ناصر الإسلام عضو جديد
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 05/09/2009
عدد المساهمات : 28
| #1موضوع: بين توديع عام واستقبال آخر الإثنين ديسمبر 21, 2009 9:40 am | |
| بين توديع عام واستقبال آخر
بين توديع عام واستقبال آخر الشيخ :عبد الباري بن عوض الثبيتي
أمّا بعد: فاتقوا الله ـ عبادَ الله ـ حقَّ التقوى، وراقبوه في السرّ والنجوى، قال الله تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران:102].
إنّ هذه الشمسَ التي تطلع كلَّ يوم من مشرقها وتغرب في مغربها تحمِل أعظمَ الاعتبار، فطلوعُها ثم غيابُها إيذان بأنّ هذه الدنيا ليست دارَ قرار، وإنما طلوعٌ وزوال.
انظر إلى هذه الشهور، تهلّ فيها الأهلّة صغيرةً كما يولَد الأطفال، ثم تنمو رويدًا رويدًا كما تنمو الأجسام، حتى إذا تكامل نموُّها أخذت في النقص والاضمحلال، وهكذا عمر الإنسان.
تتجدّد الأعوام عامًا بعد عام، فإذا دخَل العام الجديد نظر الإنسان إلى آخره نظرَ البعيد، ثم تمرّ به الأيام سِراعًا، فينصرم العامُ كلمح البصر، فإذا هو في آخر العام، وهكذا عُمر الإنسان، يتطلّع إلى آخره تطلُّع البعيد، فإذا به قد هجم عليه الموت. يؤمّل الإنسان بطولِ العمر، ويتسلَّى بالأماني، فإذا بحبلِ الأماني قد انصرم، وبناء الأماني قد انهدَم.
إنّنا في هذهِ الأيّام نودّع عامًا ماضيًا شهيدًا، ونستقبل عامًا مقبلاً جديدًا، فليتَ شِعري ماذا أودَعنا في عامنا الماضي؟ وماذا نستقبل به العامَ الجديد؟ قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (يا ابنَ آدم، إنما أنتَ أيّامٌ، فإذا ذهب منك يومٌ ذهبَ بعضُك) ، وقال أبو حازم رحمه الله تعالى: "عَجبًا لقومٍ يعملون لدارٍ يرحلون عنها كلَّ يوم مرحلة، ويدَعون أن يعمَلوا لدارٍ يرحلون إليها كلَّ يوم مرحلة".
كيف يفرح مَن يومُه يهدِم شهرَه، وشهرُه يهدِم سنتَه، وسنتُه تهدم عمرَه؟! كيف يفرح من عُمره يقوده إلى أجلِه، وحياتُه تقوده إلى موته؟! قال ابن عباس رضي الله عنهما: (كيفَ نفرَح والموتُ من ورائنا، والقبور أمامنا، والقيامةُ موعدنا، وعلى جهنّم طريقنا، وبين يدَي ربّنا موقفنا؟!).
لقد ضربتِ الدنيا في قلوبنا بسَهم، ونصبَت في قلوبنا رايات، ليلُنا ونهارُنا في حديثٍ عن الدنيا: كم نَربح؟ كيف نجمَع؟ إن ضُرِب موعِدٌ للدّنيا بادرنا إليه مبكِّرين، وأقمَنا عند بابه فرِحين، ولا نُبقي للآخرة في قلوبنا إلاّ ركنًا ضيِّقًا وذِكرًا قصيرًا.
انظر إذا رُفع الأذان: كم ترى من المبكِّرين المسرعين؟ وفي الطرقات ترى الكثرةَ تسير بعجلةٍ للدّنيا. لقد وصّى رسولنا صلى الله عليه وسلم ابنَ عمر بوصيّة بليغةٍ تصحِّح منظورَ المسلم إلى هذه الحياةِ الدنيا حيث قال: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).
يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو على فراش الموت: (اللهمّ إنّك تعلم أني لم أكن أُحبُّ البقاءَ في الدنيا ولا طولَ المكثِ فيها لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن كنتُ أحبّ البقاءَ لمكابدةِ الليل الطويل وظمَأ الهواجر في الحرّ الشديد ولمزاحمة العلماء بالرُّكَب في حِلَق الذِّكر).
إخوةَ الإسلام، إنَّ الضغوطَ المعاشيةَ اليوميّة حالت بين العبد وبين الخلوةِ مع نفسه والحديث إليها، فهو في حالةٍ من الجري الدائم للحصول على المزيد، في سباقٍ مع الدنيا، ونهَمٍ على شهواتها، وحِرصٍ شديد هائل على أحوالها. ولهذا يقول سعيد بن مسعود رحمه الله تعالى: "إذا رأيتَ العبدَ تزداد دنياه وتنقُص آخرته وهو بذلك راضٍ فذلك المغبونُ الذي يُلعَب بوجهه وهو لا يشعر",
أخي المسلم، حاسِب نفسَك في نهاية العام لتعرفَ رصيدَك من الخير والشرّ ومدّخراتِك من الأعمال الصالحة، هذه وصيةُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسِبوا أنفسَكم قبلَ أن تحاسبوا، وزنوها قبل توزنوا). فالمحاسبةُ تكشِف عن خبايا نفسِك، وتظهِر عيوبها، فيسهل عليك علاجُها قبل أن تندمَ لفوات الأوان.
هل كنتَ في الماضي زارعًا للخير، تغرس بكلماتك الفضائل، وتنثر العطرَ بأفعالك، أم كنت تغرس الشرَّ والسوءَ وتؤذي إخوانك؟
ذلك ماضٍ لا حيلةَ لإرجاعه، وإن كنتَ تملك محوَ ذنوبه وسيّئاته بالتوبة والاستغفار.
أمّا عامُك الجديد فإنّك تملكه إن كتب الله لك فيه أجلاً. ابدأ عامَك الجديدَ بهمّة عاليةٍ وعزيمة وقّادة، مقدِّمًا حقوقَ سيّدك وإلهك ومولاك، وحقُّه سبحانه أن يطاعَ فلا يُعصى، وأن يذكَر فلا ينسَى، وأن يُشكرَ فلا يُكفَر.
أخي المسلم، إنّك في العام الجديد لا تدري ما يستجدّ لك فيه من أحوالٍ مع تقلّباتِ الليل والنهار، فخذ من صحّتِك لمرضك، ومن حياتك لموتك، ومن غِناك لفقرك، ومن شبابك لهرمِك.
ها هو العام الجديد قد أقبل، فاستثمر أيّامه ولياليه، قال الله تعالى: قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [الزمر:53].
فيا بشرى للمشمرين، ويا خسارة المفرطين، ويا ندامة المقصرين، فاتقوا الله عباد الله، واستفتحوا عامكم بالتوبة والإنابة، والمداومة على الأعمال الصالحة، وخذوا من مرور الليالي والأيام عبرًا، ومن تصرم الشهور والأعوام مدّكرًا ومزدجرًا، وإياكم والغفلة عن الله والدار الآخرة.
و صلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين وأفضل الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله و صحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين .. |
|
mrafat87عضو فضي
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 21/10/2009
عدد المساهمات : 2204
| #2موضوع: رد: بين توديع عام واستقبال آخر الإثنين ديسمبر 21, 2009 1:07 pm | |
| بين توديع عام واستقبال آخر فيا بشرى للمشمرين، ويا خسارة المفرطين، ويا ندامة المقصرين، فاتقوا الله عباد الله، واستفتحوا عامكم بالتوبة والإنابة، والمداومة على الأعمال الصالحة، وخذوا من مرور الليالي والأيام عبرًا، ومن تصرم الشهور والأعوام مدّكرًا ومزدجرًا، وإياكم والغفلة عن الله والدار الآخرة.
بارك الله فيك ونفع بك أخي |
|
أمة اللهعضو شرف
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 6146
| #3موضوع: رد: بين توديع عام واستقبال آخر الإثنين ديسمبر 21, 2009 3:54 pm | |
| |
|
زياد الحورانيعضو مشارك
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 02/07/2009
عدد المساهمات : 281
| #4موضوع: رد: بين توديع عام واستقبال آخر الأربعاء ديسمبر 23, 2009 4:21 pm | |
| |
|