كيف تكون المعارضة
كيف تكون المعارضةالحمدُلله حمدً
كثيراً طيباً مُباركاً والصلاة والسلامُ عى خير البريه وخير من وطأت قدماه الأرض سيدنا
مُحمد صلى الله عليه وسلم.أما بعد،،،أولاً أدعوا الله
تعالى أن يمُن عليا بواسع فضله وعظيم غُفرانه ثانياً أصلى على
سيدنا مُحمد اللهم صلى على سيدنا مُحمد وعلى آل مُحمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل
ابراهيم وبارك على مُحمد وعلى آل مُحمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابرهيم إنك حميد
مجيد.يقول الله تعالى
( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ
وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)تدبروا هذه الأيه
فقد تحدث الله تعالى إلى الملائكه المكرمين بأنه جاعلٌ فى الأرض خليفه فكيف كان اسلوب
وطريقة المعارضه من الملائكه كانت فى أدبٍ جم واستفسار لا على سبيل مجرد الإعتراض ولكن
للإستفهام ( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ )فرد الله تبارك وتعالى لكى يعلمنا
أدب المعارضه والحوار الذى نفقده هذه الأيام ( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
هكذا يعلمُنا تبارك وتعالى أداب الحديث وأداب الإعتراض وإليكم حديث أستاذُنا ومعلمُنا
مُحمد صلى الله عليه وسلم مع عُتبه ابن أبى ربيعه أبى الوليد ( قام عتبة وتوجه إلى
رسول الله دخل عليه .. فإذا
جالس
بكل سكينة ..فلما وقف عتبة
بين يديه .. قال : يا محمد ! أنت خير أم عبد الله ؟!فسكت رسول الله
e
.. تأدباً مع أبيه عبد
الله ..فقال : أنت خير
أم عبد المطلب ؟فسكت e
.. تأدباً مع جده عبد
المطلب ..فقال عتبة : فإن
كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عِبْتَ .. وإن كنت تزعم أنك خير منهم
.. فتكلم حتى نسمع قولك ..وقبل أن يجيب النبي
بكلمة
.. ثار عتبة وقال :إنا والله ما رأينا
سخلة قط أشأم على قومه منك !!.. فرقت جماعتنا .. وشتت أمرنا .. وعبت ديننا .. وفضحتنا
في العرب .. حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحراً .. وأن في قريش كاهناً .. والله ما
ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى .. أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى ..كان عتبة متغيراً
غضباناً .. والنبي
ساكت
يستمع بكل أدب ..وبدأ عتبة يقدم
إغراءات ليتخلى النبي
عن الدعوة
.. فقال :أيها الرجل إن
كنت جئت بالذي جئت به لأجل المال .. جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلاً ..وان كنت إنما بك
حب الرئاسة .. عقدنا ألويتنا لك فكنت رأساً ما بقيت ..وإن كان إنما بك
الباه والرغبة في النساء .. فاختر أيَّ نساء قريش شئت فلنزوجك عشراً ..!!وان كان هذا الذي
يأتيك رئياً من الجن تراه .. لا تستطيع رده عن نفسك .. طلبنا لك الطب .. وبذلنا فيه
أموالنا حتى نبرئك منه .. فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يتداوى منه ..ومضى عتبة يتكلم
بهذا الأسلوب السيء مع رسول الله e
.. ويعرض عليه عروضاً ويغريه .. والنبي عليه الصلاة والسلام ينصت إليه
بكل هدوء ..وانتهت العروض
.. ملك .. مال .. نساء .. علاج من جنون !!سكت عتبة .. وهدأ
.. ينتظر الجواب ..فرفع النبي عليه
الصلاة والسلام بصره إليه وقال بكل هدووووء :أفرغت يا أبا الوليد
؟لم يستغرب عتبة
هذا الأدب من الصادق الأمين .. بل قال باختصار : نعم ..فقال e
: فاسمع مني ..قال : أفعل ..فقال e
: بسم الله الرحمن الرحيم
" حم * تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا
عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ
لَا يَسْمَعُونَ .. ) ..ومضى النبي عليه
الصلاة والسلام .. يتلوا الآيات وعتبة يستمع ..وفجأة جلس عتبة
على الأرض .. ثم اهتز جسمه ..فألقى يديه خلف
ظهره .. واتكأ عليهما ..وهو يستمع .. ويستمع
.. والنبي يتلو .. ويتلو ..حتى بلغ قوله تعالى
..( فَإِنْ أَعْرَضُوا
فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ) .. فانتفض عتبة
لما سمع التهديد بالعذاب .. وقفز ووضع يديه على فم رسول الله e
.. ليوقف القراءة ..فاستمر e
يتلو
الآيات .. حتى انتهى إلى الآية التي فيها سجدة التلاوة .. فسجد ..ثم رفع رأسه من
سجوده .. ونظر إلى عتبة وقال : سمعت يا أبا الوليد ؟قال : نعم ..قال : فأنت وذاك
..فقام عتبة يمشي
إلى أصحابه .. وهم ينتظرونه متشوقين ..فلما أقبل عليهم
.. قال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ..فلما جلس إليهم
.. قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟فقال : ورائي أني
والله سمعت قولاً ما سمعت مثله قط .. والله ما هو بالشعر .. ولا السحر .. ولا الكهانة
..يا معشر قريش
: أطيعوني واجعلوها بي .. خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه .. فوالله ليكونن لقوله
الذي سمعت منه نبأ عظيم ..يا قوم !! قرأ
بسم الله الرحمن الرحيم " حم * تنزيل من الرحمن الرحيم " حتى بلغ :
" فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود " فأمسكته بفيه .. وناشدته الرحم
أن يكف .. وقد علمتم أن محمداً إذا قال شيئاً لم يكذب .. فخفت أن ينزل بكم العذاب
..ثم سكت أبو الوليد
قليلاً متفكراً .. وقومه واجمون يحدون النظر إليه ..فقال : والله إن
لقوله لحلاوة .. وإن عليه لطلاوة .. وإن أعلاه لمثمر .. وإن أسفله لمغدق .. وإنه ليعلو
وما يعلى عليه .. وإنه ليحطم ما تحته .. وما يقول هذا بشر .. وما يقول هذا بشر ..قالوا : هذا شعر
يا أبا الوليد .. شعر ..فقال : والله ما
رجل أعلم بالأشعار مني .. ولا أعلم برجزه ولا بقصيده مني .. ولا بأشعار الجن .. والله
ما يشبه هذا الذي يقول شيئاً من هذا ..ومضى عتبة يناقش
قومه في أمر رسول الله
.. صحيح أن عتبة لم يدخل
في الإسلام .. لكن نفسه لانت للدين ..فتأمل كيف أثر
هذا الخلق الرفيع .. ومهارة حسن الاستماع في عتبة مع أنه من أشد الأعداءوهذا نوعٌ أخر
من الإعتراض لمعرفة الحق بأدب رفيع وجم من سلمان الفارسى مع فاروق الأُمه عمر رضى الله
عنهم جميعاً والقصه هى ( هذه بعض أخبار عمر بن الخطاب فاروق الإسلام، من المراجع الموثوقه،
في العدل بين رعيته: وقف عمر يخطب الناس وعليه ثوب طويل فقال: أيها الناس اسمعوا وعوا.
فقال سلمان الفارسي: والله لا نسمع ولا نعي. فقال عمر: ولِمَ يا سلمان؟ قال تلبس ثوبين
وتُلبسنا ثوبا. فقال عمر لابنه عبد الله: يا عبد الله قم أجب سلمان. فقال عبد الله:
إنّ أبي رجل طويل فأخذ ثوبي الذي هو قسمي مع المسلمين ووصله بثوبه. فقال سلمان: الآن
قل يا أمير المؤمنين نسمع وأمر نُطع. وقال عمر مرة على المنبر للناس: ما أنتم فاعلون
لو حدت على الطريق هكذا؟ وحرف يده. فقام رجل من آخر الناس وسل سيفه وقال: والله لو
حدت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا. فقال عمر: الحمد لله الذي جعل في رعيتي من
لو حدت على الطريق قومني. وقال له رجل: اتق الله يا عمر. فدمعت عيناه، وقال: لا خير
فيكم إذا لم تقولوها ولا خير في إذا لم أقبلها. فأدعوا أن لا يجعل
بيننا من يُفرقنا ويشتت أمرنا وأدعوه تبارك وتعالى أنه من أراد ببلدنا مصر وجميع بُلدان
امسلمين سوء أن يجعل كيده فى نحره فاللهم احفظ بلدنا مصر من كل سوء واجمعهم على كلمة
واحده واللهم أسألُك ان تنزع الحقد والحسد من صدورنا وأختم بهذه الأيه الكريمه قال
المولى عز وجل.( ((وَالْمُؤْمِنُونَ
وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))سورة
التوبة الآية 71.