وها هي نفحات رمضان قد جاءت
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
والله يريد أن يتوب عليكم وها هي نفحات رمضان قد جاءت
لنقف متأملين معاشر الإخوة في قول الله سبحانه : ( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن اللذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم ويريد اللذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ) .
إن المتأمل في هذه الآيات ليجد عظيم رحمته سبحانه بعباده وعظيم لطفه بهم ، فقد وسعت رحمته كل شيء ووسع جوده وكرمه كل شيء ..
انظروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى امرأة من السبي في إحدى الغزوات اشتد بها الكرب وعظم بها الخطب تبحث عن وليدها وفلذة كبدها فوجدته وضمته إلى صدرها وألقمته ثديها فقال صلى الله عليه وسلم : أترون هذه طارحة ولدها في النار فعجب الصحابة لذلك فقالوا : لا والله يا رسول الله لا تطرحه في النار فقال صلى الله عليه وسلم : ( لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) .
وهكذا تأتي هذه الآيات لترسم للمؤمنين طريقا واضحا ومسلكاً سوياً فيما يريده الله شرعا من عباده إنها الإرادة الشرعية .
( والله يريد أن يتوب عليكم ) فكم كفَّر عن السيئات وكم تجاوز عن الخطيئات وكم عفى عن الزلات .
( والله يريد أن يتوب عليكم ) فكم ضاعف من الحسنات ، وأجزل من المثوبات ، وأعطى من الخيرات .
( والله يريد أن يتوب عليكم ) فكم يسر طرق الطاعات ، وسهَّل سبل العبادات ، وأعان على كثير من الصالحات .( والله يريد أن يتوب عليكم ) فكم فشرع للعباد من مواسم فاضلة ، وأزمنة مباركة وأوقات ثمينة تنافس فيها المتنافسون .( والله يريد أن يتوب عليكم ) فكم فتح للعباد باب التوبة ، وكم يسر لهم الأوبة ، وغفر عن الزلة .
( والله يريد أن يتوب عليكم ) فكم بدل من سيئات المذنبين حسنات إن هم رجعوا وأنابوا وصدقوا وتابوا .
لكن يظل أصحاب الشهوات .. وأرباب الملذات .. بخيلهم ورجلهم رافعين شعاراتهم الزائفة ، لإخماد هذا النور وإطفاء هذا السراج ( ويريد اللذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) .فهذه وسائلهم الإعلامية قد عمَّت ، وتلك أقلامهم المسطرة قد طمت دعوة إلى الرذيلة ترى ذلك واضحا جليا في كل ما يعرض في الفضائيات من من أفلام ومسلسلات هدامة . فكم أفسدت من شبابنا ، وكم أغرقت من بناتنا ،وكم دمرت من بيوتنا ؟؟
ها هي بركات رمضان قد أقبلت .. وها هي نفحات رمضان قد جاءت ، فهل نقرع باب التوبة أم نقرع باب الشهوة ؟
ختاما .. هي رسالة تذكير في هذا الشهر المبارك ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد اللذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم . .