عبدُاللهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709
| #1موضوع: تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 7:50 pm | |
| تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) بيان الزهد المشروع
الزهد في حطام الدنيا وعدم الاغترار بها والركون إليها مطلب شرعي، لأجل أن تتعلق نفس العبد بالحياة الحقيقية وهي الحياة في الدار الآخرة. إلا أن هذا الخلق الإسلامي الرفيع، قد طالته يد التحريف، ففسر بتفسيرات خاطئة، وطبق تطبيق سيء، ودخل منه من ليس من أهله. وأصبح الزهد الإسلامي النقي أشبه ما يكون بحال الرهبانية النصرانية، والتعبد بطقوسٍ ما أنزل الله بها من سلطان. فلذلك وجب الرجوع إلى طريقة السلف في التعامل مع هذا الخلق؛ والوقوف على التطبيق الصحيح للزهد الشرعي من خلال أقوالهم وأفعالهم. إن الزهد الحقيقي في الدنيا هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فهو ليس بتحريم الطيبات وتضييع الأموال، ولا بلبس المرقع من الثياب، ولا بالجلوس في البيوت وانتظار الصدقات، فإن العمل الحلال والكسب الحلال والنفقة الحلال عبادة يتقرب بها العبد إلى الله ، بشرط أن تكون الدنيا في الأيدي، ولا تكون في القلوب، وإذا كانت الدنيا في يد العبد لا في قلبه، استوى في عينه إقبالها وإدبارها ، فلم يفرح بإقبالها، ولم يحزن على إدبارها. قال شيخ الإسلام: إذا سلم القلب من الهلع، واليد من العُدوان كان صاحبه محمودًا؛ وإن كان معه مال عظيم، بل قد يكون مع هذا زاهدًا أزهد من فقير هلوع. (الآداب الشرعية لابن مفلح 2 / 231) وقال ابن القيم في وصف حقيقة الزهد: وليس المراد ـ من الزهد ـ رفضها ـ أي الدنيا ـ من الملك، فقد كان سليمان وداود عليهما السلام من أزهد أهل زمانهما، ولهما من المال والملك والنساء مالهما. وكان نبينا من أزهد البشر على الإطلاق وله تسع نسوة. وكان علي بن أبي طالب، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير وعثمان رضي الله عنهم من الزهاد مع ما كان لهم من الأموال. وكان الحسن بن علي رضي الله عنه من الزهاد مع أنه كان من أكثر الأمة محبة للنساء ونكاحا لهن وأغناهم، وكان عبد الله بن المبارك من الأئمة الزهاد مع مال كثير، وكذلك الليث بن سعد من أئمة الزهاد وكان له رأس مال يقول : لولا هو لتمندل بنا هؤلاء. ومن أحسن ما قيل في الزهد كلام الحسن أو غيره: ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك. (مدارج السالكين 2 / 13) وقال سفيان الثوري: الزهد في الدنيا قصر الأمل، ليس بأكل الغليظ ولا بلبس العباءة. (الزهد لوكيع ص 4) وقد سئل الإمام أحمد: أيكون الإنسان ذا مال وهو زاهد، قال: نعم، إن كان لا يفرح بزيادته ولا يحزن بنقصانه. وجاء رجل إلى الحسن فقال: إن لي جارا لا يأكل الفالوذج، فقال الحسن: ولم؟ قال: يقول: لا أؤدي شكره، فقال الحسن: إن جارك جاهل ، وهل يؤدي شكر الماء البارد؟ قال ابن القيم رحمه الله: الزهد أقسام: 1- زهد في الحرام وهو فرض عين. 2- وزهد في الشبهات، وهو بحسب مراتب الشبهة، فإن قويت التحق بالواجب، وإن ضعفت كان مستحبا. 3- وزهد في الفضول، وهو زهد فيما لا يعني من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره. 4- وزهد في الناس. 5- وزهد في النفس، بحيث تهون عليه نفسه في الله. 6- وزهد جامع لذلك كله، وهو الزهد فيما سوى الله وفي كل ما يشغلك عنه. وأفضل الزهد إخفاء الزهد.. والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع. (الفوائد: 118) |
|
عبدُاللهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709
| #2موضوع: رد: تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 7:50 pm | |
| تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) الدنيا مزرعة الآخرة أبو معاذ محمد الطايع
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن عمر الإنسان في هذه الحياة محصور، ودرجته في الآخرة مبنية على الأيام التي يعيشها في هذه الدنيا، فإذا قدمت لنفسك صالحًا كنت من السعداء، قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ [النجم: ٣٩] ، ولا تعلم متى يزورك ملك الموت، فقدم لنفسك من الخير!! ما دمت في شيء من المهلة.
مثل مصيرك أيها المغرور
يوم القيامة والسماء تمور في ذلك اليوم والناس حفاة وعراة غرل، ليس معهم شيء، تذكر ما قدمت في هذه الدنيا إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧ – ٨].
فما أكثر أبواب الخير، اليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل، أقل ما تقدم من الصدقات تبسمك في وجه أخيك المسلم، هذا أقل الصدقات وأقل ما تقدم من الأعمال وأيسرها: التوبة والاستغفار؛ تقول عائشة -رضي الله عنها-: "طوبى لمن وَجَد في صحيفته استغفارًا كثيرًا".
واعلم أنك إذا داومت على الاستغفار سيفتح الله لك أبواب الخير، يقول أحد السلف: "إذا صعبت عليك مسألة علمية، واستغفرت الله ألف مرة يفتح الله عليك أبواب علمه". وروي أن رجلًا دخل الجنة بغصن شوك أماطه عن الطريق، فسارع إلى فعل الخيرات؛ ترضي رب الأرض والسماوات، اهجر المعاصي، وحق عليك أن تبغض العاصي؛ هذه المزرعة تحتاج إلى غراسٍ كثير، فالأرض واسعة، والماء عذب، و أنت العامل، و"أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".
قيام الليل عِزّة، والقرآن يرفع وينفع ويشفع، والصدقة نور، والصيام جُنة، والتوبة واجب.
أخي! بادر قبل أن تغادر، فالدنيا دار ممر، وليست دار مقر، اليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل.
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على النبي، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. |
|
عبدُاللهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709
| #3موضوع: رد: تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 7:51 pm | |
| تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) الورع إعداد الفريق العلمي
إن الحمد لله تعالى، نحمده، ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
فإن من السهولة بمكانٍ أن يكون المسلم مصليًا أو صوّامًا أو قوّامًا أو داعيةً أو خطيبًا أو معلمًا أو حتى عالمًا، ولكن من الصعوبة بمكان أن يكون وَرِعًا فإن الورع رتبةٌ عزيزة المنال، ومتى ما ارتقى الإنسان إلى مرتبة الورع فقد نال أسمى المراتب، وتحلى بأجمل المناقب التي تؤهله جوار الرحمن، فأكثر الناس اليوم إنما يهمه أن يحقق مآربه في الدنيا وشهواتها وملذاتها دون تريث في الأمر والتفات للشرع وسؤال عن الحكم، وبعضهم قد امتلأ بطنه، وعظم رصيده، وغذي بالحرام جسمه، وما ذلك وما نلاحظه من قلة البركة وانتشار الفساد لهو نتيجة لغياب مفهوم الورع.
تعريف الورع:
الوَرَع في الشرع ليس هو الكف عن المحارم والتحرُّج منها فقط، بل هو بمعنى الكف عن كثيرٍ من المباح، والانقباض عن بعض الحلال خشية الوقوع في الحرام. وقد وردت تعاريفُ كثيرة عند السلف والعلماء للورع، ومنها قولهم: الوَرَعُ: ترك ما يريبُك، ونفي ما يعيبك، والأخذ بالأوثق، وحمل النفس على الأشق. وقيل: هو تجنب الشبهات، ومراقبة الخطرات. وقال ابن القيم رحمه الله: هو ترك ما يُخشى ضرره في الآخرة. وقيل: هو عبارة عن ترك التسرع إلى تناول أعراض الدنيا. وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: هو ترك كل شبهة. وقال يحيى بن معاذ: الورع على وجهين: ورع في الظاهر وورع في الباطن. فورع الظاهر: أن لا يتحرك الإنسان إلا لله، وورع الباطن: هو أن لا تدخل قلبك سوى الله. وقال يونس بن عبيد رحمه الله: الورع هو الخروج من كل شبهة، ومحاسبة النفس في كل طرفة عين. فانظر لهذه التعريفات، ثم لنعرض أنفسنا وأحوالنا وأعمالنا على مفهوم الورع، أظنه في وادٍ ونحن في واد - إلا من رحم الله عز وجل -.
أنواع الورع ودرجاته:
1- واجب: وهو الإحجام عن المحارم، وذلك للناس كافة. 2- مندوب: وهو الوقوف عن الشبهات، وذلك للأواسط. 3- فضيلة: وهو الكف عن كثير من المباحات والاقتصار على أقل الضرورات، وذلك للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو – أحسبه قال –: إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس (. وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك... الحديث، وفي آخره: ) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال: يا زينب، ما علمت؟ ما رأيت؟ فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمتُ عليها إلا خيرًا. قالت: وهي التي كانت تساميني، فعصمها الله بالورع (.
فضائل الورع:
أنه أساس التقوى: فعن عطية بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذارًا لما به بأس (.
الورع من أعلى مراتب الإيمان وأفضل درجات الإحسان:
فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) يا أبا هريرة! كن ورعًا تكن أعبد الناس، وكن قنعًا تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنًا، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلمًا، وأقل الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب (. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة، وخير دينكم الورع (. وعن معاوية بن قرة: دخلت على الحسن وهو متكئ على سريره، فقلت: يا أبا سعيد: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة في جوف الليل والناس نيام. قلت: فأي الصوم أفضل؟ قال: في يوم صائف. قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمنًا. قلت: فما تقول في الورع؟ قال: ذاك رأس الأمر كله.
يحقق للمؤمن راحة البال، وطمأنينة النفس:
فالورع يطهر دنس القلب ونجاسته كما يطهر الماء دنس الثوب ونجاسته وهو صون النفس وحفظها وحمايتها عما يشينها ويعيبها ويزري بها عند الله عز وجل وملائكته وعباده المؤمنين وسائر خلقه، فإن من كرمت عليه نفسه وكبرت عنده صانها وحماها، وزكّاها وعلاها، ومن هانت عليه نفسه وصغرت عنده، ألقاها في الرذائل، وأطلق عنانها وحل زمامها.
لمتابعة المزيد حمل الملف المرفق... |
|
عبدُاللهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709
| #4موضوع: رد: تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 7:51 pm | |
| تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) أكلة المؤمن أبو معاذ محمد الطايع
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الله خلقنا لأمر عظيم وسخَّر لنا ما في السماوات والأرض جميعًا منه وسهل أمر العبادة وأغدق علينا من بركات الأرض، وقد توسع الناس في أمر المأكل والمشرب حتى جاوزوا بذلك ما جرت به العادة: قال –سبحانه وتعالى-: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ (سورة الأعراف: الآية ٣١)، قال ابن عباس –رضي الله عنها-: "إذا أكلت ما شئت، ولبست ما شئت، ما أخطأتك خصلتان: سرف ومخيلة".
وقال –صلى الله عليه وسلم-: "إن من السرف أن تأكل كل ما شئت"، وقال –سبحانه وتعالى-: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ (سورة التكاثر: الآية ٨)، وقال –صلى الله عليه وسلم: ) هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي نسأل عنه ظل بارد ورطب وماء بارد (. وقال –صلى الله عليه وسلم-: ) ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن لم يفعل فثلث لطعامه وثلث لشربه وثلث لنفسه (، قال ابن القيم –رحمه الله-: أربعة أشياء تمرض الجسم: الكلام الكثير, والنوم الكثير, والأكل الكثير, والجماع الكثير.
وقال –صلى الله عليه وسلم-: ) شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم الذين يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام (، هؤلاء من شرار الأمة الذين يقدم لهم على السفرة أشكال الطعام.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ) خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم قوم يشهدون، ولا يستشهدون وينذرون، ولا يوفون ويظهر فيهم السمن (. فنسأل الله العافية ألا نكون منهم، وقد امتلأت المستشفيات من السمن، بل قد أجريت العمليات لكثير من الناس.
قال الحسن -رحمه الله- وغيره: كانت بلية أبيكم آدم -عليه السلام- أكلة، وهي بليتكم إلى يوم القيامة. وكان يقال: "من ملك بطنه ملك الأعمال الصالحة كلها", وكان يقال: "من حب أن ينور له قلبه فليقل طعمه".
وعن عثمان كتب إلى سفيان الثوري: إن أردت أن يصح جسمك، ويقل نومك فأقل من الأكل.
وقال إبراهيم ابن أدهم: من يضبط بطنه ضبط دينه, ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة, والشبع يميت القلب.
إن النفس إذا جاعت وعطشت صفا القلب ورق؛ ولذلك قال –سبحانه وتعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ (سورة البقرة: الآية ١٨٣)، فعند الجوع تحصل الرقة، ويتذكر الإنسان إخوانه الفقراء، ويتذكر نعيم الجنة وما أعد الله للصالحين، يقول الشافعي –رحمه الله-: ما شبعت منذ ست عشرة سنة، فإن الشبع يثقل البدن ويزيل الفطنة ويجلب النوم, ويضعف صاحبه عن العبادة.
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على النبي، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. |
|
عبدُاللهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709
| #5موضوع: رد: تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 7:51 pm | |
| تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) لم تنافسون في الدنيا؟! أبو معاذ محمد الطايع
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا إخوتي في الله !!
لا تكونوا من المتنازعين بسبب حطام الدنيا الزائل، و﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ﴾ (سورة الحديد: الآية 20).
وما دنياك إلا مثل ظل
أظلك ثم آذن بارتحال
وقد خاطبها الله - سبحانه وتعالى - في صحف إبراهيم وموسى على نبينا وعليهما الصلاة والسلام: ) يا دنيا ما أهونك على الأبرار الذين تصنعت لهم، وتزينت لهم إني قد قذفت في قلوبهم بغضك والصدود عنك، ما خلقت خلقا أهون علي منك، كل شأنك صغير، وإلى الفناء تصيرين، قضيت عليك يوم خلقت الخلق ألا تدومي لأحد، ولا يدوم لك أحد (.
وكيف لا نزهد، والزهد فيها سبيل حب الله - سبحانه وتعالى - للزاهدين، كما يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ) ازهدْ في الدنيا يحبَّك اللهُ وازهدْ فيما في أيدي الناسِ يحبَّك الناسُ (.
وقال لقمان لابنه: « بعْ دُنْياكَ بآخِرتِك تربَحْهُما جميعًا، ولا تَبعْ آخرتكَ بدنْياك فتخسرهما جميعًا ».
واعلم:
إن لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
فكروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا
فكن مع هؤلاء الفطناء السعداء، مع ملاحظة أنه «ليس الزاهد من لا مال عنده، وإنما الزاهد من لم يشغل المال قلبه، وإن أوتي مثل ما أوتي قارون» فلا تنس هذا....
﴿ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾ (سورة القصص: الآية 77).
هذا والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. |
|
عبدُاللهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709
| #6موضوع: رد: تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 7:52 pm | |
| تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) أخبار الزهاد - زهد أبي بكر وورعه
كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه- من أزهد الناس وأورعهم بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد سطرت الروايات عنه قصصاً تكتب بماء الذهب في التجرد لله تعالى والإخلاص له، وعدم الاغترار بهذه الحياة الدنيا، إذ كان همه الدار الآخرة وكيف النجاة منها. روى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: «كَانَ لأَبِي بَكْرٍ غُلاَمٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَرَاجَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ الْغُلاَمُ: تَدْرِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا هُوَ، قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لإِنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ؛ إِلاَّ أَنِّي خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِي فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ، فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ، فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ».
وأخرج أبو نعيم الأصبهاني عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: « أتت عائشة أبا بكر وهو يجود بنفسه، قال: فقالت : يا أبتاه هذا كما قال حاتم : إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر، قال : يا بنية، لا ، بل قول الله أصدق: ﴿ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ﴾ إذا أنا مت فاغسلي أخلاقي -أي ثيابي- هذه التي علي فاجعليها أكفاني، قالت : قد رزق الله وأحسن، نكفنك في جدد، قال : إن الحي هو أحوج إلى أن يصون نفسه ويقنعها من الميت، إنما يصير إلى البلاء والصديد» (معرفة الصحابة لأبي نعيم 1/ 119)
وروى الطبراني في الكبير عَنْ الْحَسَنِ بن عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ : لَمَّا احْتُضِرَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ، قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، انْظُرِي اللِّقْحَةَ الَّتِي كُنَّا نَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا ، وَالْجِفْنَةَ الَّتِي كُنَّا نَصْطَبِحُ فِيهَا، وَالْقَطِيفَةَ الَّتِي كُنَّا نَلْبَسُهَا، فَإِنَّا كُنَّا نَنْتَفِعُ بِذَلِكَ حِينَ كُنَّا فِي أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا مِتُّ، فَارْدُدِيهِ إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ، أَرْسَلْتُ بِهِ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبْتَ مَنْ جَاءَ بَعْدَكَ. (المعجم الكبير للطبراني 1/ 14) |
|
عبدُاللهالمدير العام
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 7709
| #7موضوع: رد: تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 7:52 pm | |
| تزكية النفس » الزهد والورع (الموضوع الشامل للزهد والورع) أخبار الزهاد .. زهد عمر بن الخطاب
لقد أقبلت الدنيا على الخليفة الراشد الزاهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلم يزده ذلك الإقبال إلا زهدًا فيها ورغبة عنها.
ومما يدل على زهده رضي الله عنه قبل الخلافة ما رواه البخاري في صحيحه { أَنْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي الْعَطَاءَ فَأَقُولُ أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالاً؛ فَقُلْتُ: أَعْطِهِ مَنْ هُوَ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ؛ فَخُذْهُ، وَمَا لاَ فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ } ( رواه البخاري ) .
وروى ابن أبي شيبة وغيره وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: { قدم على عمر رضي الله عنه ناس من قراء العراق، فرأى كأنهم يأكلون تعذيرًا، فقال: "ما هذا يا أهل العراق؟ ولو شئت أن نُدُهْمَقَ - أي نطيب - لكم لفعلت، ولكنا نستبقي من دنيانا ما نجده لآخرتنا أما سمعتم قول الله تعالى: ﴿ أَذْهَبْتُم طيِّبَاتِكُم فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا ﴾ } ( الأحقاف: 20. ) الآية.
وروى الإمام أحمد في الزهد عن أسلم قال: { أصاب الناس سنة غلا فيها السمن، فكان عمر رضي الله عنه يأكل الزيت، فتقَرْقِر بطنه، فيقول: قرقر ما شئت، فوالله لا تأكل السمن حتى يأكله الناس، ثم قال: اكسر عني حره بالنار، فكنت أطبخه له فيأكله } .
وروى ابن سعد عن أنس قال: { تقرقر بطن عمر عام الرّمادة، فكان يأكل الزيت، وكان قد حرّم على نفسه السمن، قال: فنقر بطنه بإصبعه، وقال: تقرقر إنه ليس عندنا غيره حتى يحيى الناس } . |
|