مـــــــــde$ginــــــــسعضو مشارك
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 20/10/2010
عدد المساهمات : 407
| #1موضوع: العيد آداب وأحكام الأحد أكتوبر 31, 2010 4:48 pm | |
| العيد آداب وأحكام الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات,والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فاحمد الله عز وجل – أخي المسلم – أن جعلك ممن يدرك هذا اليوم العظيم , ومد في عمرك لترى تتابع الأيام والشهور وتقدم لنفسك فيها الأعمال والأقوال والأفعال ما تقربك إلى الله زلفى . والعيد من خصائص هذه الأمة , ومن أعلام الدين الظاهرة وهو من شعائر الإسلام , فعليك بالعناية به وتعظيمه قال تعالى :﴿ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾[الحج :32] وإليك وقفات سريعة موجزة مع آداب وأحكام عيد الأضحى: 1- التكبير للصلاة : قال الله تعالى :﴿ فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: 148] والعيد من أعظم الخيرات والقربات . قال البخاري رحمه الله : باب التبكير إلى العيد , ثم ساق حديث البراء – رضي الله عنه – قال : خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال : ( إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نُصلي ..) قال الحافظ :(هو دال على أنه لا ينبغي الاشتغال في يوم العيد بشيء غير التأهب للصلاة والخروج إليها , ومن لازِمِهِ أن لا يُفعل قبلها شيء غيرها , فاقتضى ذلك التبكير إليها ) [فتح الباري2/350] 2- التكبير : يشرع التكبير من يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة , قال تعالى :﴿ وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ﴾[البقرة :203]. وصفته أن تقول :( الله أكبر , الله أكبر ,لا إله إلا الله والله أكبر , الله أكبر ولله الحمد ) ويُسَّنُ جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره . 3- ذبح الأضحية : ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى , ومن لم يذبح فليذبح )[رواه البخاري ومسلم] ووقت الذبح أربعة أيام ،يوم النحر وثلاثة أيام التشريق ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( كل أيام التشريق ذبح ) [رواه أحمد ]. 4- الاغتسال والتطيب للرجال : ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا مخيلة ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام – أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب , وأربأ بالمسلمة أن تذهب لطاعة الله والصلاة وهي متلبسة بمعصية الله من تبرج وسفور وتطيب أمام الرجال . 5- الأكل من الأضحية : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته . 6- الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر : والسُنَّة الصلاة في مصلى العيد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم إلا إ ذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلي في المسجد . 7- الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة : والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيميه –رحمه الله -: أن صلاة العيد واجبة لقوله تعالى :﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾[الكوثر : 2] . ولا تسقط إلا بعذر شرعي . والنساء يشهدن العيد مع المسلمين , حتى الحيض والعواتق ويعتزل الحيض المصلى . 8- مخالفة الطريق : يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم . 9- التهنئة بالعيد : لا بأس مثل قول : تقبل الله منا ومنكم . 10- الاجتماع على الطعام : ومن السُنَّة اجتماع الناس على الطعام في العيد, قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( جَمْعُ الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة , وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) [مجموع الفتاوى 25/298] . واحذر – أخي المسلم – من الوقوع في بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس منها : 1- التكبير الجماعي : بصوت واحد ,أو الترديد خلف شخص يقول التكبير . 2- اللهو أيام العيد بالمحرمات : كسماع الغناء , ومشاهدة الأفلام , واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم وغير ذلك من المنكرات . 3- أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن تضحي : لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك . 4- الإسراف والتبذير : بما لا طائل تحته ولا مصلحة فيه ولا فائدة منه سواء في الملبس أو المأكل والمشرب لقول الله تعالى :﴿ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾[الأنعام :141]. 5- اعتقاد البعض مشروعية إحياء ليلة العيد ويتناقلون أحاديث لا تصح . 6- تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والسلام على الأموات . وختاماً : لا تنس – أخي المسلم – أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم , وزيارة الأقارب , وترك التباغض والحسد والكراهية , وتطهير القلب منها , والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم . اللهم وفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا للبر والتقوى ..وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين |
|
مـــــــــde$ginــــــــسعضو مشارك
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 20/10/2010
عدد المساهمات : 407
| #2موضوع: رد: العيد آداب وأحكام الأحد أكتوبر 31, 2010 4:49 pm | |
| العيد آداب وأحكام بعض أحكام الأضحية ومشروعيتها فضيلة الشيخ/ عبد الملك القاسم
الحمد الله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :
فقد شرع الله الأضحية بقوله تعالى :﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾[الكوثر :2] وقوله تعالى :﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾[الحج :36]
وهي سُنَّة مؤكدة ويكره تركها مع القدرة عليها لحديث أنس – رضي الله عنه – الذي رواه البخاري ومسلم في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ( ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ).
وقد سُئل الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله - : هل يقترض الفقير ليضحي ؟
فأجاب : ( إن كان له وفاء فينبغي أن يقترض ويقيم هذه الشعيرة وإن لم يكن له وفاء فلا ينبغي له ذلك ) .
ممَّ تكون الأضحية ؟
الأضحية لا تكون إلا من الإبل والبقر والضأن والمعز لقول الله تعالى :﴿ مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾[الحج :34] .
ومن شروط الأضحية : السلامة من العيوب . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أربعة لا تجزئ في الأضاحي : العوراء البين عورها , والمريضة البين مرضها , والعرجاء البين ضلعها , والعجفاء التي لا تنقي ) [رواه الترمذي] .
وقت الذبح :
بداية وقت الذبح بعد صلا ة العيد لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه , ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه وأصاب السنة )[متفق عليه ] .
ويُسنُّ لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول : بسم الله والله أكبر , اللهم هذا عن فلان ( ويسمِّي نفسه أومن أوصاه ) فإن رسول صلى الله عليه وسلم ذبح كبشاً وقال : ( بسم الله والله أكبر , هذا عني وعن من لم يُضح من أمتي ) [رواه أبو داود والترمذي] ، ومن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره.
توزيع الأضحية :
يسن للمُضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب والجيران , ويتصدق منها على الفقراء
قال تعالى :﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾[ الحج :28] وقال تعالى :﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ [الحج 36]
وكان بعض السلف يحب أن يجعلها أثلاثاً : فيجعل ثلثاً لنفسه , وثلثاً هدية للأغنياء , وثلثاً صدقة للفقراء . ولا يعطي الجزار من لحمها شيئاً كأجر .
فيما يجتنبه من أراد الأضحية :
إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته , لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخلت العشر وأراد أحركم أن يضحي , فليمسك عن شعره وأظفاره ) [رواه أحمد ومسلم ] , وفي لفظ : ( فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً حتى يضحي ) وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته , ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية .
ويجوز لأهل المضحي أن يأخذوا في أيام العشر من شعورهم وأظفارهم وأبشارهم .
وإذا أخذ من يريد الأضحية شيئاً من شعره أو ظفره أو بشرته فعليه أن يتوب إلى الله تعالى
ولا يعود ولا كفارة عليه , ولا يمنعه ذلك عن الأضحية , وإذا أخذ شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه . وإن احتاج إلى أخذه ولا شيء عليه مثل : أن ينكسر ظفره فيؤذيه فيقصه , أو ينزل الشعر في عينه فيزيله , أو يحتاج إلى قصه لمداواة جرح ونحوه .
فبادر – أخي المسلم – إلى القيام بهذه الشعيرة العظيمة ولا تكن من المحرومين الذين ينفقون الكثير ويذبحون الذبائح طوال العام ثم إذا أتى العيد تكاسلوا وتهاونوا .
اللهم أعد علينا هذا اليوم أعواماً عديدة وأزمنة مديدة واجعلنا من عبادك الصالحين . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . |
|
مـــــــــde$ginــــــــسعضو مشارك
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 20/10/2010
عدد المساهمات : 407
| #3موضوع: رد: العيد آداب وأحكام الأحد أكتوبر 31, 2010 4:50 pm | |
| العيد آداب وأحكام الأعياد والمناسبات المعتبرة في الإسلام | | الأعيـاد جمع عيد . والعيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد ، عائد: إما بعود السنة ، أو بعود الأسبوع أو بعود الشهور، أو نحو ذلك. فالعيد يجمع أموراً : منها : يوم عائد كيوم الفطر ويوم الجمعة . ومنها : اجتماع فيه . ومنها : أعمال تجمع ذلك من العبادات أو العادات وقد يختص ذلك بمكان بعينه . وقد يكون مطلقاً وكل من هذه الأمور قد يسمى عيداً [1] . فالزمان كقوله - صلـى الله عليه وسلـم - ليوم الجمعـة : ( إن هذا يوم جعله الله للمسلمين عيداً ) [رواه ابن ماجه] . والاجتماع والأعمال كقول ابن عباس : ( شهدت العيد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. )[متفق عليه] . والمكان كقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( لا تتخذوا قبري عيداً ) . وقد يكون لفظ العيد اسماً لمجموع العيد والعمل فيه وهو الغالب كقوله - صلى الله عليـه وسلم - : ( دعهما يا أبا بكر ! ؛ فإن لكل قوم عيداً وإن هذا عيدنا ) [متفق عليه] . لقد أكثر الناس القول في اعتبار المناسبات في الإسلام وعدم اعتبارها ، ووقع فيها الإفراط والتفريط، وإذا نظـرت إلى شريعة الإسلام وأحداثه عامة وخاصـة ؛ تجد المناسبات أو الأعياد على قسمين : مناسبة معتبرة عني بها الشرع لما فيها من عظة وذكـرى تتجدد مع تجـدد الأيام والأجيال وتعود على الفرد والجماعة بالتزود منها . ومناسبة لم تعتبر ، إما لاقتصارها في ذاتها ، أو عدم استطاعة الأفراد مسايرتها . فمن الأول : يوم الجمعة ، وقد عني بها الإسلام في الحث على القراءة المنوه عنها في صلاة الفجر ، وفي الحث على أدائها والحفاوة بها مـن اغتسال وطيب وتبكير إليها ، ولكن من غير غلو ولا إفراط . فقد جـاء النهي عن صوم يومها وحده دون أن يسبق بصـوم قبله أو يلحق بصوم بعـده . كما نهى عـن إفراد ليلتها بقيـام ، والنصوص في ذلك متضافرة ثابتة معلومة . فكان يوم الجمعة مناسبة معـتبرة مع اعتدال وتوجه إلى الـله بدون إفراط أو تفريط . وذلك أن يوم الجمعة هو يوم آدم عليه السلام ، فيه خلق ، وفيه خلقت فيه الروح ، وفيه أسكن الجنة ، وفيه أهبط إلى الأرض ، وفيه تِيبَ عليه ، وفيه تـقوم الساعة ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - تعالى - بهـذه المناسبة : " إن قـراءة سـورة السجدة وسورة الإنسان معاً في يـوم الجمعة لمناسبة خلـق آدم في يـوم الجمعة ليتذكر الإنسان في هذا اليوم - وهو يوم الجمعة - مبدأ خلق أبيه آدم ، ومبدأ خلق عموم الإنسان ، ويتذكر مصيره ومنتهاه ليرى ما هـو عليه من دعوة الرسول وهل هو شاكر أو كفور ؟" [ أضواء البيان ] . وكما قيل يوم الجمعة يوم آدم ، قيل في يـوم الإثنين يوم محـمد عليه أفضل الصلاة والتسليم - أي فيه وُلد ، وفيه أنزل عليه ، فقد جاء عنه ، صـلى الله عليهوسلم ، أنه سئل عن صيام يوم الإثنين . فقال: (هذا يوم ولدت فيه وعليَّ فيه أنزل) [2] وكـان يوم وصوله المدينة في الهجرة . أما ما يفعله كثير من الناس في هـذه الأزمنة من احتفالات ومظاهر فقد حدث ذلك بعد أن لم يكـن لا في القرن الأول ولا الثاني ولا الثالث وهي القرون المشهودلها بالخير كما جاء الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) . والذين أحدثوا هذه البدعة هم الفاطميون في القرن الرابع . يقول الشيخ محمد أمين الشنقيطي - رحمة الله عليه - : وقد افترق النـاس في هذا الأمر إلى فريقين : فريق ينكره وينكر على من يفعله ، لعدم فـعل السلف إياه ولا مجيء أثر في ذلك . وفريق يراه جائزاً لعدم النهي عنه ، وقد يشـدد كـل فريق على الآخر في هذه المسألة ولشيخ الإسلام ابن تيمية في ( اقتضـاء الصراط المستقيم ) كلام وسط في غاية الإنصاف . نورد موجزه لجزالته والله الهادي إلـى سواء السبيل . قال - رحمه الله - في فصل قد عقده للأعياد المحـدثة فذكر أول جمعة مـن رجب ، وعيد غدير خم في الثامن عشر من ذي الحجة حيث خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - وحث على اتباع السنة وأهل بيته ثم أتى إلى عمل المولد . وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في عيـد ميلاد المسيح ، وإما محبة للنبي - صلى الله عليه وسلم- وتعظيماً لـه ، والله قد يثيبهم عـلى هذهالمحبة والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولده -صلـى الله عليه وسلم- عيداً مـع اختلاف الناس في مولده أي في ربيع أو في رمضان فإن هذا لم يفعله السلف مـع قيام المقتضى له وعدم المانع له . يضيف شيخ الإسلام : " ولو كـان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف - رضي الله عنهم - أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله - صـلى الله عليه وسلم - وتعظيماً له منا وهم على الخير أحرص . وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سننه باطناً وظاهراً ، ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليـد واللسان . فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان . وأكثر هؤلاء الذين تراهم حرصاء على أمثال هذه البدع - مع ما لهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة - تجدهم فاترين في أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - عما أمروا بالنشاط فيه ، وإنما هـم بمنزلة مـن يحلي المصحف ولا يقرأ فيه ولا يتبعه ، وبمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصـلي فيه ، أو يصلي فيه قليلاً ، وبمنزلة من يتخذ المسابيح والسجادات المزخرفة وأمثال هـذه الزخارف الظاهرة - التي لم تشرع - ويصحبها من الرياء والكبر والاشتغال عـن المشروع ما يفسد حال صاحبها " اهـ (اقتضاء ، ص295) . وليس بصحيح ما يزعمه بـعض المبتدعة من تسـمية المـولد إحياءً لذكـر الرسول - صلى الله عليه وسلم- ؛ فالله أحيا ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قرن ذكره مع ذكره - تعالى - في الشـهادتين ومع كل أذان وكل إقامة لأداء صلاة وفي كل تشهد في فرض أو نفل مما يزيد على الثلاثين مرة . ومن المناسبات المعتبرة شهر رمضان المبارك بكامله لكونه أنزل فيه القرآن : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًًى لِّلنَّاسِ ﴾[البقرة : 185] . ومن المناسبات ليلة القدر لبدء نزول القرآن فيها لقوله - تعالى -: ﴿إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ (1) ومَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ (2) ﴾ [القدر: 1-2] ، ثم بـين مقدارهـا ﴿ لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) ﴾وبين خواصـها ﴿تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ والرُّوحُ فِيهَا بِإذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) ﴾ ،وكان رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتفي بها ويلتمسها في العشر الأواخر وفـي الوتر مـن العشـر الأواخر ، فكان- صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشرة كلها التماساً لتلك الليلة. روى البخاري في صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت: ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله ، وجد وشد المئزر ) . ومن المناسبات يوم عاشوراء ، فلقد كان لهذا اليوم تاريخ قديم ، وكانت العرب تعظمه في الجاهلية وتـكسو فيه الكعبة ، ولما قدم النبي -صـلى الله عليه وسلم - المدينة وجد اليهود يصومونه ؛ فقال لهم : لِمَ تصومونه ؟ فقالوا : يوماً نجى الله فيه موسى من فرعون فصامه شكراً له ، فصمناه . فقال -صلى الله عليه وسلم- : (نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه ) . روى البخاري ومسلم فـي صحيحيهما من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : قدم رسول الله -صلى الله عليـه وسلم- المدينة فوجـد اليهـود يصومون يوم عاشوراء فسُئلوا عن ذلك فقالوا : هذا اليوم الذي أظـهر الله فيه نبي الله موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيماً له . فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (نحن أولى بموسى منكم ، فأمر بصومه ). إن نجاة نبي الله موسى من عدو الله فرعون مناسـبة عظيمة ، نصرة الحـق على الباطل وانتصار جند الله وإهلاك جند الشيطان .وهذا بحـق مناسبة يهتم لهـا كـل مسلم ؛ ولذا قال عليـه الصلاة والسـلام : ( نحن أحـق بموسى منكم ؛ نحن - معشرالأنبياء - أبناء علاّت ، ديننا واحد ) . وقد كان صيام عاشوراء فرضاً حتى نُسخ بفرض رمضان وهكذا مع عظيـم مناسبته من إعلان كلمة الله ونصرة رسوله كان ابتهاج موسـى عليه السلام به في صيامه شكراً لله . ومن هذه المناسبات المعتبرة عـيد الفطر وعيد الأضحى وهـما مناسبتـان عظيمتان لحديث أنس بن مالك الذي رواه أبو داود في سننه : ( قدم النبي -صلـى الله عليه وسلم- ولهم يومان يلعبون فيهما فقال : قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما يـوم الفطر ويوم الأضحى ) (رواه أبو داود والحديث على شرط مسلم) . ومما يعتبر ذا صلة بهذا المبحث في الجملة ما نقله الإمام ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى : ﴿ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضـِيتُ لـَكُمُ الإسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة : 3] - قال عندها : ( روى الإمام أحمد عن طارق بن شهاب قال : جاء رجل من اليهود إلى عمر بـن الخطاب - رضي الله عنه - فقـال : يا أمير المؤمنين إنكـم تقرءون آيـة فـي كتابكم لو علينا - معشر اليهود - نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً . قال : وأي آية ؟ قال : قوله : ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ ؛ فقال عمر : والله إنى لأعلم الـيوم الـذي نزلت على رسـول الله - صلـى الله علـيه وسلـم- ، والساعـة التي نزلت فيـها عشيـة عرفة فـي يوم الجمعـة ) (رواه البخاري ومسلم) . وروي عن كعب قوله : لو أن غير هذه الأمة نزلت عليـهم هذه الآية لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه عليهم فاتخذوه عيداً يجتمعون فيه . الأعياد غير المعتبرة في الإسلام : عيد الميلاد : يحتفل النـصارى بيوم ولادة عيسى ويظهرون الأفراح والسرور ويعطلون الدوائر والأعمـال ، ويهنئ بعضهم بعضاً ، ويتزاورون ويظهرون شعار دينهم ، وقد قلدهم وشابههم كـثير من جهال المسلمين وذوي الرئاسة والسياسة . ففي أعمال كثير من المسلمين في هـذا العيد أنهم يعطلون الدوائر الحكومية والشركات وبعض التجار الكبار تعظيماً لهذا اليـوم ، احتراماً له ويزورون أصدقاءهم النصارى ويرسلون لمنكان منهم بعيداً بطاقات تـهنئة . والرؤساء والملوك يرسلون برقيات تهنئة للدول التيتزعم أنها تدين بالمسيحية . وهذا العيد وغيره مـن الأعياد التي ابتلي بها كثير من البلاد الإسلامية - كعيد الوطن ، وكعيد العلم ، وعيـد الأم وعيد الشجرة وعيد النظافة ، وعيد الولادة ، وعيدالأسرة ، وعيد الأولياء -كلـها محرمة في دين الإسلام ؛ لمشابهتها الكفار في أعيادهمولا شك أن في هذا إحياءً لـسنن الجاهلية ، وإماتة الشرائع الاسلامية في قلوب المسلمين ، وإن كان أكثر الناس لا يشـعرون بذلك لشدة استحكام ظلمة الجاهلية في قلوبهم ، ولا ينفعهم ذلك الجهل عذراً بـل هو الجريمة التي تولّد عنها كل الجرائم منالكفر والفسوق والعصيان . قال شيخ الإسلام : إن أعياد أهل الكتاب والأعاجم نهي عنها لسببين : 1- أحدهما : أن فيها مشابهة للكفار . 2- والثانى : أنها من البدع . فما أحدث مـن المواسم والأعياد هو منكر ؛ وإن لم يكن فيه مشابهة لأهل الكتاب من وجهين : أحدهما : أن ذلك داخل فـي مسمى البدع والمحدثات ؛ فيدخل فيما رواه مسلم في صحيحه عن جابـر قال : ( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه وعلا صـوته واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش ، يقول :صبَّحكم ومسَّاكم ، ويقول : بعثت أنا والساعة كهاتين ، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسـطىويقول : أما بعد .. فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد . وشـر الأمور محدثاتها . وكل بدعة ضلالة ) (اقتضاء الصراط المستقيم ص266) . وحديث أبي سعيد في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال : ( لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم . قلنا : يا رسول الله ! اليهود والنصارى ؟! قال : فمَن ؟! ) بدع الشهور : هناك بدع كثيرة يصعب حصرها في هذه العجالة ولكني أذكر نبذة منها : 1- استـقبال الرافضة شـهر محـرّم بالحزن والهم والخرافات والأباطيل ، فيصنعون ضريحاً من الخشـب مزيناً بالأوراق الملونة يسمونه ضريح الحسين أو كربلاء . وخلال هذا الشهر تمنع الزينـة فتضع النسوة زينتـهن ولا يأكل النـاس اللحوم وتشعل النيران ويتواثب الناس عليها والأطفال يطوفون الطرقات يصيحون : يا حسين ! .. يا حسين ! . 2- بدع صفر : كان بعض الناس يمتنعون فيه عن السفر أو إقامة أي حفل ، ويظهرون التشاؤم والتطير . 3- ربيع الأول : بدعة المولد ، أي إقامة احتفالات لمولد النبي -صـلى الله عليه وسلم- وكذلك ما يسمونه بليلة الإسراء والمعراج فتقام الولائم وتضاء الشموع وتصلَّى النوافل . 4- وفي شعبان:ما يسمونه ليلة النصف من ليلة البراءة؛حيث يعتقدون غفران الذنوب وإطالة الأعمار وزيادة الأرزاق . 5- بدع شهر رمضان : اهتمام الناس بالجمعة الأخيرة منه فيصلي مَن كان لا يصلي بقية أيامه . والصواب - الذي عليه المحققون من أهل العلم - النهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم ، وعن هذه الصلاة المحدثة ، وعن كل تعظيم لهذا اليوم من صنع الأطعمة وإظهار الزينة ونحو ذلك حتى يكون هذا اليوم بمنزلة غيره من بقية الأيام وحتى لا يكون له مزيَّة أصلاً . الخلاصة : خلاصة القول أننا نستفيد من هذه العجالة أموراً : * منها : أن الإسلام لم يشرع الاحتفال بولادة أو بموت أحد . * ومنها : أن هذه المناسبات قد تعددت حتى غدا الإسلام احتفالات وأعياداً . فقد يقول قائل : أنا أحتفل بيوم ولادة النبي - عليـه الصلاة والسلام - وقـد يقول آخر : أحتفل بيوم الهجرة ؛ لأنه بالهجرة فرَّق الله بـين الحق والباطل واعتز المسلمون وصارت لهم دولة ؛ فتستحق الاحتفال بها ، وإظهار التعظيم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - . وقد يقـول آخر : أنا أحتفل بيوم بدر؛ لأنـه يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ، يـوم أن نصر الله المسلمين على المشركين . وقد يقول آخر : أنا أحتفل بيوم فتح مكة يوم دخل الناس في دين الله أفواجاً . وقد يقول آخر : أنا أحتفل بيوم وفاته يومانتقل إلى الرفيق الأعلى ... وهكذا تتعدد الآراء ويتفرق النـاس على غيـر هدى ، ومن غير دليل شرعى يحسم النزاع ، ويوفر الجهد . (1) اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام ابن تيمية ، ص189 ، ط دار المعرفة . (2) مسند الإمام أحمد ، ج5 ، ص279-299 ، ومسلم في صحيحه في كتاب الصيام . |
|
الفقيرة إلى الله عضو فعال
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 02/11/2010
عدد المساهمات : 123
| #4موضوع: رد: العيد آداب وأحكام الإثنين نوفمبر 08, 2010 1:53 am | |
| |
|
عبدُاللهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709
| #5موضوع: رد: العيد آداب وأحكام الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 2:49 pm | |
| |
|