إجابة السؤال:الثامن عشر
( خولة ) هي بنت حكيم السلمية كانت زوجة لعثمان بن مظعون وكانت صالحة فاضلة .
( من نزل منزلاً ) يشمل من منزله على سبيل الإقامة الدائمة أو الطارئة ، بدليل أنه نكرة في سياق الشرط فتعم .
( أعوذ ) أعتصم وألتجئ .
( بكلمات الله ) قال القرطبي : قيل : الكلمات هنا القرآن ، فإن الله أخبر عنه بأنه ? هدىً وشفاء ? .
( التامات ) تمام الكلام بأمرين :
الأول : الصدق بالإخبار .
الثاني : العدل في الأحكام .
كما قال تعالى : ? وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً ? .
( من شر ) أي من كل شر في أي مخلوق قام به الشر من حيوان وغيره ، إنسياً كان أو جنياً ، أو هامة أو دابة ، أو ريحاً أو صاعقة .
( لم يضره شيء ) نكرة في سياق النفي ، فتعم كل شيء .
لا يضـره شيء لا من شـياطين الإنس ولا من شـياطين الجن ، لا من الظاهر ولا من الخفي ، حتى يرتحل من منزله .
المعنى الإجمالي للحديث :
يرشد النبي ( أمته إلى الاستعاذة النافعة التي يندفع بها كل محظور يخافه الإنسان عند ما ينزل بقعة من الأرض بأن يستعيذ بكلام الله الشافي الكافي الكامل من كل عيب ونقص ليأمن في منزله ذلك .
من فوائد الحديث :
1- هذا ما شرعه الله لأهل الإسلام ، أن يستعيذوا به بدلاً عما يفعله أهل الجاهلية من الاستعاذة بالجن ، فشرع الله للمسلمين أن يستعيذوا به أو بصفاته .
2- فضل هذا الدعاء ، وأنه ينبغي العمل به .
قال القرطبي : ( هذا خبر صحيح وقول صادق علمنا صدقه دليلاً وتجربة ، فإني منذ سمعت هذا الخبر عملت عليه فلم يضرني شيء إلى أن تركته فلدغني عقرب بالمهدبة ليلاً ، فتفكرت في نفسي فإذا قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات ) .
3- فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره .
4- يستحب قول هذا الدعاء عند نزول منزل ، ويدل على فضل هذه الاستعاذة وأنها من أسباب العافية من شر الجن والإنس .
5- أن القرآن منزل غير مخلوق ، والرد على الجهمية والمعتزلة في قولهم بخلق القرآن ، لأنه لو كانت كلمات الله مخلوقة لم يأمر بها النبي ( بالاستعاذة بها ، لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك .
6- بيان كيفية الاستعاذة المشروعة .
7- أن الاستعاذة لا تكون إلا بالله أو بصفة من صفاته .
8- وفيه التوسل بصفات الله .
فائدة : مبحث في التوســل :
التوسل هو : التقرب إلى الشيء والتوصل إليه ، والوسيلة : القربة .
قال تعالى : ? وابتغوا إليه الوسيلة ? .
والتوسل قسـمان :
أ- توسل مشروع .
ب- توسل غير مشروع .
التوسل المشروع أنواع :
1. التوسل إلى الله باسم من أسمائه الحسنى ، أو صفة من صفاته العليا .
كأن يقول المسلم في دعائه : ( اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم ، اللطيف الخبير ، أن تعاف