الخازن الامين
( وذكر / سنن / حديث ) مجموعة من التطبيقات التى أنتشرت على الفيسبوك لها
صلاحية النشر نيابة عنك حتى أثناء تغيبك عن صفحتك وتكون سبب فى زيادة أجرك
عند الله تعالى ... من أيام تم نشر حديث على صفحتى من خلال هذه التطبيقات
.... وكان هناك تعليق من صديق المدونة ( الأخ خالد زين ) على هذا الحديث
يسأل عن معناه الذى فهمته على المجمل لا التفصيل ...فلقد كنت أول مرة
أقرأه مما دفعنى الفضول للبحث عن صحته ومعناه كما ورد عن السلف
والعلماء.... وها أنا اضعه بين ايديكم لتشاركونى خير العلم والمعرفة والعمل
ان شاء الله .
متن الحديث : (1)
*********
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الخازن المسلم الأمين الذي ينفذ ( وربما قال يعطى ) ما أمر به ، فيعطيه كاملا موفرا ، طيبة به نفسه ، فيدفعه إلى الذي أمر له به - أحد المتصدقين
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم:1023
خلاصة حكم المحدث: صحيح
رواية أخرى :
*********
الخازنُ المسلمُ الأمينُ، الذي ينفذُ - وربما قال : يُعطي - ما أمر به، كاملًا موفرًا، طيبٌ به نفسَه، فيدفعه إلى الذي أمر له به، أحدُ المتصدقين .
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1438
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
معاني مفردات الحديث:
****************
قوله: (كاملاً موفراً) تاماً لا ينقص منه شيئاً، وأن يعطيه لمن أمر بدفعه إليه.
قوله: (طيب به نفسه) راض بذلك غير حاسد لمن أعطاه إياه.
قوله: (أحد المتصدقين) أي له مثل أجر المتصدق
قوله: ( أحد المتصدقين ) قال القرطبي رحمه الله:
لم نروه إلا بالتثنية، ومعناه أن الخازن بما فعل متصدق، وصاحب المال متصدق آخر، فهما متصدقان، قال:
ويصح أن يقال على الجمع فتكسر القاف، ويكون معناه: أنه متصدق من جملة المتصدقين.
هذا الحديث رغم كلماته البسيطة الا انه يحمل بين سطوره نصائح غالية وقيم
وأخلاق طيبة يتحلى بها المسلم ... ربما غابت عن كثيرين فى هذا الزمان ممن
يستهين بقيمة ومعنى الأمانة .... فالمجتمع الإسلامى متكامل متلاحم مترابط
اذا تهاوى منه خلق ولم يجد الصالح الذى يرتق ثغرات هذا الخلل والتهاوى نجد
ان باقى الاخلاق تتهاوى تباعاً ..
الأمانة ربما تكون مال...ربما تكون عيال وأولاد ... ربما تكون مسكن او اى
شىء آخر ... فالزوج خازن لحقوق زوجته وبيته وأولاده والزوجة كذلك والمعلم
والطبيب ...إلخ
وقد جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة كان لها أجر ما أنفقت ولزوجها أجر ما اكتسب ولخازنه مثل ذلك لا ينقص بعضهم أجر بعض )
فهناك معنى للحديث خاص وله معنى اخر عام ومطلق
وهناك شروط يجب ان تتوفر فى هذا الخازن حتى يكمل ويتم له الثواب والأجر :
الشروط فى الخازن لتحصيل أجرة الصدقة للخازن
******************************
( الاسلام / الأمانة / الطاعة لله ورسوله / عن طيب خاطر )
فالكافر ليس له أجر بالآخرة
( قال الله تعالى : (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً) (الفرقان:23)
وقال تعالى : ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كَافر فأولئك حبِطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)(البقرة: 217)
فأول شرط يتم الثواب به هو الإسلام... والكافر ولو كان ذا خلق فله ثوابه بالدنيا فقط لا ينقصه الله شىء وماله فى الاخرة من نصيب
الأمين: وهو الشرط الثانى
****************
يعني الذي أدى ما ائتمن عليه، فحفظ المال ، ولم يفسده، ولم يفرط فيه، ولم يعتد فيه ولم يأخذ منه شىء دون حق ..
الثالث / الذى ينفذ ما أمر الله به:
*******************
الذي ينفذ ما أمر به يعني يفعله لأن من الناس من يكون أميناً لكنه متكاسل
ويتباطأ فى اداء الأمانة ويترك الناس فى حاجتهم وقتاً طويلاً فهذا الذى
نتحدث عنه والمقصود بالحديث هو أمين ومنفذ يفعل ما أمر به فيجمع بين القوة فى الاداء والأمانة.
الرابع /أن تكون طيبة به نفسه:
*******************
إذا نفذ وأعطى ما أمر به أعطاه وهو طيبة به نفسه يعني لا يمن على المعطى
أو يظهر أن له فضلاً عليه بل يعطيه طيبة به نفسه فهذا يكون أحد المتصدقين
مع أنه لم يدفع من ماله اى شىء ولو قليل .
يقول تعالى:
يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم [ الأنفال : 29 ]
فالمجتمع الاسلامى حين يتوفر فيه عمال أمناء يؤدون حق الامانة سواء زوج او
زوجة او مسؤلين فهو حقاً مجتمع سعيد ..مكتافل متلاحم مترابط بأواصر الحب
والخلق الطيب الكريم الذى أمرنا به الحق تبارك وتعالى... ويسخر الله لنا
اسباب الخير التى نفرق بها بين الحلال والحرام فتكون لنا فرقانا يحيل
بيننا وبين الزلل والمعصية.
فالحاكم يسعد ببطانته لو كانت تؤدى الامانة وترعى الناس وحقوقهم ....
والزوج يسعد بزوجته اذا أدت الامانة وحفظت بيته وأولاده ..والزوجة تسعد
بزوجها اذا ادى الزوج حقها و حفظ الله فيها ...وكذلك يسعد كل فرد بالمجتمع
المسلم مادام يتمسك باداء الامانة وحقها.
وإذا سخر الإله سعيداً ...... لأناس فإنهم سعـداء (2)