كن راضيا ..تكن سعيداً
كن راضيا ..تكن سعيداً
الضحك ما هو علامة مستريح..
والبكى أحيانا ما يوحي بحزن..
خذ مني أنا "مثل" أنا قلبي جريح ..
وابتسم لك من غرابيل وشجن..
إن بكيت يجوز ابكي من صحيح ..
من جرح من ظلم..
من صدمة زمن..
أو يجوز أبكي علشان أستريح ..
أو نتيجة شوق..
أو خيبة أمل..
هل كل ابتسامة دليل على السعادة ؟
وهل كل سعيد يظهر دليل سعادته على وجهه؟
السعادة لا تعني الفرح ككل ، فالفرح جزء منها لكن هناك مرتكزات كثيرة للسعادة ،الفرح يعني الابتهاج السرور النشوة ،لكن السعادة تعني الرضى والقناعة والمصداقية مع الذات،كتب سورين كيركغارد "الباب إلى السعادة يفتح إلى الخارج " وتعتبر هذه الجملة المختصرة المختزلة موسوعة كاملة لمفهوم السعادة ،السعادة باب يفتح إلى الخارج وإلى الآخر ،يدفعك للضوء والشمس والهواء والسماء والبحر والناس والحيوانات والطيور والحشرات والنباتات، السعادة باب يفتح للخارج يشبع فيك خصائصك الحسية والسمعية والبصرية وفوق كل هذا الإنسانية المطلقة فيك ،الداخل دائما مظلم مغلق منطفئ حار خانق ،نحتاج دائما للاستعانة بالأشياء المصنعة مثل الإنارة التكييف والمحفزات المختلفة للبقاء في الداخل لكي يتواءم مع طبيعتنا البشرية ،الخارج أو الطبيعة هي الأصل لأننا جزء منها من هذه التربة وذلك الماء وتلك الحرارة وذاك الهواء..الخارج يعني الاتصال بالآخر دون خوف أو قلق ..البقاء في الداخل حتى وإن كان الباب مفتوحا يحقق الانزواء والإنطوائية على الذات ،والسعادة لا تقوم ولا تتحقق على مبدأ الذات والأنا، هي كما قال إبراهام لنكولن" أن السعادة هي حالة العقل في التعبير عن تقدير الأشياء التي نمتلكها الآن في البحث عنها لتحقيقها"وهذه الأشياء هي الخارج عن دواخلنا عن رغباتنا عن أنانيتنا عن تعصبنا ، الخدمة في الخارج هي المرتكز الحقيقي للسعادة ،خدمة الأرض ..خدمة الإنسان ..خدمة الطبيعة..خدمة الخارج تحقق التصالح مع الذات لأن الخارج يلتف فيما بعد على نفسه ويعود لي في وقت ما..في حالة ما ..مع شخص ما...
هذه الإرتجاعية تشعرني بالرضى وهذا الرضي يحقق السعادة الحقيقية حتى لو لم تكن في الوقت الذي أنتظره..حين أفتح الباب للخارج ..وأقدم خدمتي حتى لو كانت متواضعة ستلتف وتعود إلي لكن علي بالدرجة الأولى أن لا أقف بانتظار القطار الذي قد لا يأتي ويتوقف عند محطتي ..بل علي دائما أن أكمل السير ..علني لست محطة لوقوفه ..السعادة بالرضى التام لا تتحقق بدون قلق أو مشاكل أو مخاوف أو حواجز إنما هي عبور كل هذا للوصول للرضى ومنه الوصول إلى السعادة ،لأن كل هذا محفزات قوية فكلما اشتدت كان التحدي أكبر لتحقيقه وكان الشعور بالرضى أقوى وكان بلوغ السعادة أوقع..
لا يحاول أحدكم أن يفكر أن يبحث عن السعادة القصوى .. أو السعي وراء الرضى التام ..لأنه هذه هي النهاية في حد ذاتها ،نهاية الحلم ..نهاية الأمل ..نهاية التحدي التي جبل الإنسان عليها ..السعادة القصوى هي الموات بعينة .. فالصعود إلى القمة ليست النهاية إنما البداية الحقيقية للحياة.
دمتــــــم وداامت سعاادتكم