احذري أن تخبري طفلك بكل شئ
فيض الكلام قد يكون مؤذياً أيضاً
صحيح أن إطلاع الطفل على الأشياء التي تحدث في الحياة أمر في غاية الأهمية، لكن عليك التأكد
من أنه يفهم فعلاً ما تقولينه له، وأنه بحاجة فعلاً إلى تلك المعلومات التي يتلقاها...
قول كل شيء للأطفال لا يعني بالضرورة منحهم أكبر قدر ممكن من التفسيرات.
وإذا كان بعض الصمت مؤذياً، فإن فيض الكلام قد يكون مؤذياً أيضاً لأن عدم استيعاب الطفل
جيداً للمعلومات التي يتلقاها قد يكون مضراً جداً له.
الكثير مقلق
بذريعة جعل الطفل مثقفاً أو جعله أكثر ذكاء وأكثر قدرة على الاستيعاب، نميل إلى إعطاء الطفل ألف تعليق وتعليق.
ننسى غالباً أنه قبل عمر الأربع سنوات، تكون قدرته الطفل على الاستماع قصيرة ومحدودة. لا يستطيع
أبداً استيعاب أكثر من فكرة واحدة، وغير معقدة كثيراً.
لذا، حين نعطيه سيلاً من الشروح والتفاسير، لا يسمع الرسالة الأساسية
وإنما يتشبث بالكلمة التي تعلق جيداً في مخيلته.
إذا قلت له مثلاً: «لا ترمِ أوراق السكاكر على الأرض، لأن هذا مضرّ للبيئة...»،
قد يذهب خياله إلى قصة السكاكر السيئة.
وينتقل نصه الداخلي بسرعة إلى أرض الحقيقة. يقول الاختصاصيون إن رغبة الكبار في
شرح كل شيء للصغير من دون منحه فرصة طرح أسئلته الخاصة يعني أيضاً عدم احترام
إيقاع نموه، وزيادة تعقيد المشاكل التي هو في غنى عنها.
وعلى المدى الطويل، قد يكون هذا مقلقاً ومخيفاً بالنسبة إلى الطفل، ومصدر قلق
وإزعاج بالنسبة إليه، لأنه لا يفهم إلى أين يريد أن يصل الشخص الراشد معه.
لا تحاولي أيضاً «تحضير» الطفل للحد من مخاوفه أو غيرته، لأن هذا يستبق مشاعره وردات فعله. فإذا كنت تنتظرين
مثلاً مولوداً جديداً، لا تستبقي أسئلته. إنتظري ولادة الطفل الجديد وراقبي طريقته وأسلوبه في التعاطي مع الطفل.
التبرير الدائم يضعف السلطة
اطلبي من طفلك أن يرتدي ثيابه بنفسه أو عاقبيه على الحماقات التي ارتكبها ولكن من دون تبرير
ذلك طوال ثلاث ساعات.قولي له لمرة واحدة فقط أنه لا يحق له فتح الثلاجة مثلاً وتناول المشروبات الغازية.
ولا حاجة إلى تذكيره بالأمر كل مرة، لأن التبرير الدائم للموقف يضعف السلطة. يستحسن أن تقولي له أشياء قليلة،
وإنما بطريقة مقنعة. يحتاج الطفل لأن يشعر بأن أهله مقتنعون بشرعية طلباتهم وأوامرهم.
الإجابة على كل الأسئلة أمر مضرّ
إذا كان طفلك يطرح الأسئلة باستمرار، لا يعني ذلك أنك مجبرة على الردّ على أسئلته طوال الوقت.
بالنسبة إلى الطفل، تعتبر هذه الطريقة في التواصل وسيلة للفت الانتباه وفرض الذات.
وإذا لم يوضع الطفل عند حده في هذا الموضوع، لن يكتفي فقط بتجاهل ما تقولينه له، وإنما سيستمر
في اعتماد هذا الموقف ليصل في النهاية إلى درجة اللامقبول.
كما أن الطفل فضولي بشأن ما لا يخصه. لذا، يجب أن تجيدي طريقة التعاطي معه وفق عمره.
قد تميلين أحياناً إلى قول الحقيقة كلها، الأمر الذي قد يخيفه، فيما قول جزء من الحقيقة ومن ثم إضافة
الحقائق تدريجياً، على مرور الأيام والأشهر، قد يكون أفضل بكثير.