حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #1موضوع: خطبة بعنوان: الزائر الأخير للشيخ أحمد الأمير الأحد أكتوبر 14, 2012 2:54 pm | |
| خطبة بعنوان: الزائر الأخير للشيخ أحمد الأمير بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك الأعلى الكبير الواحد الأحد الفرد الصمد السميع البصير الخافض الرافع المعطي المانع الإله المعز المذل الخبير حاط علما بالجليل والحقير ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير الحمد لله غافر الذنب وأن تكاثرت الذنوب وقابل التوب ممن يتوب شديد العقاب عند قسوة القلوب ، اشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة تنجح عليها يوم الحسرة والندامة، واشهد أن محمدا عبده ورسوله الشفيع المشفع في اوساط القيامة وسلم تسليما كثيرا أيها الأحبة سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته واسأل الله تعالى أن يجمعنا واياكم في دار كرامته وفي مستقل رحمته انه ولي ذلك والقادر عليه ايها الاحبة ما هذه الغفلة والى البلى المصير،وما هذا التواني والعمر قصير ، وإلى متى التمادي في البطالة والتقصير ، وما هذا الكسل وقد انذر النذير ، وإلى متى هذا التبهرج والناقد بصير، تذكروا القيامة فالامر شديد وبادروا بقية اعمالكم فالندم بعد الموت لا يفيد، وتاهبوا للموت كانكم به قد اخذ الاحرار والعبيد، يا معرضا عن المولى إلى متى هذا الاعراض وقد ولى شبابك في طلب الاعراض ،اما علمت أن العمر في انقراض وقواك في كل ساعة في انقباض ويحك تزود فالاثر بعيد (( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)) . أحبتي في الله معاشر الأخوة والاخوات نحن الليلة على موعد مع الزائر الأخير ، وما أدراكم ما الزائر الأخير ساهيا لاهيا عما يراد به أن الرحيل وما قدمت للباري ترجو البقاء صحيحا سالما ابدا هيهات انت غدا مع من غدا غادي أخي الحبيب، هل تعلم من هو الزائر الأخير ، هل تعلم ماذا يريد من زيارتك ولقائك، وأي شيء يطلب منك؟ انه لم يأت طمعا في شيء من مالك أو لمشاركتك طعامك وشرابك ، او للاستعانة بك على قضاء دين او شفاعة على احد، لقد جاء هذا الزائر اليك في مهمة محدودة وقضية معينة، لا تستطيع انت ولا اهلك وعشيرتك بل ولا اهل الارض جميعا أن يردوه دون انجازها وتحقيقها . ثم انك اخي الحبيب إن سكنت القصور العالية وتحصنت بالحصون المنيعة والبروج المشيدة وتمنعت بالحراس والحجاب لا تستطيع منعه من الدخول اليك والاجتماع بك وتصفية حسابه معك ، انه لا يحتاج كي يدخل عليك إلى بواب او استئذأن او إلى أخذ موعد مسبق قبل المجيء والاتيان، بل ياتي اليك في أي وقت وعلى أي حال ، حال شغلك وفراغك، صحتك ومرضك، غناك وفقرك، سفرك واقامتك، وهذا الزائر اخي الحبيب ليس له قلب يرق بحيث تؤثر به كلماتك وبكاؤك وربما صراخك وتوسلاتك، وليس في مقدوره أن يملك مهلة تراجع فيها حساباتك وتنظر في امرك، وهو كذلك لا يقبل هدية ولا رشوة ، لأن اموال الدنيا كلها لا تساوي عنده شيئا ولا ترده عما جاء من اجله، انه يريدك انت لا شيء غيرك ، يريدك كلك لا بعضك ، يريد إفنائك والقضاء عليك، يريد مصرعك وقبض روحك وإهلاك نفسك وإماتة بدنك (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون)) . انه الموت والموت مسافر اليك فاين المفر، واعظم منه ما يكون من اهوال يوم الحشر، واعظم منه الخطب الاخطر والهول الاكبر اين يكون المستقر؟ (( أفي جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر)) ام (( في ظلال وسعر)) يوم يسحبون في النار على وجوههم. اخي الحبيب ، الا تعلم أن زيارة ملك الموت شيء محتوم وقدر سابق معلوم مهما طال بك العمر او قصر . الا تعلم اننا جميعا مسافرون في هذه الدار ويوشك المسافر أن يصل إلى غايته ويحط رحله. والمسافر يقطع المسافات البعيدة إاما راكبا السفن التي تعبر عباب البحار والامواج المتلاطمة او راكبا الطائرات بين السماء والارض التي تقطع به القارات البعيدة، او راكبا السيارات التي تسير به من بلد إلى اخر ومن مدينة إلى اخرى ، والمسافر بعدما ينتهي سفره يرجع إلى بلاده وإلى موطنه طالت المدة او قصرت . وهذه حال الدنيا وحال المسافرين . هذه الزيارة ليست إلى امريكا او اروربا وادغال افريقيا ليست زيارة إلى باريس او جنيف او لندن او باقي بلاد الدنيا . انها زيارة تختلف لأن السفر بعدها طويل والزاد فيها قليل والبحر فيها عميق ، انها رحلة من الدار الفانية إلى الدار الباقية ، رحلة لا رجعة فيها ، فقد تبدا الزيارة هذه الليلة وقد تكون غدا او بعد غد . كل نفس ذائقة الموت . تبدا هذه الزيارة عندما ينزل ملك الموت من السماء لقبض روحك . انت في هذه الحياة قد انشغلت وغفلت عن الموت وسكراته وغصصه وكرباته وشدة نزعه حتى قيل أن الموت اشد من ضرب بالسيوف وقيل بالمناشير، وقرض بالمقاريض. الموت هو الخطب الأصعب والأمر الأشنع والكاس التي طعمها اكره وافجع والاقطع للراحات والازيد للكربات . فإن امرا يقطع اوصالك ويفرق اعضائك ويهدم اركانك لهو الامر العظيم والخطب الجسيم . اخواني في الله ، سمع بعض الصالحين بكاءا على ميت ، فقالوا يا عجبا من قوم مسافرين يبكون على مسافر قد بلغ منزله، واحتضر بعض الصالحين فبكت امرأته فقال : ما يبكيكِ . اما انا فقد بكيت على هذا اليوم منذ اربعين سنة اخي الحبيب اما تعلم أن بزيارة ملك الموت لك ينتهي عمرك وينقطع عملك ، تطوى صحائف اعمالك ، اما تعلم انك لا تستطيع بعد زيارته اكتساب حسنة واحدة ، لا تستطيع صلاة ركعتين، لا تستطيع قراءة اية من كتاب الله جل وعلا ، لا تستطيع التسبيح او التحميد او التهليل او التكبير او الاستغفار ولو مرة واحدة، الا تعلم يا اخي انه ينزل ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة ينزلون في البشرى من الله للعبد المؤمن . ماذا يبشرونه؟ قال ربي (( أن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا ابشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن اوليائكم في الدنيا والاخرة فلكم فيها كل ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم)) . ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند راسه فيقول يا ايتها النفس الطيبة وفي رواية المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فم السقام ثم ياخذها وفي رواية حتى اذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والارض وكل ملك في السماء وفتحت له ابواب السماء ليس من اهل باب الا وهم يدعون الله أن تعرض روحه من قبلهم ، فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى ياخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن في ذلك الحنوط وذلك قوله تعإلى (( توفتهم رسلنا وهم لا يفرطون)) ويخرج منها كاطيب نفخة مسك وجدت على وجه الارض ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار فيقال هذا منزلك لو عصيت الله أبدلك به هذا ، فاذا راى ما في الجنة قال ربي عجل قيام الساعة . كيف ارجع إلى اهلي ومالي فيقال له اسكن نسال الله الكريم من فضله الكريم. اما العبد الكافر وفي رواية الفاجر. تنزل ملائكة من السماء غلاظ شداد سود الوجوه معهم المسوح من النار فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند راسه فيقول يا ايتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب قال فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع الكبوت الكثيف من الصوف المبلول فتقطع معها العروق والعصب ، فيلعنه كل ملك بين السماء والارض وكل ملك في السماء وتغلق ابواب السماء ليس من اهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرض روحه من قبلهم .فياخذها . فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة قتلت على وجه الارض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الخبيث ، فيقولون فلأن بن فلأن باقبح اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لاتفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)) فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الارض السفلى، ثم يقال اعيدوا عبدي إلى الارض فاني وعدتهم اني منها خلقتهم وفيها اعيدهم ومنها اخرجهم تارة اخرى فتطرح روحه من السماء طرحا حتى تقع في جسده ، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم(( ومن يشرك بالله فكانما فر من السماء تخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق )) فتعاد روحه في جسده . قال فانه ليسمع نعال اصحابه اذا ولوا عنه ، وياتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه ويقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا ادري ، فيقولان له ماذا تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم فلا يهتدي لاسمه فيقال محمد فيقول هاه هاه لا ادري سمعت الناس يقولون ذاك قال فيقال لا جليس ولا سلف ، فينادي مناد من السماء أن كذب فافرشوا له من النار وافتحوا له بابا إلى النار فياتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه ، وياتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد. فيقول من انت، فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر؟ فيقول انا عملك الخبيث . فيقول ربي لا تقم الساعة. اذكر الموت ولا ارهبه أن قلبي لغليظ كالحجر اطلب الدنيا كاني خالد وورائي الموت يقف بالاثر احبتي في الله، يروى في تذكرة الامام القرطبي الجامع لاحكام القرأن أن ملك الموت دخل على داوود عليه السلام، فقال من انت؟ فقال من لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشوة. قال اذا انت ملك الموت. قال نعم. قال اتيتني ولم استعد بعد. قال يا داوود اين فلان قريبك واين فلان جارك ؟ قال مات. قال اما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد . ويروى ايها الاحبة في الله أن احد الملوك اراد أن يركب إلى ارض فدعا الى ثياب ليلبسها فلم تعجبه فطلب غيرها حتى لبس ما اعجبه بعد مرات . وكذلك طلب دابة فاوتي به فلم تعجبه ، حتى أوتي له بدواب فركب احسنها فجاء ابليس فنفخ في منخرة نفخة فجله كبرا، ثم سار وسارت معه الخيول هو لا ينظر إلى الناس كبرا ، فجاءه رجل رث الهيئة فسلم فلم يرد عليه السلام، اخذ الرجل دابة الملك وقال اني لي اليك حاجة، قال اصبر حتى انزل، قال لا الان، فنزل الملك وادنى راسه للرجل فساره الرجل وقال له انا ملك الموت . تغير لون الملك واضطرب لسانه ثم قال دعني حتى ارجع إلى اهلي واقضي حاجتي ، قال لا والله لا ترى اهلك وعشيرتك ابدا . فقبض روحه فخر كانه خشبة. ثم مضى أي ملك الموت فلقي عبدا مؤمنا في تلك الحال، فسلم عليه ، فرد عليه السلام، فقال أن لي اليك حاجة اذكرها في اذنك. قال هات. فساره وقال انا ملك الموت. فقال الرجل له فوا لله ما كان في الارض غائب احب الي من أن القاه منك. فقال ملك الموت اقضي حاجتك التي خرجت لها؟ فقال مالي حاجة اكبر عندي ولا أحب من لقاء الله تعالى. قال فاختر على أي حال شئت أن اقبض روحك. فقال تقدر على ذلك. قال نعم اني امرت بذلك. قال دعني حتى اتوضا واصلي ثم اقبض روحي وانا ساجد. فقبض روحه وهو ساجد. اما والله سياتيك يوم مثل يومي وسيمر عليك ما مر بي فاعتبر. أيها الأحبة في الله ، وكان بعض الصالحين ينادي بليل على سور المدينة الرحيل الرحيل فلما توفي فقد صوته أمير المؤمنين فسأل عنه. فقيل أنه قد مات. فقال ما زال يلهج بالرحيل وذكره حتى أناخ ببابه الجمال فأصابه متيقظا متشمرا ذا أهبة لم تلهه الآمال وقيل أحبتي في الله، أن يعقوب عليه السلام قال لملك الموت إني سائلك حاجة . قال وما هي. قال أن تعلمني إذا دنى اجلي وأردت أن تقبض روحي. فقال نعم. أرسل إليك رسولين أو ثلاثة . فلما انقضى اجله اتى اليه ملك الموت فقال له يعقوب ازائر جئت ام لقبض روحي . فقال لقبض روحك. قال او لست كنت اخبرتني أنك ترسل الي رسولين او ثلاثة. قال قد فعلت. بياض شعرك بعد سواده ، وضعف بدنك بعد قوته، وانحناء جسمك بعد استقامته ، هذه رسلي يا يعقوب إلى بني ادم قبل الموت. اخواني في الله . وليس هذا هو السائل ، فكم اخذ الموت من طفل رضيع، وكم قبض من استقام عوده وشد ، بل نرى اكثر اصحاب القبور من الشباب والاطفال الرضع .ولكن هاك نصيحة موثقة تصلح لجيمع الاعمار وتبنى بها الديار في جنات الخلد، ونحن يا اخي الحبيب كما قال بعض الزهاد لنا بكل ميت عظة بحاله وعبرة بماله، اخي الحبيب تذكر ، زيارة الزائر الأخير وماذا بعدها، تذكر عندما تؤخذ إلى خشبة الاموات يضعونك على المغسلة بعدما كنت تخلع ثيابك لوحدك، الأن اتى من يخلعك ثيابك ، وبعدما كنت تغسل نفسك لوحدك الأن اتى من يغسلك ويقلبك يمنة ويسرة وانت جسد بلا روح، بعدما كنت تلبس ثيابك بنفسك الأن اتى من يلبسك اكفانك بدلا من ثيابك ، ثم تؤخذ يا مسكين الى لمسجد لا لتصلي ولكن ليصلى عليك صلاة لا ركوع ولا سجود لها، فجاءني رجل منهم فجردني من الثياب واعراني وافردني واودعوني على الالواح منطرحا وصار فوقي خرير الماء يندفني واسكب الماء من فوقي وغسلني غسلا ثلاثا ونادى القوم بالكفن والبسوني ثيابا لا كمام لها وصار زادي حنوطا حين حنطني واخرجو لي من الدنيا فوا سفا على رحيل بلا زاد يغلفني وأحملوني على الاكتاف اربعة من الرجال وحولي من يشيعني وقدموني إلى المحراب وانصرفوا خلف الامام فصلى ثم ودعني صلوا علي صلاة لا ركوع لها ولا سجود لعل الله يرحمني وانزلوني إلى قبري على مهل وقدموا واحد منهم يلحدني أخي الحبيب، إلى اين إلى بيت الوحدة، إلى بيت الظلمة، إلى بيت الوحشة ، إلى بيت الدود، إلى بيت الغربة، إلى اين؟ الى القبر ، والخروج من هذه الدنيا خروج بكفن وعمل صالح، يا أخي الحبيب تحمل مكفونا بكفنك تاركا وراءك قصورا شيدتها ودورا بنيتها، تفكر اخي الحبيب في رجل في ريعان الشباب أوشكت دنايته على النهاية، ما بقي الا القليل ، كل شيء يعد يهيأ ليوم الرحيل، الكل فرح مسرور ، غير أن الايام تفا جيء بعظائم الامور ، صعد صاحبها الى سطوحها ليرشها بالماء، زلت قدمه فهوى من اعلاها مضرجا بالدماء، بدلا من أن يسكنها سكن القبور، تفكر بمالك ايها المغرور انك تبني بناء الخالدين على قنطرة العبور ليست بدار اقامة ولم تكتب لك بها السلامة، بل لقد أعلمت بانك تمر بها مسرور ، الموت والله يا اخوأن قد عدل ساوى بين الملك والصغير والكبير ، يدخل الغرف الصغيرة لا يرده حاجب القصور الكبيرة ادنى من ملك الدنيا وقضى على من لا يملكون شيئا من الدنيا . ولكن الناس في غفلاتهم ورحى المنية تطحنهم . اخزاني في الله استعدوا فقد لحقتم، وانظروا بماذا من الهدى علقتم، ولا تغفلوا عما له خلقتم، ذهبت الايام وما اتعظتم، فكتبت الاثام وما اصغيتم، وكانكم بالصادقين قد وصلوا وانقطعتم، اهذا التوبيخ لغيركم او ما قد سمعتم. كم سكن مثلك في هذه الدار فحام الموت حول حماهم ودار، ثم ناهضهم وسلب الدار فمن انذر قبل هجومه فما جار. يا هذا. العمر عمر قليل وقد مضى اكثره بالتعليل وانت تعرض البقية للتعويل وقد أن الاوأن أن يرحلن فيهم فيا لساعة الموت ما اشدها وما اعظم المحن التي بعدها. قال صلى الله عليه واله وسلم في الحديث الصحيح (( القبر اول منازل الاخرة فان نجا منه فما بعده ايسر منه وأن لم ينج منه فما بعده اشد منه)). وقال صلى الله عليه واله وسلم (( ما رايت منبرا قط الا والقبر افظع منه)) . اخواني جدوا واستعدوا، جدوا فان الامر جد ولها اعدوا واستعدوا لا يستقال اليوم أن ولى ولا للامر غد ، لا تركنن إنما آجالكم نفس يستعد وحوادث الدنيا تروح عليكم فورا وتعد، اين الاولى كنا نرى ماتوا ونحن نموت بعد ، ايامنا تنصرم واعمارنا تنهدم ونحن نقترب من الاجل المسحوب والموعد المضروب (( قل يتوفاكم ملك الموت )) (( قل أن الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم)) . الموت مصيبة رهيبة وما ياتي بعده اعظم منه واجل فاين الوجل من الاجل؟ اين الاستعداد ليوم الميعاد؟ لقد دنى الرحيل وازف التحويل ، فما بالنا غافلين؟ اخي / اختي لا تاسى على الدنيا وما فيها فالموت سيفنيك ويفنيها، وستعرف قيمتها عندما تخرج منها مرغما لتدفن فيها، يا لها من ليلة ويا لها من ساعة ويا لها من مضطجع ، أي خوف وفزع، واي وحشة وهلع، يوم توضع في لحدك لوحدك وتضطجع في قبرك بمفردك، لا انيس ولا جليس. اين الاحباب والاصحاب أين الإخوان والجيران اين الزوجة والولدان، لقد افردوك ثم ذهبوا وتركوك، ولو بقوا ما نفعوك، ولم يبق لك الا انا وانا الحي الذي لا اموت. من يؤنس وحشتك؟ ومن يؤمن في القبر روعتك؟ القبر اول ليله بالله قل لي ما يكون؟ فاي منظر فظيع؟ واي مجلس شنيع؟ واي خطب كبير؟ يوم تفتح مقلتيك بين يدي منكر ونكير. فاعدوا لها العدة وجهزوا لها الزاد فانها ترقبكم على الطريق وتنتظركم على الابواب، وتزودوا فأن خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب، وفي الحديث الصحيح عن انس رضي الله عنه ((قال الا احدثكم بيومين وليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن ، اول يوم ياتيك البشير من الله اما برضاه واما بسخطه، ويوم تعرض فيه على ربك أخذ كتابك بيمينك او شمالك، وليلة تستانف فيها المبيت في القبور، وليلة تمحض صبيحته يوم القيامة )) اخواني في الله، نحن في هذه الحياة في مهمة عمل فلماذا نفرط فيها ونغفل عنها، يستحل لك في المال والولد والجاه والمنصب وغير ذلك من متع الحياة الرخيصة، واذا بنا في غفلة منا ننادى، إلى اين؟ إلى المقابر. لقد انتهى زمن المهلة ، حان وقت النقمة، ولكل مهلة اخر ونهاية. كان العهد بنا أن ندخل إلى المقابر نسير على اقدامنا، اما اليوم فنحن اقدامنا تحمل على اكتاف الرجال وفوق اعناقهم، كنا نلج الى المقابر ثم نخرج منها اما اليوم فلا خروج الا يوم البعث والنشور، كنا نصلي على الفقير ندعو له بخير نستغفر الله له ونساله أن يثبته وأن يبلغه حجته اما هذه المرة فنحن امام الناس يصلون علينا يدعون لنا يعتبرون بمالنا، كنا نحزن على من وضعناه في قبره ثم تولينا عنه اما هذه المرة فالحزن علينا والاسف على فراقنا واللوعة في قلوب احبابنا، تروعنا الجنائز مقبلات ونلهوا حين تذهب مدبرات، كروعة سلة لمغاربهم فلما غابت عادت رافعات، يا لها من عبرة لو دامت بها الفكرة. ميت الغد يكفن ميت اليوم كفى بالموت واعظا، تخطانا الموت إلى غيرنا واليوم اه من اليوم، تخطى غيرنا ليصل الينا. اين الاستعداد ليوم الرحيل؟ اين الزاد لذلك السفر الطويل؟ اين اين يا راحلين؟ وانتم اخواني الشباب لا تظنوا أن الموت بعيد وأن العمر مديد، فكم من شاب سبق الشيوخ العجز إلى الرحيل، وهذه قصة شاب اعرفه كان مفرطا في دينه، كان يتهاون في اداء الصلاة ثم تركها بالكلية، ثم اصيب بمرض الجلطة. دعاني احد الاخوأن لزيارته وتذكيره، فلما رايته اشفقت عليه. قلت له الدنيا يا اخي الحبيب، الدنيا فيها الخير وفيها الشر، والسعيد هو الذي يستقيم على دينه، ويشكر الله تعإلى على الخير ويصبر على الشر، ومن كان هكذا انتقل يوم القيامة إلى الجنة التي ليس فيها الا الخير، ونجي من النار التي ليس فيها الا الشر، ثم قلت له اتريد أن تدخل الجنة وتنجو من النار؟ قال نعم. قلت اذا تصلي. قال لن اصلي. قلت كيف تريد أن تدخل الجنة وتنجو من النار وانت لا تصلي؟ قال اذا شفيت من المرض ساصلي. قلت وأن لم تشفى؟ قال لن اصلي. قلت تريد أن تتعب في الدنيا والاخرة؟ قال دعني اكون مريضا في الدنيا وادخل النار يوم القيامة. قلت هذا كلام تقوله الأن ولكن اذا بعثت يوم القيامة ووقفت بين يدي مالك الملك وملك الملوك ستندم وتبكي على ما قلت. فسكت ولم يجب. ثم خرجت وما هي الا ايام قلائل حتى بلغني خبر موته فلا حول ولا قوة الا بالله. هذا حالنا في هذه الدنيا بين مسوف ومفرط حتى يفاجئنا الموت والزائر الأخير على حين غفلة. وتامل اخي الحبيب في حال البعض ممن يؤثر الظل على الشمس،ثم لا يؤثر الجنة على النار جعلني الله واياكم من اهل الجنة بمنه وجوده ايها الاحبة في الله، ذكر الامام بن القيم رحمه الله عن يزيد بن ميسرة قال كان رجل ممن مضى جمع مالا فاوعى، فاقبل على نفسه وهو في اهله فقال انعم سنين فاتاه الزائر الأخير ملك الموت قرع الباب في صورة مسكين فخرجوا اليه فقال ادعوا لي صاحب الدار. فقالوا يخرج سيدنا إلى مثلك.ثم مكث قليلا ثم عاد فقرع الباب وصنع مثل ذلك وقال اخبروه اني ملك الموت. فلما سمع سيدهم قعد فزعا وقال الهوه بالكلام قالوا ما تريد غير سيدنا بارك الله فيك. قال لا. فدخل عليه فقال قم فاوصي ما كنت موصيا اني قابض نفسك قبل أن اخرج. قال فصرخ اهله وبكوا. ثم قال افتحوا الصناديق افتحوها جميعا فاقبل الرجل على المال يلعنه ويسبه،لعنت من مال انت الذي انسيتني ربي وشغلتني عن العمل لاخرتي حتى بلغني اجلي، فتكلم المال فقال لا تسبني الم تكن وضيعا في أعين الناس فرفعتك الم يرى عليك من اثري اما كنت تحضر مجالس الملوك والسادة فتدخل ويحضر عباد الله الصالحون ولا يدخلون، الم تكن تخطب بنات الملوك والسادة وتنكح ويخطب عباد الله الصالحون فلا ينكحون ، الم تكن تنفقني في سبيل الخبيث فلا اتعاصى ولو انفقتني في سبيل الله لم اتعاصى عليك، انت الوم مني انما خلقت انا وانت يا ابن ادم من تراب احبتي في الله اين ارباب الاموال وما خلفوا، ندموا على التفريط فيا ليتهم عرفوا هول مقام يشيب فيه الوريد، واعجبا كيف دعيت إلى الله وتوانيت وكلما دعتك المواعظ إلى الله اذيت وتماديت، كم نهاك مولاك عن غيك فما انتهيت، يا من جسده حي وقلبه ميت ستعاين عند الحسرات والسكرات مالم يكن يخطر ببالك. اخي الحبيب اين الذي جمعت من الاموال هل انقذك من البلى والاهوال؟ كلا. بل تركته إلى من لا يحمدك، وتقدم باوزار على من لا يعذلك، فلا تكن اخي مثل هذا الذي جمع من الاموال ما ضاقت به الخزائن الصغيرة فاشترى خزانة كبيرة لماله، دخلها يوما من الايام ليعد ويحصي وينظر انغلق عليه بابها الثقيل المحكم فكانت النهاية. تصور هذا المصرع الرهيب المباغت ، تصور مآل صاحبه يظهر لك معنى قوله جل وعلا (( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)) قف قبل ايقاف على الانقاذ، لا تخدعن بمهلة الايام ، عند انتهاء الخطى تعلم انما قد كنت في لهو وفي احلام قيل لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما توفي فلان الانصاري. قال رحمه الله. قالوا ترك مئة الف. قال لكن هي لم تتركه وكيف تتركه وهناك كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها انها الدنيا حلالها حساب وحرامها عذاب، والله الذي لا اله غيره اكبر مصيبة أن يتحول الانسان من حال الصلاح إلى حال اخرى، عصمنا الله من ذلك واحيانا مسلمين واماتنا مسلمين كان مع الصالحين ثم تركهم، بدأ يقصر في امور دينه، وفي يوم من الايام كان مسافرا للتنزه، وفي الطريق انقلبت السيارة ثم كان الانعاش ثم مات جاء الخبر المحزن. صلينا عليه، حمل إلى قبره، وضع في قبره فاللبنات فالتراب لن يرجع ذرقت الدموع حزنت القلوب، حينها جلس احد الصالحين احسبه والله حسيبه ولا ازكي على الله احد، صديقه الاول عند قبره مطأطئ راسه يدعو له حينها عرفت من ينفع الانسان من الاصدقاء بعد موته، كما قال ربنا تعإلى (( الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين)). ولما كان عمر بن عبد العزيز في مرضه الذي مات فيه قال اجلسوني. فاجلسوه. ثم قال انا الذي امرتني فقصرت ونهيتني فعصيت ولكن لا اله الا الله ثم رفع راسه واحد النظر. فقالوا له انك لتنظر نظرا شديدا. قال اني لارى حضرة ماهم بانس ولا جن ثم قبض رحمه الله وسمعوا تاليا يتلوا (( تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)). وها هو امير المؤمنين لما حضرته الوفاة امر بجل دابته ففرشت، فاضطجع عليه ووضع الرماد على راسه وجعل يقول يا من لا يزول ملكه ارحم اليوم من زال ملكه. نعم لقد ذهب ملك الدنيا وزخرفها وقدم الكل على من؟ على الله. العمر زمن يمر سريعا فاضغاث احلام يراه الانسان لا نهاية له ويلهه الامل عن الاخرة . يا طويل الامل في قصير الاجل اتؤخر الانابة وتعجل الزلل اخواني في الله. كلنا اعمارنا قصيرة واجالنا مكتوبة وانفاسنا معدودة واعمارنا التي مضت كانها حلم والله انها كساعة من نهار. من اراد الجنة فلا بد من زيارة الزائر الأخير (( الموت)) انه نهاية الدنيا والرحيل من فوق ارضها إلى ما بداخلها من سعة القصور ورحابة الدور إلى ضيق القبور. سؤال وجواب. حساب ونفاش. يا من تحب الجنة كي تدخل الجنة احبب الموت. فانك لن ترى الجنة حتى تموت . ويروى أن الحسن قيل له أن فلانا مات بغتة. فقال ما يعجبكم من ذلك لو لم يمت بغتة مرض بغتة ثم مات.
يا مغرورا بطول الامل يا مسرورا بسوء العمل كن من الموت على وجل فما تدري متى يهجم الاجل كم من مستقبل يوما لا يستكمله ومن مؤمل غدا لا يدركه، انكم لو رايتم الاجل ومسيره لابغضتم الامل وغروره،ولكن الخوف من نار تلظى وحفرة تختلق فيها الاضلاع. اخي الحبيب تأمل فعل امير المؤمنين هارون الرشيد رحمه الله وهو ينتقي اكفانه بيده. وينظر اليها وفيها ويقول ما اغنى عني مالي هلك عني سلطاني. من منا انتقى اكفانه ووضعها في بيته. قل والله ربما لو وجد البعض ثوبا يشبه الكفن في بيته يشبه الكفن لاخرجه لا داعي له. وهل الموت قريب ليستعد له تنام ولم تنم عنك تنبه للمنية يا نؤوم اخي الحبيب أن هذه الحياة انفاس معدودة في اماكن محدودة باجال معلومة وارزاق مقسومة فعلام الحزن ولكل اجل كتاب! فعلام الحرص وفي السماء رزقكم وما توعدون. فعلام الخوف والقلق! يا اخي الحبيب انت الأن في مهلة فاغتنم فرصة العمل قبل انقضاء الاجل وعندها لن ينفعك أن تقول رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت. واسمعوا يا رعاكم الله إلى قصة هذا الذي أحيا ليلته كعادته مع الرفاق كان معهم على وئام ووفاء، كل ما يسخط الله قد باتوا عليه كل ما يرضي عدوهم الشيطان ركبوه ومالوا اليه، الشيطان محكم فيهم الوثاق فلا صلاة ولا صوم ولا دين. رجع إلى المسكن اخر الليل ليتلذذ بالنوم كما يتلذذ بالسهر ما كان يعلم ما يجيء به القضاء والقدر وانه كان على موعد مع الزائر الأخير(الموت)، القى نفسه على الفراش كالجيفة طالت النومة ايقظه بعض اهله ولما لم يجب ولم يتحرك اصابتهم من سكونه غيتة ولما حركوه اذ هو راحل، لاقى ربه بعدما قطع اليه المراحل باعمال سوء وضلال. فانظر سوء الختام ولا تكن اخي ممن تاه في اودية الاماني والاحلام معاشر الاخوة والاخوات رحل الاحباب إلى القبور وسترحلون، تركوا الاموال والاوطان وستتركون، تجرعوا كاس الفراق وستتجرعون، وقدموا إلى ما قدموا وستقدمون، وندموا على التفريط في الاعمال وستندمون، وسئلوا عما عملوا وستسالون، فبادروا بالمتاب قبل يوم الحساب وخيبة الظنون فكيف بك يا ابن ادم اذا ((نفخ في الصور وبعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور)) وضاقت الامور وظهر المستور وخرج الخلائق من القبور فاذا هم قيام ينظرون. فيا له من يوم عظيم فيه الزلازل فيه تخر الجبال تراكمت الاهوال انقطعت الامال قل الاحتياج قصر اصحاب السياج . فخرجوا من القبور بنفخة الصور يرجفون فاذا هم قيام ينظرون. فيا له من يوم عظيم فيه الزلازل سيرت الجبال ترادفت الاهوال انقطعت الامال خسر اصحاب الشمال خرجوا من القبور بنفخة الصور يرجفون فاذا هم قيام ينظرون اخي الحبيب قال ابو حازم أن بضاعة الاخرة اخرة يوشك أن تنفق فلا يوصل منها إلى قليل ولا كثير، وسال سليمان يوما يا ابا حازم كيف القدوم على الله؟ فقال اما المطيع فكقدوم الغائب على اهله المستقيم اليه واما العاصي فكقدوم الابق على سيده الغضبان. فقال سليمان فاين رحمة الله؟ قال قريب من المحسنين. عش ما بدا لك شاربا في ظل شاهقة القصور يسعى لديك من اشتهيت لدى الوراح وفي الثبور يسعى اليك بما اشتهيت لدى الرواح وفي البخور فاذا النفوس تقعقعت في ضيق حشرية الصدور فهناك تعلم موقنا ما كنت الا في غرور اخي الحبيب سئل عطاء السلمي في مرضه الذي مات فيه، كيف ترى حالك؟ فقال الموت في عنقي والقبر بين يدي والقيامة موقفي وجسر جهنم طريقي ولا ادري ما يفعل بي ثم بكى بكاءا شديدا حتى غشي عليه. فلما افاق فقال اللهم ارحمني وارحم وحشتي في القبر ومصرعي عند الموت وارحم مقامي بين يديك يا ارحم الراحمين. ولما احتضر سليمان السالمي قيل له ابشر فقد كنت مجتهدا في طاعة الله. فقال لا تقولوا هكذا فاني لا ادري ما يبدوا لي من الله جل وعلا فانه تعإلى يقول (( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)) . وذكر عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه لما احتضر جعل يغمى عليه ثم يفيق ويقرا (( ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يكونوا فيه اول مرة ولنراهم في طغيانهم يعمهون)) والله أن في ذلك لعبرة فنحن نودع الاباء والابناء، ونرى كيف يدوسون الثرى وينثر عليهم التراب، وتغلق عليهم تلك الحفر الضيقة في قبور صغيرة موحشة، لكننا لا نفكر فيما نحن اليه مقبلون ولممر نحن عابرون ولطريق عليه سائرون. لو تفكرت يا اخي الحبيب الآن في أن الموت ببابك وملك الموت يطلب جنابك لعلمت هول المصرع. ووالله، ووالله لفجعت وذهلت هذا هو حال الدنيا كيف والامر جد ومن الموت لا بد ولساعة من سبقنا وله منزل بساحتنا حتى نقدم على الله جل وعلا. ما ظنك بهذا القدوم كيف تجهزت له، انه لقدوم على الله بعد مسير في الدنيا وضرب في اطرافها وحساب لاثمانها واوقاتها ودروبها وحسراتها. انه حساب لا يدع مثقال ذرة الا احصاها ولا اقل من ذلك ولا اكثر الا في كتاب. وكان ابو الدرداء يقول رضي الله عنه أن اشد ما اخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي يا ابا الدرداء قد علمت فكيف عملت فيما علمت؟ وهذه نداءات صادقة من ابي الدرداء ايها الاخوة الاحباب وهو يحتضر في برقية سريعة خاطفة مزلزلة. يقول رضي الله عنه الا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا. الا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه. الا رجل يعمل لمثل يومي هذا. ثم بكى، فقالت له امراته اتبكي وقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟ فقال ومالي لا ابكي ولا ادري على ما الت اليه ذنوبي. اين الاستجابة لهذه النداءات المخلصة التي تهز اعماق المسلمين . وتذكروا بتلك اللحظات القادمة اليك. انها لحظات طوتها الغفلة الق عليها التسويف نداءه فقال الامل قصر العمل بعد فجر التوبة وكان ابو الدرداء رضي الله عنه اذا مات الرجل على الحالة الصالحة قال هنيئا لك ليتني كنت مكانك فقالت له ام الدرداء في ذلك فقال هل تعليمن يا حمقاء أن الرجل يصبح مؤمنا ويمسي منافقا يسلب ايمانه وهو لا يشعر. وهذه معادة العدوية اذا جاء النهار قالت هذا يومي الذي اموت فيه فما تنام حتى تمسي، واذا جاء الليل قالت هذه ليليتي التي اموت فيها فلا تنام حتى تصبح. وقال ابو المنذر اسماعيل بن عمر دخلنا على ورقاء بن عمر بن خليف وهو يموت فجعل يكبر ويهلل ويذكر الله فلما كثر الناس قال لابنه اكفيني رد السلام لا يفصلني عن ربي، رحمك الله ان الطبيب بمسحه ودواءه لا يستطيع دفاع امر اتى ما للطبيب يموت بالداء الذي قد كان يبري منه فيما قد مضى ذهب المداوى والمداوي والذي جلب الدواء وباعه ومن اشترى. ولما نزل الموت احبتي في الله بحذيفة بن اليمان قال حبيب جاء على فاقة قد كنت قبل اليوم اخشاك وانا اليوم ارجوك. وبكى الحسن رضي الله عنه بكاءا شديدا فقيل له يا ابا سعيد ما يبكيك فقال خوفا من أن يطرحني في النار ولا يبالي. وهذا الربيع بن قيزب لما مرض قالوا له اندعوا لك طبيبك؟ فتفكر وقال اين عاد وثمود واصحاب الرس وقرونا بعد ذلك كثيرا؟ قد كانت فيهم الادواء والاطباء فلا ارى فيهم المداوى ولا المداوي كل قد مضى ومضى يات القضاء ولا ينفع الاستشفاء (( كلا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق)) عجبا لهم امة فيها قلوب حية واذان مستمعة. الله المستعأن الموت لا يفارق ذهنه ساعة ونحن والله لا نصبر على سماع شيء عن الموت ولو شطر ساعة بل والله ربما بعضهم يقوم من المكان الذي به ذكر الموت، وما ذاك الا من الغفلة والحرص على الدنيا ونعيمها الزائل هذا وهو حديث في مكان منعم بالنعم ولغلبة الهوى والنفوس والبعد عن الاخرة ومن باب الموعظة والتذكير. وكان يزيد الفراشي يقول لنفسه ويحك يا يزيد. ويحك يا يزيد. من الذي يصلي عنك بعد الموت؟ من الذي يصوم عنك بعد الموت؟ من الذي يرضي ربك بعد الموت؟ ثم يقول ايها الناس الا تبكون وتنوحون على انفسكم باقي حياتكم! يا من الموت موعده والقبر بيته والثرى فراشه والدود انيسه وهو مع هذا ينتظر الفزع الاكبر كيف يكون حاله، ثم يبكي حتى يسقط مغشيا عليه. وروي أن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قال انظروا هل اصبحنا؟ فقيل له قد اصبحنا. قال اعوذ بالله من ليلة صبحها إلى النار. قال اعوذ بالله من ليلة صبحها إلى النار. ثم قال مرحبا بالموت زائر مغلى حبيب جاء على فاقة. اللهم اني كنت اخافك وانا اليوم ارجوك اللهم انك تعلم اني لم اكن احب الدنيا وطول البقاء فيها لكر الانهار ولا لغرس الاشجار ولكن لطول ظما الهواجر وقيام ليل الشتاء ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر اخي الحبيب ارايت الحياة لديهم كيف تكون ولماذا يعيشون؟ اين نحن من ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء؟ اين نحن من طلب العلم والاستماع للعلماء؟ كيف نرى اوقاتنا الضائعة اذا وافانا الاجل وحان الرحيل؟ ولما حضرت ابن المبارك الوفاة قال لنصر مولاه اجعل راسي على التراب. فبكى نصر. فقال ما يبكيك؟ قال ذكرت ما كنت فيه من النعيم وانت هنا تموت فقيرا غريبا. فقال اسكت فاني سالت الله أن يحيني حياة السعداء ويميتني ميتة الفقراء. ثم قال لقني الشهادة. ولا تعد علي الا أن اتكلم بكلام ثاني. بل هذا عبد الله بن علي لما حضرته الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك؟ فقال ابكي لتفريطي في الايام الخالية وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية. ولما حضرت معاوية بن ابي سفيأن الوفاة قال اقعدوني . فأقعد فجعل يسبح الله نعإلى ويذكره ثم بكى وقال تذكر ربك يا معاوية وقال اتذكر ربك يا معاوية الا كان هذا وغصن الشباب نضر ريان ثم بكى وقال يا رب ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي. اللهم وزد بحلمك على من لا يرجو غيرك ولا يثق باحد سواك. الله اكبر ما اسرع قدوم تلك اللحظات الينا (( قل أن الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم)) نعم اينما اتجهنا ومهما اختفينا فانه ملاقينا يوما ما ولكن أين الاستعداد للرحيل والاستعداد لملاقاته ثم والله ما بعده من السؤال في تلك الحفرة الضيقة ثم الفزعات والأهوال يوم القيامة ثم ينصرف إلى احد الدارين. وبكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه. فقيل ما يبكيك؟ فقال أما إني لا ابكي على دنياكم هذه ولكن ابكي على بعد سفري وقلة زادي واني أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار ولا ادري أيهما يأخذ بي. ولما حضرت الصديق أبي بكر رضي الله عنه الوفاة وهو المبشر بالجنة رضي الله عنه وأرضاه، تمسلت عائشة رضي الله عنها بهديه لعمرك ما يغني الحرارة عن الفتى إذا تحرجت يوما وضاق بها الصدر. فقال أبو بكر رضي الله عنه ليس كذلك يا بنية ولكن قولي ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)) ثم قال انظري ثوبي هاذين اغسلوهما ثم كفنوني فيهما فان الحي أحوج إلى الجديد من الميت. ولما حضرت ثاني الخلفاء الراشدين وهو المبشر بالجنة الوفاة قال لولده عبد الله ضع خدي على الارض. فلم يعبا به فأعادها عليه ثم قال له في الثالثة ضع خدي على الارض لا ام لك لعل الله ينظر الي بعد هذه الحالة فيرحمني، ثم وضع خده على الارض حتى نظرت إلى اطراف شعر لحيته خارجا من بين اطراف التراب وقال وبكى حتى نظرت إلى الطين قد لصق بعينيه قال عبد الله بن عمر واصغيت باذني لاسمع ما يقول، قال فسمعته وهو يقول يا ويل عمر وويل امه أن لم يتجاوز الله عنه. رحمك الله يا عمر. فلو كان هول الموت لا شيئا لهان علينا الامر واحتقر الامر ولكن حشر ونشر وجنة ونار وما قد يستطيل به الخبر. ولما احتضر عثمان بن عفان رضي الله عنه، جعل يقول ودمه يسيل وهو في النزع الأخير لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. اللهم اني استعين بك على اموري واسالك الصبر على بلائي احبتي في الله، هؤلاء أصابتهم شدة الموت وسكراته هم الصحابة الاجلاء والرفقاء الاخلاء خلفاء الامة الراشدون والمبشرون بالجنة فما بالكم بحالنا اذا نزل بساحتنا فالله المستعان. ويقال انه لما حضرت عمر بن عاص الوفاة قال له ابنه يا ابتاه انك لتقول لنا ليتني كنت القى رجلا عاقلا لبيبا عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجده وانت ذلك الرجل فصف لي الموت؟ قال يا بني والله كان جنبي في تخت وكاني اتنفس من سم ابرة وكان غصن شوك يشذب من قدمي إلى هامتي ثم تمثل بقول امية بن ابي السلف ليتني كنت ما بدا لي في هلال الجبال ارعى الوعول أحبتي في الله ما لنا نذهب بعيدا وهذه عائشة رضي الله عنها كما في صحيح البخاري تحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بين يديه ركوة او علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء ويمسح بهما على وجهه ويقول لا اله الا الله أن للموت لسكرات ثم نفض يده فجعل يقول بل الرفيق الاعلى حتى قبض ومالت يده. بأبي انت وامي يا رسول الله. حتى انت يا خير الخلق تشكو سكرات الموت. أن للموت سكرة فارتقبها لا يداويك اذا اتتك طبيبا. ولما رات فاطمة رضي الله عنها ما برسول الله صلى الله عليه وسلم من الكرب الشديد الذي يتغاشاه قالت واكرب ابتاه. فقال لها ليس على ابيك كرب بعد اليوم. فلما مات صلى الله عليه وسلم. قالت يا ابتاه اجاب ربا دعاه يا ابتاه جنة الفردوس مأواه يا ابتاه إلى جبريل ننعاه يا ابتاه إلى جبريل ننعاه. فلما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت فاطمة رضي الله عنها يا انس اطابت نفوسكم أن تحثو على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب أحبتي في الله هذا حال سيد الخلق حال من تفطرت قدماه، غفر له من ذنبه ما تقدم وما تاخر مع الموت فما حالنا نحن مع الموت! اخواني، قد أن للئيم أن يستيقظ من نومه حان للغافل أن ينتبه من غفوته قبل هجوم الموت وقبل سكون حركاته وخمود انفاسه ورحلته إلى قبره وخلوده بين عظماته، فمسل نفسك يا مغرور وقد حلت بك السكرات ونزل بك الانين والغدرات فمن قائل يقول أن فلانا قد اوصى وماله قد احصى. ومن قائل يقول أن فلانا ثقل لسانه فلا يعرف جيرانه ولا يكلم اخوانه، كاني انظر اليك تسمع الخطاب ولا تقدر على رد الجواب ثم تبكي ابتك وهي كالاسيرة وتتضرع وتقول ابي حبيبي ابي من لمثلي من بعدك من لحاجتي. وانت والله تسمع الكلام ولا تقدر على رد الجواب. تخيل يا مسكين يا ابن ادم اذا اخذت من فراشك إلى لوح مغتسلك غسلك الغاسل ولبست الاكفان اوحش منك الاهل والجيران بكت عليك الاصحاب والاخوان. قال الغاسل اين زوجة فلان تحالله الا ايها المغرور اتلعب تؤمل امالا والموت منك اقرب. فاذا كان احبتي في الله هذا الامر قد اصاب الانبياء والمرسلين والاولياء والمتقين فما بالنا عن ذكره مشغولين وعن الاستعداد له متخلفين (( قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون)) ايها الاحبة في الله، (( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه)) امدى حييت يا ابن ادم فصحيفتك منشورة تامل فيها ما شئت فان مت طويت. ثم بعثت نشرت (( اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)) فصحيفة الحي كتاب يدون فيه حتى اذا انتهى عمره طويت تلك الصحائف للحساب فحياتنا الأن منشورة ولكن ماذا يدون فيها اهي اعمال صالحة وعبادة مقبولة ام غير ذلك. والذي نفسي بيده لو حمل احدنا ورقة وقلما لمدة ساعة سجل فيها افعاله واقواله ثم اعاد قراءتها بعد ذلك وبعد تلك الساعة لعلم حاله وراى صحيفته وهو حي، وربما تدارك زلله ورجع عن غيه. احسن العمل وجدد التوبة. عجبا لمن يعرف أن الموت حق ويفرح! وعجبا لمن يعرف أن النار حق كيف يضحك! عجبا لمن راى تقلب الدنيا باهلها كيف يطمئن اليها! وعجبا لمن يعلم أن القدر حق كيف ينصب! ونحن في هذه الدنيا نجاهد النفس والهوى والشيطان أحبتي في الله، ايها الحبيب تفكر في مشيبك والمآب ودفنك بعد عزك في التراب. الله اكبر، اذا وافيت قبرا انت فيه تقيم به إلى يوم الحساب وفي اوصال جسمك حين تبقى مقطعة ممزقة الايهاب فلولا القبر صار عليك سترا لانتنت الاباطح والروابي ولست من التراب فصرت حيا وعلمت الفصيح من الخطاب. فطلق ايها الحبيب هذه الدنيا ثلاثا وبادر قبل موتك بالمتاب نصحتك فاستمع قولي ونصحي فمثلك قد يدل على الصواب خلقنا للمات ولو تركنا لضاق بنا الفسيح من الرحاب ننادى في صبيحة كل يوم ادنوا للموت وادنوا للخراب. ثم تصور ايها الحبيب كيف يكون شعورك أن بعثك الله جل وعلا ونظرت إلى ما اعد الله لك وقول الملكين لك هذا منزلك ومصيرك تصور. فرحك وسرورك بما تعانيه من النعيم وبهجة الملك وايقاظك للسلامة مما يسوءك. وأن كانت الاخرى فتصور ضد ذلك من انهيار ومعاينتك جهنم وقولهما لك هذا منزلك ومصيرك. فيا لها من حسرة ويا لها من ندامة ويا لها من عثرة لا ترقى. ثم بعد ذلك الفناء والبلاء حتى تتقطع الاوصال وتتفتت العظام ويبلى جسمك ويستمر حزنك فيا حسرة روحك وغمومها وهمومها حتى اذا تكاملت عدة الاموات وراى الجبار الاعلى منفردا بعظمته وجلاله وكبريائه ثم لم يفاجئك الا نداء المنادي بالخلق للعرض على من؟على الله . واستمع (( ثم ينادي المنادي من مكان قريب ، يوم يسمعون الصيحة بالحق، ذلك يوم الخروج)) يأمر الله تعإلى ملكا أن ينادي على صخرة بيت المقدس. ايتها العظام البالية والأوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة أن الله يامركن أن تجتمعن لفصل القضاء. تصور وقوع الصوت في سمعك ودعائك للعرض على مالك الملك. تخيل يتفطر فؤادك يشيب راسك للنداء ليش؟ لانها صيحة واحدة للعرض على من؟ على رب الارباب جل وعلا (( فانما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة)) بينما انت في فزع من الصوت اذ سمعت انشقاق الارض فخرجت مغبرا من غبار قبرك قائما على قدمك شاخصا ببصرك نحو ماذا؟ نحو النداء (( يوم تشقق الارض عنهم سراعا)) تصور تعريك ومذلتك وانفرادك بخوفك واحزانك وهمومك وغمومك في زحمة الخلائق خاشعة ابصارهم واصواتهم ترهقهم الذلة (( وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا)) ثم تصور اقبال الوحوش من البراري منكسة رؤوسها لهول يوم القيامة بعد توحشها وانفرادها من الخلا. ذلت ليوم النشور (( واذا الوحوش حشرت)) تصور تكوير الشمس واندثار النجوم وانشقاق السماء من فوق الخلائق مع كثافة سمكها فيا لهول صوت ذلك الانشقاق. الملائكة على حافات ما يتفطر من السماء (( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية)) (( والملك على ارجائها)) (( فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان)) اذا السماء انشقت قيل تذيب كما تذوب الفضة في السبك وتتلون كما تتلون الاصباغ التي يدهن بها فتارة حمراء وتارة صفراء وزرقاء وخضراء وذلك من شدة ماذا يا اخوان؟ هول يوم القيامة يوم تكون السماء كالمهل. قيل كالفضة المذابة تخيلوا وتصوروا او كالرصاص المذاب، قال تعإلى (( يوما يجعل الولدان شيبا)) تصور وقوفك منفردا عريانا. مثل وقوفك يوم الحشر عريانا مستعطفا قلق الاحشاء حيرانا. النار تزفر من غيظ ومن حنث على العصاة وتذكر ربا غضبانا. اقرا كتابك يا عبد على مهل وانظر اليه ترى هل كان ما كان. لما قرات كتابا لا يغادر حرفا وما كان في سر واعلانا. قال الجليل. قال الجليل خذوه يا ملائكتي فارموا بعبدي إلى النار عطشانا. يا رب لا تخرزنا يوم الحساب ولا تجعل لنارك فينا اليوم سلطانا. وقوفك منفردا عريانا حافيا وقد ادنيت الشمس من رؤوس الخلائق لا ظل لاحد الا ظل العرش لرب الارباب جل وعلا. بينما انت ايها الحبيب على تلك الحال المزعجة اشتد الكرب والوهن من حر الشمس ثم ازدحمت الامم وتدافعت وتضايقت واختلفت الاقدام وانقطعت الاعناق من شدة العطش والخوف العظيم من الله. أنضاف إلى حر الشمس كثرة الانفاس ازدحام الاجسام العطش تضاعف لا نوم ولا راحة سال عرقهم على الارض حتى استنقع ثم ارتفع على الابدأن على قدر مراتبهم ومنازلهم عند ربهم ب |
|
شبح المنتدياتعضو مشارك
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 27
تاريخ التسجيل : 06/10/2012
عدد المساهمات : 339
| #2موضوع: رد: خطبة بعنوان: الزائر الأخير للشيخ أحمد الأمير الأحد أكتوبر 14, 2012 6:47 pm | |
| |
|