استلذاذ الوقيـــــعة .. في علماء الشريـعة !
بسم الله الرحمن الرحيم ,,


حينما تتدفق الحياة بشتى أنواع التوجّهات و تندلق جميعها في مصبٍ واحد ليختلط الحابل بالنابل

فتصطفق خلجانها مع بعضها البعض بصورة مزريـة ,

لا سيّما أن كل توجه قد تعهّد بأن يحمل على كاهله شريحة تتمايز عن الأخرى بتصور فكري معين

كانت إحداها قد احتنكته لنفسها بغية رفض أدنى مُسلّمة منطقية عقلانية بعد ما أجلب عليها ( الجهل ) بخيله و رجله

ليُستنطق بدافع الضغوط المستميتة التي يُمارسها عليه من لا يجيد فنّـا غير التّهريج في فرق السّيرك الجوّالة قائلاً /

إنّني أنـا الجهل , تُعيبونني و صاحبي أبى إلا أن يحتنكني لنفسه إذ أعلنت
الإفلاس فزجّ بي صاحبي الأخرق داخل زنزانـة عقليّته المضطربة

بدلاً من أن يتخلّص منّي و يقارع صرحي المتهالك إبان التزوّد من راحلة الأخلاااااااق , الفضيلة و d]العلم الشّرعي ]


مضى عمرهـ لأمضي معه ميلاداً لـ أقواله و منطلقاً لـ فعاله في أي
ميدانٍ تطأهنّ الأقدام , و إنّني أنـا الجهل أربـا بنفسي أن أكون

الدافع في أن تكون السبقة للســــــــانه إلى الحوار عوضاً عن عقله ! , و إنّني أنا الجهل أهمس في أذن صاحبي /

أ يا صاح إني لك ناصح و عليك لمشفق , فلا تلومنّ إلا نفسك , ما بالك تقدمها إذ قدمتها – و قضيت - لتكون "عيّنة فحص"

تحت مجهر الهمز و اللمز و على طبقٍ من دنس عفواً ( ذهب ) ..


*
*

حقّ للمنطق بعد الإطلاع على تلكم التصريحات أن يُطرق بجلّ رأسه المؤجج
بوابلٍ من التساؤلات على جدران حيرةٍ يتخللها التوجس و لسان سرّهـ يقول
/


كيف لغرابٍ أن يتنقص من تغريد البلبل و هو لا يجيد ( سوى النعيق ) ؟


*

مسكيـنٌ ذلك الجهل ,, إذ تكابلت عليه النوائب من حيث لا يدري بسبب سجّانه المضطرب

الذي لا يزال مصراً على حبسه خلف قضبان التنوير و التحرر الفكري !!

ذلك التحرر الذي ينتشلك من بين أحضان طوق النجاة ( سنة النبي صلى الله عليه و سلم )

و يقلّك من السفينة المبحرة إلى شطئان الجنان ( كتاب الله عز و جل ) ليقذف بك ( غير مأسوفٍ عليك ) في دوامةٍ

امتزجت بها البدع و الأباطيل المضلّة و تشتت فيها المفاهيم الشرعية التي أسسها نبينا الكريم عليه أفضل الصلوات و أتم التسليم

ما معنى أن تقرأ ( لحوم العلماء مسمومة ) ؟


يقول الشيخ الجليل ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح حديث ( يا عبادي إني حرمتُ الظلم ) /


( إن غيبة العلماء تُقلل من شأن العلم الذي في صدورهم
، والذي يعلمونه الناس ، فلا يَقبل الناس ما يأتون به من العلم ، وهذا
ضرر على الدين ) . ( 2/122) .

و قال / ( الكلام في أهل العلم جرح في العلماء وجرح فيما يحملونه من
الشريعة، لأن الناس لن يثقوا بهم إذا كثر القول فيهم والخوض فيهم، ولهذا
يجب عند كثرة الكلام وخوض الناس في أمر من الأمور أن يحرص الإنسان على كف
لسانه، وعدم الكلام إلا فيما كانت مصلحته ظاهرة، حتى لو سئل فإنه يقول:
نسأل الله الهداية: نسأل الله أن يهدي الجميع ) . ( 7/118-119) .


و قال ايضاً – رحمه الله – تعليقًا على " باب : توقير العلماء والكبار وأهل الفضل .. " /

( يريد المؤلف رحمه الله بالعلماء : علماء الشريعة الذين هم ورثة النبي
صلى الله عليه وسلم ؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء .. وإذا كان الأنبياء لهم
حق التبجيل والتعظيم والتكريم ، فلمن ورثهم نصيب من ذلك ، أن يُبجل ويُعظم
ويُكرم .. وبتوقير العلماء توقر الشريعة ؛ لأنهم حاملوها ، وبإهانة
العلماء تهان الشريعة ؛ لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس ذلت
الشريعة التي يحملونها ، ولم يبق لها قيمة عند الناس ، وصار كل إنسان
يحتقرهم ويزدريهم ؛ فتضيع الشريعة . فإذا استهان الناس بالعلماء لقال كل
واحد: أنا العالم، أنا النحرير، أنا الفهامة، أنا العلامة، أنا البحر الذي
لا ساحل له، ولما بقي عالمٌ، ولصار كل يتكلم بما شاء، ويفتي بما شاء،
ولتمزقت الشريعة بسبب هذا الذي يحصل من بعض السفهاء ) . ( 3/230-232) .

و قال / ( ثم قال صلى الله عليه وسلم "يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من
هذا فصبر" والشاهد هذه الكلمة وهي أن الأنبياء يُؤذون ويصبرون، فهذا نبينا
صلى الله عليه وسلم قيل له هذا الكلام بعد ثماني سنين من هجرته. يعني ليس
في أول الدعوة بل بعدما مكّن الله له وبعدما عُرف صدقه وبعدما أظهر الله
آيات الرسول في الآفاق وفي أنفسهم، مع ذلك يقال هذه القسمة لم يعدل فيها
ولم يُرِد بها وجه الله.

فإذا كان هذا قول رجل في صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام للنبي صلى الله
عليه وسلم فلا تستغرب أن يقول الناس في عالم من العلماء إن هذا العالم فيه
كذا وفيه كذا ويصفونه بالعيوب، لأن الشيطان هو الذي يؤز هؤلاء على أن
يقدحوا في العلماء.

لأنهم إذا قدحوا في العلماء وسقطت أقوالهم عند الناس ما بقي للناس أحدٌ
يقودهم بكتاب الله. بل تقودهم الشياطين وحزب الشيطان ، ولذلك كانت غيبة
العلماء أعظم بكثير من غيبة غير العلماء، لأن غيبة غير العلماء غيبة شخصية
إن ضرَّت فإنها لا تضر إلا الذي اغتاب والذي قيلت فيه الغيبة، لكن غيبة
العلماء تضرُّ الإسلام كلَّه ؛ لأن العلماء حملة لواء الإسلام فإذا سقطت
الثقة بأقوالهم، سقط لواءُ الإسلام، وصار في هذا ضرر على الأمة الإسلامية.

فإذا كانت لحوم الناس بالغيبة لحوم ميتة فإن لحوم العلماء لحوم ميتة مسمومة لما فيها من الضرر العظيم.

فأقول لا تستغرب إذا سمعت أحداً يسبُّ العلماء! وهذا رسول الله صلى الله
عليه وسلم قيل فيه ما قيل، فاصبر، واحتسب الأجر من الله عز وجل واعلم أن
العاقبة للتقوى ) . ( 1/255-256) .


انتهى كلامه ,,


فما بال بعض العوّام استلذّوا الوقيــعة فيهم و لاكت ألسنتهم الجرح في اجتهاداتهم , فذاك جاهل يقول ( مقلّدون )

و آخـرٌ يقول ( انتهجوا التطرّف شرعةً و منهاجاً ) و غيرهـ ( ضيّقوا عليـنا و شدّدوا ) , لتتطاول الأقلام و يعلو الصوت النشاز

ليُسمع الصم ( النعيق ) , و ليت شعري يقول خيراً عن الكمّ الذي يحفظونه عن كتاب الله و سنة نبيـه


فمثل أولئك يذكّروننا بالغربان التي تتقصّد النّحليق و شيء من النّعيق ( خارج السّرب ) للفت الإنتباهـ فقط "!"


فحتى ذلك الجهل نطق ,,

حتى إذا صمت الجهل استنطقوهـ !

منقول للفائده

استلذاذ الوقيـــــعة .. في علماء الشريـعة !
والله كم يؤلمنا ان نسمع قدحا وتفسيقا وتبديعا لبعض كبار علماء الأمة من قبل مدعي الجرح والتعديل

إذا كانت لديك ملاحظة على العلماء فناصحهم سرا واكتب لهم كما كان يفعل كبار علماء الأمة أمثال العلامة ابن باز


اللهم اهدهم يارب

بارك الله فيك اختي على هذا الموضوع الجميل وجزاك الله خيرا

استلذاذ الوقيـــــعة .. في علماء الشريـعة !

استلذاذ الوقيـــــعة .. في علماء الشريـعة !