كـشـْـفُ العـــورات ..... وفــتــح الــثــَــغَـرَات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
،
كان يفكر مليًّا قبل أن يأخذ القرار بالنزول فى هذا النهر الجارى المغرى ماؤه ويخشى إن أخذ القرار أن يمر أحد فيراه متجردا هكذا من ملابسه لكن حرارة الصيف كانت تدفعه وماء النهر الصافى يشده والطريق لا يسير عليه أحد والجو يقول له " هيت لك " لم يتمالك نفسه فتجرد ثم ألقى بنفسه فى الماء يسبح يغوص يطفو يصرخ من الفرح ثم حدث مالم يكن يحتسبه امرأة تأتى من بعيد فأسقط فى يده وكاد قلبه أن ينخلع ماذا يفعل الآن ؟!! حدث مالا يتوقعه أحد خرج من الماء كيوم مولده وكأنه لا يدرك ما يفعله ووضع كفيه على وجهه يستره كالمستحيى من المرأة !!!!!
::::::
" يُرقق بعضها بعضا " هل تذكر هذا الحديث؟؟ " إنه لم يكن نبيٌ قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمتهُ على خير ما يعلمهُ لهم ، وينذرهم شر ما يعلمهُ لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيبُ آخرها بلاءٌ وأمورُ تنكرونها وتجيءُ فتنٌ يرقق بعضها بعضاً " إن عملية الترقيق التى تُجريها كل فتنة على سابقتها جعلتْ كثيرا من الأصول تتخلخل وكثيرا من الثوابت تتحرك حتى صارت الطوام كالهوام والكبائر كاللمم وإنك قد تسير يوما بين المكتبات لاتتعجب إن قرأت " أدلة فرضية الصلاة " !!!
منذ سنين قد تبلغ العشرات بل وقد تبلغ المئات من السنين وحرب فقهية قائمة حول وجوب تغطية الوجه أو ندبها فكانت المسلمات بين مغطية لوجهها وكاشفة له ولاشئ غير وجهها وانضبطت القاعدة فى دنيا الناس أن التى تغطى وجهها بين أجرين أجر الطاعة والامتثال أو أجرالاتباع والاقتداء ثم مرت السنوات وجرّت أخواتها ليأتى اليوم الذى تقرأ فيه " بدعة النقاب " و " النقاب عادة جاهلية " و " النقاب عادة وليس عبادة " " النقاب حرام " فصرت تجرى وتعقد الندوات والخطب والدروس بصوت مبحوح تقدم فيه الأدلة والبراهين لاعلى وجوبه ولا استحبابه لكن على أن تغطية الوجه ...... جائزة !! وصار قول القائل :
وليس يصح فى الأذهان شئ ::: إذا احتاج النهار إلى دليلِ
صار هو نفسه يحتاج إلى دليل لإثبات صحة نظريته لأن كثيرا من أناسىّ هذا العصر يشيرون بسباباتهم إلى الشمس ثم يقهقهون بسخرية كالسكارى ويطلبون منك دليلا على وجودها !!!
بحق أقول لكم إن الأيام التى نعيشها لانحتاج أن نتكلم فيها عن وجوب ستر الوجه قدر ما نحتاج أن نتكلم عن وجوب ستر العورات هذه العورات المُغلظة التى انكشفت فى بلاد الإسلام وطارت من عليها الملاحف والإسدالات والجلابيب والإدناءات حتى من على عورات كثير من الملتزمين والملتزمات السلفين كما يبدو والسلفيات ألم ترَ ؟؟ تلقفوا فتوى الشيخ فخرجوا رافعين صورة أختهم بكامل زينتها وأخوات سلفيات من الرؤوس إلى الأقدام " أسود فى أسود!! " تدور بالكاميرات بين الشباب لتصوير المشهد العظيم و والشباب محمرة أوداجهم يهتفون كما هتف من اختلفوا معهم من قبل على المظاهرات لسان حالهم " الغاية تبرر الوسيلة " – حجة من اختلفوا معهم كذلك – فى مشهد لاأرى أنهم يُحسدون عليه لتسقط ورقة أخرى من أوراق التوت هذه الأوراق السلفية التى كنا نفتخر بها فى وجوه المخالفين " تموت الحرة ولاتتاجر بثدييها " وتتواثب علي أعراضنا عيون الأقذار من كل حدب وصوب وهاهى تبصق نجاستها علينا وتقذف قذارتها علينا..
سقطت الألبسة وظهرت السوءات وصارت حرمات الكرام البررة فروجا يتناوب عليها الكفرة الفجرة وتمكن الخصم ولاتظنن العدو غلب ولكن الحافظ أعرض وقد موّنتَ عدوك بما يريد
فانظر نتيجة عملك علماء مضطهدون وإخوة محتجزون وأعراض منتهكة وحقوق مغتصبة وبيوت مجروحة مفتحة الدواليب منزوعة الثياب لتظهر عورات أخرى وعورات :
فماكان قتلك لى مرة ::: ولامرتين ولكن مرارا
وإنك لتقف مطأطئ الرأس مُشبِّكا أصابعك على خصرك والكلمات تبرق وترعد فى ذهنك كلعبة العذراء ومارجرجس فوق الكنيسة تُضاء مرة وتُطفأ مرة وأنت تقرأ" أختك داخل الكنيسة وانتظر بالخارج حتى ..... " وأترك لك هذه النقاط لتملأها بما تشاء أو بالأصح بما لا تشاء !
إن الذين كانوا يختنقون من الغيرة وبالكاد تحملهم أقدامهم حين قرروا منع العفيفات من دخول المدن الجامعية وكأن أخت أحدهم أو زوجه هى المطلوبة والمقصودة والذين كانوا يشتعلون حمية ً إن أوقفهم من يُوقفهم يستجوبه ويسأله : مااسم زوجتك ؟؟ وكأنه سيكشف عن ساقيها !! هم الآن من يرفعون صورتها أو صورتهم هم مجردة من ثياب السلفية ، وطرق التغيير التى كانت مرفوضة أصبحت مندوبة والمخالفات التى لطالما أنكرناها هى هى التى صرنا اليوم نتبناها فبأى وجه نقابل المخالفين وبأى لسان نخاطب المخاصمين وبأى قدم نقف بين يدى رب العالمين ونحن فعلنا كما فعل السابق خرجنا تاركين عوراتنا مكشوفة ووضعنا كفوفناعلى وجوهنا مدعين الحياء!!!" يابنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتم وريشا ولباس التقوى ذلك خير" فأين الريش الذى كنا نوارى به سواءاتنا ياسلفيون فضلا عن لباس التقوى ؟؟!!
ما كانت العورات المكشوفة إلا ثغرات مفتوحة تسلل منها أعداؤنا وصدق الكذوب : مادخل العدو من حدودنا وإنما تسربوا كالنمل من عيوبنا
إن كل حرمة تنتهكها تكشف عورة و تفتح ثغرا ويدخل منها عدو فلا تشتط ولايخرج الدخان من أذنيك غيظا حين تحط المصيبة فوق رأسك وتسأل أنى هذا ؟؟ فإن من هم خير منك سألوا سؤالك فكان الجواب " قل هو من عند أنفسكم "
فلاتنظر فى أعدائك يامسكين ولكن فتش فى ذنوبك وابحث فى عيوبك ، حينئذ تستر عورتك وتغطى سوءتك وتُدنى الجلابيب وتسد الثغور المفتوحة على مصارعها وترتد الأبصار الجامحة خاسئة فى عيون ذويها وترتد السهام الجارحة فى نحور راميها فيُقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين
فاللهم إنا نسألك سترك الذى لاترفعه الرياح ولاتخرقه الرماح
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
كتبه / أبومالك محمد البسيونى السلفى