الغيرة في الإسلام
الغيرة في الإسلام
نحن المسلمين والعرب اللي يشهد لنا العالم برجولتنا واخلاقنا وشهامتنا؟
ولكن خرج علينا جيل اعوذ بالله فعلا كما قال رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم
(: ثلاثةٌ قد حَرّمَ اللـهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عليهم الجنةَ : مُدْمِنُ
الخمر ، والعاقّ ، والدّيّوثُ الذي يُقِرُّ في أَهْلِهِ الخُبْثَ . رواه
أحمد والنسائي .
ذُكِـرتْ لي حالة رجل يعلم بوقوع
بعض محارمه في الزنا ، وهو ساكتٌ لا يُحرّك ساكناً ، فاقشعرّ جلدي مما
ذُكِـر ، فهو والـله أمر تقشعر له الأبدان ، ويشيب لِـهولِـه الولدان .
لقد كان أهل الجاهلية الأولى - رغم
جاهليتهم – كانوا يرفضون الزنا ، ويرونه عاراً ، ولم يزِد الإسلام ذلك إلا
شِدّة ، إلا أن الإسلام تمم مكارم الأخلاق وضبطها بضوابط الشريعة .
فالرجل الجاهلي كانت تحمله الغيرة على دفن ابنته وهي حيّـة ، فجاء الإسلام وأقرّ الغيرة ، وحرّم وأد البنات .
وكانت الغيرة خُلُـقـاً يُمدح به الرجال والنساء .
فيقول الشاعر مُفتخراً بالغيرة :
ألسنا قد عَلِمَتْ معـدٌ *** غداةَ الرّوعِ أجدرُ أن نغارا
وكان ضعف الغيرة علامة على سقوط الرجولة بل على ذهاب الديانة .
ولذا كان ضعيف الغيرة يُذمّ ، حتى قيل :
إذ لا تغارُ على النساءِ قبائلُ *** يوم الحفاظِ ولا يَفُون لجـارِ
وكانت العرب تقول : تموت الحُـرّة ولا تأكل بثدييها
وقالت هند بنت عتبة – رضي الـله
عنها – وقد جاءت تُبايع النبي صلى اللـه عليه على آله وسلم ، فكان أن أخذ
عليها في البيعة ( وألاّ تزنين ) قالت : أوَ تزني الحُـــرّة ؟؟؟
مستغربه رضي اللـه عنها كيف الحره تزني . و العربيه تفتخر بشرفها.
ولقد جاء الإسلامُ مُتمِّماً لمكارمِ الأخلاق ، فجعل الغيرةَ من ركائزِ الإيمان ، بل جعلها علامة على قوّة الإيمان .
وفاقِدُها - أجارك الـله - هو الدّيوث . الذي يُقرُّ الخبثَ في أهله ، فالجنةُ عليه حرام
عن عبد الـله بن عمر أن رسول الـله
صلى الـله عليه على آله وسلم قال : ثلاثةٌ قد حَرّمَ الـلهُ - تَبَارَكَ
وَتَعَالَى - عليهم الجنةَ : مُدْمِنُ الخمر ، والعاقّ ، والدّيّوثُ الذي
يُقِرُّ في أَهْلِهِ الخُبْثَ . رواه أحمد والنسائي .
والدّيوث قد فسّره النبي صلى الـله
عليه على آله وسلم في هذا الحديث بأنه الذي يُقرّ الخبث في أهله ، سواء في
زوجته أو أخته أو ابنته ونحوهنّ .
والخبث المقصود به الزنا ، وبواعثه ودواعيه وأسبابه من خلوة ونحوها .
قال علي بن ابي طالب رضي الـله عنه
: أما تغارون أن تخرج نساؤكم ؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق
يزاحمن العلوج . رواه الإمام أحمد
تأمل في أحوال الصحابة – رضي الـله
عنهم – تجد عجباً ، فهم يغارون أشدّ الغيرة ، وكان رسول الـله صلى الـله
عليه على آله وسلم أشد منهم غيرة .
ففي الصحيحين من حديث الْمُغِيرَةِ
بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : لَوْ رَأَيْتُ
رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ ،
فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الـلّهِ صلى اللـه عليه على آله وسلم فَقَالَ :
أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟ فَوَ الـله لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ،
وَالـله أَغْيَرُ مِنّي ، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ الـله حَرّمَ الْفَوَاحِشَ
مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ الـله ،
وَلاَ شَخْصَ أَحَبّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ الـله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ
بَعَثُ الـله الْمُرْسَلِينَ مُبَشّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَلاَ شَخْصَ
أَحَبّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ الـله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللـه
الْجَنّةَ .
قال ابن القيم رحمه الـله :
فَجَمَعَ هذا الحديثُ بين الغيرةِ التي أصلُها كراهةُ القبائح وبُغضُها ،
وبين محبةِ العُذرِ الذي يوجبُ كمالَ العدلِ والرحمةِ والإحسانِ …
فالغيورُ قد وافقَ ربَّهُ سبحانه
في صفةٍ من صِفاتِه ، ومَنْ وافقَ اللـه في صفه من صفاتِه قادته تلك الصفة
إليه بزمامه وأدخلته على ربِّه ، وأدنته منه وقربته من رحمته ، وصيّرته
محبوباً له . انتهى .
إذاً فالغيرةُ صفةٌ من صفات الرب جل وعلا ، وصفاته صفاتُ كمالٍ ومدح .
والغَيْرةُ لا يتّصفُ بـها سوى أفذاذ الرّجال الذين قاموا بحقِّ القَوامَـة .
المرأة إذا علِمت من زوجها أو وليّها الغيرة عليها راعت ذلك وجعلته في حُسبانها
هذه أسماءُ بنت أبي بكر تقول :
تَزَوّجَني الزّبَير وما له في الأرضِ مِنْ مالٍ ولا مَمْلوكٍ ولا شيءٍ
غيرِ ناضحٍ وغير فَرَسِهِ ، فكنتُ أعلِفُ فرسَهُ وأستقي الماءَ وأخرِزُ
غَربَهُ وأعجِن ، ولم أكن أُحسِنُ أخبزُ ، وكان يَخبزُ جاراتٌ لي من
الأنصار ، وكن نِسوَةَ صِدق ، وكنتُ أنقل النّوَى من أرض الزّبير التي
أقطَعَهُ رسولُ صلى اللـه عليه وسلم على رأسي ، وهي مِنِّي على ثُلثَي
فَرسَخ ، فجِئتُ يوماً والنّوَى على رأسي ، فلقيتُ رسولَ صلى اللـه عليه
وسلم ومعهُ نَفَرٌ من الأنصار ، فدَعاني ثم قال : إخْ إخ ، ليحمِلَني
خَلفَه ، فاستحيَيتُ أن أسيرَ معَ الرّجال ، وذكرتُ الزّبيرَ وغَيرَتَه ،
وكان أغيَرَ الناس ، فَعَرَفَ رسولُ اللّـهِ صلى اللـه عليه وسلم أني قد
استحييتُ فمضى ، فجئتُ الزّبيرَ فقلتُ : لَقيَني رسولُ اللـه صلى اللـه
عليه وسلم وعلى رأسي النّوَى ، ومعهُ نفرٌ من أصحابه ، فأناخَ لأركبَ ،
فاستَحييتُ منه ، وعرَفتُ غَيرتَك ، فقال : واللـه لَحملُكِ النّوى كان
أشدّ عليّ من ركوبِك معَه . قالت : حتى أرسلَ إليّ أبو بكرٍ بعدَ ذلك
بخادمٍ تَكفيني سِياسةَ الفَرَس ، فكأنما أعتَقَني . متفق عليه .
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري
أنه قال : كان فتى منـّا حديثُ عهد بعُرس قال : فخرجنا مع رسول الـله صلى
اللـه عليه وسلم إلى الخندق ، فكان ذلك الفتى يستأذنُ رسولَ الـله صلى
اللـه عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجعُ إلى أهله ، فاستأذنه يوماً ، فقال له
رسولُ الـله صلى اللـه عليه وسلم : خذ عليك سلاحك ، فإني أخشى عليك قريظة .
فأخذ الرجلُ سلاحَه ، ثم رجع ، فإذا امرأتُهُ بين البابين قائمةً ، فأهوى
إليها الرُّمحَ ليطعنها به ، وأصابته غَيْرَةٌ ، فقالت له : اكفف عليك
رُمْحَكَ ، وادخل البيتَ حتى تنظـرَ ما الذي أخرجني ، فدخل فإذا بِحَيّةٍ
عظيمةٍ منطويةٍ على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمَها به ، ثم خرج
فركـزَه فـي الدار ، فاضطربَتْ عليه ، فما يُدرى أيهما كان أسرعَ موتاً .
الحيّةَ أم الفتى ؟ . الحديث .
وبالمقابل فإن المرأة إذا عرفتْ أن
وليَّها لا يهتمُّ بـها ، ولا يرفعُ بالغيرة رأساً سَهُل عليها التماديَ
في الباطل ، والوقوعَ في وحلِ الخطيئة ، ومستنقعات الرذيلة .
والغيرةُ غيرتان :
فغيرةٌ يُحِبُّها اللـه ، وغيرةٌ يُبغضها اللـه .
فعن جابر بن عتيك أن نبيَّ اللـه
صلى اللـه عليه على آله وسلم كانَ يَقُولُ : مِنَ الغَيْرَةِ مَا يُحِبّ
اللـه ، ومِنْهَا مَا يُبْغِضُ اللـه ، فَأَمّا الّتِي يُحِبّهَا اللـه
عَزّ وَ جَلّ فَالغَيْرَةُ في الرّيبَةِ ، وَأَمّا الّتِي يَبْغَضُهَا
اللـه فالْغَيْرَةُ في غَيْرِ رِيبَةٍ . رواه أحمد وأبو داود والنسائي ،
وهو حديث صحيح .
وواجبُ المؤمنُ أن يُحبَّ ما يُحبُّه اللـه . وأن يكره ما يكرهه اللـه .
قال ابن القيم : وإنما الممدوح
اقترانُ الغيرةِ بالعذر ، فيغارُ في محل الغيرة ، ويعذرُ في موضع العذر ،
ومن كان هكذا فهو الممدوحُ حقّـاً .
يروى أن أعرابياً رأى امرأته تنظر إلى الرجال فطلّقها ، فعُوتِب في ذلك ، فقال :
وأتركُ حُبَّها من غـيرِ بغضٍ *** وذاك لكثرةِ الشركـاءِ فيـه
إذا وقع الذباب على طعـامٍ *** رفعـت يدي ونفسي تشتهيـه
وتجتنبُ الأسودُ ورودَ مـاءِ *** إذا كنَّ الكلاب وَلَـغْـنَ فيه
وإذا رأيت ضعيف الغيرة فاعلم أنه أُصيب في مَـقْـتَـل ، وأن ذلك بسبب الذنوب .
قال ابنُ القيّمِ رحمه الـله : ومن
عقوباتِ الذنوب أنـها تُطفئ من القلب نارَ الغيرة … وأشرفُ الناسِ
وأجدُّهم وأعلاهم هِمَّةً أشدَّهم غيْرةً على نفسه وخاصته وعموم الناس ،
ولهذا كان النبي صلى اللـه عليه على آله وسلم أغيرَ الخلقِ على الأُمّة ،
واللـه سبحانه أشدُّ غيرةً منه .
والمقصودُ أنه كلما اشتدّت
ملابستُهُ للذنوب أخرجت من قلبه الغيْرةَ على نفسه وأهله وعموم الناس ، وقد
تضعفُ في القلب جداً حتى لا يستقبح بعدَ ذلك القبيح لا من نفسه ولا من
غيرِه ، وإذا وصَلَ إلى هذا الحدِّ فقد دخل في باب الهلاك ، وكثيرٌ من
هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح ، بل يُحسِّنُ الفواحشَ والظُلمَ لغيرِه ،
ويُزيِّنهُ له ، ويدعوه إليه ، ويحُثُّه عليه ، ويسعى له في تحصيله ،
ولهذا كان الديوثُ أخبثَ خلقِ اللـه ، والجنـةُ عليه حرام وكذلك محللُ
الظلم والبغي لغيره ، ومزيِّـنَـه له .
فانظر ما الذي حَمَلَتْ عليه قِلَّـةُ الغيرة ؟!
وهذا يدُلُّكَ على أن أصل الدينِ
الغيرة ، ومن لا غيرة له لا دين له ، فالغيرةُ تحمي القلب فتحمي له الجوارح
، فتدفعُ السوءَ والفواحشَ .
وعدمُ الغيرةِ تُميتُ القلبَ فتموتَ الجوارحُ ، فلا يبقى عندها دفعٌ البتّةَ …
وبين الذنوب وبين قِلّةِ الحياءِ وعدمِ الغيرةِ تلازمٌ من الطرفين ، وكلٌ منهما يستدعي الآخر ويطلبه حثيثاً .
انتهى كلامُه رحمه الـله ، ولا مزيد عليه .
والمرأة عموما – أختـاً أو بنتاً أو زوجة – تُريد من يغار عليها ، ولكن بضوابط الغيرة التي تقدّمت .
وهذا ليس في نساء المسلمين فحسب ، بل حتى في نساء الكفار !
وهذا مثال واحد أسوقه للعبرة :
هذه امرأة نصرانية تُدعى " شولو "
هي امـرأة متزوجة اكتشف زوجهـا أن لهـا علاقـة مع رجل آخر ، ولما طلب منها
التوقف لم تكن مستعدة لذلك ، فاقترحت عليه أن يجـد فتاة يستمتع بـها ، فكان
يحمـل حقيبته الصغيرة ويترك البيت ، ثم تعلّق على ذلك بقولها : كان شعور
الحريـة الذي منحني إياه زوجي جعلني أكرهـه بدرجة أكبر ، الأمر الذي أدّى
إلى الطلاق .
( نقلاً عن كتاب أمريكا كما رأيتها للدكتور مختار المسلاتي )
فاحفظوا يا عباد الـله أنفسكم وأهليكم ، واعملوا على وقايتهم وأنفسكم من نار قعرها بعيد ، وحرّها شديد .
قال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا
النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا
يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )
وحفظ الفروج والأعراض من ضرورات الشريعة الإسلامية ، ومن كُـلّـيّـاتها .
ومن هنا جاء الثناء على الحافظين لفروجهم في غير موضع من كتاب اللـه ، ومن سُنة نبيِّـه صلى اللـه عليه على آله وسلم .
اذا دخل ملك الموت الان وانت واقع
في الاثم فماذا سوف تقابل اللـه سبحانه وتعالى و وبأي وجه تقابله وهو الذي
رزقك السمع وتسمع الحرام ورزقك النظر وتنظر للحرام و جعلك تمشي وتمشي في
الحرام ورزقك الصحة و تهدرها في الحرام و اما تستحي من اللــه انه يراك
ويطلع عليك وانت لا تستحي منه
انت تستحي ان يضبطك ابوك او امك ولا تستحي من الذي يراك وانت لا تره
وما انا الا رجلا احب اللـه واحب رسـوله
منقوول