الدرس السادس
فضيلة الشيخ/
د. محمد بن عبد الرحمن السبيهيناولا : المحاضر صوتية
اضغط بسم الله
ثايا : الحاضرة مفرغ
نستعرض إجابة سؤالي الحلقة الماضية:
تقول: إجابة السؤال الأول: الأولى تسمية الأفعال الخمسة بالأمثلة الخمسة لأنها صيغ ونماذج وليست أفعالاً محددة وإنما هي أمثلة، صيغ يصح أن يحمل عليها كل فعل فهي ليست كالأسماء الخمسة محددة.
إجابة السؤال الثاني: تقول لأن أكثر ما يجمع هو المؤنث ومن الممكن دخول المذكر إلا أنه قليل ونقول سالم لأنه سلم من التغيير نقول زينب زينبات.
تقول: إجابة السؤال الثاني: كان الأولى أن نسمي جمع المؤنث السالم بالجمع بالألف والتاء المزيدتين لأنه قد يأتي أحيانا جمعاً لمذكر ويجمع كصيغة الجمع المؤنث السالم بألف وتاء مزيدتين مثل اصطبل جمعه اصطبلات وسرادق جمعهه سرادقات هذه الأسماء ليست مؤنثة وجمعت بألف وتاء مزيديتين وسموه بجمع المؤنث السالم لأن الأكثر أن يكون مؤنثاً وسالماً ونادراً ما يخالفه.
إجابة السؤال الأول: كان الأولى بها أن تسمى الأمثلة الخمسة وذلك لأن هذه الأمثلة ليست أسماء معينة وإنما هي صيغ, نماذج تأتي عليه بقية الأفعال فليست كالأسماء الخمسة أسماء معينة ومحددة بل هي مجرد نماذج تأتي عليها بقية الأفعال ولذلك الأولى بها أن تسمى الأمثلة ويطلق عليه الأمثلة الخمسة
إجابة السؤال الثاني: الأولى أن يقال جمع المؤنث بألف وتاء مزيدتين لأنه قد يدخل في جمع المؤنث ما ليس مؤنثاً مثل حمام فجمعه حمامات ومثل سرادق سرادقات وهو مذكر لغير العاقل ولولا أن يقال: جمع بألف وتاء مزيديتين وإن كان الأكثر أنها مؤنثة
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله, اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ونبينك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أسأل الله - سبحانه وتعالى- أن يجعل هذا اللقاء لقاء مباركاً فيه على من تحدث فيه واستمع إليه.
بالنسبة للسؤالين كانت الإجابة فيهما إجابة صحيحة ولكني أزيد في إجابة السؤال الثاني بالنسبة لسبب تفضيل تسمية الجمع بألف وتاء مزيدتين على اسم: جمع المؤنث السالم أنه أيضاً كما قد يجمع عليه ما ليس مؤنثاً قد يجمع عليه ما ليس سالماً أي ما لم يسلم فيه لفظ المفرد وهذا ما سمعته في الإجابة سواء هنا في الموقع أو من الإخوة, والمقصود بذلك أنه قد يأتي جمعاً بألف وتاء ولم يسلم مفرده من التغيير ويشمل بذلك أنه قد يأتي جمعاً بألف وتاء ولم يسلم مفرده من التغيير فيشبه بذلك جمع التكسير ولكن أيضاً هذا قليل ونادر كما مثلنا من قبل في جمع حبلى على حبليات لأنه قد قلبت ألفه المقصورة ياء ولم يسلم فيها لفظ المفرد لكن لما كان هذا الأمر قليلاً بالنسبة إلى الكثير الذي يسلم فيه المفرد ناسب أن يسوغ أو يجاز تسميته جمع المونث السالم ولا إشكال في ذلك فمن سماه بذلك فقد أصاب ومن سماه بذلك فقد أصاب إلا أنه فقط حتى يتفتق الذهن وحتى يدرك الإنسان علل القضايا نشير إلى مثل هذه المسائل ليكون الإنسان فاهماً للقضية بدل أن يحفظها هكذا على ما هي عليه وإلا لا يخطأ من سماه بأي واحدة من التسميتين.
علامات النصـب:
علامة النصب الأصلية: الفتحة.
بسم الله الرحمن الرحيم يقول المصنف -رحمه الله تعالى- (وللنصب خمس علامات: الفتحة والألف والكسرة والياء وحذف النون، فأما الفتحة فتكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع: في الاسم المفرد وجمع التكسير والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء )
المصنف -رحمه الله تعالى- هنا بعد أن انتهى من النوع الأول من أنواع الإعراب وعلاماته العلامة الأصلية وبقية العلامات الأربع الفرعية بدأ في النوع الثاني من أنواع الإعراب وهو النصب فذكر أولاً علامته الأصلية وهي الفتحة ثم بعد ذلك سيثني بالتفصيل لبقية العلامات الفرعية وهي الألف والكسرة وحذف النون وسيبين المواضع التي تكون فيها كل واحدة من هذه العلامات علامة نصب, فبدأ بمواضع العلامة الأصلية وهي الفتحة, متى تكون علامة نصب؟ طبعاً هذا هو الأكثر لكونه الأصل فقال:
الفتحة هي العلامة الأصلية للنصب في ثلاثة مواضع:
1- الاسم المفــرد:
(في الاسم المفرد) وهو يعني بذلك ما لم يكن مثنى ولا مجموعاً فإن الاسم إذا جاء مفرداً ووقع في موضع نصب فإنه ينصب بعلامة الفتحة فتقول: أكرمت الرجل, فالرجل مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة لأن لفظ الرجل مفرد ليس مثنى ولا مجموعاً.
2- جمع التكسير:
قال: (في جمع التكسير) وقد عرفنا من قبل جمع التكسير ولا حاجة لإعادة التعريف وهو ذلك الجمع الذي يدل على أكثر من اثنين ولكن لم يسلم فيه لفظ الواحد. هذا أيضاً يعامل معاملة المفرد في علامات الإعراب فكما رفع بالضمة مثل المفرد هو هنا ينصب أيضاً بالفتحة مثل المفرد فنقول: صافحت رجالاً فيكون مفعولاً به منصوباً وعلامة نصبه الفتحة.
3- الفعل المضارع المنصوب الذي لم يتصل بآخره شيء:
مما يعرب بالعلامات الفرعية ذكره بقوله: (والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء) وما كان هناك حاجة أن يضيف قوله: (إذا دخل عليه ناصب) لأن الكلام الآن في النصب قطعاً لا ينصب الفعل المضارع إلا إذا دخل عليه ناصب وهذا يعطينا فائدة -يا إخواني- الإنسان إذا أراد أن يسوغ عبارة وأراد فيها الاختصار فإن عليه أن يتجنب ذكر ما هو مفهوم لأن هناك فرقاً بين الكلام الطويل والكلام القصير إذا أديا المعنى الواحد, أنت تريد الاختصار وتريد أن تضع شيئاً موجزاً والسامع يدرك ما تقول فلا داعي لأن تذكرها هات مباشرة أو اعمد مباشرة إلى ما لا يعرفه السامع واترك ما يمكن أن يستنبطه بنفسه ما دمت متيقناً أنه قادر على استنباطه وعلى كل حال هو زاد هذا الكلام لزيادة الإيضاح.
قال: (والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء) إذا نصب الفعل المضارع بأن دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء, شيء هنا نكرة في سياق النفي في كلام المصنف فهي تعم أي شيء يتصل بآخر الفعل المضارع وهذا يشمل الضمائر المختلفة والأدوات أيضاً المختلفة التي تتصل بآخر الأفعال فمن الضمائر ما نعرفه مما يلحق الأمثلة الخمسة, الأفعال الخمسة وهي ألف الاثنين وواو الجماعة وياء المخاطبة التي تتصل بآخر الفعل المضارع كذلك نون النسوة وهي من الضمائر التي تتصل بآخر الفعل المضارع وتعرب أيضاً فاعلاً ومن الأدوات أو الحروف نون التوكيد فهي تلحق آخر الفعل المضارع بغرض بلاغي وهو التوكيد وحينذاك لا يكون مما نحن فيه مما لم يتصل بآخره شيء هذه خمسة أشياء تلحق آخر الفعل المضارع فإذا لحقت واحدة من هذه الخمسة آخر الفعل المضارع فإنه لا ينصب بالفتحة كيف ذلك؟
إن لحق الفعل المضارع ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة فإنه يكون من الأمثلة الخمسة وهذا سيتبين بعد قليل أنها تنصب بحذف النون ولس بالفتحة وإن لحق آخره نون التوكيد أو نون النسوة فإنه قد عرفنا من قبل أن هذا النوع من أنواع الفعل المضارع يكون مبنياً وما دام مبنياً فلا علاقة له بموضوعنا مطلقاً لأن موضوعنا عن الإعراب وعلامات الإعراب وهذا لا يكون إلا في الأشياء المعربة فإذا كان الفعل المضارع مبنيا فلا علاقة بموضوعنا ومن ثم فإن أي شيء يتصل بآخر الفعل المضارع من الحروف أو الضمائر يخرجه عن هذه الإعراب الأصلي بالعلامة الأصلية وهي الفتحة علامة للنصب.
عندما نمثل للفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء ويكون حينذاك منصوباً بالفتحة
﴿ قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ ﴾[طه: 91]، نبرح: فعل مضارع، دخلت عليه لن، لن أداة نصب تنصب الفعل المضارع وجاء الفعل المضارع منصوباً وعلامة نصبه الفتحة، قال نبرحَ وعندما يقول الله - سبحانه وتعالى-:
﴿ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ﴾[الأحزاب: 37]، أن: أداة نصب ودخلت على الفعل المضارع تخشى وهذا الفعل المضارع ما اتصل به شيء من هذه الأشياء التي ذكرناها والهاء التي هنا في آخره ترى ليست من المتصلات, هذه ضمير متصل مفعول به فليست مما يتصل بآخر الفعل المضارع فيغير علامة إعرابه ولذلك نقول: منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولكن أين الفتحة؟ هي مقدرة لماذا قدرت لأن آخر الفعل المضارع ألف والألف لا تقبل الحركة هذا فعل معتل الآخر لكنها تقدر عليه فلو لم يكن في آخره ألف لظهرت هذه الحركة ففي الحالتين أن يكون الفعل صحيح الآخر أو معتل الآخر ما دام لم يتصل بآخره شيء فهو فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره إن كان صحيح الآخر والمقدرة على آخره إن كان معتل الآخر.
هنا ينتهي الحديث عن العلامة الأصلية من علامات النصب ونبدأ في ذكر العلامات الفرعية من علامات النصب وهي التي تدخل على بعض الأداوات نائبة في ذلك عن الفتحة، لقوله (وأما الألف).
علامات النصب الفرعية:
1- الألــــف:
يقول المصنف -رحمه الله تعالى-:
(وأما الألف يقول المصنف -رحمه الله تعالى- وأما الألف فتكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة نحو رأيت أباك وأخاك وما أشبه ذلك )هو الآن يتحدث عن العلامة الفرعية الأولى للنصب وهي الألف ويذكر أنها تنوب عن الفتحة وهذا في موضع واحد وهي الأسماء الخمسة التي في لقائنا السابق تحدثنا عنها وعن شروطها ومتى تعرب بهذا الإعراب هذه الشروط تماماً هي التي تطلب هنا كما طلبت الشروط في رفعها بالواو تطلب أيضاً لنصبها هنا بالألف فيقال: إن الأسماء الخمسة تنصب بعلامة فرعية نائبة عن الفتحة إذا توافرت الشروط الستة، يمكن أن نستمع إلى تذكير بها أو بأهمها بما يذكره الواحد منكم؟ إن كان أحد منكم يذكر هذه الشروط أو أكثرها حتى نعرف كيف انطبقت الشروط فأعرب بالألف نيابة عن الفتح؟
أن تكون مضافة وأن تكون مفردة
الأمر الأول: أن تكون مفردة والمقصود بها ليست مثناة ولا مجموعة هذا الشرط الأول، والشرط الثاني؟
ألا تكون مضافة
أن تكون مضافة لأنها إن لم تكن مضافة فهي تعرب كغيرها من المفردات بالحركات فهي أن تكون مضافة هذا الشرط الثاني من يكمل؟
أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم
أن تكون هذه الإضافة لغير ياء المتكلم لأنه إذا أضيفت لياء المتكلم لن تعرب بهذه العلامات النائبة.
أن تكون مكبرة
ألا تكون مصغرة وهذا يعبر عنه بقوله: أن تكون مكبرة فإن صغرت أعربت بالحركات.
ويشترط شرط في فو ألا تقترن بها الميم
ألا تأتي من استعملها بصيغة فم فهذه لا علاقة لها بالأسماء الخمسة والشرط السادس أيضاً خاص بذو وهو ؟
أن تكون بمعنى صاحب وليست ذو الطائية التي بمعنى الذي
التي هي الاسم الموصول ذو التي يستعمله الطائيون اسما موصولاً هذه خارجة عن هذا الإعراب، فإذا توافرت هذه الشروط الستة في الاسم من هذه الأسماء الخمسة فإنها كما رفعت بالواو تنصب هنا بالألف فإذا قرأنا قول الله - سبحانه وتعالى-
﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ ﴾[يوسف: 17]، أبا هنا منادى مضاف لأنه مضاف إلى الضمير «نا» وإذا جاء الضمير مضافاً فإنه يكون منصوباً وقد وقع إذن اسم من الأسماء الخمسة يكون منصوباً وما دام منصوباً وقد توافرت فيه الشروط فهو مفرد مكبر مضاف إلى غير ياء المتكلم مضاف إلى «نا» فإنه حينذا في هذه الحال ينصب وعلامة نصبه الألف لأنه من هذه الأسماء الخمسة ولذلك قال: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَ﴾نصبه بالألف عندما يقول الله تعالى حكاية عن قوم فرعون
﴿ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ﴾[الشعراء: 36]، أخاه معطوفة على الضمير في أرجه الذي هو مفعول به منصوب فيكون إذن المعطوف عليه منصوب وما دام منصوباً فيلزم أن تكون علامة نصبه الألف لأنه قد توافرت فيه الشروط ولذلك جاءت أخو هذه وهي واحدة من الأسماء الخمسة منصوبة وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة كذلك عندما يقول الله - سبحانه وتعالى-
﴿ لِيَبْلُغَ فَاهُ ﴾[الرعد: 14]، فإن فاه هنا مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة وقد توافرت فيه الشروط ونصب بهذه العلامة الفرعية نيابة عن الفتحة.
إذن متى توافرت شروط الأسماء الخمسة في واحد منها فإنها تنصب بعلامة فرعية وهي الألف نائبة في ذلك عن العلامة الأصلية التي هي الفتحة، قوله: (وما أشبه ذلك) هو يقصد أن التمثيل ببقية الأدوات هو مثل الآن بقوله: (رأيت أباك وأخاك) فأنت تمثل للأب والأخ كما مثلنا وفو كما مثلنا وتمثل لذو منصوبة مثلا في قول الله - سبحانه وتعالى-:
﴿ إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيمًا ﴿12﴾وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ ﴾[المزمل: 13]، فذا صفة للطعام والطعام منصوب لأنه معطوف على اسم إن
﴿ إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً ﴾أنكالاً اسم إن منصوب وطعاماً معطوف عليها فيكون منصوب مثله وصفة المنصوب منصوبة أيضاً فما دامت منصوبة فإنها تنصب بعلامتها التي تستحقها وقد توافرت فيها الشروط فهي مفردة مكبرة مضافة إلى غير ياء المتكلم مضافة إلى غصة وقد توافر فيه الشرط وهي أنها بمعنى صاحب وليست بمعنى الذي الطائية وحينذا أعربت بهذه العلامة الفرعية فنصبت بالألف نيابة عن الفتحة.
2- الكســـرة:
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-
(وأما الكسرة فتكون علامة للنصب في جمع المؤنث السالم)الآن أتى بالعلامة الفرعية الثانية وهي الكسرة وهذه تنوب أيضاً عن الفتحة في حال النصب وهذا خاص بهذا النوع من الجموع وهو جمع المؤنث السالم أو ما يسمى الجمع بألف وتاء مزيديتن، فإن هذا النوع من الجمع إذا نصب فإنه لا يكون كغيره من الأسماء الأخرى المنصوبة التي تنصب بالفتحة وإنما ينصب بالكسرة فتقول في قول الله - سبحانه وتعالى-
﴿ مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ﴾[المجادلة: 2]، فما هنا حجازية يعني عاملة تعمل عمل ليس لأنها أشبهتها في النفي فعملت عملها فرفعت الاسم وهو الضمير هن ضمير المتصل هن ونصبت الخبر وهو أمهاتهم وجاءت أمهاتهم كما ترون منصوبة وعلامة النصب الكسر ما قال أمهاتَهم ونصبها بالفتحة وإنما نصبها بالكسرة وهذا هو الشأن في الجمع بألف وتاء مزيدتين فإنه ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة.
ثم بعد ذلك سيثني بالعلامة الثالثة من العلامات الفرعية وهي الياء.
3- اليــاء:
يقول المصنف -رحمه الله تعالى-:
(وأما الياء فتكون علامة للنصب في التثنية والجمع) هنا اختصر كثيراً قال: (في التثية والجمع) التثنية واضحة لكن الجمع يحتمل أكثر من نوع من أنواع الجموع إلا أنه قد يكون المصنف -رحمه الله تعالى- اختصر هنا لأنه سبق أن ذكر جمع التكسير وأنه يعرب بالحركات الأصلية ينصب بالفتحة وذكر جمع المؤنث السالم وأنه ينصب بالكسرة فما بقي من أنواع الجموع إلا جمع المذكر السالم فإذن إذا قال الجمع فهو يقصده ما دام ذكر النوعين السابقين.
قال هنا: إن هذين النوعين ينصبان بالياء وهي حينذاك نائبة عن العلامة الأصلية للنصب وهي الفتحة فيأتي المثنى منصوباً ونقول علامة نصبه الياء في قول الله - سبحانه وتعالى-:
﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ﴾[الرحمن : 19]، البحرين مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى ويمكنا للإيضاح أن تقول: وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأن الفتحة هي الأصل في النصب لأنه مفرد.
وخذ فائدة: إذا جاء المثنى سواء كان مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً فينبغي أن تكون نونه مكسورة فتقول: البحرينِ ولو أنك جئت به مرفوعاً قلت: البحران لابد أن تكون نون المثنى مكسورة، بينما نون الجمع أيضاً في كل الحالات سواء كان الجمع مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً تكون مفتوحة تقول: مسلمونَ مسلمينَ فالنون دائماً مفتوحة، وإذن علامة الإعراب المتغيرة هي الحرف السابق للنون وأما النون فإنها تلزم هذه الحركة أعني الكسر في التثنية والفتح في الجمع.
نعود إلى علامة النصب في الجمع ذكرنا الآن مثال كون المثنى ينصب بالياء نيابة عن الفتحة وكذلك جمع المذكر السالم ينصب بالياء نيابة عن الفتحة
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ ﴾[المرسلات: 41]، المتقين اسم إن منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم أو تقول: وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة وإذا قلت: نيابة عن الفتحة أشعرت بأن هذه العلامة التي أعرب بها علامة فرعية.
يبقى -والله أعلم- أنه سيتحدث بعد قليل عن العلامة الأخيرة من علامات الرفع، ظننت أنه سبق أن تكلم فيها في علامة النصب بإثبات النون فلابد أن يذكر علامة النصب بحذف النون وهي الموضع التالي.
يقول: ما سبب اختيار الكسرة من غيرها من الحركات في علامة النصب لجمع المؤنث السالم؟
هذ السؤال يرد أيضاً في قولنا: ما سبب اختيار الفتحة عن غيرها من الحركات في جر الممنوع من الصرف؟ وفي مثل هذا الأمر لماذا رفع الفاعل؟ ولماذا نصب المفعول؟ ولماذا جر المضاف إليه؟ لماذا كانت علامة الجر في الممنوع من الصرف الفتحة؟ ولماذا كانت علامة النصب في جمع المؤنث السالم الكسرة؟ هذه كلها أمور سماعية بمعنى أمور يستقيها العلماء من كلام العرب لأنهم لا يريدون أن يضعوا لغة جديدة وإنهم إنما يريدون أن يسيروا على ما سار عليه العرب الفصحاء في سلامة كلامهم ولا يكون ذلك إلا باتباع كلامهم ولما وجد أو استقرأ العلماء كلام العرب وجدوا أنهم إذا نطقوا بهذا النوع من الأسماء حركوه بهذا النوع من الحركات ولذلك فإن متابعة العرب في كلامهم هو العلة الحقيقية لوضع هذه الحركات فكلما جاء جمع المؤنث السالم منصوباً تكلم به العرب مكسوراً فدل هذا على أنهم ينصبونه بهذه العلامة ويجعلونها علامة فرعية نائبة عن العلامة الأصلية وهي الفتحة.
كذلك هل ينطبق هذا الكلام على السؤال الآخر يقول: ما سبب كسر نون المثنى وفتح نون الجمع؟
كذلك الأمر فيها فنون المثنى ونون الجمع وردت عن العرب بهذه الطريقة, نون المثنى في كل حال مكسورة ونون الجمع في كل حال مفتوحة, وهذا ما ينبغي فيها، نعم قد يقول قائل: شذ عن كلام العرب قول الشاعر في ذك الاسم الملحق بجمع المذكر السالم:
وقد جاوزت حد الأربعينِ
وهذا ملحق بجمع المذكر السالم وقد جر بالكسرة لكن لا أحب التطرق لهذه الأمثلة التي فيها شذوذ عن القاعدة لأن هذا مما يلبس على المتعلمين وأترك هذا الأمر لدراسة المختصين عندما يدرسون هذه القضايا وأقول لكم: إن ما يأتي من شذوذ عن القاعدة لا يبطلها فإن الحكم لما جاء كثيراً متوافراً من كلام العرب على نسق واحد هذا الذي تبنى عليه الأحكام، وهذا الذي يسعى للقياس عليه والتكلم به أما ما جاء مفرداً لغة لطائفة قليلة من العرب أو شذ في كلام واحد من فصحائهم في وقت من الأوقات بينما جاءت الآلاف الكثيرة من كلامهم تسير على قاعدة محددة فإنا ينبغي أن نسير على هذه القاعدة التامة التي سار عليها أكثر الناس والشذوذ حينذاك يؤكد القاعدة ولا ينقضها.
4- حذف النون:
يقول:
( وأما حذف النون فيكون علامة للنصب في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون) هو الآن تكلم عن الأفعال الخمسة حتى لا تقول له: ما هي الأفعال الخمسة قال: (التي رفعها بثبوت النون) وهو يعني ما تكلمنا عنه من قبل وسماه كثير من النحويين الأمثلة الخمسة وعللنا لماذا كانت هذه التسمية.
قال:
( وأما حذف النون فيكون علامة للنصب في الأفعال الخمسة) هناك في الرفع كانت علامة الرفع في الأمثلة الخمسة ثبوت النون وهنا في النصب حذف النون، أنا سأذكر مثالاً وأطلب من أحدكم أن يعربه في قول الله - سبحانه وتعالى-
﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ ﴾[آل عمران: 111]، أريد إعراباً كاملاً لهذا المقطع من الآية حتى يتضح كيف أعربت الأفعال الخمسة في حالة النصب بحذف النون.
قوله تعالى
﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ ﴾لن: أداة نصب تنصب الفعل المضارع. يضروكم: يضر فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة, والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, والكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به, والميم: علامة الجمع
إجابة شافية كاملة ولو أن قائلاً قال: وكم ضمير متصل مبني على السكون وجعل الميم لاحقة هذا رأي من آراء النحويين لاحقة للكاف في محل نصب مفعول به لقلنا: هذا أمر ممكن قبوله ولكن التفصيل الذي فصل به الأخ الكريم هو التفصيل الأمثل، والإجابة النموذجية.
اجعلوني أسأل سؤالاً يحتاج إلى نوع من إعمال الذهن أكثر الله - سبحانه وتعالى- قال:
﴿ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ ﴾[النساء: 237]،
﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ في الحالتين جاءنا فعل مضارع وكلاهما فعل واحد يعفو وتعفو وقد دخل في الحالتين «أن» على الفعل المضارع وأن كما نعلم أداة نصب تنصب الفعل المضارع، لكنا رأينا في الآية الأولى
﴿ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ ﴾ثبتت النون ورأينا في الآية الثانية
﴿ وَأَنْ تَعْفُوا ﴾حذفت النون فيقول قائل: كيف هذا؟ الذي نعرفه أن والأمثلة الخمسة إذا نصبت تنصب بحذف النون نحن رأينا هذا مرة جردت من النون ومردة أثبتت فيها النون وهذا من الأمثلة الخمسة لأنه فعل مضارع اتصلت به واو الجماعة فمن كان يعرف إجابة لهذا؟
من الأقول التي قيلت في هذه الآية أن النون ليست النون التي كيضربون أو يعملون وإنما هي نون توكيد أو نون نسوة
الآن أنت أجبت بشيء ولكني سأناقشك في شيء في ذلك.
الإجابة فيها شيء من الصواب لكن يبقى التوكيد كيف رأيت التوكيد في هذه الآية؟ التوكيد نعرفه أن نون التوكيد تلحق الفعل المضارع لتوكيد الكلام وتكون إما شديدة أو خفيفة ثقيلة أو خفيفة ولا ألحظ هنا توكيداً لا خفيفاً ولا ثقيلاً وطبعاً لا تكون ثقيلة قطعاً لأن النون الثقيلة تكون مشددة وأما الخفيفة فإنها لا تكون خفيفة لأن الخفيفة تؤدي معنى التوكيد وهذه لم يظهر فيها التوكيد.
التوجيه الثاني: أن الواو هنا أصلية وليست واو الجماعة لأن الفعل عفا يعفو فإن الواو هنا أصلية وليست واو الجماعة
وإذا قلنا: إنها ليست واو الجماعة فأين يكون الفاعل؟
ضمير مقدر تقديره هم
الذين هم من؟ الذين يعفون أويعفو ؟
هنا الشيخ تراه من الطلاب المتميزين نعرفه كذلك ونسأل الله أن يزيده وإخوانه وزملاءه من التوفيق وأجاب إجابة صحيحة تحتاج إلى شيء من التحليل والتوضيح من يحرر المسألة ؟
النون هنا هي نون النسوة
وإذا كانت نون النسوة ؟
لأن المقصود في الآية النساء اللاتي طلقن
كلام صحيح لكن لماذا تثبت النون وتحذف في أن تعفو هذا أجاب عليها الأخ منذ قليل لكنها نقول: إذا كنت تعطينا الكلام مباشراً ومختصراً.
هنا إجابة: تقول: يعفون النون هي نون النسوة لذا فالفعل ليس من الأفعال الخمسة
هذا الكلام صحيح وهذا ما أجاب به الأخ منذ قليل أعطيكم إياه موضحاً في قولنا
﴿ وَأَنْ تَعْفُوا ﴾هذا هو موضوعنا الآن فعل مضارع من الأفعال الخمسة اتصلت به واو الجماعة دخلت عليه أن فنصب وعلامة نصبه حذف النون وهي علامة فرعية تنوب عن الفتحة واضح هذا في قولنا يعفون في قوله
﴿ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ ﴾هذا موضوع خارج عن موضوعنا وقد أشار إليه الأخ الكريم منذ قليل خارج عن موضوعنا لماذا هو خارج؟ نحن نقول: الأفعال الخمسة أو الأمثلة الخمسة كل فعل مضارع اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة هنا لم يتصل به لا ألف الاثنين ولا واو الجماعة ولا ياء المخاطبة وإنما هو اتصل به نون النسوة هذا فعل مضارع اتصل به نون النسوة وما دامت اتصلت به نون النسوة فإن الواو الموجودة كما قال أيضاً هي واو الفعل يعفو وبناء على ذلك فالفعل في هذه الحالة ليس معرباً فهو فعل مبني، مبني على ماذا؟ على السكون لاتصاله بنون النسوة فهو خارج عن الإعراب أصلاً, فلا حذف فيه للنون.
فرق آخر النون هناك التي حذفت هي نون الرفع التي تحذف في حالة النصب والجزم والنون هنا هذه ضمير, اسم في محل رفع فاعل هذه هي الفاعل في الصحيح نون النسوة هي الفاعل وحينئذ تكون هي مختلفة عن تلك. تلك حرف, علامة إعراب وهذه اسم مستقل هو الفاعل.
فرق آخر ذكره أيضاً الإخوة منذ قليل أو ألمحوا إليه: الواو في قوله:
﴿ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ ﴾هذه حرف جزء من الفعل وهو يسمونه لام الفعل أي الحرف الأصلي الثالث والأخير من الكلمة والواو في قوله:
﴿ وَأَنْ تَعْفُوا ﴾هذه هي الضمير الفاعل التي هي واو الجماعة فتكون اسماً مستقلاً يعرب فاعلاً والفروف إذن كثيرة بين الجملتين والتي تدخل في موضوعنا منهما هي الأولى التي نصبت بحذف النون، أتيت بمثل هذا المثال لأجل تشغيل الذهن لأني أعرف المجيء بالأمثلة الواضحة قد يمل وقد يوجد نوعاً من الرتابة التي تجعل كثيراً من الأذهان تبتعد قليلاً لوضوح الأمر فآت بشيء يشعر بالحاجة إلى التفكير فيه حتى نتأمل هذا الأمر.
تسأل وتقول: من المعروف أن الاسم المصغر تضاف إلى آخره تاء مربوطة إذا كان مؤنثاً حقيقياً ولكن ما هو تصغير كلمة زينب ولماذا؟
تصغير كلمة زينب، خذوا قاعدة في التصغير مع أنه ربما يأتي الحديث فيه - إن شاء الله تعالى- لاحقاً لكن ما دام جاء السؤال فهناك قاعدة مختصرة سهلة التطبيق طبعا لا يصغر إلا ماذا؟ ذكرنا من علامات الأسماء التي لم يذكرها المؤلف التصغير لأن الأفعال والحروف لا تصغر:
إذا كان الاسم ثلاثياً يعني: حروفه ثلاثة فصغره على فعيل، هذه تصغير حقيقي وليس الترخيم وسيأتي الفرق بين التصغير الحقيقي والترخيم.
وإن كان على أكثر من ثلاثة فإن كان قبل الآخر حرف مد يختلف, إن كان قبل الآخر حرف مد كقولك: مصباح وعصفور وقنديل أو ألا يكون قبل الآخر حرف مد فإن لم يكن قبل الآخر حرف مد كزينب هنا فإنك تصغره على فعيعل وإن كان قبل الآخر حرف مد صغرته على فعيعيل هذه خلاصة باب التصغير كله، كلمة زينب ما دامت على أكثر من ثلاثة أحرف فإنا نصغرها على فعيعل فنقول: زيينب فتكون على فعيعل.
أريد أن أسأل الإخوة أيضاً من يعرف في هذا ما دمنا الآن ذكرنا القاعدة العامة وإن كان الموضوع ليس في التصغير ولكن من باب تشغيل الذهن ولطافة الأمر سأعطيكم مثالاً في تفصيله لطافة لو طلبنا من واحد منكم أن يصغر أيوب فكيف يصغره على القاعدة التي ذكرتها له على القاعدة منذ قليل؟