| الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي | |
|
التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #1موضوع: الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي الجمعة نوفمبر 12, 2010 1:23 am | |
| الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي الدرس الأول بسم الله الرحمن الرحيم المحاور التي سنتناولها - بإذن الله تعالى- مع شيخنا أولاً: أهداف مقرر الآداب الشرعية ثانيا: تعريف الآداب والأخلاق. ثالثا فضل حسن الخلق في القرآن والسنة. رابعاً: المؤلفات في الآداب قديماً وحديث خامسا الآداب المعينة على حسن الخلق. سادساً: هل الآداب والأخلاق مكتسبة أم طبيعية. نترك المجال لشيخنا. الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ما تعاقب الليل والنهار، وما غردت الأطيار، وما تفتحت الأزهار، عليه وعلى آله وصحبه من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان إلى أن يجمعنا الله بهم بمنه وفضله في دار الأبرار. أما بعد.... فتحية ندية مع غرة الآداب الشرعية في درس من دروس الأكاديمية عبر قناة المجد العلمية مع تلك الوجوه البهية مع هدي خير البرية نستضيء وإياكم بما تيسر في هذه الحلقة التي أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم فيها للعلم النافع والعلم الصالح وأن يرزقنا صالح الأخلاق إنه جواد كريم. في مدخل هذه الحلقة وهو مستهلها لابد لكل عمل من أهداف ودراستنا للآداب الشرعية لها أهداف مهمة جداً، ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يستحضره وأن يكون على بينة منها. أولاً: نحن ندرس الآداب الشرعية لبيان حسن الخلق من خلال الكتاب والسنة وهذا أهم ما ينبغي على المسلم. أن يغترف من معين كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنحن شعارنا: قال الله قال رســـوله *** قال الصحابة هم أولى العرفان وينبغي علينا -دائماً- في كافة أقوالنا وأعمالنا ودروسنا العلمية ومجالاتنا المعرفية أن نربطها بالكتاب والسنة ونحن نسعى -دائماً- إلى ما يسمى بإسلامية المعرفة. النقطة الثانية: ينبغي علينا من خلال دراستنا للآداب الشرعية أن نبرز المظهر الجمالي في الإسلام، وهذه نقطة مهمة جداً. الإسلام اليوم مع الأسف يتعرض لحملة تشويه، اتهام بالإرهاب، اتهام بالعنف، اتهام بأشياء كثيرة فينبغي علينا وفي ظل هذه الظروف أن نبرز الجانب الجمالي في الإسلام فالإسلام دين الخلق، دين المحبة، دين السلامن دين الوئام، ومن يتأمل كتاب الله وسنة نبيه كما سنأخذ في ثنايا هذه الحلقة سنجد هذا الجانب واضحاً جلياً. النقطة الثالثة: من خلال هذه المحاضرات وهذه الدروس - بإذن الله تعالى- سنتناول هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الآداب الشرعية ودعوة الناس للتأسي بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ويكون لنا قدوة في خلقه - عليه الصلاة والسلام- وتعامله مع الناس وسنأخذ - بإذن الله تعالى- نماذج كثيرة لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الآداب فكان -عليه الصلاة والسلام - بأبي هو وأمي- أكمل الناس خلقاً، يقول جرير بن عبد الله: (ما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وتبسم ) وهذا يا إخوة إذا نظرنا إليه لا شك أنه مظهر مشرق في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكل حياته مشرقة، ولأي إنسان تمر به لحظات من الحزن والغضب والكدر والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول جرير ما رآني إلا وتبسم يدل على ما يظهره النبي - صلى الله عليه وسلم - من حسن البشاشة والتودد إلى أصحابه، أيضاً أيها الإخوة إذا انتشرت الآداب بيننا وعرفنا الآداب الشرعية تسود المحبة والألفة بين الناس فلا شك أن المتأدبين بآداب الإسلام والمتخلقين بسنة خير الأنام تسود بينهم المحبة والوئام. نقطة مهمة جداً من الآداب وأجعلها أخيراً وهو أننا لا نوفي الآداب الشرعية بسبب انتشار كثير من الأخلاق المذمومة - مع الأسف- في بعض المجتمعات فأصبحنا في حاجة إلى بيان هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - والمتأمل في مجتمعات الناس اليوم يجد انتشار الكذب مع الأسف، يجد انتشار الغش، التزوير، السرقة، الرشوة، الغيبة، النميمية، شهادة الزور، عدم إعطاء الطريق حقه، عدم معرفة آداب النوم، عدم معرفة آداب الطعام و الشراب. ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يكون على بينة من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - لئلا يقع في المخالف من ذلك. هذا فيما تيسر عن الأهداف. نأخذ الآن تعريف الآداب والأخلاق الآداب لغة جمع أدب والأدب يعرفونه بأنه ما ينبغي فعله من محاسن الأخلاق. إذن ما هي الأخلاق؟ الأخلاق جمع خلق والخلق في لغة العرب هو السجية والصفة. وفي الاصطلاح: الأخلاق هي الصفات التي ينبغي الاتصاف بها، لكن ينبغي التنبه إلى أن كلمة خلق قد تطلق على الصفات الحسنة المحمودة، وقد تطلق على الصفات الذميمة المنبوذة، فأيضاً كلمة خلق -دائماً- تكون لأنه قد يقال فلان ذو أخلاق سيئة وقد ورد في كتاب الله تعالى ذلك ما يؤيد ذلك قال تعالى ﴿ إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ (137) ﴾ [الشعراء: 137]، فعاب الله - عز وجل - على أولئك عادتهم عاداتهم في عبادة الأصنام وأنهم على ما كان عليه آباؤهم فلذلك ينبغي التنبه إلى أن الأخلاق تطلق ويراد بها الصفات الحسنة في الغالب، إذا وصف شخص بأنه ذو خلق يدل على أنه اتصف بصفات الكمال والآداب الشرعية ومن قديم والناس يثنون على من اتصف بتلك الأخلاق وبيت شوقي لا زال محفوظاً لدى الكثير من الطلاب: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبو أولاً: أود أن أنبه إلى أن الأخلاق وردت في كتاب الله ووردت في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا يدل على أهميتها فما ذكره الله تعالى وما ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم - لا شك أنه من الأهمية بمكان، أيضاً ينبغي علينا أن نحرص كل الحرص على أن نحفظ ما تيسر من الآيات الواردة في الأخلاق، والأحاديث الثابتة في الآداب وأن نحرص كل الحرص على التطبيق العملي وأن نعطي القدوة الحسنة في حياتنا، فلا يكفي أن نعرف بالقول بل لا بد أن نضم إليه العمل وما أحسن ما قاله ابن مسعود " إذا سمعت الله - عز وجل - يقول ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ فأرع لها سمعك فإما خيراً تدعى إليه وإما شراً تنهى عنه " الأخلاق في القرآن جاءت على جانبين، الجانب الأول: ذكر الأخلاق في الجانب النظري أو ما نسميه في الجانب القولي يقول الله - عز وجل - واصفاً نبيه - صلى الله عليه وسلم - ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) ﴾ [القلم: 4]، فالله - عز وجل - أثنى على النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكارم الأخلاق وبحسنها وعظيمها فوصف النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه على خلق عظيم وجاءت أيضاً في جانب آخر وهو الجانب الثاني الجانب العملي أو التطبيقي كتاب الله - عز وجل - مليء بكثير من الآداب والأخلاق الشرعية من يتأملها في كتاب الله - عز وجل - يجد آداب الجلوس، آداب الطعام ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31]، آداب الاستئذان، آداب النجوى وعدم التناجي بينهم يجد أيضا في قصة لقمان حينما أوصى ابنه من الحكماء بعدد من الوصايا التي تدل على أهمية الاتصاف بالأخلاق ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ﴾ [لقمان: 19]، محفوظة لدى الكثير - ولله الحمد- أيضاً تناول القرآن بر الوالدين، صلة الأرحام، النهي عن القطيعة كل ما يتعلق بالإحسان إلى ذي القربى ومواساتهم، والإحسان إلى الفقراء، ولذلك عائشة -رضي الله عنها- لما سئلت عن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم -وقد سألها سعد بن هشام -رضي الله عنه- قالت أولست تقرأ القرآن؟ كان خلقه القرآن تعني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد اتصف بما جاء في كتاب الله - عز وجل - من القرآن ولذلك نجد أن النبي - صلى الله عليه وسلم -في سيرته ذكر الأخلاق والآداب كثيرا ومن ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة ) وهذا يدل على منزلة الأخلاق أرأيتم الرجل الخلوق يصل في منزلة عند الله - عز وجل - إلى درجة الصائم القائم ، وهذه لا شك أنها درجة ورتبةعالية كما ثبت بذلك الحديث في سنن أبي داود وغيره أيضا سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: (تقوى الله وحسن الخلق) انظر قرن التقوى بحسن الخلق ولا شك أن القرن بين الأمرين واقترانهما معا يدل على أهميتهما ومنزلتهما عند الله -عز وجل- والحديث صحيح رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه. أيضا النبي - صلى الله عليه وسلم - أثنى على المتأدبين المتخلقين بالأخلاق الحسنة ووعدهم بوعد كريم منه - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاق) فأحب الناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقربهم مجلساً إليه وعنده يوم القيامة من كان حسن الخلق رواه الترمذي. نخرج من هذا بأهمية الاتصاف بالأخلاق الحسنة والحرص على تطبيقها ولذلك كان الصحابة- رضوان الله عليهم- كانوا إذا سمعوا عشر آيات من القرآن لم يتجاوزوها حتى يعملوا بما فيها فيتصفوا بما فيها إن كان حلالاً وحراماً الحلال يعملوه و الحرام يجتنبوه وإن كانت آداباً فعلوها وكلكم تذكرون عدداً من الآداب التي أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها أصحابه كما حثهم على الصدقة فبادروا إليها ونحو ذلك مما سنأخذه في ثنايا هذه الحلقة، واستمر الخلفاء والأدباء والعلماء قديماً على هذا فكان كثير من الخلفاء يسلمون أولادهم إلى المؤدبين يؤدبونهم فكان أحد الخلفاء يقول للمؤدب- يختار أحد العلماء ليأدب ولده ومعنى يؤدبه يعني يعلمه الآداب- يقول: حفظه القرآن وعلمه البيان وأدبه بآداب الرجال. وهذا يدل على أهمية الآداب وأنهم كانوا منذ الصغر يتأدبون بهذا. بقي أن أنبه إلى نقطة مهمة قد تنتشر بين طلاب العلم وهو أن هناك حديثاً انتشر على الألسنة ينسبونه للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ﴿أدبني ربي فأحسن تأديبي ﴾ وهذا يكتب في بعض كتب الآداب والأخلاق وهذا سئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى في المجلد الثامن عشر في الصفحة ثلاثمائة وخمس وسبعين فقال: المعنى صحيح وليس له إسناد ثابت. إذن هذا الحديث لا يصح إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً وليس له إسناد ، لكن معناه صحيح أن الله – عز وجل- أدب نبيه - صلى الله عليه وسلم - فأحسن تأديبه كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ وسورة الضحى من يقرؤها يجد فعلاً مصداق ذلك في قوله تعالى: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى (7) ﴾ [الضحى: 7] وهي محفوظة لديكم- نسأل الله للجميع التوفيق والاتصاف بمحاسن الأخلاق. هناك من صرف الله قلوبهم عن هذا الدين ولكن نجد فيهم تمسكا بالأخلاق الموجودة لدينا في تعاليم ديننا كالصدق والوفاء والدقة في المواعيد وغير ذلك من هذه الأشياء ألا ترى أنا نحن أولى بهذه الأخلاق من غيرنا؟ نشكر السائل على هذا السؤال وهذا يتردد كثيراً ولا سيما في أوساط المثقفين، يقولون: إنكم تتكلمون عن الأخلاق ولا تطبقونها بينما نجد في الدول الغربية التزاماً بالمواعيد ونحو ذلك أولاً: يا إخوة العيب ليس في الإسلام كما قيل: * نعيب زماننا والعيب فينا * العيب فينا، نحن الذين قصرنا في الاتصاف بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وقصرنا أيضاً في اتباع الأخلاق الحسنة. ثانياً: هؤلاء خاصة في الدول الغربية غير المسلمين يتصفون بهذه الصفات أولاً لأهداف مادية في الغالب يريد أن يكسب كسباً مادياً لكي يستطيع الحصول على ذلك تجد أنه ينضبط في مواعيده يلتزم معك بالصدق ونحو ذلك. لكن حقيقة لنكون صادقين هؤلاء الذين يتصفون بالأخلاق هم- مع الأسف - من أكثر الناس شراسة وعداوة للإسلام وهم أكثر الناس - مع الأسف- دموية ومن يشاهد التاريخ المعاصر يجد أنهم في كثير من الجوانب - نسأل الله العافية- لا يرحمون وعندهم كثير من الظلم وإذا دخلوا بلاد المسلمين يفعلون أشياء لا تحمد عقباها أيضاً انتشرت بينهم كثير من المحرمات الزنا، اللواط، شرب الخمر، المسكرات، الميسر، القمار، فعندهم أشياء كثيرة أفعال عنف عديدة بينهم، فليسوا متصفين بذلك، فمن روائع حضارة الإسلام أنه جبل الناس على الخلق الحسن لكن الناس قصروا في هذا وهذا طبعاً يعاب فيه الناس لا تعاب فيه الشريعة ولا الاتصاف إنما يعاب فيه عدم الالتزام بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقصير الناس في ذلك. معنا سؤال: يقول السلام عليكم ورحمة الله: كيف يستفيد سيء الخلق باكتساب الخلق الحسن؟ نشكره على تواصله وهذا حقيقة يدل على أن العلم رحم بين أهله فالحمد لله تيسرت وسائل في هذا الزمن لطلب العلم، ويجب علينا - أيها الإخوة- أن نحرص على تطويع التقنية والاستفادة من الوسائل الحديثة التقنية في خدمة العلم وتيسيره للعلماء فقديماً كانوا يرحلون في طلب العلم ويخرجون الشهور والأعوام الآن- ولله الحمد - عبر مواقع الإنترنت وعبر القنوات الفضائية وعبر الأشرطة والمؤلفات العلمية صار العلم رحماً بين أهله، يسأل الأخ عن هذا أقول كما قال الأول: ** وبضدها تتميز الأشياء ** فيستطيع الإنسان أن يكون حسن الخلق إذا عرف أن هذه الصفة الذميمة مجلبة للسيئات ممحقة للبركة فإنه يحرص على اجتناب الكذب، يجتنب الغيبة، يجتنب النميمة، ويحرص على لزوم الصدق فإنه حينئذ يوفق للخير ويستحضر الأجر في هذا وسيرد- إن شاء الله - في أثناء هذه الحلقة الأسباب المعينة على الاتصاف بالآداب الشرعية بتوفيق الله تعالى. بعد أن استعرضنا فضل حسن الخلق في القرآن والسنة في الواقع هناك تساؤل: كثيراً ما نسمع الآيات والأحاديث النبوية في هذا الجانب لكن هناك نفتقد إلى جانب التطبيق العملي فالآيات والأحاديث التي يحفظها الأبناء كثيرة جدا في هذا الجانب وفي الأخلاق لكن لا تأتي إلى المرئ حتى يطبقها في أرض الواقع فلو وجهت يا شيخ كلمة بأن هذه الأخلاق يجب أن نراها على أرض الواقع حية. هذه نقطة مهمة جدا وهو أنه لا ينبغي الاكتفاء بقراءة الآيات والأحاديث ولا نقتصر على معرفة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا دون أن نعمل ويقول عمرو بن قيس وهو تابعي إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله وينبغي لكل مسلم أن يقرن القول بالعمل ولذلك يقول يحيى بن أبي كثير«العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل » والخطيب البغدادي ألف كتاباً اسمه: اقتضاء العلم للعمل فينبغي لكل مسلم أن يعمل والله - عز وجل - يقول: ﴿ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ (3) ﴾ [الصف: 3]،فينبغي للإنسان أن يقول ويعمل ويصدق بهذا ولا يخالف قوله فعله. النقطة الثانية: ينبغي أن يستحضر الأجر في العمل وأن يستحضر الوزر في ارتكاب السيئات والمحرمات وما يقع بسبب. والنبي - صلى الله عليه وسلم - في الكذب والنميمية وما يتعلق بحصائد الألسنة قال: (وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم ) هذا يدل على عظم الكذب، وأنه يكون سبباً- نسأل الله العافية- الرجل يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا فيهوي بها في النار سبعين خريفاً . وهذا لا شك أنه عذاب عظيم وعقوبة شديدة لمن تأملها بقلب خاشع خائف نسأل الله للجميع السلامة والتوفيق. هل يوجد لدينا تساؤل من الإخوة؟ ذكرتم حديث (أدبني ربي فأحسن تأديبي )وذكرتم قول شيخ الإسلام - رحمة الله عليه- إنه صحيح المعنى، لكن ليس له إسناد. ما موقفنا من الأحاديث المشابهة لهذه القاعدة؟ هذا سؤال مهم جدا تنبيهي أشكر الأخ السائل عليه يدل على يقظة وفطنة واهتمام وهو أيها الإخوة انتشرت بين الناس أحاديث كثيرة ليست بصحيحة وهذه يسمونها في السنة النبوية الأحاديث المشتهرة وهناك أحاديث تنتشر على ألسنة بعض الناس سواء في بعض الكتب الدراسية أو سواء في اللوحات أو سواء في بعض الصحف والمقالات وهذا طبعاً لو وجه فيه إلى تقصير الناس في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعدم تتبعهم لتخريج الأحاديث ومعرفة صحيحها من سقيمها لكن لا ينبغي أن نحمل الناس -دائماً- لأنه ليس كل الناس من المتخصصين في السنة أو عندهم قدرة على التخريج مع أنه تيسرت وسائل الاتصال عن طريق الحاسب الآلي ومعرفة صحيحها من سقيمها، مع الأسف يا إخوة تنتشر أحاديث بين الناس يظنون أنها صحيحة مثلا حديث (النظافة من الإيمان) يقولون: هذا حديث.ما هو بحديث، لكن هذا قول من الأقوال فما هو الحديث؟ الحديث (الطهور شطر الإيمان) ولماذا قالوا النظافة حديث؟ لأن الناس يقولون إنه حديث والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من حدث عني بحديث كذب ) فالرسول - صلى الله عليه وسلم - وصف الحديث الكذب بأنه حديثه فلا مانع أن نقول: إنه حديث لأنه مجرد كلام كما قال تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) ﴾ [الزلزلة: 4]، فهذا مجرد كلام يقولون مثلا: نجد في بعض الكتب خاصة الكتب الدراسية «اطلبوا العلم ولو في الصين» هذا ليس بحديث بل هو حديث باطل ولا يمكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر صحابته أن يطلبوا العلم في الصين هي بلد وثنية، لا يمكن. يقولون اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد هذا أيضا يقولون في الأسماء «خير الأسماء ما عبد وحمد» لا (خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن) وهكذا أحاديث كثيرة انتشرت بين الناس مع الأسف كيف أعرفها؟ هناك شباب من الإخوة الدارسين والأخوات الدارسات عبر الشاشات كتب ألفها العلماء في الأحاديث المشتهرة من أفضلها كتابان كتاب اسمه" المقاصد الحسنة فيما اشتهر على الألسنة من الأحاديث" من للإمام السخاوي وكتاب اسمه "كشف الخفى ومزيل الإلباس عما انتشر من الأحاديث على ألسنة الناس" للإمام العجلوني وهو كتاب مطبوع في مجلدين وهو قرابة ألفي حديث فهو حقيقة كتاب مفيد، وطبعاً الإمام السيوطي كعادته يؤلف في كل فن له كتاب اسمه "الدرر المنتثرة من الأحاديث المنتشرة" كتاب قيم ومفيد في هذا . |
|
| |
التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #2موضوع: رد: الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي الجمعة نوفمبر 12, 2010 1:23 am | |
| الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي الآن نتناول المحور الرابع: الأساب المعينبة على حسن الخلق أول سبب: قراءة الآيات القرآنية وتدبرها: ينبغي علينا أن نقرأ القرآن قراءة متدبرة لا نكتفي بالقراءة النظرية أو البصرية فقط باللسان بل لا بد أن نجمع بين اللسان والجنان فنجمع بين القول والعمل وأن نتدبر الآيات القرآنية فكلما قرآت آية فيها حث على الاتصاف بصفة من الأخلاق الحسنة وكلما قرآت آية فيها تنفير من خلق سيء يقول تعالى: ﴿وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْض ﴾ [الحجرات: 12] . احرص كل الحرص على البعد عن هذه الأخلاق المذمومة وعدم الوقوع فيها وهذا هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه لما نزل تحريم الخمر قال الصحابة: انتهينا انتهيا وأهريقت في المدينة ولم يستأذن النبي- صلى الله عليه وسلم - في تأخير الحرمة أو يمهلهم أو غير ذلك وغيرها، لما فرض الحجاب قالت عائشة: فخرجت الصاحابيات متلفحات بمروطهن لا يعرفهن أحد فهذا يدل على سرعة الاستجابة لأوامر الله - عز وجل . السبب الثاني: حفظ ما تيسر من الأحاديث الواردة في الآداب والأخلاق: لكي أتصف بالآداب لابد أن أحفظ الأحاديث وإلا ماذا؟ فأنتم تعرفون أي شخص يريد أن يصنع صناعة لا بد أن يقرأ الكتالوج أو الدليل كما يسمى أو يتعلم فكيف أحث الناس على الخلق وأنا ما أعرف ما هي الأحاديث. لا لابد أن أقرأ في كتب الأخلاق كما سنأخذ بعد قليل كتب الآداب أو فيما يرد في ثنايا بعض الكتب مثل رياض الصالحين وغيره ترد فيه أحاديث كثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إما في فضل حسن الخلق أو في الاتصاف ببعض الأخلاق التي يحث عليها النبي- صلى الله عليه وسلم - من بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان للأيتام، أو الحذر من الأخلاق المذمومة من عقوق الوالدين، من التولي يوم الزحف، من قذف المحصنات ونحو ذلك من السبع الموبقات أيض ثالثاً: استحضار الأجر العظيم في حسن الخلق، إذا عرفت أن حسن الخلق أثقل ما يكون في الميزان عند الله - عز وجل - يوم القيامة لا شك أنك تستحضر هذا الأجر العظيم وحينئذ تبادر إلى الثواب الجزيل. رابعاً: تربية الأولاد على التربية الحسنة منذ الصغر، ينبغي على الآباء والأمهات وأنا أوصي الأخوة المشاهدين والمشاهدات أن يتقوا الله - عز وجل - في أولادهم وبناتهم وهي مسئولية وأمانة في أعناقهم يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ آية: ([color=#000080]6)] كيف أقي نفسي وأهلي من النار؟ بتعليمهم آداب الإسلام والأحكام من الحلال والحرام وتحذيرهم من السيئات والحذر عليهم والخوف عليهم مما يؤدي بهم إلى دخول النار . أيضاً الابن كما يقول الغزالي وغيره من علماء الإسلام: أنه كالعجينة في يدك لا يزال لينا طرياً استطيع أن أشكله كما أريد فأعود ابني على الحذر من الكذب ولو كذب أعاقبه عقاباً مناسباً لا يكون عقاباً موجعاً إنما أحرمه من مصروف، أمنعه من شيء لكي يحذر. أعود ابني على السلام وفضل التسليم، أعود ابني على السلام باليد اليمنى الأكل باليد اليمنى قراءة آيات قبل النوم ، تعوده على آداب النوم، على بر الوالدين والإحسان للكبار وهكذا يتعود الطفل منذ صغره على بعض الآداب والأخلاق الإسلامية ينشأ عليها ولذا يقول الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان فينا *** على ما كان عوده أبوه ويقول الشاعر الآخر: قد ينفع الأدب الأولاد في صغر *** وليس ينفعهم من بعده الأدب وكلنا نعرف أن الغصون إذا استوت وكبرت يصعب تعديلها لكن الأشجار إذا كانت طرية يسهل فيها التعديل، وقديماً قالوا: العلم في الصغر كالنقش في الحجر. وهذا بالمناسبة تراه من قول الحسن البصري ولا يصح حديثاً للنبي - صلى الله عليه وسلم - مع الأسف يكتب في بعض الكتب: حديث شريف أو يرفعون للنبي - صلى الله عليه وسلم - العلم في الصغر كالنقش في الحجر، هذا من كلام الحسن البصري- رحمه الله. أيضاً أيها الأخوة مما ينبغي علينا أن نعتني به في مسألة الأسباب المعينة على الآداب الحرص على مصاحبة الأخيار فالإنسان إذا صاحب رجل خير متصف بالخلق الحسن لا شك أنه يحرص على الاقتداء به. وأنت تلاحظ الآن كثيراً من الأصدقاء الذي تصاحبهم تشاكلهم أنت وتقتدي بهم دون أن يقولوا لك، تجد أنك ترى رجلا حسن المظهر فتحرص على أن يكون لباسك حسن المظهر تجده بشوشاً تجده مساعداً للفقراء تجده باراً بوالديه فتجد إن الصفات تقتدي بها دون أن يقول لك، وإن حصل أنه يحثك على ذلك لا شك أنه أنفع لك ، وفضل المجالسة وفضل الجليس الصالح وأنه كحامل المسك لا أظنه أنه يخفى على أحد ، والأخلاء ينبغي أن يكونوا كلهم من المتقين والحذر الحذر أن تصاحب صاحب سوء، والحسن البصري يقول لولده: يا بني اصحب الأخيار، إنك إن تحمل الحجارة مع الأخيار خير من أن تأكل الحلوى مع الأشرار ، ما معنى قول الحسن البصري ، يقول: الأخيار هؤلاء ولو حملت معهم الحجارة مع أنها شاقة فإنها في سبيل الله وفي خير أكيد إما في بناء مسجد وإلا في إزالة ضرر في طريق أو نحو ذلك، لكن الأشرار لو أطعموك الحلوى فإنهم يدسون لك السم في العسل وهذه الحلوى اليوم يتبعها غدا أمور لا تحمد عقباها فإنهم يزينون لهم ذلك - نسأل الله العافية- ولذلك يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ( المرء على دين خليله ) ويقول -عليه الصلاة والسلام- (لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي) فينبغي للإنسان أن يحرص على هذا ولذلك كان الشاعر يقول: عن المرء لا تسل وسل عن قرينه *** فكـل قرين بالمقـارن يقـتدي ويقول الآخر: يقاس المرء بالمرء *** إذا ما المرء ماشاه فكم من جاهل أردى *** حليما حين آخــاه ومع الأسف - أيها الإخوة- ما أوقع كثيرا من الناس من الطلاب والطالبات في مساوئ الأخلاق إلا بصحبتهم للسيئين، وإلا ينظر أن البيت أو المسجد يُعوِّد على الأخلاق السيئة لكن معه الأسف يأتي من بعض أصدقاء السوء أو صديقات السوء من يزين لهم بعض المنكرات ويحببها إليهم ومع الأسف يتدرجون تدريجياً ويقول افعل هذا هذا شيء يسير هذا شيء يفرحك هذا شيء مناسب مع الوقت مع الأسف يجد أنه انحرف واتصف بصفات سيئة فينبغي للإنسان أن يحرص. ولذلك جاء في الحديث كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ( إنه لا يهدي إلى صالح الأعمال إلا أنت ) ولذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) فينبغي علينا أن نحرص وأن ندعو الله - عز وجل - أن نكون من المتصفين بصالح الأخلاق نسأله - عز وجل - أن يوفقنا لصالح الأخلاق ومعالي الآداب أنه جواد كريم. هل الآداب وحسن الخلق يدخلون الإنسان الجنة إذا كان من مرتكبي الكبار؟ مسألة دخول الجنة أمرها عند الله - عز وجل - مذهب أهل السنة لا نشهد لأحد بجنة ولا بنار إنما نرجوا للمحسن الثواب ونخاف على المسيء من العقاب لكن نحن نقول: لا شك أن المتصف بالأخلاق الحسنة له أجر وثواب لكن ينبغي عليه الحذر من الكبائر و النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكثير من الأحاديث وعد بالمغفرة والثواب ما لم تغشَ الكبائر ولذلك مما يقع فيه بعض الناس- هداهم الله- يأخذ بعض الأحاديث جزئياً ويترك بقيتها مثلاً قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ( الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما ) فتجد بعض الناس - هداهم الله- يحافظ على صلاة الجمعة فقط ويترك الصلوات الأخرى إما تركاً للجماعة فإذا سألت عن هذا يقول: الرسول يقول: ( الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما ) أنا طبقت الحديث. أنت مثل الذين يقولون: ويل للمصلين، اتقِ الله وخذْ الحديث من أوله، ولا تكن كالذين يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ما هو الحديث من أوله ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة والعمرة إلى العمرة مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم ، اشترط النبي - صلى الله عليه وسلم - حافظوا على الصلوات الخمس كلها واجتناب الكبائر وأن يحرص المسلم كل الحرص على حسن الخاتمة وألا يختم له بسوء بل يحرص كل الحرص أن يسأل الله - عز وجل - أن يختم له بخير ومن أصر على كبيرة ووقع فيها لا شك- نسأل الله له العافية - يخشى عليه من الخاتمة السيئة. ما هي الآثار التي تترتب على التمسك بالأخلاق الإسلامية التي أعطانا الله إياها؟ أنا أشيد بسؤال الأخ السائل لا شك أن السؤال مهم وهو أن الاتصاف بالأخلاق يكون له آثار: أولها: على الفرد نفسه ثانيها: عند الناس فتجد الشخص المتصف بالأخلاق الحسنة: أولاً: يحظى بثناء الناس واحترامهم وتقديرهم له. أيضاً يكون وقوراً رجلاً جاداً وقوراً. أيضاً تجد أنه إذا تقدم إذا خطبة أحد أو يستدين مبالغ من أحد يثنى عليه فيقال فلان نعرف عنه كل خير، نعرف عنه أنه لا يعرف منكرات ولا يخالف الآداب ولا نحو ذلك. أيضاً النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( أنتم شهداء الله في أرضه ) يشهد له الناس بالخير من رأوه متصفاً بالآداب الحسنة بالمحافظة على الأخلاق الفاضلة لا شك أنه يعد من أهل الخير ويثنى عليه. أيضاً يسود بين الناس الخلق الحسن فتعم المودة والرحمة بين الناس والاتصاف بهذه الأخلاق ولذلك الإسلام حث على هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - حث على إكرام الجار والإحسان إليه كي تسود المودة بين الجيران وسنأخذ - بإذن الله تعالى- آداب الجوار في مستقبل الحلقات - بإذن الله تعالى. المحور الخامس : المؤلفات التي ألفت في الآداب قديماً وحديثاً: المؤلفات هي وعاء العلم وينبغي على كل طالب وطالبة أن يحرص - دائماً- على الارتباط بالكتب ولا شك أنهم ذكروا قديما أن الكتب أوعية العلم فينبغي علينا أن نحرص على أن نوفر في مكتباتنا المنزلية عدداً من المؤلفات في الآداب الشرعية لكي نرجع إليها قراءة وتدبراً وعملاً وتطبيقاً والمؤلفات كثيرة وأنا أعتذر للإخوة كتبوا لي في منتدى الأكاديمية عدة استفسارات عن عدم تقرير كتاب معين ، السبب أنه لا يوجد كتاب واحد فقط في الآداب ولله الحمد أن المكتبة الإسلامية مليئة بالكتب العديدة في المؤلفات ويصعب أننا نقرد كتابا ونترك غيره ولكن إن شاء الله في مستقبل الحلقات سنأخذ من كل كتاب ما تيسير وسنذكر بعض المؤلفات والمراجع بحيث يستفيد طالب العلم من عدد كبير من المؤلفات فتكون - بإذن الله تعالى- مكملة بعضها لبعض وتعرفون المؤلفات منها الموسع ومنها الوسيط ومنها المختصر ولكني أوجز الكلام فأقول المؤلفات في الآداب تنقسم إلى قسمين: هناك مؤلفات في آداب مخصوصة منها كتاب: أخلاق حملة القرآن للآجري هذا في آداب حملة القرآن، وكتاب آخر للنووي اسمه التبيان في آداب حملة القرآن، وأنا أنصح بكتاب النووي فإنه كتاب ميسر ومفيد والإمام النووي من الأئمة المباركين الموفقين الذين حظوا بقبول وانتشار كتبهم لا يكاد يخلو بيت من بيوت المسلمين من كتاب من كتب النووي وهذا لا شك أنها منقبة لهذا الإمام-رحمه الله- ولا أظن بيتاً من بيوت المسلمين أو مكتبة من مكتباتهم إلا وفيها رياض الصالحين وفيها الأربعون النووية وفيها كتاب الأذكار وكان السلف قديماً يقولون: بع الدار واشتري الأذكار ، لو تبيع بيتك وتشتري الأذكار فأنت رابح. وشرح صحيح مسلم مشهور والتبيان وغيرها طبعاً من الكتب المشهورة للإمام النووي - رحمه الله- أيضاً عندنا كتاب اسمه آداب المعلمين للقاضي سحنون المغربي المالكي المشهور وهذا خاص بآداب المعلمين من الأساتذة. أيضاً كتاب آداب القاضي للإمام القاضي المواردي. أيضاً كتاب الإمام الآجوري اسمه: أخلاق العلماء. هذه كلها تسمى كتب مخصوصة هناك أيضاً يلحق بهذه المؤلفات المعاصرة في آداب الطعام والشراب، آداب النوم، آدب اللباس، آدب الطريق. كل هذه - والحمد لله- الآن كتب كثيرة خرجت في الأسواق وهذه تسمى كتب آداب شرعية مخصوصة يعني خصت باباً أو فئة من العلماء أو من طلاب العلم بالتأليف من هذا النوع. النوع الثاني: آداب شرعية عامة وهذه بحمد الله ألفت فيها مؤلفات كثيرة ومكتباتنا حافلة بها من أشهر المؤلفات العامة: كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري وهو كتاب يحوي أحاديث مسندة متصل سندها من الإمام البخاري إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تتناول الآداب الشرعية وأود أن أنبه إلى أن كتاب الأدب المفرد ليس مرتبطاً بصحيح البخاري. بعض الناس يظن أن كتاب الأدب في صحيح البخاري جاء البخاري واستله وجعله مفرداً. لا... هذا كتاب وهذا كتاب. أيضاً كتاب الأدب المفرد لم يلتزم البخاري فيه بالصحة ليس كل ما في كتاب الأدب المفرد صحيحاً بل فيه الصحيح وفيه الحسن والبخاري لم يلتزم بالصحة إنما التزم بإيراد الأحاديث بأسانيدها في باب الآداب في موضوعها فقط فيتنبه إلى هذا. أيضا كتاب الإمام البيهقي اسمه كتاب الآداب مطبوع في مجلد واحد وكذلك كتاب البخاري مطبوع في مجلد واحد أيضاً هناك كتاب أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - للإمام أبي الشيخ الأصفهاني، أيضا هناك كتاب أدب الدين والدنيا للإمام المواردي أيضا هناك كتاب مهم وقيم في هذا الباب اسمه: الآداب الشرعية للإمام ابن مفلح الحنبلي وهو مشهور من فقهاء الحنابلة من علماء القرن الثامن اسم الكتاب: الآداب الشرعية مطبوع في ثلاثة مجلدات وطبع فيما بعد بعدة تحقيقات الطبعة المشهورة له في ثلاثة مجلدات تناول فيه كثيراً من الآداب واعتنى فيه بإيراد الآيات والأحاديث والآثار ميزة كتاب ابن مفلح كثرة الآثار عن السلف -رحمهم الله- من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ولا سيما الآثار المروية عن الإمام أحمد وعن أئمة وفقهاء الحنابلة في زمانه. أيضاً هناك كتاب مهم وقيم اسمه: غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للإمام السفاريني ، شرح فيه منظومة الآداب للإمام الماوردي، فالمنظومة للإمام الماوردي شرحها الإمام السفاريني ، في كتاب غذاء الألباب، أيضا هناك كتاب قيم ونافع اسمه منهاج القاصدين للإمام ابن الجوزي، معروف الإمام أبي الفرج بن الجوزي مشهور بكتبه الكثيرة خاصة في المواعظ والآداب والسلوك والرقائق اختصر هذا الكتاب الإمام أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة وليس صاحب المغني إنما هو ابن قدامة آخر ، في كتاب اسمه مختصر منهاج القاصدين في كتاب اسمه مختصر منهاج القاصدين ، وأنا أنصح بالمختصر أكثر، وأتمنى من الإخوة أن يستفيدوا بالكتاب المختصر أكثر من استفادتهم من الكتاب الأول؛ لأن كتاب المختصر اعتنى الإمام ابن قدامة فيه بتحريره والاقتصار فيه على الآداب الشرعية المهمة. في هذا العصر- ولله الحمد- اعتنى علماء الإسلام بتأليف مؤلفات كثيرة في الآداب والمكتبة الإسلامية حافلة بمؤلفات عديدة مفيدة ونافعة في الآداب مشهورة منها كتاب خلق المسلم للشيخ محمد الغزالي وكتاب دستور الأخلاق في القرآن للشيخ محمد عبد الله دراز- رحمه الله- والأخلاق الإسلامية للشيخ عبد الرحمن حسن حبنك الميداني. أيضا في هذا العصر صدرت موسوعتان لعلي أتوقف عندهم قليلاً ، وهذا يدل - ولله الحمد- على قيام علماء الإسلام في هذا الزمن بواجب كفائي وهو جمع الآداب في موسوعة وكثيراً ما كانوا ينادون بجمع الآداب والأخلاق في موسوعات علمية - بحمد الله- في هذا الزمن وفي هذه البلاد المباركة في المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومؤئل العلم ألفت موسوعتان مهمتان: موسوعة القيم والأخلاق العربية الإسلامية وتقع هذه الموسوعة في اثنين وخمسين مجلداً ، وقد طبعت هذه الموسوعة بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل ابن عبد العزيز - جزاه الله خيراً- وأشرف على طباعتها وتأليفها الدكتور مرزوق بن سليمان بن تنباك، والموسوعة مشهورة في المكتبات العلمية والمكتبات الوطنية لكن -كما قلت لكم- موسوعة كبيرة وميزتها التوسع والاستفاضة في هذا أيضا هناك موسوعة ثانية مهمة ومفيدة اسمها: نظرة النعيم في مكارم وأخلاق الرسول الكريم هذه الموسوعة صدرت من أم القرى في مكة المكرمة أشرف عليها معالي الشيخ صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى وساعده عدد من الباحثين وصلوا إلى ثمانين باحثاً وأستاذاً أكثرهم في جامعة أم القرى وفي الكليات في مكة المكرمة تمتاز هذه الموسوعة أنها تقع في اثني عشر مجلداً ، مع الفهارس رجعوا إلى ألف مرجع ، اشتغل فيها أكثر من ثمانين عالماً ومفكراً ولا شك أن هذه تعد مزايا لهذه الموسوعة استفادوا منها. أيضاً من المؤلفات المناسبة التي أود أن أشير إليها هناك كتاب مطبوع اسمه كتاب الآداب للشيخ فؤاد الشلهوب، تناول الآداب وركز على الآداب الواردة في الكتاب والسنة واعتنى بإيراد الأدلة وهناك كتاب اسمه آداب المتعلمين تناولت فيه الآداب التي ينبغي لطالب العلم الاتصاف بها وذكرت ما يتيسر من الآداب التي ينبغي على طلاب العلم وطالباته أن يحرصوا عليها وحرصت على ذكر ما تيسر من الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح في طلب العلم هذه إلماحة في عجالة حقيقة وإلا لا شك الكلام في المراجع والمؤلفات يطول لكن نقتصر على هذا محافظة على وقع البرنامج. بالنسبة لمنهج الدرس يكون المتابع عن طريق المحاضرات هذه والتدوين معك والاستذادة ؟ سأذكر في كل محاضرة وفي كل درس المراجع التي ينبغي ويستحسن الرجوع إليها وسأنبه في نهاية كل حلقة أيضا إلى الأدب الذي سنأخذه في المحاضرة القادمة لكي يكون الطلاب والطالبات والدراسين والدارسات على بينة مما سندرسه في المحاضرة القادمة والدرس القادم بتوفيق الله تعالى. هل يوجد كتب في التحذير من الأخلاق السيئة؟ أنا أشيد بهذا السؤال، هناك مؤلفات وإن كانت قليلة في التحذير من الأخلاق قديما للإمام الخرائطي من علماء القرن الرابع توفي 327هـ ،له كتاب اسمه: مساوئ الأخلاق، في هذا العصر فيه مؤلفات كثيرة يمكن للإخوة يراعوها في المكتبات كتب في التحذير من الحسد التحذير من الغيبة التحذير من عقوق الوالدين التحذير من قطيعة الرحم توجد مؤلفات وأجزاء في العديد من المكتبات لبعض المعاصرين المهتمين بهذا نسأل الله لهم التوفيق. إذا كنت في نعمة فدارها فإن النعم لا تدوم. هذا القول هل هو حديث أو قول؟ ما حكم إخلاص النية لله في التحلي بالآداب والأخلاق الشرعية؟ الذي يظهر لي أن هذا بيت من الشعر ليس حديثا استشهد به ابن القيم إذا كنت في نعمت فارعها *** فإن المعاصي تزيل النعم أما السؤال الثاني: الحلقة القادمة ستكون في أول أدب وهو الإخلاص سنأخذه بالتفصيل - بإذن الله تعالى- ونخشى أن نكون كما قال بعض الفقهاء من تعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه فلا نحرمه- إن شاء الله- ونؤكد على فضل الإخلاص؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5]، ولا شك أن العبادة لها شرطان أساسيان الإخلاص والمتابعة فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أشار لهذا في حديث ( إنما الأعمال بالنيات).وسيأتي له تفصيل - بإذن الله تعالى. بالنسبة لقراءة كتب السلف – رحمهم الله – في السير وقبل ذلك سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – ما مدى تأثيرها في الشخص حيث يكتسب هذه الأخلاق التي تخلق بها النبي – صلى الله عليه وسلم – وكذلك الصحابة والسلف الصالح ؟ أحسنت. سؤال مهم هذه نقطة مهمة جدا وهي مفيدة؛ لأن أهم وسائل اكتساب وسائل حسن الخلق قراءة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرة أصحابه وكان السلف يقولون: من قرأ في كتب الرجال فكأنه معهم. وكانوا يحثون كثيرا على القراءة في أخبارهم ، يعني فهؤلاء إن لم نكن صحبناهم فصحبنا أخبارهم ، وألفت كتب كثيرة في القدوة الحسنة لاسيما في سير الصالحين سواء في العبادة أو في الزهد في الورع وكلما قرأ أحد منا قال: أين نحن من هؤلاء يحتقر نفسه حقيقة إذا رأى ما عليه السلف من طول القيام، من إحسان للناس وكثرة صدقة والتبتل إلى الله - عز وجل . |
|
| |
التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #3موضوع: رد: الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي الجمعة نوفمبر 12, 2010 1:24 am | |
| الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي فأنا أشيد بهذا السؤال وأشكر الأخ السائل وأتمنى من الإخوة – دائماً لا سيما في هذه الإجازة- أن يخصصوا جزءاً من أوقاتهم للقراءة في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم في سيرة أصحابه- رضوان الله عليهم- ثم في سير التابعين ويستفيدوا من كتب أهل العلم وكل بحسبه، من كان متقدماً في العلم فيقرأ في الكتب الموسعة في هذا ومن كان مبتدئاً على مصاف الطلب وفي مقاعد الدراسة فيقرأ في المختصرات والكتب الوسيطة المناسبة في هذا والآباء والأمهات على بينة من ذلك نسأل الله للجمع التوفيق. ما هي آداب الصغار، عدد لنا بعضاً منها. أريد أن يوضح لنا الشيخ ماهي آداب طالب علم من التواضع والأخلاق الحسنة وعدم الرياء والكبرياء وأن المسلمين سواسية، لا يفرق بين المسلمين ولا يحقر من المعروف شيئاً وخاصة أئمة المساجد واستماع القراءة وأن يكون مخلصاً لله في كل عمله وفي جميع المرافق العامة فأرجو من الشيخ أن يوضح ما جاء في القرآن وفي السنة في هذا الشيء. بعض الناس لا يفهم ما هو معنى حسن الخلق يظن حسن الخلق أنه عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيقول أنا متواضع فلا آمر بالمعروف ولا أنهى عن المنكر فأرجو أن توضح هذا للناس ليفهموا ما هو التواضع وحسن الخلق، الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان أفضل الناس تواضعاً وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأمر أصحابه بذلك؟ كيفية التوفيق بين الآداب الحسنة والأخلاق الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخاصة مع بعض إرشادات تارك الصلاة؟ أولا: آداب الصغار: جزا الله السائلة عن حرصها على تربية أبنائها وحرصها أيضا على أبناء المسلمين جميعا تربيتها منذ الصغر ولا شك أن الصغر مسئوليتهم عظيمة من أهم الآداب لا شك أن يُنشَّأ على العقيدة الصحيحة من صغر الطفل ينبغي أن يعود على كلمة التوحيد وأن يعرف بالله - عز وجل - و-دائماً- يشار إلى السماء يخوف ويقال: الله -دائماً- هكذا من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك يعلم؟ هذه الأصول المهمة من الصغر أيضا يحفظ ما تيسر من آيات القرآن خاصة الصور القصيرة مثل الفاتحة والإخلاص والمعوذتين ينشأ عليهما ولا شك أنها تكون حصنا حصينا يحفظه الله - عز وجل - به أيضا يعود على آداب السلام مع الأسف الآن في كثير من البلاد لا يعودون الأطفال على السلام وإن كان يسلم لا يقول: السلام عليكم يقول: مرحبا أو صباح الخير أو يأتي بكلمة إنجليزية. لا... ومع الأسف ترى الكثرة الكاثرة لا يسلمون عند الهاتف. نادر أن نجد من الأطفال من إذا رفع سماعة الهاتف قال: السلام عليكم بل بعض الأطفال إذا قيل: له السلام عليكم لا يعرف بماذا يجيب هذا يدل - نسأل الله العافية-على تقصير وتساهل، هذه مسؤلية الأبوين وعمدة الأولاد: ينشأ ناشئ الفتيان فينا***على ما كان عوده أبوه مرتين مرتين فما خلاص. أيضا من النقاط المهمة وينبغي علينا العناية بها وهي مسألة تعويد الأطفال على التيامن منذ الصغر هذه سنة مع الأسف قصر فيها كثير من الناس ، تلاحظ الآن من الأطفال من يأكل بشماله ويشرب بشماله وتجد بعضهم أحياناً حتى يسلم بالشمال لا يعرف. والسبب تقصير الوالدين والنبي - صلى الله عليه وسلم - ثبت في الحديث أنه كان يحب التيمن في تنعله وترجله في شأنه كله فيعود -دائماً- على اليمن ويؤدب على ذلك. أيضا يعلم الآداب الإسلامية المناسبة له في سنه منها آداب الأكل والشرب كيف يأكل كيف يشرب؟ آداب النوم ينام على جنبه الأيمن يقرأ القرآن يقرأ آية الكرسي المعوذتين ينفث معها ومع سورة الإخلاص أيضا يعود على الصدق، وهذه نقطة مهمة جدا التعويد على الصدق بجانبين مهمين: أولاً: ينبه إلى أهيمة الصدق. ثانياً: الحذر، الحذر من الكذب أمام الأطفال ، وهذه مع الأسف انتشرت بين كثير من الناس، الأب يكذب يقول للولد في الهاتف: قل والدي غير موجود وهو موجود في البيت، يتعود الولد الكذب من والده ، يقول الوالد للابن: قل لهم إذا سألوك في المدرسة عن عدم حضور والدك، قل لهم إنه مسافر ، والأب موجود في المدينة، ويعود على أشياء كثيرة، إذا سألك الأستاذ لماذا لم تحل الواجب؟ قل له: كنت مريضاً، هذا مع الأسف يعود الطفل على الكذب والمخادعة وينشأ فيه بعض صفات المكر وهذا لا شك يؤثر على اتصافه بالأخلاق، وتجد بعض الناس الآن لو تتبع الذين وقعوا في بعض الجرائم أن من تاريخهم في الصغر وهو أصلاً كان يفعل هذا ، وتجد الآن بعض الأطفال مع الأسف تحصل منهم بعض المخالفات مثلاً يأتي طفل في المدرسة وقد أخذ شيئاً من حقيبة زميل من زملائه ينبغي للأب أن يزجر الابن ويردعه ولا يتساهل في مثل هذا ، بعض الآباء يقول جيد أتيت بكذا، كيف استطعت؟ ائتِ بشيء آخر، يشجعه هذا لا يصلح بالعكس ، كذلك الأمهات ينبغي أن تعود بناتها على الصدق والحذر الحذر من الكذب لا في الأقوال ولا في الأعمال أيضا يعود الطفل على حقوق الجار والحرص على حسن الخلق مع أولاد الجيران واللعب معهم بضوابط ما يكون هناك أذىً للجار، ما نكسر، ما نزعج، ما نتكلم بكلمات نابية أيضا نحافظ على ألسنة الأطفال والطفل منذ الصغر ينبغي أن يعود لسانه على ذكر الله - عز وجل - وعلى الكلمات المحتشمة الفاضلة مع الأسف إذا كان الطفل يسمع من والده السب والشتم يسمع من والدته اللعن كيف سينشأ؟!! بل يجب أن يحزن الأب والأم على أطفالهما إذا سمعوا كلمة سب أو شتم أو سمعوا كلمة سيئة أو بعض الكلمات السوقية أو بعض الكلمات التي فيها ما لا ينبغي، ينبغي أن يزجروه ويعاتبوه ويصل الأمر إلى أن يعاقبوه بغير الضرب، يحرم من مصروف يحرم من شيء يريده وإذا فعل شيئاً حسناً يكرم ونعمل بجانب الثواب والعقاب وإلى غير ذلك طبع مؤلفاتنا كثيرة في تربية الأولاد ، لكن نكتفي بهذا ولعل يأتي بهذا مزيد في الحلقات القادمة - بإذن الله تعالى. أما بخصوص السؤال الثاني: وهو آداب طالب العلم من التواضع والأخلاق الحسنة وعدم التكبر هذه تحتاج إلى حلقة مستقلة لكن ما تفضل بذكره مهم جدا أهم شيء في طالب العلم حقيقة أن يكون متواضعاً ولذلك مجاهد يقول : لا ينال العلم مستحٍ ولا متكبر. وكما قال الإمام مالك : ينبغي لطالب العلم أن يكون عليه سكينة ووقار والحذر الحذر من التعالي على الناس والترفع عليهم والنبي - صلى الله عليه وسلم - تأخذ بيده الجارية ويسلم على الأطفال وينبغي الصبر على الناس وتحمل أذاهم والإجابة عن أسئلتهم .أيضاً الحرص على نشر العلم. أيضاً الإخلاص وابتغاء وجه - عز وجل - فيروى عن ابن مسعود- رضي الله عنه- أنه إذا جاءه الطلاب يقول: أنتم دواء قلبي ، وكان ينصحهم النصح، الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- كان ينفق على تلميذه أبي يوسف ، ويطعمه من طعامه وكان حرصاً وشفيقاً عليه وسيأتي لهذا - بإذن شاء الله - مزيد تفصيل وقد سبق أن ذكرت في أثناء الحلقة أن لي كتاباً بعنوان أداب المتعلمين لو رجع إليه الأخ السائل لوجد فيه الإفادة - بإذن الله تعالى . أما السؤال الخاص بحسن الخلق وارتباطه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( البر حسن الخلق ) فكل عمل فيه بر وإحسان للناس يعد من حسن الخلق ولذا يقول الشاعر : أُخيَّ إن البر شيء هين *** وجه طليق وكلام لين إذا كان الإنسان بشوشاً طلق الوجه مع الناس وكلامه كلاماً حسناً ولذلك الله تعالى يقول: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ ﴾ [الحج: 24]، ينبغي للإنسان أن يكون كلامه كلاماً حسناً ويتأدب مع الناس ويحترمهم وينزل الناس منازلهم والحذر الحذر أيها الإخوة من الكلمات النابية أو من عدم احترام الناس أو اذرائهم ما ينبغي هذا، بل هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أكرم هدي باحترام الناس وتقديرهم وإنزالهم ما يستحقونه . [color=#ff0000]ذكر مسألة كيف نوفق بين الآداب والأمر بالمعروف؟ لا شك أن من الأمر بالمعروف الأدب الحسن فإني آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر بخلق حسن أولاً: بالرفق ثانياً: بالنصيحة ثالثاً: بعدم القسوة أو العنف، فينبغي لي إذا رأيت رجلاً يفعل منكراً أن أناصحه وأن أدعو له بالخير باب الدعاء - يا إخوة- باب عظيم وأمر مهم ولذلك يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ( الدعاء هو العبادة ) والله تعالى يقول: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ |
|
| |
التائبةعضو متألق
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
عدد المساهمات : 1218
| #4موضوع: رد: الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي الجمعة نوفمبر 12, 2010 1:25 am | |
| الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي [غافر آية: (60)] والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( من دعى لأخيه بظهر الغيب استجيب له وقيل له: ولك مثل ذلك ) فإذا رأيت أخاً من أخوانك مصراً على منكر من المنكرات ادعو الله - عز وجل - أن يهديه وأن يبعد عن قلبه حب هذه المعصية وأن يفارق بينه وبين أولئك الأصحاب الأشرار الذين يريدون به في طريق الجريمة فالدعاء لا شك باب من الأبواب لذلك أبو هريرة - رضي الله عنه- جاء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال ادعُ لأمي، وكان السلف يستعينون بالله - عز وجل - ثم بالدعاء وإذا خرج الدعاء من قلب صادق خاشع فالله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه وأركز على أهمية الرفق وحسن الخلق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولنعلم أن إنكار المنكر درجات إنكار باليد ، فإن لم يستيطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك.. ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث إنكار المنكر حينئذ يعرف الإنسان أن درجات إنكار المنكر ثلاث نسأل الله - عز وجل – أن يوفقنا إلى البصيرة وللدعوة إلى الله - عز وجل - بالحكمة والموعظة الحسنة.
ما مدى صحة الحديث : ما وسعتني السماء والأرض ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن؟
هل هناك نية في الأخلاق الحسنة؟
هذا الحديث مكذوب على الله - عز وجل - يزعمون أنه حديث قدسي يقول لفظ الحديث: ما وسعتني سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ، هذا حديث موضوع مكذوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والقائلون به هم الذين يقولون بوحدة الوجود- نسأل الله العافية- الذين يقولون: إن الله يحل في قلوب وفي أجساد بعض العباد الصالحين وهذا بلا شك أنه يخالف مذهب أهل السنة والجماعة، فهذا حديث موضوع وذكر هذا أهل العلم في كتب الموضوعات.
أما في السؤال الثاني في مسألة النية ينبغي بلا شك استحضار النية في كل عمل ولو حصل أن النية تكون قبل فهو أفضل وإلا فأثناء العمل ونستحضر أن كل عمل تقوم به تؤجر عليه كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ( حتى اللقمة يضعها الرجل في في امرأته صدقة ) يؤجر عليها و ( إماطة الأذى عن الطريق صدقة ) و دخل الجنة رجل بسبب سقيا كلب ، قال الإمام النووي إذا كان هذا الرجل سقى بهيمة فما بالك بمن سقى بني آدم ولذلك سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أفضل الصدقة فقال: ( سقي الماء ) وأنا أوصي الإخوة المشاهدين والمشاهدات من أهل الخير من أصحاب التبرعات أن يحرصوا على التبرع بالمياه خاصة في فصل الصيف ولكي تعرف ذلك انظر إلى بعض الفقراء والعمال إذا اجتمعوا إلى برادات المساجد أو عند أماكن السقيا ولا شك أن في كل كبد رطبة صدقة وسعد بن عبادة قال للنبي - صلى الله عليه وسلم :( إن أمي افتلتت: أي ماتت فجأة ، ولم توصِ أفأتصدق عنها؟ قال نعم) فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل ما يتصدق به قال -عليه الصلاة والسلام- (أفضل الصدقة سقي الماء فحفر لها بئر) وهذا يدل على فضل السقيا لأنه يا إخوة الإنسان إذا ارتوى من العطش يشعر براحة وطمأنية لكن إذا شعر بالعطش لا شك أنه يتضرر كثيراً، وزبيدة زوجة هارون الرشيد- رحمها الله- تعرفونها حفرت عيناً في طريق مكة تسمى عين زبيدة ولما ماتت فرآها الإمام عبد الله بن المبارك في المنام فقال: ما فعل الله بك يا زبيدة؟ قالت أدخلني الله الجنة في أول معول ضرب في طريق مكة . يعني أول معول ضرب لي من أجل حفر تلك العين جعله الله - عز وجل - سببا في مغفرة الذنوب ذكر هذه القصة الإمام ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث سنة 183 التي توفيت فيها زبيدة رحمها الله.
ما دور المعلم والمعلمات في تربية الأولاد؟
لا شك سؤال مهم قيم جداً على المعلمين والمعلمات رسالة عظيمة، حقيقة الآباء والأمهات يأتمنونهم على أولادهم وبناتهم ، المعلم يشكل عقلية الطالب يجلس معه فصلاً دراسياً كاملاً وبعض المعلمين يجلس معه عاماً كاملاً فمسئوليتهم عظيمة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( العلماء ورثة الأنبياء ) وهم الآن يقومون بهذا العمل وهذه الرسالة وورد في الحديث (إن الملائكة تصلي على معلم الناس الخير) فينبغي للمعلم - أهم شيء- الإخلاص لله - عز وجل - ولا مانع أنك تعمل في مدرسة حكومية تأخذ على ذلك أجراً فهذا من باب أخذ الأجر على القربات ما في ذلك بأس، لأنك تنفق على أولادك وتتفرغ لهذا العمل.
النقطة الثانية: أن يحرص على إفادة الطلاب ونفعهم والتحضير الجاد قبل الدرس والحرص كل الحرص على أن يفهم الطلاب الدرس مع الأسف بعض المعلمين والمعلمات يشرح لكن الذي يفهم يفهم والذي لا يفهم لا يفهم بسلامته، بعض الطلاب نائم بعض الطلاب متشاغل بعض الطلاب يقرأ ولا يكتب لا يجوز أنت مؤتمن على هؤلاء العشرين أو الثلاثين طالباً ينبغي أن أحرص عليهم وأن أعلمهم وأن أتأكد من حفظهم وأن أنظر إلى تفتح ورد المعرفة في وجوهم ولذلك يا إخوة يروى عن الإمام الشافعي أنه كان يدرس للطلاب مرة ففهموا كلهم إلا طالب واحد الذي هو الربيع ، تلميذ الشافعي المشهور ، فأعاد عليه الشافعي هذه المسألة أربعين مرة ولم يفهمها ، وهذا يدل على أن الإنسان أحياناً يستغلق ذهنه في بعض المسائل خاصة التي في الفرائض في الرياضيات في بعض العلوم يستغلق الذهن، مهما حاولت أن تعيد ما تستوعب، فالشافعي أعاد عليه المسألة أربعين مرة وقال يا ربيع لو أن العلم يطعم لأطعمتك إياه ، يقول له مستعد لو أن العلم يحول إلى طعام لأطعمتك، ويذكر عن الإمام محمد بن الحسن الشيباني أن أسد بن الفرات جاء إليه يطلب العلم فأسكنه في بيته وسار يعلمه تعليماً خاصاً ؛ لأنه يعرف أنه جاء من تونس من بلاد المغرب وكان يريد أن يتعلم العلم ويستفيد ، فكان يخصه بدروس ويتأكد من حفظه ويتابع في ذلك.
أيضا من الأمور المهمة التي ينبغي الحرص على التواضع ولين الجانب لأن الطلاب إذا أحبوا المعلم أحبوا مادته وكثير من الطلاب الآن يدخل الجامعة يتخصص في علم من العلوم تقول له: لماذا تخصص في هذا؟ يقول: والله كان عندنا أستاذ أحببنا هذا العلم من شرحه ومن تبسيطه وتيسره لهذه المادة.
أيضا ينبغي حقيقة للمعلمين أن يحرصوا على العدل بين الطلاب وهذه حقيقة مهمة ويتساهل فيها بعض المعلمين والمعلمات ، فتجد أنه يفضل بعض الطلاب ويبخس البعض. لا ينبغي ، الطلاب كلهم أمانة عندك، وكلهم على مستوى واحد، فينبغي أن تحرص عليهم لأن كلهم أسنانهم متقاربة ذكاؤهم متقارب، لو حصل عند بعضهم تقصير يعالج بذلك لكن لا تفضل بعضهم ببعض ، أيضا ينبغي على الطلاب أن يكونوا متأدبين بآداب أهل العلم مع شيوخهم ، فيدعون لهم ويحسنون التأدب، عند الدخول عليهم يسلمون، إذا سألوا يكون السؤال بأدب واحترام إذا أراد أن يستفسر على شيء قال: حفظك الله رعاك الله أحسن الله إليك هذا يستدر عفو المعلم ويزيد نفسه انشراحاً ولا شك أن المعلم يفرح وكانوا يقولون: إن الأسئلة هي مفاتيح العلم، ولذلك سئل الشعبي بم حصلت هذا العلم قال: بلسان سؤول وقلب عقول، فالإنسان إذا كان يسأل لا شك أنه يستفيد ولذلك تلاحظون في كتاب الله - عز وجل - جاءت كثير من الآيات على صيغة السؤال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ﴾ [الإسراء آية: 85]، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يُسأل عن هذا والله - عز وجل - أعلم بهذا لكن من باب التشويق ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) والنبي - صلى الله عليه وسلم - يعرفها لكن من باب التشويق للصحابة- نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والسداد- وقلت لكم منذ قليل: إن الإمام سحنون له كتاب اسمه آداب المعلمين والإمام الزرنوجي له كتاب أيضا في آداب العالم والمتعلم استفاد من في هذا، والإمام النووي في مقدمة شرح المهذب ذكر آداب المعلم وينبغي على المتعلمين الاستفادة من هذه الآداب والحرص على التأسي بها ، الإمام ابن جماعة له كتاب اسمه تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم ، على الطلاب أن ينهلوا من معينه- نسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير.
ما مدى صحة حديث: ( ولا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا ) ؟
بالنسبة للحديث أنا لا أذكر درجة الحديث لكن سمعت به وهذا يعني مصدق لما انتشر على الألسنة من قول: البلاء موكل بالمنطق أن الإنسان لا يتفاءل على نفسه بالشر فالإنسان قد يدعي أنه مصاب فيقدر الله عليه ذلك ، فلا يدعي التمارض ولا المرض فيصيبه شيء من ذلك، بل ينبغي على الإنسان أن يحمد الله - عز وجل - على النعمة والعافية وأن يحدث بنعمة الله - عز وجل - وهذا ما تساهل به كثير من الناس مع الأسف الآن، الله - سبحانه وتعالى- يقول: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11] ينبغي على الإنسان أن يحمد الله - عز وجل - أن خلقه في أحسن تقويم فتجد بعض الناس إذا سئل: كيف الحال؟ كيف الصحة؟ قام يشتكي فلا ينبغي، الشكوى لغير الله مذلة ، الناس لا ينفعوك بشيء إذا قلت للناس: أشعر برأسي وظهري وبطني لا ينفعك الناس بشيء وليس هؤلاء أطباء، فالإنسان يزيد غمه بغم ، والناس أحياناً يفرحون ، بعض الناس فيهم الحساد وفيهم أصحاب العين والسوء ، فيبغي للإنسان كما قال يعقوب - عليه السلام- ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [يوسف: 86] ويفوض أمره إلى الله - عز وجل - ومن أئمة الحنابلة الإمام إبراهيم بن العباس الحربي مشهور ابن إسحاق الحربي صاحب "غريب الحديث" من تلاميذ الإمام أحمد، كان يقول: إني لا أبصر إلا بعين واحدة ولم يعلم بذلك أحد إلا زوجتي وأمي لماذا أخبر الناس ؟ إذا كان الإنسان ليس واضحاً أنه لا يبصر إلا بعين واحدة .
أيضاً يا إخوان إن الإنسان لا بد أن يحمد الله -دائماً- على نعمة الصحة والعافية وأن يظهر هذه النعمة وأن يشكر الله - عز وجل - عليها ، عائشة - رضي الله عنها- كانت إذا بشرها أحد بمولد لا تسأل أذكر هو أو أنثى ، بل تقول: عسى أن يكون تام الخلقة، وأهم شيء أن يرزقه الله - عز وجل - ولداً أو بنتاً سليمين صحيحين أما ولد أو بنت هذا أمرها يسير وفي كل خير ويؤجر الإنسان على تربيته لأبنائه لكن لو قدر الله عليك ابناً معاقاً أو ابناً عنده تخلف أو عنده ضعف في الجسم لا شك أن هذا هو الذي يجب أن يصبر الإنسان فيه وأن يحتسب أما مسألة أذكر هو أو أنثى هذه مسألة يقدرها الله - عز وجل - ورزق منه ويحمد الإنسان الله على كل خير وكل ما يقدره الله - عز وجل - فهو خير والله - عز وجل - لا يقدر شراً محضاً- سبحانه- بل الخير كله إليه -جل وعلا- والله تعالى يقول: ﴿وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَد ﴾ [الكهف: 49]، نسأل الله جميعاً التوفيق.
هل الأخلاق مكتسبة أم أنها بالتطبع ؟
الأخلاق أولاً غالبها تكون جانباً نفسياً يُرى أثره على الشخص يعني مثلا الحياء ما نستطيع أن نجزم أن الشخص يستحيي لكن نرى أنه اتصف بهذه الصفة فالأخلاق جانب نفسي لا يرى مصدره وإنما يرى أثره على الإنسان في الاتصاف بها، مثلا صفة الرحمة صفة الشفقة صفة الحياء عدد من الأخلاق ما يرى مصدرها إنما يرى أثرها إذا رأيت الرجل يرحم الفقير ويحسن إلى المسكين، ونحو ذلك، الأخلاق على نوعين: منها ما هو مكتسب ومنها م هو طبعي يجبل عليه الإنسان الأخلاق التي تكون طبعية يعني أحيانا تكون بالوراثة مثل النجدة، الشجاعة، الكرم، تجد أن الشخص يكتسبها من والديه ، من أسرته، هناك أخلاق طبعية يعني يتطبع عليها الإنسان يعود الإنسان نفسه يعني على الصدق لا أتكلم بكذب أبدا ، إن تكلمت بكذب فإني أعاقب نفسي بشيء معين ، أصل رحمي ، أبر والدي، أبتعد عن أذى الجار، وهكذا كل خلق ذميم أبتعد عنه وكل خلق حسن أحرص على أن أفعله الدليل على هذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأشج عبد القيس إن فيك خلتين يحبهما الله ورسوله: ( الحلم والحياء ) وفي رواية قال : ( الحلم والأناة ) يعني الرفق والتأني ، فقال يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - بل الله جبلك عليهما فقال هذا الرجل: الحمد الله الذي جبلني على ما يحبه الله ورسوله. مما يؤكد يا إخوة أن الأخلاق مكتسبة أن الله تعالى يقول في كتابه الكريم ﴿الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُول ﴾ [الأحزاب: 72]، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية إن الإنسان أول ما ينشأ يكون ظلوماً جهولاً، لكن إذا كبر وتعلم، درس، تربى يكتسب الأخلاق الحسنة والسبب في هذا أن الإنسان يجاري الصالحين والخيرين فيكتسب منهم أيضا يتعلم ويتفقه فيحنئذ يكون على معرفة بذلك وهذا مختصر فلا شك إن للكلام توسع له موضعه إن شاء الله.
ما هي الكتب والمؤلفات التي تكون فيها سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لتربية الأبناء ؟ والتي تكون سهلة في قراءتها ويسيرة؟
ذكرتم كتاب مختصر منهاج القاصدين وأنا قرأت في هذا الكتاب ولكني لاحظت ملاحظة فخفت أن أكمل هذا الكتاب وهي صلاة التسبيح فهل صلاة التسبيح واردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
كيف نعامل ابننا الذي ابتلي بالمخدرات مع أننا أحببناه للأمل أكثر مرة ويتوب ثم يعود أكثر من مرة ؟
المؤلفات هي كثيرة، ويصعب علي أن أذكر كتاباً وأترك غيره لكن أشير إليه بالذهاب أي مكتبة تجارية أو أي مكتبة مركزية سواء في قسم التربية خصصوا قسمين قسم تربية الأولاد وقسم هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في تربية الصغار وفيها كتب كثيرة في هذا الجانب لا سيما ما يتعلق بتربية الأولاد في الإسلام وهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في العناية بالأبناء وفي الرحمة بالصغار ونحو ذلك.
أما بخصوص السؤال الثاني: فهناك نقطة مهمة وهي : أن كتب الآداب لا تخلو من أحاديث ضعيفة والسبب في ذلك أن العلماء قديماً كانوا يتساهلون في إيراد الأحاديث الضعيفة في كتب الآداب يقول الإمام أحمد: إذا جاء الحديث في الحلال والحرام تشددنا وإذا جاء في الفضائل والآداب تسامحنا. فهم يتسامحون في الآداب لأنها مبنية على أصل وهي حسن الخلق، والحث على معالي الأخلاق وفضائلها يرد لا شك في بعض كتب الآداب بعض الأحاديث الضعيفة وترد أيضا بعض الآثار المنكرة أو الموضوعة هذا وارد وبعض القصص التي فيها مخالفة ، ابن الجوزي عنده بعض المخالفات في مثل هذا. والذي ذكرته في صلاة التسبيح الراجح أنها صلاة مبتدعة والحديث الوارد فيها حديث ضعيف جدا بل إن البعض يقول: إنه موضوع والعلماء لهم مؤلفات في هذا أبطلوا فيها صلاة التسبيح وتعد من الصلوات المبتدعة ، هي وصلاة الرغائب هي صلاة مبتدعة لا يجوز فعلها لأنها حتى صفتها تخالف ما عليه هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فينتبه إلى هذا وألفت في هذا مؤلفات كثيرة في التحذير من صلاة التسابيح وعدم ثبوت حديثها فيه صلاة مبتدعة ، وحديثها موضوع إن لم يكن فهو ضعيف جداً.
أما بخصوص الابن المصاب بإدمان المخدرات:
أولاً: عليه الصبر والاحتساب - وأسأل الله عز وجل أن يعظم أجره- ولا شك يا إخوة أن أكثر ما يفجع فيه الإنسان إذا فجع في ابنه والإنسان يحمد الله - عز وجل - على أن وفقه الله - عز وجل - لذرية صالحة وأن أصلحهم وهداهم "ما نحل أب ابنه نحلة خير من أدب حسن " .
إذا ابتلي الأب بابن وقع في المخدرات فهناك عدة أمور: أولها تغير الجلساء، فيضطر الأب أن يغير البلد الذي هو فيه فذلك حسن ، وهذا من قصة الرجل الذي ارتكب المعصية في قرية فانتقل إلى قرية أخرى فمات في الطريق فتنازعت عليه الملائكة قال العلماء: إن هذا فيه فائدة أن الإنسان يغير المكان الذي هو فيه ، فأنا احتسبت يا أخي أن تغير المدينة كلها وتنتقل إلى مدينة أخرى فلعل الابن يغير جلساءه ويبتعد عن هؤلاء الذين زينوا له طريق الباطل وأوقعوه في ذلك فهذا حسن ، أيضا أكثر من الدعاء فهناك يا إخوة مواطن للدعاء نحن نقصر فيها وهي عظيمة يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ( لا يرد دعاء بين الأذان والإقامة ) ، رواه الترمذي بسند صحيح، والدعاء في آخر الليل دعاء المسافر ودعاء الوالد لولده، كل هذه من مواطن الاستجابة ، أسأل الله - عز وجل - أن يهدي ابنك وأن يوفقه،
أيضا الاشتغال، ما يوقع الأبناء في المخدرات إلا الفراغ بعد أصدقاء السوء فعليك أن تشغله إما بعمل تجاري معك أو في عمل حكومي وتعاقبه وتتابعه فالاشتغال بالأعمال لا شك أنه مفيد فيه كسب للرزق وإشغال للوقت وإشغال للوقت - أسأل الله أن يهديه وأن يرده إلى الحق رداً جميلاً وأن يقر عينيك بصلاحه أصلحه الله ووفقه للسداد والثواب.
كيف نربي أبناءنا على حسن الخلق في مواجهة الإعلام الفاسد الذي يدهم الأخلاق الحسنة ويروج الأخلاق الذميمة؟
باختصار أن أدخل بيتي القنوات الفاضلة التي الآن ولله الحمد انتشرت تسمى القنوات الإسلامية أو يسمونها الإعلام الموجه يعني الإعلام الملتزم وعلى رأسها ولله الحمد قناة المجد التي ولله الحمد دأبت على نشر الخير والفضيلة، العلم النافع فالآن كنا سابقا نقول: علينا نحافظ عليهم من الفضائيات ومن كذا وأن يكون هناك انتقاء ومتابعة. الآن والحمد لله أبعد القنوات التي لا خير فيها من بيتك واكتفِ بالقنوات الإسلامية وهي والحمد لله كثيرة وتكاثرت، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( أمتي كالغيث لا يدرى أوله من آخره ) (ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) ولله الحمد في كل عصر وفي كل مصر يقيض الله - عز وجل - أناساً يخدمون هذا الدين عبر وسائل كثيرة منها الإعلام الإسلامي وأطمئن الناس على أولادهم وبناتهم وأسرهم، أن لا يروا إلا خيراً وألا يسمعوا إلا خيراً.
سؤال الحلقة :
السؤال الأول :اذكر حديثاً في فضل حسن الخلق .
السؤال الثاني : اذكر كتاباً من كتب الآداب الشرعية مع ذكر اسم مؤلفه . |
|
| |
حفيد الصحابهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075
| #5موضوع: رد: الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي الجمعة نوفمبر 12, 2010 2:14 am | |
| |
|
| |
همس اللياليعضو مشارك
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 19/07/2010
عدد المساهمات : 403
| #6موضوع: رد: الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي الأحد نوفمبر 14, 2010 9:35 am | |
| |
|
| |
عبدُاللهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709
| #7موضوع: رد: الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 2:35 pm | |
| |
|
| |
Wessamعضو مشارك
المهنة :
الجنس :
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 16/08/2009
عدد المساهمات : 640
| #8موضوع: رد: الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي الأحد أبريل 17, 2011 6:50 pm | |
| الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
أسْع‘ـدَ الله قَلِبِكْ .. وَشَرَحَ صَدِرِكْ .. وأنَــــآرَ دَرِبــكْ .. وَفَرَجَ هَمِكْ ..
يَع‘ـطِيِكْ رِبي ألَفْ عَ‘ــآآإفِيَه عَلى الطَرِحْ المُفِيدْ ..~ جَعَ‘ـلَهْ الله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك يوًم القِيَــآمَه .. وشَفِيعْ لَكِ يَومَ الحِسَــآإبْ ..~
شَرَفَنِي المَرٌوُر فِي مُتَصَفِحِكْ العَ ـطِرْ ..~ تَقَبِلْى تَوآإجِدِي ..
دُمتَى بَحِفْظْ الرَحَمَــــن ..} [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة] |
|
| |
| الدرس (1) من أهداف دراسة الآداب الشرعية فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبد الله الباتلي | |
|