كيف نتعامل مع الله
ان الانسان فى هذه الدنيا ينظر الى ما حوله يرى شيئا مزهلا وامور
عجيبة جدا ايات من حوله كثيرة كسمائا بلا عمد وارض مبسوطة على ماءا من
جمد وجبال رواسى فهل هذا الكون اتى صدفة على نحو ذاك التنظيم بالطبع
لا بل لابد لهذا الكون من رب خلا رجلا بامراة يوما فقال لها تعالى
فليس يرانى احد الا الكواكب فقالت فاين مكوكبها ونظر اعرابى الى هذ
الكون متاملا فقال سماء ذات ابراج وارضا ذات فجاجا وبحرا ذات امواج
السير يدل على المسير والبعرة يدل على البعير الا يدل هذا الكون على
اللطيف الخبير
فهذا الاله مالك هذا الكون وخالقه له قدرا ما اعظمه قال تعالى " وما قدر الله حق قدره والارض جميعا قبضته
يوم القيامة والسماوات مطوات بيمنه "
فهل قدرنا لله قدره ؟
هل تعاملنا معه على انه ربنا ونحن عبيدا له ؟
وهل عاملنا ما اتى به رسله وانبيائه على انه من عنده ؟
ام ناقشناها ووضعناها للتجربة ان المتامل لهذا الواقع يجد ان الموازين قد
قلبت فالحق اصبح باطلا والباطل اصبح حقا والصدق اصبح كذبا والكذب اصبح صدق
فى زمن أئتمن فيه الخائن وخون فيه الامين ونطق فيه الروبيدة كما اخبرنا
الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى فنطق الروبيدة كما اخبر النبى صلى
الله عليه وسلم وفاضلوا كلام المخلوق على الخالق ولو علموا عظمته سبحانه
وتعالى ما تجرؤا عليه وما فضلوا احكام غيره وكلامه على كلام الله عز وجل
واحكامه ان هذه الارض التى نعيش عليها كما فى الحديث (( مثل الارض للسماء
الدنيا كحلقة فى فلاه , والسماء الدنيا للسماء الثانية كحلقة فى فلاه ,
والسماء الثانية للسماء الثالثة كحلقة من فلاه , والسماء الثالثة للسماء
الرابعة حلقة من فلاه , والسماء الرابعة للسماء الخامسة كحلقة من فلاه ,
والسماء الخامسة للسماء السادسة كحلقة من فلاه , والسماء السادسة للسماء
السابعة كحلقة من فلاه , والسموات السبع والاراضين السبع بالنسبة للكرسى
الذى هو موضع قدم الرب كحلقة فى فلاه )) .
فاين
نحن من هذا الكون العظيم حتى لا نرضى ان يكون كلام الله حكم بيننا , فلا بد
ان نتعامل بغية الادب , وان من الادب مع الله ان ترضى بشرعيته حكما فى كل
شئون حياتك فقيمة الرسالة من قيمة المرسل اذا اتتك رسالة على هاتفك من احد
اخوانك او اصدقائك او احبائك فستحتفظ بها وكلما رايت احدا اريته اياها بل
ونشرتها بين الناس . فان كنت محبا للربك ومتؤدبا معه معظما له سبحانه
فلتعظم رسالته التى بعث بها نبيه ( ص ) .
فان
كنت لا تقدر قدر ربك ولن تراه فى الدنيا ولن تستطيع ان تتخيله وعقلك قاصرا
على ان تسمعه فكيف تخاطبه بما ليس له اهل او تعامله كانه بشر مثلك والمتامل
فى كتاب الله عز وجل يجد ان الملائكة على عظيم خلقهم وقربهم من الله عز
وجل تسال بعد ان اخبرهم الله عز وجل انه سيجعل فى الارض خليفة : - قال
تعالى (( واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الارض خليفة قالوا اتجعل فيها
من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )) فاجابهم الله عز
وجل الذى احاط علمه عز وجل كل شىء (( قال انى اعلم ما لاتعلمون )) فلما راو
عظيم قدرته وبديع خلقه وظهرت لهم حكمته قال تعالى : (( سبحانك لا علم
لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم )) فليكن الملائكة قدوتك فى تنكر
على ما لا تعلم . فربك عظيم لن تبلغ عظمتا ولن تدرك قدرته .
فابظر
يرحمك الله لعظمة قدره ربك وجلال سلطانه هل يستحق منا ان نعامله معاملة
فيها سوء ادب معه فاذا اردت ان تحاور انسان مبادئه او قوانينه فلا بد ان
يكون مساويا لك فى العقل فكيف تناقش ربك تبارك وتعالى فى شريعته وان لم
تقدره قدره ولم تراه او تسمعه او حتى تتخيله فالزم قدرك .
وان المشرع لا بد له من ان يراعى نفسه التى بين جنبيه حتى يضع لها تشريعا يليق بها فانى اسالك سؤال :
هل
تعاملت مع نفسك وروحك ؟ ام انت جاهل بكونها فاذا صعدت او نزلت او سرت
يمينا او شمالا لن تعرف كيفية روحك ولا هيئتها وكنهها فهل يحق لمشرع لا
يعرف حقيقة نفسه التى هى بين جنبيه ان يسمى مشرعا هذه الروح التى اخفها
الله عنا قال تعالى : (( ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربى وما
اوتيتم من علام الا قليل )) .
عندما كنا فى ظهر
ابينا ادم : فال تعالى : (( واذ اخذ ربك من بنى ادم من ظهورهم ذريتهم
واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا )) وفى هذا يظهر لنا ان
الله قد اخذ علينا الميثاق ونحن فى مرحلة الذر ان لا نشرك به ولقد حزرنا
حتى لا نقول يوم القيامة (( ان كنا عن هذا غافلين ))
واما
الطور الثانى باختصار : فهى التى اخبرنا عنها النبى ( ص ) ففى الحديث الذى
اخرجه مسلم من حديث ابن مسعود رضى الله عنه قال . قال رسول الله ( ص ) ((
يجمع خلق احدكم اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغه مثل
ذلك يرسل اليه الملك فينفخ الروح فيكتب له رزقه , واجله , وعمله , وشقى ام
سعيد )) فعندما نزل من بطن امه بدأ العدد التنازلى لعمر الانسان هى مرحلة
الحياة الدنيا فالدنيا مزرعة الاخرة وهى كل كالقنطرة ان احدا يبنى على
القنطرة بيتا وهل من يفعل هذا يعقل وماذا نسميه هذه هى المرحلة الثانية .
واما
المرحلة الثالثة : فهى حياة البرزخ وهى ما تكون فى القبر من عذاب او نعيم
ثم المرحلة الرابعة : وهى الحياة الاخروية هذه اربعة مراحل تدور معها الروح
فيكون الثواب والعقاب فى الدنيا على البدن ثم الروح ثم يكون الثواب او
العقاب فى القبر على الروح ثم البدن فاذا كانت الاخرة كان العقاب او
الثواب على البدن والروح معا افرئيتم ما تمنون ائنتم تخلقونه ام نحن
الخالقون نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين على ان نبدل امثالكم
وننشأكم فيما لا تعلمون )) وفى قوله وننشأكم فالواو هنا للعطف والمراد
للنشأة الحياة البرزخية
واما عن الاخرة فقال مدللا سبحانه وتعالى مبينا ثم الله ينشأ النشأة الاخرة .
وثم هنا تفيد الترتيب والتراخى اى بعد الحياة الدنيا حياة برزخية وبعدها حياة الاخرة
سواء
كانت هذه الحياة فى جنة او نار هذه الروح التى لا يعلم كونها احد الا الله
فكيف ستشرع لنفس او روح وانت لاتعلم ذاتيتها ولقد رايت طريق الحق وهو ما
جعله الله لنا
ورايت طريق الباطل فهذه
شريعة ربانية وتلك افكار واحكام انسانية فهل ستقدم الاعلى على الادنى ام
ستشترى بالاخرة عرض الدنيا قال تعالى (( وهديناه النجدين )) فاختار ( ما
شئت ) فكلنا امام الله واقف وهو سائلنا فالنعد للسؤال جوابا