ارواح هشه....
"نَحنُ أرواحٌ هَشَّةٌ بِطبيعَتِها..نَتأثَّرُ بكلِّ لحظَةٍ نَعيشُها ..!
نبكي..نَبْتَسِمُ
نفرَحُ..نَحزَنُ.. ونَتألَّم...
وكلُّ إحْساسٍ يَخْتَبِرُ تأثيرَه فينا
ويَكشِفُ فينا شَفافِيةً ما ..
يُظهِرُ فينا ما كانَ مُختبِئاً في داخلنا وﻻ أحديَعرفُه ويراه..!
هِي الحياةُ دمعةٌ وابتِسامة .. وأرواحُنا فيها كالزُّهورِ الطريَّةِ في مَهبِّ الرياح..!
الحياةُ كالورودِ تحتاجُ دائماً مَنْ يراها من الناحِيةِ اﻷجملِ
ودون النَّظرِ إلى اﻷشواكِ الجارحةِ فيها..
تَحْتاجُ دائماً مَنْ يَرويها بكثيرٍ من اﻷملِ والتفاءلِ
كما تُروى الوردةُ بِكثيرٍ من الماء لِتُصبحَ أجمل...!
ﻻ بأس من الحُزنِ.. قليﻼً
ﻻ بأس من البُكاءِ.. قليﻼً
حتى مِن الوجع.. قليﻼً..!
ﻻ بأس أن يَغلبَ علينا اللون اﻷسود قليﻼً
لكن حَتْماً .. ويَقيناً..
ستَعودُ باقي اﻷلوان
ستَعودُ باقي اﻷلوان لِتحتَلَّ مساحاتِ وُجوهنا ومﻼمِحنا
سَتعودُ تَغاريدُ اﻷملِ لتوقظنا مِن غفلةِ اليأسِ التي احتَلَّتنا
سَتُحلقُ نوارسُ اﻹبتسامةِ في فَضاءاتِ حُزننا وتملؤنا ببياضِها تَفاؤﻻً..!
وسَيطرقُ الفرحُ بأناملهِ اللطيفةِ بِلَّورِ نافِذةِ روحنا ويُناجيها
فَيَرقصُ النبضُ بين أضلعنا من جديدٍ
ويوقِظُ ذاكرتنا مِن عَتمةِ الليالي الحزينةِ التي أثِّرت فينا في لحظاتٍ مرّت..!
وَمهما ضاقَتْ بِنافضاراتُ الروحِ
سَنَعودُ
وَعلى خَدِّ السماءِ نُلَوِّنُ أحﻼمَنا آماﻻً ﻻتنضبُ وﻻتَجفُّ..
فاﻷحﻼمُ وحدها كفيلةٌ بأن تُرمِّمَ أشرِعَةَ الفرحِ التي كَسَرَتها أمواجُ الحُزن
وحدها اﻷحﻼمُ قادِرةٌ على لملمةِ حُطامِ أرواحِنا التي تَرسو على قارِعَةِ الوجع..!
وحده الحلم .. كالمياه الدافئة يُصافِحُ قُلوبنا بِعاطِفةِ اﻷمل
وكَغيمةِ فَرَحٍ يَقطرُ بين أرواحنا
فَتروي بِدفئها أفواه قُلوبنا التواقةِ إلى بارقةِ
ﭐحلَموا..وﭐزرَعوا أحﻼمكم في حَدائق أرواحِكم وروداً ﻻتذبل
وﭐجعَلوها نبضاً ﻻيتوقَّفُ خفقه ..
لئﻼ تستحيلوا شِتاءً بارداً تسكنه تفاصيلُ اﻷلم..!
ﭐحلَموا لِتتوهَّج في فضاءاتِ الروحِ قَناديل اﻷمل
ولتنمو في أ**َّةِ الروح أزاهير الدفء وبارقة الحياة..!
وثقوا بقدرتِكم على تحقيقِها رُغم كلِّ الظروف!
ﻻ تبتِروا أجنِحةِ أحﻼمَكم وﻻتَحرمونها من الطيران
ﭐغسلوها بِبريقِ
وﭐجعَلوها قَناديلَ أملٍ
ﻻ يُطفئها هجرانُ الفرحِ وﻻ رياحُ غُربةِ السماء
وعَلِّقوها أنجماً تُؤنسُ ليالينا
وَتَغمرُ بالدفء يُتمِ أمسياتنا...!