أسئلة مهمة فى حياة المسلم( الكتاب الثالث )
[center]أسئلة مهمة فى حياة المسلم( الكتاب الثالث )
1- من أين يأخذ المسلم عقيدته ؟
يأخذها من كتاب الله عز وجل وصحيح سنه نبيه (ص) الذى لا ينطق
عن الهوى ( إن هو إلا وحى يوحى ) وذلك وفق فهم الصحابة والسلف الصالح رضى الله عنهم
.
2- كم مراتب دين الاسلام ؟
مراتب الدين ثلاثة : الإسلام ، والايمان ، والإحسان .
3- ما الأسلام وكم أركانه ؟
الأسلام هو : الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة
، والبراءة من الشرك وأهله .
وأركانه خمسة ذكرها النبى (ص) فى قوله : (( نبى الإسلام على
خمس : شهادة أن لا إله الإ الله وأن محمد رسو الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة
، وحج البيت ، وصوم رمضان )) متفق عليه .
4- ما الإيمان ؟ وكم أركانه ؟
افيمان هو : اعتقاد القلب ، وقول اللسان ، وعمل الجوارح ،
يزيد بالطاعة ، وبنقص بالمعصية ، قال تعالى (( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم )) وقال
(ص) ((افيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها أماطة الأذى عن
طريق والحياء شعبة من الإيمان )) رواه مسلم ، ويؤكد ما يلحظه المسلم فى نفسه من نشاط
فى الطاعة عند مواسم الخيرات ، وفتور فيها عند فعل المعاصى . قال عز وجل (( إن الحسنات
يذهبن السيئات )) وأركانه سته ، وذكر النبى (ص) فى قوله ((أن تؤمن بالله ، وملاءكته
، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الاخر ، وبالقدر خيره وشره )) متفق عليه .
5- ما معنى لا إله الا إلا الله ؟
نفى استحقاق العبدة لغير الله ، وإثباتها لله وحده عز وجل
.
6- من الفرقة الناجية يوم القيامة ؟
قال (ص) (( وتفترق أمتى على ثرث وسبعين مله كلهم فى النار
الإ ملة واحدة : قالوا : ومن هى يا رسول الله ؟ . قال : ما أنا عليه وأصحابى )) أحمد
الترميذ . فالحق ما كان عليه النبى (ص) وأصحابه ، فعليك بالاتباع وإياك والابتداع إن
كنت تريد النجاة وقبول الأعمال .
7- هل الله معنا ؟
نعم الله عز وجل معنا بعلمه وسمعه وبصره وحفظه وإحاطته وقدرته
ومشيئته ، وأما ذاته فلا تخالط ذوات المخلوقين ، ولا يحيط به شئ من المخلوقات .
8- هل يرى الله بالعين ؟
اتفق أهل القبلة من المسلمين على أن الله لا يرى فى الدنيا
، وأن المومنين يرون الله فى المحشر وفى الجنة ، وقال عز وجل (( وجوه يومئذ ناضرة
* وإلى ربها ناظرة )) .
9- ما الفرق بين أسماء الله وصفاته ؟
أسماء الله وصفاته تشترك فى جواز (الاستعاذة) و (الحلف) بها
. لكن بينهما فرق أهمها : الاول : جواز (التعبيد) و (الدعاء) بأسماء الله دون صفاته
: فالتعبيد مثل التسمى بـ (عبد الكريم) أما أسم (عبد الكرم) فلا يجوز . والدعاء مثل
: (يا كريم) ، ولا يجوز (يا كرم الله) . والثانى : أن أسماء الله يشتق منها صفات :
كـ (الرحمن) نشتق منه صفة الرحمة ، أما صفاته فلا يشتق منها أسماء لم ترد : فصفة (الاستواء)
لا يشتق منها اسم (المستوى) . الثالث : أن
أفعال الله لا يشتق منها أسماء لم ترد : فمن أفعال الله (الغضب) فلا يقال : من اسم
الله (الغاضب) ، أما صفاته فتشتق من أفعاله : فصفة الغضب نثبتها لله لأن الغضب من افعاله .
10- ما القران ؟
القرأن هو كلام الله عز وجل ، المتعبد بتلاوته منه بدأ واليه
يعود ، تكلم به حقيقة بحرف وصوت ، سمعه منه جبريل عليه السلام ، ثم بلغه جبريل للنبى
(ص) والكتب السماوية كلها كلام الله .
11- هل نستغنى بالقران عن سنة النبى (ص) ؟
لا يجوز . فلله أمر بالأخذ بالسنة فى قوله تعالى : (( وما
أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) والسنة نولت مفسرة للقرأن ، ولا تعرف
تفاصيل الدين كالصلاة إلا بها ، وقال (ص) : ((ألا أنى أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا
يوشك رجل شعبان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرأن ، فما وجدتم فبه من حلال فأحلوه
، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه )) أحمد وأبو داود .
12- ما معنى الايمان بالرسل ؟
هو التصديق الجازم بأن الله بعث فى كل أمة رسولا منهم يدعوهم
إلى عبادة الله وحده ، والكفر بما يعبد من دونه ، وأنهم جميعا صادقون ، ومصدقون ، راشدون
، كرام ، ، بررة ، أتقياء ، أمناء ، هداة ، مهتدون ، وأنهم بلغوا رسالتهم ، وأنهم أفضل
الخلق ، وأنهم منزهون عن الإشراك بالله منذ ولادتهم وحتى موتهم .
13- ما معنى الايمان باليوم الاخر ؟
هو التصديق الجازم بوقوعه ، ويدخل فى ذلك الايمان بالموت
وما بعده من فتنه القبر وعذابه ونعيمه ، وبالنفخ فى الصور ، وقيام الناس لربهم ، ونشر
الصحف ، ووضع الميزان ، والصراط ، والحوض ، والشفاعة ، ومن ثم إلى الجنة أو إلى النار
.
14- ما أنواع الشفاعة يوم القيامة ؟
هى أنواع أعظمها الاول : الشفاعة العظمى ، وهى فى موقف القيامة
بعدما يقف الناس خمسين ألف سنة ينتظرون أن يقضى بينهم ، فيشفع النبى محمد (ص) عند ربه
ويسأله أن يفصل بين الناس ، وهى خاصة بسيدنا محمد (ص) ، وهى المقام المحمود الذى وعد
إياه . والثانى : الشفاعة فى استفتاح باب الجنة ، وأول من سيفتح بابها نبينا محمد
(ص) ، وأول من يدخلها من الامم أمته . والثالث : الشفاعة فى أقوام قد أمر بهم إلى النار
أن لا يدخلوها . الرابع : الشفاعة فيمن دخل النار من عصاة الموحدين بأن يخرخوا منها
. الخامس : الشفاعة فى رفع درجات أقوام من أهل الجنة . والثلاث الاخيرة ليست خاصة بنبينها
(ص) لكنه المقدم فيها ، ثم بعده الانبياء والملائكة والصالحون والشهداء . السادس :
الشفاعة فى أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب . السابع : الشفاعة فى تخفيف عذاب بعض
الكفار ، وهى خاصة لنبينا (ص) فى عمه أبى طالب بأن يخفف عذابه . ثم يخرج الله برحمته
من النار أقواما ماتو على التوحيد بدون شفاعة أحد لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة
برحمته .
15- هل تجوز الاستعانة أو طلب الشفاعة من الأحياء ؟
نعم تجوز ، وقد رغب الشرع على إعانة الأخر فقال تعالى ((
وتعاونوا على البر والتقوى )) وقال (ص) : ((والله فى عون العبد ما كان العبد فى عون
أخيه )) رواه مسلم . أما الشفاعة ففضلها كبير وهى بمعنى الوساطة ، حيث قال عز وجل
: (( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها )) وقال (ص) : ((اشفعوا تؤجروا )) رواه البخارى
. وكل ذلك بشروط : 1- أن تكون من الحى فالميت لا يقدر على نفع نفسه فكيف ينفع غيره
. 2- أن يفهم ما يخاطب به . 3- أن يكون المطلوب حاضرآ . 4- أن تكون فيما يقدر عليه
. 5- أن تكون فى أمور الدنيا . 6- أن يكون فى أمر جائز لا ضرر فيه .
16- ما حكم دعاء الاموات أو الغائبين ؟
سؤال الاموات أو الغائبين شرك ، لآن الدعاء عباده لا يستحقه
إلا الله لقوله تعالى : (( والذين يدعون من دونه ما يملكون من قمطير * إن تدعوهم لا
يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويم القيامة يكفرون بشر ككم )) وقوله (ص)
: (( من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار )) رواه البخارى . ، والند : الشريك
، وكيف يطلب الميت وهو المحتاج لدعاء الحى ، وقد انقطع عمله بموته إلا ما يصله من الاجر
بالدعاء وغيره ، بينما الحى مازال فى زمن العمل ، والميت يفرج إذا دعى له فكيف يدعى
وهو المحتاج ؟ أما الغائب فإنه لا يسمع البعيد عنه فكيف يجيب ؟! .
17- هل الجنة والنار موجودتان ؟
نعم . وقد خلقهما الله قبل خلق الناس ، وهما لا تفنيان أبدا
ولا تبيدان ، وخلق الله للجنة أهلا بفضله ، وللنار أهلا بعدله ، وكل ميسر لما خلق له
.
18- ما معنى الايمان بالقدر ؟
هو التصديق الجازم أن كل خير أو شر إنما هو بقضاء الله وقدره
، وأنه الفعال لما يريد ، قال (ص) : (( لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم
وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ، ولو أنفقت مثل أحد
ذهبا فى سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك
، وأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار )) رواه أحمد وأبو داود
. والايمان بالقدر يتضمن أمورآ أربعة : 1- الايمان بأن الله علم كل شئ جملة وتفصيلا
. 2- الايمان بأنه قد كتب ذلك فى اللوح المحفوظ ، وقال (ص) : (( كتب الله مقادير الخلائق
قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة )) رواه مسلم . 3- الايمان بمشيئة الله
النافذة التى لا يردها شئ ، وقدرته التى لا يعجزها شئ ، ما شئ كان ، وما لم يشأ لم
يكن . 4- الايمان بأن الله هو الخالق الموجد للا شياء كلها ، وأن كل ما سواه مخلوق
له .
19- هل للخلق قدرة ومشيئة وإرداة حقيقية ؟
نعم للإنسان مشيئة وإرادة واحتيار ، لكنها لا تخرج عن مشيئة
الله تعالى ، قال عز وجل : (( وما تشاءون إلا يشاء الله )) وقال (ص) : (( واعملوا فكل
ميسر لما خلق له )) متفق عليه ، والله أعطانا العقل والسمع والبصر لنميز بين الصالح
والفاسد ، فهل هناك عاقل يسرق ثم يقول : قد كتب الله على ذلك ؟! .. ولو قاله لم يعذوره
الناس ، بل يعاقب ويقال : قد كتب الله عليك ذلك العقاب أيضا ، فالاحتجاج والاعتذار
بالقدر لا يجوز وهو تكذيب قال عز وجل : (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا
ولا ءاباؤنا ولا حرمنا من شى كذلك كذب الذين من قبلهم )) .
20- ما الاحسان ؟
قال النبى (ص) إجابة لمن يسأله عن الإحسان : (( أن تعبد الله
كأنك تراه ، فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك )) متفق عليه ، واللفظ المسلم ، وهو أعلى
مراتب الدين الثلاث .
21- ما شروط قبول العمل الصالح ؟
شروطه : 1- الإيمان بالله وتوحيده : فلا يقبل العمل من مشرك
. 2- الاخلاص : بأن يبتغى به وجه الله . 3- متابعة النبى (ص) فيه : بأن يكون وفق ما
جاء به : فلا يعبد الله إلا بما شرع . فان فقد أحدها فالعمل مردود قال عز وجل : ((
وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلنه هباء منثورا )) .
22- إذا اختلفنا فالى أى شئ نرجع ؟
نرجع إلى الشرع الحنيف ، والحكم فى ذلك ألى كتاب الله وسنة
رسوله (ص) حيث قال الله عز وجل : (( فإن تنازعتم فى شئ فردوه إلى الله والرسول )) ،
وقال النبى (ص) : (( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة نبيه
)) رواه أحمد .
23- كم أقسام التوحيد ؟
أقسامه ثلاثة : 1- توحيد الربوبية : وهو : إفراد الله بأفعاله
كالخلق والرزق والاحياء .. إلخ ، وقد كان الكفار يقرون بهذا القسم قبل بعثة النبى
(ص) . 2- توحيد الألوهية : وهو : إفراد الله بالعبادات ، كالصلاة والنذر والصدقة
.. إلخ ، ومن أجل إفراد الله بالعبادة بعثث الرسل زأنزلت الكتب . 3- توحيد الأسماء
والصفات : وهو : إثبات ما أثبته الله ورسوله من الأسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى
من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
24- من هو الولى ؟
هو المؤمن الصالح التقى ، وقال عز وجل : (( ألا أن أولياء
الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين ئامنوا وكانو يتقون )) وقال (ص) : (( إنما
وليى الله وصالح المؤمنين )) متفق عليه .
25- ما الواجب علينا إتجاه أصحاب النبى (ص) ؟
الواجب علينا محبتهم ، والترضى عنهم ، وسلامة قلوبنا وألسنتنا
لهم ، ونشر فضائلهم والكف عن مساوئهم وما شجر بينهم ، وهم غير معصومين من الخطأ ، لكنهم
مجتهدين ، للمصيب منهم أجران ، وللمخطئ أجر واحد على اجتهاده ، وخطؤه مغفور ، ولهم
من الفضائل ما يذهب سيئ ما وقع منهم إن وقع . قال (ص) : (( لا تسبوا أصحابى فو الذى
نفسى بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه )) متفق عليه
.
26- هل نبالغ فى مدح الرسول (ص) عن القدر الذى أعطاه الله
أياه ؟
لا شك أن سيدنا محمد (ص) أشرف خلق الله وأفضلهم أجمعين ،
ولكن لا يجوز أن نزيد فى مدحه كما زاد النصارى فى مدح عيسى ابن مريم عليه السلام لآنه
(ص) نهانا عن ذلك بقوله : (( لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبده
، فقيولوا : عبد الله ورسوله )) رواه البخارى . والاطراء : هو المبالغة والزيادة فى
المدح .
27- كم أنواع الخوف ؟
أربعة : 1- واجب : وهو الخوف من الله ، حيث أن الايمان يقوم
على أصلين : كمال المحبة . 2- شرك أكبر : وهو الخوف من آلهة المشركين أن تصيبه بمكروه
. 3- محرم : وهو ترك واجب أو فعل محرم خوفآ من الناس . 4- جائز : كالخوف الطبيعى من
الذئب وغيره .
28- كم أنواع التوكل ؟
ثلاثة : 1- واجب : وهو التوكل على اله فى جميع الامور ، من
جلب المنافع ودفع المضار . 2- محرم : وهو على نوعين : أ) شرك أكبر : وهو الاعتماد الكلى
على الاسباب ، وأنها تؤثر استقلالا فى جلب المنفعة أو دفع المضرة . ب) شرك أصغر : كالاعتماد
على شخص فى الرزق ، من غير أعتقاد استقلالية فى التأثير ، لكن التعليق به فوق اعتقاده
أنه مجرد سبب . 3- جائز : وهو أن يوكل الإنساه غيره ويعتمد عليه فى فعل يقدر عليه كالبيع
والشراء .
29- كم أنواع المحبة ؟
أربعة : 1- محبة الله : وفى أصل الإيمان . 2- المحبة فى الله
: وهى موالاة المؤمنين وحبهم جملة ، وأما آحاد المسلمين فكل يحب على قدر قربه من الله
عز وجل وطاعته له وهى واجبة . 3- محبه مع الله : وهى إشراك غير الله فى المحبة الواجبة
، كمحبة المشركين لآلهتهم وهى أصل الشرك . 4- محبة طبيعية : كمحبة الوالدين والأولاد
ومحبة الطعام وغيرها وهى جائزة .
30- هل أهل الكتاب مؤمنون ؟
اليهود والنصارى وأتباع باقى الأديان كفار وإن كانوا مؤمنين
بدين أصله صحيح ، ومن لم يترك دينه بعد بعثه النبى محمد (ص) ويسلم (( فلن يقبل منه
وهو فى الأخرة من الخاسرين )) وإذا لم يعتقد المسلم كفرهم أو شك ببطلان دينهم كفر ،
لأنه خالف حكم الله ونبيه بكفرهم ، قال عز وجل : (( ومن يكفر به من الاحزاب فالنار
موعده )) ( أى أهل الملل ) ، وقال (ص) : (( والذى نفسى بيده لا يسمع بى أحد من الأمة
يهودى ولا نصرانى ثم لا يؤمن بى إلا دخل النار )) . رواه مسلم .
31- هل فى الدين بدعة حسنة وبدعة سيئة ؟
جاءت الآيات والأحاديث فى ذم البدع بمفهومها الشرعى ، وهى
: ما أحدث وليس له أصل فى الشرع ، حيث قال (ص) : (( ومن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو
رد )) متفق عليه . وقال (ص) : (( فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )) رواه مسلم .
وقال الإيام مالك رحمه الله فى معنى البدعة الشرعة : من ابتدع فى الاسلام بدعة يراها
حسنة فقد زعم أن محمدآ (ص) خان الرسالة ، لأن الله عز وجل يقول (( اليوم أكملت لكم
دينكم وأتممت عليكم نعمتى )).
وقد جاءت بعض الاحاديث تمدح البدعة بمفهومها اللغوى : وهى
ما جاء الشرع به لكنه نسى فحث النبى (ص) على تذكير الناس به كما فى قوله (ص) : (( من
سن فى الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ
)) رواه مسلم . وبهذا المعنى جاء قول عمر رضى الله عنه : (( نعمت البدعة هذه )) يريد
صلاة التراويح ، فإنها كانت مشرعة وحث عليها النبى (ص) وصلاها ثلاث ليال ثم تركها خوفا
من أن تفرض ، فصلاها عمر رضى الله عنه ، وجمع الناس عليها .
32- ما أعظم الذنوب وأكبرها عند الله ؟
هو الشرك بالله تعالى حيث قال عز وجل : (( إن الشرك لظلم
عظيم )) ، ولما سئل (ص) عن أى الذنب أعظم ؟ . قال : (( أن تجعل لله ندآ وهو خلقك
)) متفق عليه .
33- كم أنواع الشرك ؟
نوعان : 1- شرك أكبر يخرج من الاسلام ولا يغفر الله لصاحبه
لقوله تعالى عز وجل : (( إن الله او لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
)) وأقسامه أربعة : أ- شرك الدعاء والسألة . ب- شرك النية والإرادة والقصد . ج- شرك
الطاعة وهو طاعة العلماء فى تحريم ما أحل الله ، أو تحليل ما حرمه . د- شرك المحبة
: بأن يحب أحدآ كحب الله .
2- شرك أضغر لا يخرج صاحبه من الاسلام ، كالشرك الخفى ومنه
اليسير من الرياء .
34- ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر ؟
من الفروق بينهما : أن الشرك الأكبر محكوم على صاحبه بالخروج
من الاسلام فى الدنيا ، والتخليد فى النار فى الآخرة . أما الشرك الأصغر فلا يحكم على
صاحبه بالكفر فى الدنيا ، ولا يخلد فى النار فى الآخرة . كما أن الشرك الآكبر يحبط
جميع الأعمال ، بينما الأصغر يحبط العمل الذى قارنه . وتبقى مسألة خلافية هى : هل الشرك
الأصغر لا يغفر إلا بالتوبة كالشرك الأكبر ، أم هو كالكبائر تحت مشيئة الله ؟ وعلى
أى القولين فالأمر خطير جدآ .
35- هل يحب على المسلم أن يخاف من النفاق ؟
نعم ، فقد كان الصحابة رضى الله عنهم يخافون من النفاق العملى
قال ابن أبى مليكة رحمه الله : أدركت ثلاثين من أصحاب النبى (ص) كلهم يخاف النفاق على
نفسه . وقال إبراهيم التيمى رحمه الله : ما عرضت قولى على عملى إلا خشيت أن أكون مكذبآ
. وقال الحسن البصرى رحمه الله : ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق . وقال عمر لحذيفة
رضى الله عنهم : (( نشدتك بالله هل سمانى لك رسول الله (ص) منهم . أى من المنافقين
؟ . قال : لا ، ولا أزكى بعدك أحدآ )) .
36- هل للشرك الأصغر أمثلة ؟
نعم منها : 1- يسير الرياء لقوله (ص) : (( إن يسير الرياء
شرك )) ابن ماجه . 2- الحلف بغير الله . 3- التطير ، وهو التشاؤم بالطيور ، والأسماء
، والألفاظ ، والبقاع وغيرها .
37- هل لهذه وقاية قبل أن تقع أو كفارة إن وقعت ؟
نعم ، الوقاية من الرياء بأن يبتغى بعمله وجه الله ، وأما
يسيره فبالدعاء . قال (ص) : (( أيها الناس اتقوا هذا الشرك ، فإنه أخفى من دبيب النمل
. فقيل له : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ . قال : قولوا : اللهم
إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه )) أحمد . وأما كفارة الحلف
بغير الله فقد قال (ص) : (( من حلف باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله )) متفق
عليه . وأما كفارة التطير فقد قال (ص) : (( من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك )) .
قالوا فما كفارة ذلك ؟ قال : (( أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك ، ولا طير إلا طيرك
، ولا إله غيرك )) أحمد .
38- كم أقسام الرياء ؟
أربعة : 1- أن يكون الرياء هو سبب العمل : كحال أصحاب النفاق
الأكبر . 2- أن يكون العمل لله والرياء معآ : وهذا النوع والذى قبله صاحبه مبأزور غير
مأجور وعمله مردود عليه . 3- أن يكون العمل لله ثم دخلت عليه نية الرياء : فإن دافع
هذا الرياء وأعرض عنه لم يضره ، وإن استرسل معه واطمأنت نفسه إليه فإن العمل يبطل
. 4- أن يكون الرياء بعد العمل : فهذه وساوس لا أثرلها على العمل ولا على العامل .
وهناك أبواب للرياء خفية فكن على حذز منها .
39- كم أنواع الكفر ؟
نوعان : 1- كفر أكبر يخرج من الاسلام ، وهو على أقسام خمسة
: أ- كفر التكذيب . ب- كفر الاستكبار مع التصديق . ج- كفر الشك . د- كفر الإعراض .
هـ- كفر النفاق .
2- كفر أصغر : ويسمى كفر النعمة ، وهو كفر معصية لا يخرج
صاحبه من الإسلام كقتل مسلم .
40- ما حكم النذر ؟
نهى (ص) عن النذر وقال : (( إنه لا ياتى بخير )) مسلم . هذا
إذا كان النذر خالصآ لله ، أما إذا كان النذر لغير الله كمن ينذر لقبر أو ولى ، نذر
محرم لا يجوز ، ولا يجوز الوفاء به .
41- ما حكم السحر ؟
السحر موجود ، وحقيقته خيالى لقوله سبحانه وتعالى : (( يخيل
إليه سحرهم أنها تسعى )) ، وتأثيره ثابت بالكتاب والسنة ، وهو حرام وكبيرة وعظيمة لقوله
(ص) : (( اجتنبوا السبع الموبقات قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : الشرك بالله
، والسحر ..)) متفق عليه . وقوله سبحانه وتعالى : (( إنما نحن فتنه فلا تكفر )) . أما
رواية : (( تعلموا السحر ولا تعلموا به )) وأمثالها ، فهى أحاديث مكذوبة لا تصح .
42- ما حكم الذهاب إلى العراف أو الكاهن ؟
هو محرم ، فإن ذهب إليهم طالبآ نفعهم لكنه لم يصدق قولهم
لم تقبل له صلاة أريعبن يومآ ، لقوله (ص) : (( من أتى عرافا فسأله عن شئ لم تقبل له
صلاة أربعين ليلة )) رواه مسلم . وإن ذهب إليهم وصدقهم بادعائهم على الغيب فقد كفر
بدين محمد (ص) لقوله (ص) : (( من أتى عرافا أو كاهنآ فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل
على محمد )) أبو داود .
43- متى يكون الاستسقاء بالنجوم شركا أكبر وأصغر ؟
من اعتقد أن للنجم تأثيرآ بدون مشيئة الله ، فسب المطر إلى
النجم نسبة إيجاد واختراع ، فهذه شرك أكبر ، أما من اعتقد أن للنجم تأثيرآ بمشيئة الله
وأن الله جعله سببآ لنزول المطر ، وأنه تعالى أجرى العادة بوجود المطر عند ظهور ذلك
النجم ، فهذا محرم وشرك أصغر لأنه جعل ذلك سببآ دون دليل من الشرع أو الحس أو العقل
الصحيح . أما الاستدلال بها على فصول السنة وأوقات تحرى نزول المطر ، فهو جائز .
44- كم أقسام المعاصى ؟
قسمان : 1- كبائر ، وهى : ما ورد فيه حد فى الدنيا ، أو وعيد
فى الآخرة ، أو غشب أو لعنة أو نفى إيمان .
2- صغائر ، وهى ما دون ذلك .
45- هل هناك أسباب تحول صغائر الذنوب إلى كبائر ؟
نعم هناك أسباب كثيرة ، أهمهما : الإصرار على الصغائر ، أو
تكرارها ، أو احتقارها ، أو الافتخار بالظفر بها ، أو المجاهرة بفعلها .
46- ما حكم التوبة ؟ وكيف تقبل ؟
التوبة واجبة على الفور ، والوقوع فى الذنب ليس مشكلة بذاته
فهذا طبع الانسان ، قال (ص) : (( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين والتوابون )) رواه
الترمذى . وقال (ص) : (( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله
فيغر لهم )) رواه مسلم . لكن الخطأ الإصرار على الذنب وتأخير التوبة ، وقال عز وجل
: (( إنما التوبة على الله للذين يعلمون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب )) . ولقبول
التوبة شروط هى : 1- الإقلاع عن الذنب . 2- الندم على ما مضى منها . 3- العزم على ألا
يعود لها فى المستقبل . وإذا كان الذنب متعلقا بحقوق الخلق فلا بد من رد المظالم لأهلها
.
47- هل التوبة تصح من كل الذنوب ؟ ومتى ينتهى وقتها ؟ وما
أجر التائب ؟
نعم التوبة تصح من كل الذنوب ، وهى باقية حتى طلوع الشمس
من مغربها ، أو تغرغر الروح فى سكرات الموت ، وجزاء التائب إن صدق فى توبته أن تبدل
سيئاته حسنات وإن بلغت كثرثها عنان السماء كثرة .
48- ما الواجب لولى أمر المسلمين ؟
الواجب لهم السمع والطاعة فى المنشط والمكره ، ولا يجوز الخروج
عليهم وإن جاروا ، ولا ندعو عليهم ، ولا ننزع يدآ من طاعتهم ، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة
والتسديد ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل ما لم يأمروا بمعصية ، فإن أمر مسلم بمعصية
، لم يفعلها ويفعل ما عداها من أوامر الطاعة بالمعروف . قال (ص) : (( تسمع وتطيع للأمير
وإن ضرب وأخذ مالك فاسمع وأطلع )) رواه مسلم .
49- هل يجوز السؤال عن حكمة الله فى الأوامر والنوهى ؟
نعم ، بشرط أن لا يعلق الإيمان أو العمل على معرفة الحكمة
والقناعة بها وإنما تكون المعرفة زيادة ثبات للمؤمن على الحق ، لكن التسليم المطلق
وعدم السؤال دليل على كمال العبودية والإيمان بالله وبحكمته التامة ، كحال الصحابة
رضى الله عنهم .
50- ما المراد بقوله عز وجل (( ما أصابك من حسنة فمن الله
وما أصابك من سيئة فمن نفسك )) . ؟
المراد بالحسنة هنا النعمة ، وبالسيئة البلية ، والجميع مقدر
من الله عز وجل ، فالحسنة مضافة إلى الله لأنه هو الذى أحسن بها ، وأما السيئة فقد
خلقها لحكمة ، وهى باعتبار تلك الحكمة من إحسانه ، فإنه لا يفعل سيئة قط ، بل فعله
كله حسن ، قال (ص) : (( والخير كله فى يدك والشر ليس إليك )) رواه مسلم . فأفعال العباد هى خلق الله ، وهى كسب العباد فى
نفس الوقت قال سبحانه وتعالى : (( فأما من أعطى وتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى
*وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى )) .
51- هل يجوز أن أقول فلان شهيد ؟
الحكم لأحد معين بالشهادة هو كالحكم له بالجنة ، ومذهب أهل
السنة ألا تقول عن أحد معين من المسلمين إنه من أهل الجنة أو من أهل النار من أخبر
النبى (ص) عند أنه من أهل أحدهما ، لأن الحقيقة باطنة ، ولا نحيط بما مات عليه اإنسان
، والأعمال بالخواتيم ، والنية علمها عند الله ، لكن نرجو للمحسن الثواب ، ونخاف على
المسئ العقاب .
52- هل يجوز الحكم على مسلم معين بالكفر ؟
لا يجوز أن نحكم على مسلم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق لإذا لم
يظهر منه شئ يدل على ذلك ، وتنتفى الموانع ، ونترك سريرته إلى جلا جلاله .
53- هل يجوز الطواف بغير الكعبة ؟
لا يوجد مكان فى الأرض يجوز الطواف به إلا الكعبة المشرفة
، ولا يجوز تشبيه أى مكان مهما كان شرفه ، ومن طاف بغيرها تعظيمآ فقد عصى الله .
54- ما هى علامات الساعة الكبرى ؟
قال النبى (ص) : (( إنما لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات
فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام
ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وحسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآجخر ذلك نار
تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم )) رواه مسلم . أما أول هذه الآيام ظهورآ فهو
خروج الشمس من مغربها كما ورد فى حديث ابن عمرو رضى الله عنه عن النبى (ص) ، وقيل غير
ذلك .
55- ما هى أعظم فتنه تمر على الناس ؟
قال النبى (ص) : (( ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر
من الدجال )) رواه مسلم . وهو رجل من بنى آدم يأتى فى أخر الزمان مكتوب بين عينيه
( ك ف ر ) يقرأها كل مؤمن ، وهو أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية . وأول ما يخرج
يدعى الصلاح ثم النبوة ثم الألوهية . ويأتى القوم فيدعوهم فيكذبونه ويردون عليه قوله
، فينصرف عنهم فتتبعه أموالهم ويصبحون وليس بأيديهم شئ ، ثم يأتى القوم فيدعوهم فيستجيبون
له ويصدقونه ، فيأمر السماء أن تمطر ويأمر الأرض أن تنبت ، فتنبت . ويأتى على الناس
ومعه ماء ونار ، فناره ماء بارد ، وماؤه نار . وينبغى للمؤمن أن يستعيذ بالله من فتنته
آخر كل صلاة ، وان يقرأ عليه فواتح سورة الكهف لإن أدركه ، ويجتنب مقابلته خشية الفتنة
قال : (ص) : (( من سمع بالدجال فلينأ عنه فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن
فيتبعه مما يبعث به من الشبهات )) أحمد وأبو داود . ويلبث فى الأرض أربعين يومآ ، يوم
كسنة ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامنا هذه . ولن يترك بلدآ أو أرضآ إلا ويدخلها
سوى مكة والمدينة ، ثم ينزل عيسى عليه السلام فيقتله .
[/center]