&BrInC EgYpT& عضو فعال
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 25
تاريخ التسجيل : 26/10/2012
عدد المساهمات : 115
| #1موضوع: تفسيرالآية : فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض الإثنين أكتوبر 29, 2012 1:02 pm | |
| تفسيرالآية : فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض [size=16][b] قال سبحانه وتعالى فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثالهذا النص القرآني جاء قبل منتصف سورة الرعد بقليل, وهي سورة مكية/ مدنية, عدد آياتها ثلاث وأربعون, وبها سجدة تلاوة واحدة, وقد سميت باسم هذه الظاهرة الجوية الرعد لإشارتها إلي حقيقة تخفي علي كل الغافلين من الخلق المكلفين, وهي أن الرعد كغيره من الظواهر الكونية هو صورة من صور تسبيح تلك الظواهر لله الخالق الذي أنزل في محكم كتابه قوله الحق: وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم..( الاسراء:44) ومحور سورة الرعد الأساسي هو قضية العقيدة بتفاصيلها من توحيد الألوهية, والربوبية, والدينونة لله الخالق وحده( بغير شريك ولا شبيه ولا منازع) والإيمان بملائكته, وكتبه, ورسله, وبخاتمهم أجمعين سيدنا محمد بن عبدالله( صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه, ودعا بدعوته إلي يوم الدين) والإيمان بحتمية البعث, وبضرورة الحساب, وبالخلود في حياة قادمة إما في الجنة أبدا, أو في النار أبدا..!! وتبدأ سورة الرعد بأربعة حروف مقطعة المر والحروف المقطعة التي جاءت في مطلع تسع وعشرين سورة من سور القرآن الكريم, التي تضم أسماء نصف عدد حروف الهجاء العربية الثمانية والعشرين, تعتبر من الأسرار التي لم تكتشف بعد في كتاب الله. تؤكد السورة لرسول الله( صلي الله عليه وسلم) أن القرآن الكريم الذي أنزل إليه من ربه هو الحق ولكن أكثر الناس لايؤمنون ثم تعرض لعدد من آيات الله في الكون الدالة علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق, وذلك في مقام الاستشهاد علي قدرته( سبحانه وتعالي) في إفناء خلقه, وإعادة بعثهم من جديد, وبعث الكون كله من حولهم, وذلك لأن حجة الكافرين في كفرهم كانت ولا تزال هي عجزهم عن فهم إمكانية البعث بعد تحلل الأجساد وتحولها إلي تراب, ناسين أو متناسين أن الله علي كل شيء قدير. وتعرض الآيات لعقاب المكذبين بالبعث يوم القيامة, وذلك لان الكفر بالبعث كفر بالله( تعالي) وتكذيب لكتبه ورسله..!! وتعجب من استعجال الكافرين لعذاب الله, بدلا من سؤال رحمته وهدايته, وكأنهم لم يعتبروا بما حصل للامم من قبلهم, وتؤكد ان الله( تعالي) لذو مغفرة للناس علي ظلمهم, وانه لشديد العقاب.. وتذكر الآيات أن الكافرين كانوا يستعجلون نزول المعجزات الحسية, وكأن القرآن الكريم مع عظم قدره ـ لم يكن كافيا لإقناعهم!! وتؤكد لرسول الله( صلي الله عليه وسلم) أن هذا الموقف من الكفار لايضيره لأنه قد أرسل لقومه منذرا وهاديا, كما أرسل من قبله من رسل الله لأقوامهم, وأن الله يعلم كل شيء, وهو( تعالي) علام الغيوب, وأن كل شيء عنده بمقدار, وأنه( سبحانه) هو الذي يحفظ خلقه, فقد أوكل بكل عبد من عباده ملائكة يحفظونه إلي أن يأتي أمر الله الذي لا يغير مابقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم, وأنه لا راد لأمره, وأن له دعوة الحق, بينما دعاء الكافرين في ضلال!! وتؤكد الآيات أن كل ما في الكون يسجد لله( تعالي) طوعا وكرها, وحتي ظلالهم ـ في تحركها بالغدو والآصال ـ تمثل صورة من صور الخضوع لله بالطاعة والامتثال لأوامره!! وتأمر الآيات رسول الله( صلي الله عليه وسلم) بسؤال الكافرين عن رب السموات والارض, ويأتي الجواب صريحا قاطعا: الله رب السماوات والأرض وتعيب علي الكافرين اتخاذهم أولياء من دون الله, لايملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا, ولم يخلقوا شيئا والله خالق كل شيء وهو الواحد القهار, وتتساءل الآيات: هل يستوي الأعمي والبصير؟ أم هل تستوي الظلمات والنور؟ وتشبه باطل الكافرين بالزبد الطافي علي وجه الماء المتدفق في الأودية أثناء السيل, أو علي وجه مايصهر من خامات المعادن الفلزية النفيسة والنافعة, وتشبه الحق الذي أنزله الله تعالي بما يمكث في مجاري السيل وتحت خبث الفلزات من نفيس المعادن ونافعها, وتتحدث عن مصير كل من المؤمنين والكافرين يوم القيامة, وتعرض لشيء من صفات كل منهم, وتؤكد أن الله( تعالي) يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر, وأنه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لايحب, فلا يتخيل الكافر أو المشرك الذي أعطي في الدنيا حظا وفيرا أن هذا يمكن أن يكون شاهدا له أنه علي الحق, وتؤكد الآيات أن فرح الكافرين والمشركين بالحياة الدنيا هو مجرد غرور لأنها متاع مؤقت إذا قورنت بالخلود في الآخرة!!* وتكرر الآيات تساؤل الكافرين عن المعجزات الحسية التي كانوا يرون ضرورة تنزلها تأييدا لرسول الله( صلي الله عليه وسلم) وترد عليهم بأن الله( تعالي) يضل من يشاء ممن أراد الضلالة, ويهدي من يشاء ممن طلب الهداية, وأن المؤمنين تطمئن قلوبهم بذكر الله, لأن القلوب المؤمنة لاتطمئن إلا بذكره..! وتخاطب الآيات رسول الله( صلي الله عليه وسلم) مؤكدة أن الله( تعالي) قد أرسله في أمة قد خلت من قبلها أمم ليتلو عليهم الذي أوحي إليه, وتدعوه أن يعلن إيمانه بالتوحيد الخالص لله تعالي, والتوكل الكامل عليه وحده, والإيمان الصادق بأن إليه عود ورجوع كل موجود!! وتذكر أنه لو ان كتابا إذا تليت آياته تحركت بها الجبال عن مواضعها وتصدعت بها الأرض وغارت عن مناسيبها وخوطب بها الموتي فأجابوا من داخل قبورهم.. لكان هو القرآن الكريم.. وعلي الرغم من ذلك فإن كثيرا من الكفار والمشركين في صد عنه, وعناد له, وتآمر عليه وعلي أهله وخاصته, ولله الأمر جميعا! وتطمئن الآيات الذين آمنوا بأن الله( تعالي) لو يشاء لهدي الناس جميعا, وأنه( سبحانه) يعاقب الذين كفروا في الدنيا قبل الآخرة, فلا يزالون ـ بأعمالهم ـ تصيبهم القوارع الشديدة أو تنزل قريبا منهم.. حتي يأتي أمر الله, والله لا يخلف الميعاد. وتثبت الآيات رسول الله( صلي الله عليه وسلم) بأن الرسل من قبله قد استهزيء بهم, كما استهزأ الكافرون والمشركون بما يدعو إليه من الحق, وأن الله( تعالي) قد أخذ الذين استهزأوا برسله أخذا وبيلا, وأن عذابهم في الآخرة أشد وأبقي, وأن ليس لهم من واق من عذاب الله. ولضلال الكافرين, ومكرهم, وشركهم بالله( تعالي) أضلهم الله, وأكد أن عقباهم النار, وهو القائم علي كل نفس بما كسبت, والمجازي كلا بما يستحق!! وفي المقابل: تعرض الآيات لشيء من أوصاف الجنة التي وعد الله بها المتقين, وتؤكد أنه علي الذين أوتوا علم الكتب المنزلة من قبل أن يفرحوا بما أنزل إلي خاتم الأنبياء والمرسلين لأنه الصورة النهائية التي تكاملت فيها كل رسالات السماء السابقة, وإن كفر بذلك عدد من الأحزاب المنكرة للدين, أو الجاحدة لما أنزل علي خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم). وتشير الآيات إلي أن إنزال القرآن الكريم حكما عربيا, ومعجزة خالدة, وباقية إلي يوم الدين, هو معجزة هذا النبي الخاتم, الذي يحذره ربه من اتباع أهواء الكافرين بعد الذي جاءه من العلم, وانه ما كان لرسول أن يأتي بمعجزة الا بإذن الله, وان لكل أجل كتابا, وأن الله( تعالي) يمحو ما يشاء, ويثبت وأن عنده أم الكتاب وتشير الآيات إلي إنقاص الأرض من أطرافها كإحدي الحقائق الكونية الشاهدة علي طلاقة القدرة الإلهية, وأن الله( تعالي) يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب, كما تشير إلي مكر الأمم السابقة, وتؤكد ان لله المكر جميعا فهو( تعالي) يعلم ماتكسب كل نفس وسوف يعلم الكفار لمن عقبي الدار, وتختتم السورة الكريمة بخطاب لرسول الله( صلي الله عليه وسلم) بأنه إذا كان الكافرون ينكرون بعثته الشريفة فالله( تعالي) يشهد بصدقها كما يشهد بها كل من عنده علم الكتاب, ويكفيه ذلك عن كل شاهد: ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفي بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. (الرعد:43) ومن الآيات الكونية التي استعرضتها سورة الرعد مايلي: (1) رفع السماوات بغير عمد مرئية (2) تسخير الشمس والقمر, كل يجري لأجل مسمي (3) مد الأرض, وخلق كل من الرواسي والأنهار فيها (4) خلق الثمار في زوجية واضحة (5) اغشاء الليل بالنهار (6) توزيع البركات في الأرض علي قطع متجاورات, وجنات من أعناب, وزرع ونخيل, صنوان وغير صنوان, يسقي بماء واحد, ويفضل الله بعضها علي بعض في الأكل. (7) علم الله تعالي بما تحمل كل أنثي, وما تغيض الأرحام وما تزداد, وكل شيء عنده بمقدار (8) تقسيم الكون إلي عالم الغيب وعالم الشهادة, وكله امام علم الله واحد, لأن الغيب المكنون الذي لا تدركه عيون البشر وحواسهم مكشوف لعلم الله الذي لاتخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء.. (9) عدد من الظواهر الكونية المبهرة كالرعد., والبرق, والصواعق (10) إنشاء السحاب الثقال وإنزال المطر منه (11) سجود كل من في السماوات والأرض لله( تعالي) طوعا وكرها, وظلالهم بالغدو والآصال. (12) الإقرار بأن الله( تعالي) هو خالق كل شيء (13) إنقاص الارض من أطرافها (14) تشبيه الباطل بزبد السيل أو زبد الفلزات المصهورة, وتشبيه الحق بما يمكث في الأرض مترسبا من ماء السيل من مثل الجواهر والمعادن النفيسة والنافعة, أو يبقي بعد صهر الفلزات الثمينة والمفيدة مع عدد من المواد لتخليصها مما قد يكون فيها من شوائب علي هيئة الخبث( الزبد). كل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي مقال خاص بها, ولكني سوف أركز هنا فقط علي قول الحق( تبارك وتعالي):] أنزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال( الرعد:17) ولكن قبل ذلك لابد من استعراض الدلالة اللغوية لبعض ألفاظ الآية الكريمة, ولأقوال عدد من المفسرين السابقين فيها. الدلالة اللغوية لبعض ألفاظ الآية الكريمةمن الألفاظ الواردة في الآية الكريمة والتي تحتاج إلي بيان دلالتها اللغوية ما يلي: (1) ( الزبد) في العربية مثل( زبد الماء), و(زبد البعير), و(زبد الذهب أو الفضة) وغيرها, هو فقاعات هوائية بها قليل من بخار الماء وبعض الجسيمات الصلبة علي هيئة الرغوة: وتنشأ عن التحريك الشديد للسوائل أو غليها أو تخمرها, وعن صهر الفلزات وغليانها, والزبد( الخبث) في الحالة الأخيرة قد يتصلب ويجمد ولكنه يبقي مشابها لغثاء السيل في امتلائه بالفراغات والقاذورات, ولذلك تطلق لفظة( الزبد) علي كل أمر تافه حقير, لأن هذا( الزبد) عادة لا قيمة له, ولا فائدة منه. و(الزبد) عادة ما يعلو سطح الماء عند اشتداد حركته ويسمي الغثاء( من مثل غثاء السيل), ويعلو سطح ما بقدر من السوائل أو الجوامد عند غليانها علي هيئة الرغوة ويسمي الوضر أو الخبث ويقال أزبد) الشراب أي صار ذا( زبد) إذا تخمر ويقال: بحر( مزبد) أي مائج يقذف( بالزبد), و(الزبد) اشتق اسمه من( الزبد) لمشابهته اياه في اللون, ويقال زبده) أي أطعمه(الزبد) كما يقال زبدته)( زبدا) أي أعطيته مالا وفيرا كالزبد كثرة, أو أطعمته( الزبد), وفي الحديث الشريف: إنا لا نقبل زبد المشركين, و(الزباد) نور يشبه الزبد بياضا. (2) (الجفاء) في العربية هو القطيعة وكل ما هو ضد البر, ولذا يقال جفوته)( أجفوه)( جفوة) و(جفاء) أي هجرته وقطعت كل صلة لي به, وهو بالنسبة لي( مجفو), ويقال تجافي) جنبه عن الفراش أي نبا عنه, و(استجفاه) أي عده( جافيا, كما يقال جفت) القدر و(أجفت) و(أجفأت زبدها( إجفاء) أي ألقته إلي خارجها, و(أجفأت) الأرض أي أصبحت قاحلة( كالجفاء) بذهاب خيرها. (3) (المكث) بضم الميم وكسرها اللبث والثبات والانتظار, يقال مكث)( مكثا) ومكثا) و(تمكث) أي بقي وتلبث فهو( ماكث) وهم( ماكثون), والأمر( امكثوا) أي ابقوا وتلبثوا.[/b][/size] |
|