عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-
عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-
محمد بن موسى الشريف
- الإمام الحبر، فقيه الأمة، أبو عبد الرحمن الهذلي، المكي، المهاجري، البدري، حليف بني زهرة.
- كان من السابقين الأولين، ومن النجباء العالمين.
- شهد بدراً، وهاجر الهجرتين، وكان يوم اليرموك على النفل، ومناقبه غزيرة، روى علماً كثيراً.
- عن الأعمش، عن إبراهيم: "كان عبد الله لطيفاً فطناً"، قلت -أي الذهبي -: "كان معدوداً في أذكياء العلماء".
- وعن ابن المسيب قال: "رأيت ابن مسعود –رضي الله عنه- عظيم البطن، أحمش الساقين".
- عن نويفع مولى ابن مسعود قال: "كان عبد الله –رضي الله عنه- من أجود الناس ثوباً أبيض، وأطيب الناس ريحاً".
- قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- : "لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا".
- عن ابن مسعود –رضي
الله عنه- قال: "كنت أرعى غنماً لعقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، فقال: ((يا غلام، هل من لبن؟)) قلت: نعم،
ولكني مؤتمن، قال: ((فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟)) فأتيته بشاة، فمسح
ضرعها فنزل لبن، فحلب في إناء، فشرب وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع: اقلص،
فقلص". زاد أحمد قال: "ثم أتيته بعد هذا، ثم اتفقا، فقلت: يا رسول الله
–صلى الله عليه وسلم-! علمني من هذا القول، فمسح رأسه وقال: ((يرحمك الله،
إنك غليم معلم))".
- عن يحي بن عروة بن
الزبير، عن أبيه قال: "أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- ".
- عن أنس –رضي الله عنه-: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بين الزبير وابن مسعود –رضي الله عنهم-.
- عن أبي الأحوص:
"سمعت أبا مسعود وأبا موسى حين مات عبد الله بن مسعود وأحدهما يقول
لصاحبه: أتراه ترك بعده مثله؟ قال: لئن قلت ذاك، لقد كان يؤذن له إذا
حجبنا، ويشهد إذا غبنا".
- وعن أبي موسى –رضي
الله عنه- قال: "قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حيناً، وما نحسب ابن
مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لكثرة دخولهم
وخروجهم عليه".
- عن عبد الله –رضي
الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذنك عليّ أن
ترفع الحجاب، وتسمع سوادي حتى أنهاك))، وعنه قال: "لما نزلت (ليس على
الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح..)، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: ((قيل لي: أنت منهم)).
- عن أبي وائل: "كنت
مع حذيفة –رضي الله عنه- ، فجاء ابن مسعود –رضي الله عنه- ، فقال حذيفة:
إن أشبه الناس هدياً ودلاً وقضاءً وخطبة برسول الله - صلى الله عليه وسلم
-، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع، لا أدري ما يصنع في أهله، لعبد الله
بن مسعود، ولقد علم المتهجدون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن
عبد الله من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة".
- عن أبي الأحوص قال:
"أتيت أبا موسى وعنده عبد الله وأبو مسعود الأنصاري، وهم ينظرون إلى مصحف،
فتحدثنا ساعة، ثم خرج عبد الله، وذهب، فقال أبو مسعود: والله ما أعلم
النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك أحداً أعلم بكتاب الله من هذا القائم".
- عن مسروق قال عبد
الله –رضي الله عنه- : "والله الذي لا إله غيره لقد قرأت من فيّ رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - بضعاً وسبعين سورة، ولو أعلم أحداً بكتاب الله
مني تبلغنيه الإبل لأتيته".
- عن عبد الله –رضي
الله عنه-: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بين أبي بكر وعمر،
وعبد الله قائم يصلي، فافتتح سورة النساء يسجلها أي يقرؤها قراءة مفصلة،
فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل
فليقرأ قراءة ابن أم عبد))، فأخذ عبد الله في الدعاء، فجعل رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يقول: ((سل تعط))، فكان فيما سأل: اللهم إني أسألك
إيماناً لا يرتد، ونعيماً لا ينفد، ومرافقة نبيك محمد - صلى الله عليه
وسلم - في أعلى جنان الخلد، فأتى عمر يبشره، فوجد أبا بكر خارجاً قد سبقه،
فقال: إنك لسباق بالخير".
- عن أم موسى: "سمعت
علياً يقول: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود، فصعد شجرة
يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله فضحكوا من حموشة ساقيه،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل
في الميزان يوم القيامة من أحد)).
- عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ((رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد)).
- عن عبد الله –رضي
الله عنه- قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اقرأ عليّ
القرآن. قلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أشتهي أن
أسمعه من غيري. فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: (فكيف إذا جئنا من كل
أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) [النساء:41]، فغمزني برجله، فإذا
عيناه تذرفان)).
- قال عمرو بن العاص
–رضي الله عنه- في مرضه، وقد جزع، فقيل له: "قد كان رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يُدنيك ويستعملك"، قال: "والله ما أدري ما كان ذاك منه،
أَحُبٌّ أو كان يتألفني، ولكن أشهد على رجلين مات وهو يحبهما: ابن أم عبد،
وابن سمية".
- عن علقمة قال: "كان عبد الله يشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - في هديه ودَلَّه وسمته، وكان علقمة يشبّه بعبد الله".
- عن حارثة بن مضرب
قال: "كتب عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- إلى أهل الكوفة: إنني قد بعثت
إليكم عماراً أميراً، وابن مسعود معلماً ووزيراً، وهما من النجباء، من
أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، من أهل بدر، فاسمعوا لهما واقتدوا
بهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي".
- عن زيد بن وهب قال:
"لما بعث عثمان إلى ابن مسعود يأمره بالمجيء إلى المدينة، اجتمع إليه
الناس، فقالوا: أقم فلا تخرج، - بسب الخلاف المشهور بينهما بسبب تحريق
المصاحف - ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه. فقال: إن له عليّ طاعة،
وإنها ستكون أمور وفتن لا أحب أن أكون أول من فتحها. فرد الناس وخرج
إليه".
- عن عبد الله –رضي
الله عنه- قال: "كُنا إذا تعلمنا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر
آيات لم تعلم من العشر التي نزلت بعدها حتى نعلم ما فيها، يعني من العلم".
- عن أبي البختري قال:
"سُئل عليُّ عن ابن مسعود، فقال: قرأ القران ثم وقف عنده، وكُفي به"،
وروي نحوه من وجه آخر عن علي، وزاد: "وعلم السنة".
- عن زيد بن وهب قال:
"إني لجالس مع عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، إذ جاء ابن مسعود -رضي الله
عنه-، فكاد الجلوس يوارونه من قصره، فضحك عمر حين رآه، فجعل عمر يكلمه،
ويتهلل وجهه، ويضاحكه وهو قائم عليه، ثم ولى فأتبعه عمر بصره حتى توارى،
فقال: كُنَيف مليء علماً".
- عن أبي وائل: "أن
ابن مسعود -رضي الله عنه- رأى رجلاً قد أسبل، فقال: ارفع إزارك، فقال:
وأنت يا ابن مسعود فارفع إزارك، قال: إن بساقيّ حموشة وأنا أَؤم الناس.
فبلغ ذلك عمر، فجعل يضرب الرجل، ويقول: أَترد على ابن مسعود؟".
- عن أبي عمرو
الشيباني: "إن أبا موسى -رضي الله عنه- استفتي في شيء من الفرائض، فغلط،
وخالفه ابن مسعود -رضي الله عنه-، فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء ما
دام هذا الحبر بين أظهركم".
- عن مسروق قال:
"شاممت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدت علمهم انتهى إلى
ستة: عليّ، وعمر، وعبد الله، وزيد، وأبي الدرداء، واُبيّ، ثم شاممت الستة،
فوجدت علمهم انتهى إلى عليّ وعبد الله".
- عن مسروق قال:
"حدثنا عبد الله -رضي الله عنه- يوماً فقال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فرعد حتى رعدت ثيابه، ثم قال نحو ذا أو شبيهاً بذا".
- عن عون بن عبد الله عن أخيه عبيد الله قال: "كان عبد الله -رضي الله عنه- إذا هدأت العيون قام فسمعت له دوياً كدوي النحل".
- عن القاسم بن عبد الرحمن: "أن ابن مسعود -رضي الله عنه- كان يقول في دعائه: خائف مستجير، تائب مستغفر، راغب راهب".
- قال عبد الله بن
مسعود -رضي الله عنه-: "لو سخرت من كلب، لخشيت أن أكون كلباً، وإني لأكره
أن أرى الرجل فارغاً ليس في عمل آخرة ولا دنيا".
- عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "من أراد الآخرة أضر بالدنيا، ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة، يا قوم فأضروا بالفاني للباقي".
- عن أبي ظبية قال:
"مرض عبد الله -رضي الله عنه- فعاده عثمان -رضي الله عنه- وقال: ما تشتكي؟
قال: ذُنوبي، قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي، قال: ألا آمر لك بطبيب؟
قال: الطبيب أمرضني. قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه".
- مات ابن مسعود -رضي الله عنه- بالمدينة، ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين.
- عاش ثلاثاً وستين سنة.
المرجع: نزهة الفضلاء، تهذيب سير أعلام النبلاء (1/80)