أرامل ينتظرن الموت في الهند
عادة ما ينظر للمعتقدات الخرافية بجانب من الفكاهة، فمثلا رؤية قطة سوداء أو النظر في مرآة مكسورة يجلب النحس،
ولكن هناك معتقدات تؤخذ على محمل الجد رغم غرابتها وخطورتها ففي الهند تعيش آلاف الأرامل في فقر مدقع وبأس
لبقية حياتهن بسبب خرافة تذم الأرامل وتتهمهن بجلب التعاسة والحظ السيء إضافة إلى كونهن عبئا مادياً على العوائل.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
بسبب هذه المعتقدات البالية، تجبر العديد من الأرامل من كبار السن وشابات إلى مغادرة بيوتهن بعد نزع أساورهن والعلامة
الحمراء التي تدل على الزواج من جبهتهن، كما تجبرن على ارتداء لباس الساري الأبيض تمهيداً لإرسالهن بعيداً.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
تجتمع آلاف الأرامل المشردة في مكان واحد، هو مدينة فريندافان المقدسة، حيث تتوزع ملاجئ
تعرف باسم "أشرام" وينتظرن دورهن للموت إذ يعتقدن أن الموت وحده سيجلب لهن الخلاص.
الحياة في ملاجئ آشرام صعبة للغاية، فهي لا تقدم أبسط وسائل الراحة، و في الواقع، فإن معظم
الأرامل فقيرات ولا تملكن ما يسدن به رمقهن ولذلك يضطررن إلى مغادرة الملاجئ والتوجه إلى الشوارع للتسول.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
تقع مدينة فريندافان المقدسة شمال هند، ويبلغ عدد سكانها حوالي 55 ألف نسمة،
20 ألفاً منها من الأرامل وفقاً لموقع ويكيبيديا.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
وتحصل النساء اللاتي يعشن في ملاجئ آشرام على صحن صغير واحد من الطعام يومياً وتعشن في ظروف مزرية.
كما تواجه الشابات منهن تهديداً على سلامتهن بسبب الاعتداءات الجنسية والإتجار بالبشر.
وسلطت السينما الهندية الضوء على المآسي
والفقر الذي تعيشه الأرامل،
في أفلام أثارت الكثير من الجدل،
وفي عام 2005 صدر الفيلم الوثائقي " Water" للمخرجة ديبا ميهتا وهو يسرد قصة أرملة شابة تدعى كالياني تمت المتاجرة بها لأغراض جنسية،
ورغم أن الفيلم رشح للفوز بجائزة الأوسكار في ذلك العام إلا أنه لم يساهم في تحسين الظروف المعيشية
المزرية التي تعيشها كالياني وغيرها من النساء في مدينة فريندافان بشكل يومي.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
عدد قليل من الأشخاص الشجعان يعملون بجد من أجل التغيير،
منهم الدكتورة موهيني جيري
وهي أرملة في الخمسين من عمرها، أسست جمعية Guild of Service الخيرية لمساعدة النساء والأطفال المعوزين، وذلك بعدما شهدت الإذلال الاجتماعي
بنفسها لكونها أرملة، إذ منعت من حضور حفلات الزفاف وغيرها من المناسبات حتى "لا تجلب سوء الحظ لأصحاب الفرح".
وتقول الدكتورة موهيني أن المعتقدات السائدة تمنع الأرملة من تطويل شعرها أو الاعتناء
بمظهرها وهي معتقدات تأصلت جذورها في المجتمع وعلينا القيام بشيء حيال ذلك، كما تعترف بأن الجهود
التي تقوم بها غير كافية إذ يحتاج الأمر تدخل الحكومة من أجل إحداث تغيير إيجابي في حياة الآلاف من الأرامل.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]