الزوج كما يجب أن يكون1
إلى
فارس الأحلام وشريك رحلة الحياة الدنيا إلى جنة الآخرة، إلى شريك العمر
بآماله وآلامه، إلى من به تهون المصاعب وتحلو المشاق، إلى قبطان سفينة بيت
الزوجية.
إليك سيدي الزوج:
فكثيراً ما يطول الحديث حول ما
ينبغي أن تكون عليه الزوجة، كي تقف على ما لك عليها من حقوق؛ حرصاً على
راحتك، ولبذل المزيد من الرعاية من أجل سعادتك، ولحثها على الطاعة لعظيم
حقك عليها، وكما يُقال: يوم لك ويوم عليك..!
- فالآن ماذا عليك أن تفعله تجاه زوجتك لتكون زوجاً كما يجب أن تكون..؟!!
-
إن الحياة الزوجية من أسمى العلاقات التي شرعها الله -عز وجل- لعباده كي
يهنؤوا سوياً في ظل إطار ما أجمله..! فهو السبيل لالتقاء النفس بشريكها بل
ببعضها كي يستكن ويستقر، وينعم بأرق المشاعر الإنسانية في ظل مرضاة الله
-عز وجل- كما وصف الله هذه العلاقة الحميمة كما في قوله: ( وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً). [الروم: من
الآية21]، وتُعدّ هذه الآية الكريمة مفتاح لسر العلاقة ومنارة لكل زوج؛
ليتبصر على عظيم المكانة التي يجب أن تتربع عليها زوجته، وكيف السبيل
للتعامل معها كما يلي:
1-
إن الزوجة جزء من زوجها؛ فهي من نفسه فكما
يولي نفسه اهتماماً ويسرع في تلبية رغبات نفسه، فكذلك حق الزوجة عليه أن
يراعي رغباتها ويلبي لها حاجاتها.
2-
الزوجة سكن للزوج فعندها
ومعها يسكن، ولم يُعدّ البيت للهجر والسهر خارجه، فعلى الزوج أن يعطي
زوجته من وقته، وألاّ يبخل عليها بوجوده في البيت كي يؤنسها بحضوره المحبب
لقلبها، وأن يحرص ليكون وجوده مصحوباً بالبهجة والتيسير عليها؛ فلا يعنف
ولا يتفقد البيت لينتقد، ولا يراقب تصرفاتها ليجرح؛ فكل هذا السلوك منه
يجعل وجوده في البيت ثقيلاً ومصدراً لاختلاف المزاج وجلب للمشكلات.
3-
على الزوج أن يعلم أن أساس رباطه بزوجته المودة والرحمة، فلا يقطع سُبل
القرب بضيق الخُلق وغرائب الطباع؛ فتتبدل المودة لنفور، والرحمة تذوب مع
كثرة العتاب واللوم، ولكن لتكن مشاعره فيّاضة تجاه زوجته كي يشبع ما تهفو
إليه نفسها، فليس لها مصدر غير زوجها، فلا يكن الزوج قاسي الطباع؛ فينبت
الشوك بدل أن يحصد ثمار الحب، فكما قال الله عز وجل: ( ... نساؤكم حرث
لكم...) فالزوج يحصد ما يزرعه بتعاملاته مع زوجته سواء بالفعل أو بالكلام.
4-
الزوج الحريص لا يرمي بمفتاح السعادة في درج النسيان..!
بإغلاقه فمه وإمساكه عن الكلمة الطيبة، فاللسان مغرفة القلب، فعلى الزوج
أن يخبر زوجته دائماً عما يحمله في قلبه من مشاعر الحب تجاهها، ولا يتكاسل
عن ذلك، ولا يركن للبدايات ويكتفي برصيده القديم في قلبها..! فإن عدم
الكشف والتعبير عن المشاعر يجعلنا نتناساها مع مشاغل الحياة فتزداد قسوة
الأيام، ولكن بالكلمة الرقيقة يملك الزوج قلب زوجته، وكذلك تزداد حسناته؛
لأن الكلمة الطيبة صدقة و (... الأقربون أولى بالمعروف ..).
5-
الزوج كما يجب أن يكون هو الذي يتفقد احتياجات زوجته المادية كذلك؛ فيوسع
عليها كلّما وسّع الله عليه؛ فقد أصبح مسؤولاً عنها، وهو الأقرب لها بعد
الزواج من أبيها وأخيها وكل أهلها، وليتذكر قول الرسول الكريم: " كفى
بالمرء إثماً أن يضيع من يعول".
6-
ولأن الحياة لا تنفك عن (يوم
هَنا ويوم جفا) كما يُقال؛ فعلى الزوج بالهدية التي تجدد المشاعر الطيبة
وتذهب حر الصدور كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تهادووا تحابوا"،
وكذلك عليه أن يوسّع عليها النفقة كي تملك هي أيضاً المصدر المادي كي
تهاديه.
7-
على الزوج إذا أراد أن يعرف حقيقته من الخير فليتأمل
تعامله مع زوجته؛ فهي معيار خيريّته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "
خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، فالتجمل أمام الغرباء هين وسهل أما
خصال الخير فحقيقتها تظهر مع الزوجة، فانظر أيها الزوج كيف تعامل زوجتك
لتعرف من أنت..!!
8- إكرام الزوجة واجب على زوجها، فالقوي حقاً هو الذي يترفق بالضعيف..! فالزوجة أسيرة في بيت زوجها وهي محل لرحمته ومودته.
9-
الحرص على السلام عند دخول البيت فهذا يُعدّ رحمة بالزوجة؛ فإذا دخل الزوج
بيته من غير سلام فقد أدخل على أهله شيطاناً كما قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال
الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال
الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال الشطان: أدركتم
المبيت والعشاء" رواه مسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم.
10-
الزوج
كما يجب أن يكون هو: الذي يغض الطرف عن الزلات ولا يجرح الذات، ولا يهين
النفس، ويترفق بالقوارير فلا يكسر المشاعر بالكلام ولا بالأفعال، ويستمع
إليها باهتمام، وهو الذي ينفق حباً ويتكلم طيباً ويتصرف شوقاً، وهو الذي
ينظر لزوجته بعين الرضا وكفى بقول الشاعر:
... فإن عين السخط تبدي المساوئ..!
وكذلك كقول من قال:
... كن جميلاً ترَ الوجود جميلاً..!
... وكن زوجاً كما ينبغي أن تكون.. تكن حقاً من خير الرجال..!