الاستمتاع بالوظيفة
مهارات إدارية/ الكثير من الناس لا يشعرون بمتعه في مجال عملهم،
ويبدو ذلك واضحاً من خلال ظاهرة الهروب والتأخر والغياب وتعطيل العمل وغير
ذلك من الأسباب التي تدل على وعي ناقص بطبيعة الحياة العملية.
كيف تحول عملك الى مصدر للمتعة؟
1-
في البدايه عليك أن تذكر نفسك دائماً وخصوصا عند الاستيقاظ للعمل بأنك في
نعمة كبيرة وتستشعر نعمة حصولك على عمل، فكثير من الناس لا يجد عمل بسهولة
في هذا الزمن، وأن تقارن نفسك بمن هو أقل منك ولم يجد عمل، أو يعمل في
وظيفة أقل من شهادته، أو راتب ضعيف، فتذكر نعمة الله عليك وأحمده وأشكره
وهذا أدعى لانشراح الصدر وحصول الطمأنينة وراحة البال.
2- نلاحظ في
مجال الوظائف حدوث حساسيات بين الزملاء، فهذا يكره زميله، والثاني يرى أنه
يقوم بجهد يفوق زميله، وأن فلان يحصل على تقدير أكثر منه، وأنه تعب بشكل
أكثر من غيره ولايجد التقدير، فتبدأ المشاعر السلبية تتسرب بسهولة للنفس
ويحصل الاحباط والضجر وضيق الصدر، لهذا يجب عليك أيها الموظف أن تحاول أن
تحب زملائك أكثر وتعتبرهم أسرتك الثانية، وتتعامل معهم بمزيد من التسامح
والحب، وثق تماماً أن ما تزرعه تحصده، وكل ما تعطيه للناس ينعكس إيجاباً
عليك، وإن احتاج ذلك أحياناً لبعض الوقت حتى يؤتي ثماره.
3- لا تكثر من
الملاحظات والمقارنات في مجال عملك، ركز في عملك فقط، لديك عدد ساعات ركز
على استغلالها حتى لو لاحظت أن أحداً يحاول استغلال نشاطك فلا تقلق، فأن
كنت تستطيع المساعدة ولا يسبب ذلك ضغطاً عليك، فاحتسب الأجر وأنت بذلك
تكسب العديد في صفك وسينتظر لك الزملاء أقل فرصة ليردوا إليك جميلك، فعامل
الناس بالحسنى وكن الانسان الذي يضيء بوجوده مكان العمل والذي يحبه زملائه
ويسعدون بوجوده، وإن إلتزمت بذلك فستجد أن الوقت يمر عليك بسرعة هائلة،
وأنك تستمتع بعملك أكثر وتزادد نضجاً وراحة وخبرة، عكس ذلك المهمل الذي
يتهرب من عمله فتجده ينظر للوقت في كل دقيقة ويمر عليه اليوم ثقيلاً
بطيئاً لأنه لا يقوم بعمله على أكمل وجه.
4- ستجد في مجال العمل أصنافا
شتى من الناس وسوف تسمع نصائح ذهبية لاهم لأصحابها إلا جعلك تنحرف عن
الطريق الصحيح، مثل طنش، تجاهل، العمر ينتهي والعمل لا ينتهي، خليها بكره،
تبي ترتاح ألعب ولا تظهر جديتك والى غير ذلك من النصائح التي تعكس نظرة
ضيقة للحياة، فأنت في النهاية تخلص وتتعامل مع الله الكريم الرزاق الذي
يراك ويرى إخلاصك وحبك للعمل، وحين تخلص في عملك فأنت تشكر الله سبحانه
وتعالى على هذه النعمة التي أعطاك إياها وتظهر تقديرك لها، فانتظر الثواب
والأجر الكبير.
5- احرص على الالتزام بساعات العمل فإن كنت ترى أن
ثمان و تسع ساعات كثيرة فهناك من يعمل 18 ساعة يومياً وبراتب قد لايصل
لنصف راتبك، ومتغرب عن بلاده ويعمل في مهن ذات شأن منخفض، وكل ذلك لكي
يتحصل على لقمة العيش، فاحمد الله سبحانه وتعالى وضع في اعتبارك أن هذه
الساعات محسوبة عليك وهي التي تأخذ عليها راتبك، وتذكر أن الله سبحانه
وتعالى يبتلي من يقصر في عمله بالهموم والأحزان ويكافئ من يخلص في عمله
ويعطيه حقه، فلا تدع للشيطان مدخلاً عليك ولا تترك لنفسك هواها، فلو أعطيت
لنفسك هواها فحتى لو كان الدوام ساعة واحدة فلن تستطيع اكمالها.
6-
تذكر أن النفوس مختلفه في مجال العمل وقد تجد من يكره نجاحك فيحاول
إزعاجك، فلا تلقي له بالاً لأنه مرسول ابلبيس ليزعجك في عملك، فكل ماعليك
أن تركز فيه هوعملك فقط ولاتلقي لمثل هذه الشخصيات بالاً، وسوف تخفت وتضعف
لوحدها تلقائياً مع مرور الوقت، وتذكر ان المكر السيئ لا يحيق الا بأهله ،
وردد دائماً " وافوض امري الى الله ان الله بصيرٌ بالعباد " فسيتولى الله
عنك مثل هذه الشخصيات الحاقدة ويصرف أذاها عنك.
7- لا تكثر التفكير في
الاجازات والاعتذارات، فما تركز عليه تحصل عليه، بل ركز باستمرار على
سعادتك في عملك، فإنك لو أخذت إجازه عام كامل فسوف تعود للعمل وأنت ترغب
في إجازة أخرى فهذه هي النفس كما تعودها تعتاد، ولكن دع اجازاتك في
الأوقات التي تشعر فيها فعلاً أنك بحاجة لتجديد نشاطك.
9- كما تعامل
الناس سوف يعاملك الله، فإن كان عملك يلزمك بالتعامل مع الجمهور من
مراجعين وأصحاب حاجات وقمت بتعطيلهم والتراخي في معاملاتهم فلاتستغرب أن
وجدت أمور حياتك معطلة وتسير بصعوبة، فضع نفسك مكانهم وتخيل لو كنت
مراجعاً مثلهم وعاملوا الناس كما يحبوا أن يعاملوك، ولاتنسى أن خدمة الناس
لها أجر عظيم عند الله فقابلهم بإبتسامه وأخلاق عالية تعكس سمو نفسك وحسن
عبادتك لربك.
10- كل إنسان لا يحمل هدفاً معيناً سوف يشعر بملل سريع
لأن روح التحدي داخله خامده، فإن كنت معلماً فأحرص أن تكون أفضل معلم في
مادتك، وإن كنت موظفاً فأحرص أن تكون أكفأ موظف في مهنتك، واجعل كل ذلك
يصب في نهايته إلى رضا الله سبحانه وتعالى.
11 - إذا طبقت كل النقاط السابقة ولم تشعر بتحسن عليك بتقديم استقالتك فورا وبدون تردد ومراجعة أقرب طبيب نفسي أو طبيب ميكانيكي.