لماذا يلتهم الاسد الغزال
فكرة وسؤال اعجبني
علميا ومنطقيا
أن الغزال أسرع من الأسد وخاصة ان وزن الغزال اخف من وزن الأسد وأكثر رشاقة
ولكن مع هذا فإن الأسد يلتهم الغزال؟
موضوع مفتوح للنقاش وسأعطي إجابته في آخر النقاشات
لماذا يستطيع الأسد إلتهام الغزال؟؟؟
أرجوك قبل أن تواصل قراءة هذه المقالة فكر جيدا في حل هذا اللغز.
من أجل المساعدة،
سأطرح عليك هذا اللغز بالصيغة التالية: ما هو هدفك في الحياة ؟
للأسف، الكثير من القراء قد لا يجد جوابا علي هذا السؤال،
البعض الآخر سيفكر لمدة قبل أن يجيب علي السؤال
وهذا لا فرق بينه وبين الفريق الأول .
فريق ثالث سيجيب بشكل متلعثم
وسيتحدث عن أهداف غير واضحة ومبهمة
وهذا أيضا لا يختلف كثيرا عن الفريقين السابقين.
جميع هؤلاء ـ وهذا لابد من قوله ـ
لا يعرف ما يريد لذلك فأي طريق سلكه سيوصله، إلي اللاشيء طبعا.هذا النوع من الناس لا يتعدي كونه مجرد رقم عادي في الحياة،يولد ، يعيش ما كُتِبَ له ، ثم يموت دون أن يترك أثرا خلفه ودون أن يضيف للحياة أي شيء جديد .
الأقلية من القراء هي التي ستجيب بشكل واضح وسريع وستتحدث عن أهداف محددة وطموحة وقابلة للتحقيق ،هذه الأقلية هي التي تفرز دوما أرقاما صعبة .
ومن المؤسف هنا أن غالبية الفئة الأخيرة لا تستطيع أن تكون أرقاما صعبة لأنها لا تستطيع أن تحقق أهدافها التي رسمت وذلك بسبب كثرة التفاتها إلي الوراء نتيجة لوسوسة المثبطين وسارقي الأحلام ،فغالبية الناس لا يكفيها أنها بلا أهداف تعيش من اجلها بل أنها أكثر من ذلك تسعي ـ بقصد أو بغير قصد ـ إلي تثبيط وتشكيك أصحاب الأهداف الطموحة في إمكانية تحقيق أهدافهم .
أيضا من الأسباب التي تؤدي إلي موت الهدف لدي غالبية الفئة الأخيرة هو أن الكثير من هؤلاء يعتقد أنه عندما يحدد هدفا نبيلا يسعي إلي تحقيقه سيفرش له السجاد الأحمر وستنثر له الورود والأزهار في طريقه لتحقيق ذلك الهدف النبيل .
هذا لن يحدث إطلاقا ، لن يحدث إطلاقا ، لن يحدث إطلاقا .... بل علي العكس من ذلك ، فكلما كان الهدف طموحا وعظيما كلما كان ذلك يعني أن الطريق إليه ستكون مليئة بالأشواك وبالتحديات وبالابتلاءات ، لن يكون هناك سجاد أحمر ولا ورد إلا في نهاية الطريق ، هذه حقيقة أكيدة يمكن التأكد منها في كل مرة تعود فيها إلي حياة أحد العظام ممن حقق هدفا عظيما في حياته .
في احدى الأوراق الماضية تحدثنا عن ما واجهه
" أديسون " من أجل تحقيق هدفه الذي تمثل في البحث عن وسيلة ما لإنارة العالم ليلا ، ومعظمكم قد سمع بالياباني الذي أسس شركة "هوندا " المعروفة ، هذا الياباني الذي رفضت الشركات اليابانية اختراعه وتطويره للمحرك ولم يشترونه منه
ثم أسس مصنعه لأول مرة من خلال بعض الأموال التي اقترضها دمر هذا المصنع خلال الحرب العالمية الأولى فأعاد بناؤه مرة ثانية فكان أيضا التدمير الكامل مرة أخري وذلك بفعل زلزال مدمر ضرب المنطقة التي كان يوجد فيها المصنع . ولم ييأس وأعاد بناؤه مرة أخرى ولكن قصفت الولايات المتحدة الأمريكية مصنعه فدمرته بشكل كامل أثناء الحرب العالمية الثانية ، عندها أصر هذا الياباني على بناء مصنعه مرة أخرى من بقايا القذائف التي قذفت على مصنعه وأشاده لم يلتفت هذا الياباني إلي الوراء ، لو التفت إلي الوراء لما استطاع أن يشيد مصنعه ، فالالتفاتة إلي الوراء قد تكون في بعض الأحيان مكلفة جدا بل قد تكون قاتلة ،
هذا هو السر الذي يتمكن من خلاله الأسد من افتراس الغزال .
فالأسد عندما يحدد هدفا وهو هنا افتراس الغزال ،
يبدأ مباشرة بالجري وراء الغزال ولا يلتفت ـ إطلاقا ـ إلي الوراء إلا بعد أن يصطاد الغزال ،فهو قد حدد هدفه واضحا لا يحيد عنه وثبت نظره عليه تدفعه لذلك جوعه ورغبته بالبقاء والوصول إلى هدفه
أما مشكلة الغزال ـ
الذي يتمثل هدفه في محاولة النجاة من افتراس الأسد ـ فهي :
- أنه آمن بأن الأسد مفترسه لا محالة وأنه ضعيف مقارنة بالأسد
- خوفه من عدم النجاة
- مقارنته الهاطئة بين حجمه وحجم الأسد من الناحية الظاهرية وعدم ثقته بالنجاة رغم تفاوت الحجم
- أنه يظل يلتفت دوما إلي الوراء من أجل تحديد المسافة التي تفصل بينه وبين الأسد . هذه الالتفاتة القاتلة هي التي تؤثر سلبا علي سرعة الغزال، وهي التي تقلص من الفارق بين سرعة الأسد والغزال وبالتالي تمكن الأسد من اللحاق بالغزال ومن ثم افتراسه .
لو لم يلتفت الغزال إلي الوراء لما تمكن الأسد من افتراسه.
فكم من الأوقات التفتنا إلى الماضي فافترسنا بإحباطاته وهمومه وعثراته؟؟؟
وكم من خوف من عدم النجاح جعلنا نقع فريسة لواقعنا؟؟
وكم من إحباط داخلي جعلنا لا نثق بأننا قادرين على النجاة وتحقيق اهدافنا وقتلنا الخوف في داخلنا؟؟
أتمنى أن أكون قد أوضحت وان تكونوا جميعكم أسوداً تجاه تحقيق أهدافكم وطموحاتكم ولا تكونوا غزلانا في تفكيركم
ولا تنسوا أبداً : إن لم تزد شيئاً على الحياة فأنت زائد عليها
الكبار لهم أهداف ،،،،، أما الصغار فلهم أمنيات