (43)( (الشورى)، فاجتمعت الخصال الكريمة فيه صلى الله عليه وسلم: الحلم والعفو عن المسيء، فوسع حلمه جفوة الأعراب وقسوتهم، ولم يزده إسراف الجاهلين إلا حلما وعفوا، فكان - صلى الله عليه وسلم - آلفا مألوفا، يحسن عشرة أصحابه، يؤلفهم ولا ينفرهم، يكرم كريم كل قوم، بشوش الوجه، كثير التبسم، رحب الصدر، بعيدا عن الغلظة والفظاظة، نفى الله - عز وجل - عنه هاتين الخصلتين بقوله: )ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك( (آل عمران: 159)، وكان يخالط أصحابه ويمازحهم، ويداعب صبيانهم ويجلسهم في حجره، ولقد شهد التاريخ بحلمه - صلى الله عليه وسلم - لما أوذي من قومه وقال: «أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله».[sup][26][/sup] وكذلك عفوه عن أهل مكة عند فتحها لما قال: «لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين» [sup][27][/sup].
· إذا نظرنا إلى الحديث الذي استند إليه أصحاب هذه الشبهة - وهو حديث صحيح - نجد أنه ليس فيه أي وجه للطعن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتهامه بالغلظة والفظاظة، لما علم عنه - صلى الله عليه وسلم - من كريم الأخلاق وحميد الأفعال، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يطعن الرجل الذي نظر إليه من ثقب الباب، بل أعلمه أن هذا حكم من ينظر في بيت غيره دون إذنه، وهذا تعليم من النبي - صلى الله عليه وسلم - للرجل، وإن كان في صورة الوعيد؛ ليعلم الرجل قبح ذنبه وسوء عاقبته، وتتعلم الأمة تشريعا جديدا، يحمي حق الخصوصية، بحيث يأمن الناس في بيوتهم وعلى محارمهم من أعين المتلصصين وآذانهم، خاصة وأن مثل هذه الأفعال تنكرها الفطر السليمة والنفوس المستقيمة، حتى قال من لا يعرف الإسلام:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
(*) محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الإنسان الكامل، محمد بن علوي المالكي، دار الشروق، جدة، ط3، 1404هـ/ 1984م.
[1]. المشقص: نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض.
[2]. الأخشب: هو كل جبل خشن غليظ، والمقصود بالأخشبين: الجبلان المحيطان بمكة وهما: أبو قبيس والأحمر.
[3]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى (3059)، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي من أذى المشركين والمنافقين (4754)، واللفظ له.
[4]. تفسير الشعراوي، الشيخ محمد متولي الشعراوي، مطابع أخبار اليوم، مصر، 1991م، ج3، ص1837: 1839 بتصرف يسير.
[5]. السيرة النبوية، د. محمد أبو شهبة، دار القلم، دمشق، ط8، 1427هـ/ 2006م، ج2، ص637.
[6]. السيرة النبوية، د. محمد أبو شهبة، دار القلم، دمشق، ط8، 1427هـ/ 2006م،ج2، ص646 بتصرف يسير.
[7]. الندى: الجود والسخاء والخير.
[8]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها (2301).
[9]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا" (5775)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب مباعدته للآثام واختياره من المباح أسهله (6195)، واللفظ للبخاري.
[10]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فمن آذيته فاجعله له زكاة ورحمة" (6000)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والأدب، باب من لعنه النبي أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا (6781)، واللفظ له.
[11]. الأدلة على صدق النبوة المحمدية، هدى عبد الكريم مرعي، دار الفرقان، الأردن، 1411هـ/ 1991م، ص337، 338.
[12]. المدرى: ما يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط ويسرح به الشعر.
[13]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الديات، باب من اطلع في بيت قوم ففقئوا عينيه فلا دية له (6505)، ومسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره (5764)، واللفظ له.
[14]. سواء كان هذا من باب، أو جدار، أو شق في باب، أو ثقب في حائط، أو فروج في بيت، أو خيمة أو غير ذلك.
[15]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاستئذان، باب الاستئذان من أجل البصر (5887)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب الآداب، تحريم النظر في بيت غيره (5764)، واللفظ للبخاري.
[16]. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره (5768).
[17]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أبي هريرة (8985)، والنسائي في المجتبى، كتاب القسامة، باب من اقتص وأخذ حقه دون سلطان (4860)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6046).
[18]. حذف: رمي.
[19]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الديات، باب من اطلع في بيت قوم ففقؤا عينه فلا ديه له (6506)، ومسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره (5769)، واللفظ له.
[20]. صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد، كتاب الاستئذان، باب النظر إلى الدور (1093)، والطبراني في مسند الشاميين، حبيب بن صالح بن حبيب (1113)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد(835).
[21]. صحيح: أخرجه البخاري في الأدب المفرد، كتاب الاستئذان، باب النظر في الدور (1090)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (834).
[22]. أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، باب في الزهد وقصر الأمل، فصل في ذم بناء ما لا يحتاج إليه من القصور والدور (10729).
[23]. الأدب الضائع، د. محمد إسماعيل المقدم، دار ابن الجوزي، القاهرة، ط2، 1425هـ/ 2004م، ص85: 90 بتصرف يسير.
[24]. الثلم: الشق أو الكسر.
[25]. التحرير والتنوير، الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور، دار سحنون، تونس، د. ت، مج12، ج26، ص253، 254.
[26]. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى (3059)، ومسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي من أذى المشركين والمنافقين (4754).
[27]. حسن: أخرجه النسائي في سننه الكبرى، كتاب التفسير سورة الإسراء (11298)، والبيهقي في سننه الكبرى، كتاب السير، باب فتح مكة حرسها الله تعالى (18054)، وحسنه الألباني في فقه السيرة (1/ 376).
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]