طرق التخلص من الرياء
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
على الراغب في التخلص من
الرياء أن يسلك هذه
السبل في علاج نفسه منه ، ومن ذلك :
1. استحضار مراقبة الله تعالى للعبد
وهي منزلة ” الإحسان ” التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل ،وهي
” أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك ”
رواه مسلم ( 97 ) .
فمن استشعر رقابة الله له في أعماله يهون في نظره كل أحد ، ويوجب له ذلك التعظيم والمهابة لله تعالى .
2-الاستعانة بالله تعالى على التخلص من الرياء
قال
الله تعالى عن المؤمنين (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)( الفاتحة 5 ) ،
ومن الأشياء التي تنفع في هذا الباب الاستعانة بالله في دعائه ، قال صلى الله عليه وسلم:
“أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول :
وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟
<img alt="" border="0">
قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم “
رواه أحمد (4/403) ، وصححه الشيخ الألباني في ” صحيح الجامع ” (3731 ) .
<img alt="" border="0"><img alt="" border="0">
3. إخفاء العبادة وعدم إظهارها
وكلما ابتعد الإنسان عن مواطن إظهار العبادة كلما سَلِم عمله من الرياء ، ومن قصد مواطن اجتماع الناس
حرص الشيطان عليه أن يظهر العبادة لأجل أن يمدحوه ويُثنوا عليه .
والعبادة التي ينبغي إخفاؤها هنا هي ما لا يجب أو
يُسنُّ الجهر به كقيام الليل والصدقة وما أشبههما ،
وليس المقصود الأذان وصلاة الجماعة وما أشبههما مما لا يُمكن ولا يُشرع إخفاؤه .
<img alt="" border="0"><img alt="" border="0">
4. النظر في عقوبة الرياء الدنيوية
وكما أن للرياء عقوبة أخروية ، فكذلك له عقوبة دنيوية
وهي أن يفضحه الله تعالى ، ويظهر للناس قصده السيّئ ،
وهو أحد الأقوال في تفسير قوله :
” من سمَّع : سمَّع الله به ، ومَن راءى : راءى الله به”
رواه البخاري ( 6134 ) ومسلم ( 2986 ) .
<img alt="" border="0"><img alt="" border="0">
قال ابن حجر : قال الخطابي معناه :من عمل عملا على غير إخلاص وإنما يريد أن يراه
الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهرهالله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه .
وقيل : من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإن الله يجعله
حديثا سيئا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الآخرة .
أ.هـ ” فتح الباري ” ( 11 / 336 ) .
<img alt="" border="0"><img alt="" border="0">
. معرفة آثار الرياء وأحكامه الأخروية
حيث أن الجهل بذلك يؤدي إلى الوقوع أو التمادي فيه ،
فليعلم أن الرياء مُحبط للأعمال ، وموجب لسخط الله ،
والعاقل لا يتعب نفسه بأعمال لا يكون له أجر عليها ،فكيف إذا كانت توجب سخط الله وغضبه .
<img alt="" border="0">
ومن أعظم الأحاديث في عقوبة المرائين في الآخرة ما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم :
” أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَىالْعِبَادِ
لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌفَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُوبِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ
مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عملت فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ
فَيَقُولُاللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ
اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ
<img alt="" border="0">
وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ
فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ
إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ
كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ
وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَوَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ
يُقَالَ فُلانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ
<img alt="" border="0">
وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِي مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ
أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ
كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ
يُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ
<img alt="" border="0">
ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
رُكْبَتِي فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ “.
رواه الترمذي ( 2382 ) وحسّنه ، وصححه ابن حبان ( 408 ) ، وابن خزيمة ( 2482 ) .
<img alt="" border="0">
نسأل الله الإخلاص في القول والعمل
وأن يغفر لنا ماقد سلف ويرزقنا الثبات وحُسن الخاتمة
آمين
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين