سيول جدة .... وقفة تأمل !!
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ...
والحمد لله على تمام فضله وإحسانه وتوفيقه أن يسر على جموع الحجيج الذين توافدوا من كل بقاع الأرض لآداء فريضة الحج .
وأنتهى الموسم لهذا العام 1430 هـ . و لم يكدر صفوه غير أحداث كانت أليمةً ومفجعه على مدينة جدة وعلى قلوبنا في كل مناطق
المملكة ؛وذلك بسبب هطول الأمطار الغزيرة جداً و التي تكبدت بسببها الكثير من الأسر الخسائر الكبيره و الفادحة ..منازل تهدمت ، مراكب دُمرت و معارض تجارية أختفت معالمها ....
أطفال فقدوا ...وأرواح أُزهقت ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبعد ..
نقول : بمزيد من الأسى والحزن ( إن لله وإنا إليه راجعون ) تغمد الله الشهداء بواسع رحمته و خلف الله على أسرهم مصيبتهم بخير منها .
وواجب الشكر للإله أن قدر ولطف و بفضله أنعم و أنذر .
ولعله خير ! إن شاء الله
قال تعالى " وعسى أن تكرهو ا شيء ويجعل الله فيه خيراً كثيراً "
نعم نسأل الله أن تكون الخيرة في ما حدث
فبسبب هذا الأمطار :
سوف يتم إعادة التخطيط للأحياء العشوائية للمدينة و معالجة مجاري تصريف السيول فالحدث كبير والخسائر مفجعه .
سيُحاسب المقصرون( حساب دنيا ) ! كم صرفت على هذه المدينة من ميزانية وملايين لتعبيد الطرق والصرف الصحي والتخطيط العمراني الهندسي بحيث يكون عند ذوي الخبرة و للبنية التحتية و للبلدية والبقية عند الله يوم الدين قال تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون "
نعم للمحاسبة و المساءلة و كشف المستور على من تهاون بالأمانة وخان ضميره وأستهتر بولايته و منصبه .نعم إن الدنيا خضره نظره فتانه تسلب عقول متواضعي الذمم .فلم يتأخر صبحهم و سطعت شمس الحقيقة المرة لتفضحهم .
ولعله خير !! إن شاء الله
تم صرف مبلغ مليون ريال لكل أسرة أستشهد ( غرق ) أحد من أفرادها .
هذه التفاتة حانية من ولي الأمر فجع بهذه المصيبة وشارك المصابين عظم المصاب وهذا عوض عاجل . فكيف بعوض الخالق سبحانه!؟ والذي يكفر الذنب بالشوكة يشاكها المسلم .جبر الله مصابكم و جعل شهداءكم شفعاء لكم يوم الدين .
ولعله خير !! إن شاء الله
قال تعالى :" يعلمُ ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء " سبحانه
ربما كان منزل من بين هذه المنازل طال الظلم فيه لعنان السماء..وامتد بالقدر الذي لا يحيطه إلا هو سبحانه فكان قضاء الله وقدره هو العدل فيه .. وقد حرم الظلم سبحانه وتعالى على نفسه .
وغيره سبحانه متصور الظلم في حقه . والقصد هنا ظلم النفس بالشرك بالله و هذا أعظمه و ظلمها بإرتكاب الكبائر والصغائر من المعاصي .
قال تعالى:" وما ربك بظلام للعبيد ".
دمار .. دمار ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم صورةٌ مصغرةٌ ليوم يفتن فيه الناس ! فترجف المدينة.. لتغربل بذلك الأرض و البشر !!
لعله خير !! إن شاء الله
لعله خير أن يكون في هذه الأحداث العظيمة إلتفاته لحال كثير من فقراء الداخل و تحسن لأوضاع أسر كانت منسيةَ بين أبنية متهدمة أو فاقدة لمعيلها طال بها الصبر و ضنك العيش ولا من مغيث !!! برغم دخول الشتاء وقسوته .
أين تذهب ميزانية المدينة ؟؟! و يا مسؤول من أين لك هذا ؟!! ويا بطانة السوء !!
الآن وقت الإجابة ؟؟ وليستعد كل من تولى سلطة بأمر ولي الأمر أن يجيب في كل مناطق المملكة .
ولعله خير !! إن شاء الله
الصحوة الدينية و العودة الصادقة لهذا الدين العظيم !!
فهل ينتظر الناس أكبر من هذا الدرس الأليم و الإنذار الرهيب ؟!
العودة للقرآن الكريم و العمل بأحكامه و شرائعه المنزله من رب العالمين سبحانه جل في علاه .
الصلاة .. الصلاة في زمن أصبح بعض المسلمين ينعتونها بالتراث القديم !! و يشيرون لقلوبهم " الإيمان هاهنا " !!
تساهل الكثير من الشباب الزنا ( إلا من رحم الله).. واتخذوا الصديقات وجاهروا بالمعصية والزواج (الحصن الشرعي) مرفوض !! فالوضع تمام "بلا إلتزام مع زوجة و بلا هم ".
أصبح السحر أمل كل مكروب و مهموم !! فتفشى على مستوى كبير في المجتمع ! أضرار لا حصر لها بالبشر و أمراض لا يعلم سبب لها و مخافة الله
لا وجود لها . "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " فسبحان السميع البصير الذي يدرك دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء .
لعله خير !! إن شاء الله
ما حدث ..
كان إنذار و هزةً للأنفس الغافلة ليس في جدة فحسب ولكن لكل من كان له
قلب يخشى الله و يتقيه . وهذه الكارثة تستدعي الوقوف بتفكر و أخذ العظة والعبرة...
أقوام كانوا يبيتون في أمن وسلام ،مستعلين ومسوفين بالتوبة والعودة إلى الله و الطريق المستقيم فأصبحوا . . بغمضة عين يقال عنهم ...ماتوا رحمهم الله ..
وهل يرحم الله غير عباده المؤمنين به ..المصلين التائبين ؟!
عودة إلى هذا الدين بصدق النية والسريره فما يعلم الإنسان من أين يؤخذ فلا يغرنكم بالله الغرور .. ولا تغرنكم زينة الحياة الدنيا من مال ونساء وبنون.
قال تعالى :" يا قومنا أجيبوا داعي الله "
فهل ننتظر أقوى من ذلك الحدث ونحن نرى ونسمع عن قرى تدمر هنا وهناك على الكرة الأرضية ولا يبقى بها سوى أشباح شجر ! بأمر من الله سبحانه .نعم و في زماننا هذا !
وفي الماضي القريب ما حدث في أندونيسيا ..
أقوام يدرس الشرك في مدارسهم وهم مسلمون ! يُعلمُون السحر! كمادة ينجح الطالب الحاذق بها ويفشل الغبي !! ويطبقون ذلك بكل جد في حياتهم تجارة وعمل !!
أتاهم أمر الله من حيث لا يعلمون و قلب عاليها سافلها . ما أسموه "إعصار تسونامي " !!
فهل أتعظوا أو عقلوا !
جبل على خارطة مدينة تايبيه يختفي !! وهم يقولون :كان هنا جبل عظيم!
وهاهو على الخارطة . ماحدث إقشعرت له جلود الذين آمنوا.. وهم في سباتهم ضالون !!
حدثت هزة أرضية رفع الله بقدرته هذا الجبل إلى مسافة ثم هوى به إلى الأرض فأختفى تحت الأرض !! و بقي الجبل أسم ورسم على خارطة المدينة !
أفلا يتفكرون ؟؟
قال تعالى " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".
ما عرفوا الله ! حتى يدركوا هذه القوة المسيطرة على كل مافي الوجود .
هم مشركون لم يؤمنوا بالله وما قدروه حق قدره فهم كالحيوانات البهيمة بل هم أضل .
ولكن نحن هنا نختلف ..فقد عرفنا الله و تربينا على الإخلاص له بالعبادة
كبر الأطفال ومسامعهم قد تدربت وحفظت الآذان .
عرفنا أن الصلاة واجب و أمرها عظيم .
عرفنا منذ الصغر أن هناك سيئات وحسنات وجنة ونار .
هذا أقل تقدير لمعلومات ممكن أن يتلقاها المسلم في حياته تربطه بخالقه.
أفلا يستحي الخلق من خالقهم ومدبر أمورهم . ويعودوا !!
أنفضي عن سجادة الصلاة الغبار.. و توجهي لله .خاشعة ذليلة و نادمة.. لعل رحمة الله ومغفرته
تدركك .
أدعي كل من حولك للعودة لهذا الدين بإخلاص و عزم صادق للتغيير
إلى العلا .. إلى كل ما يحبه الله ويرضاه ..
كوني قريبة إلى الله في الرخاء ليكون سبحانه قريب لك بالشدة
....
عودي الملائكة على سماع صوتك بقراءة القرآن الكريم و سؤاله سبحانه
بالدعاء دائماً . ولا تكوني من الذين نسوا الله فنسيهم !
قال تعالى :" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آيآتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ".
أمك أبوك أو أسرتك بعيدين يغرقون بالمعاصي !! مدي لهم طوق النجاة
وساعديهم على العودة لشاطيء الأمان .كوني عوناً لهم بالحسنى على أنفسهم حتى لو غضبوا .!.أعينيهم على مجاهدة الشيطان أعاذنا الله و إياكم من شروره وعلى أنفسهم الأمارة بالسوء و عسفها عن النزوع لأوامر عدو الله و أولياءه . والإنتصار على النفس بالمثابرة والرغبة الصادقة بالإصلاح . واصبري على هذا الباب من الجهاد والله معك سيسدد خطاك ورميك بإذنه سبحانه.
نعود ونقول :
لعله خير !! إن شاء الله
في الأمر خير علمنا منه القليل و خفي عنا ما الله سبحانه وتعالى يعلمه .
اللهم تقبل منا ومن المسلمين والمسلمات صالح الأعمال ..وأجبر قلوب ومصاب عبادك و إماءك المكلومين و أرحم أمة محمد عليه الصلاة والسلام في كل بلاد المسلمين .
والحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ..
منقول جزى الله كاتبة خير الجزاء