التنوع الحيوي في القرآن الكريم: الحـــــــــــوت Balaenopterus
ورد الحوت في القرآن الكريم في الآيات الآتية: - قال تعالى: ﴿قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا﴾الكهف: (63).
- وقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ 0 إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ 0 فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ 0 فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ 0 فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ 0 لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 0 فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾الصافات: (139-145).
-وقوله تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ 0 لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ﴾القلم: (48-49).
-وقال تعالى: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا﴾الكهف: (61).
-وقال تعالى: ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾الأعراف: (163).
- الحيتان حيوانات ثديية مائية لا تخرج إلى اليابسة قط، أجسامها مغزلية لها زعانف تشبه زعانف الأسماك، وهي تتنفس الهواء الجوي بواسطة الرئتين وزعنفة ذنبها أفقية بالنسبة للجسم ولها زعنفة ظهرية، وهي خالية من الشعر إلاَّ من شعيرات قليلة على الذقن في بعض الأنواع، وعوض عن الشعر كوسيلة للدفء عوضها الله سبحانه وتعالى بطبقة سميكة من الشحم بين الجلد والعضلات وهي تحميه من حفظ الماء على جسمه في الأعماق وهي تفرز زيتاً على سطح الجلد يقي الحيوان من البلل، وتتقدم عنه الغدد العرقية والدمعية لعدم احتياجه إليهما في الماء وكذلك الأنف في الحوت لا عمل له كعضو للشم، وقد امتدت الحنجرة إلى أعلى وكونت ما يشبه أنبوبة يصل إليها الهواء من فتحة الأنف الذي يمكن سدة بجهاز خاص بينما يكون الفم مملوءاً بالماء والغذاء، وبذلك يستطيع الحيوان أن يأكل تحت الماء دون أن ينفذ الماء إلى رئتيه، والعين صغيرة وهي مزودة دائماً بما يقيها الضغط الكبير في الأعماق السحيقة والعنق قصير ذو سبع فقرات ملتحمة كلياً أو جزئياً.
-والحيوان يتغذى بحيوانات صغيرة حية سابحة في البحار وقد انفصل المريء تماماً عن القصبة الهوائية لإيجاد انفصال بينهما.
-ويوجد للحوت غدد ثديية والرأس أكبر أجزاء الجسم إذ يبلغ في بعض الأنواع ثلث حجم الجسم.
ومن هذه الرتبة توجد عائلة الحيتان عديمة الأسنان الأهلية (Balaenidae) وتعرف هذه الحيتان بذوات الجسم الأملس لانعدام الأخاديد والزعانف الظهرية ولكن زعانف الصدر عريضة مستقيمة الأطراف تقريباً ومنها الحوت جرينلند Balaena mysticetus وتوجد الحيتان عديمة الأسنان العليا من عائلة (Physeteridae) ومنها حوت العنبر Physeter catodon يستوطن هذا الحوت البحار الدافئة والاستوائية ويتميز رأس كالصندوق مرتفع عند طرف الحظم ويتراوح طوله بين (20) إلى (23) متراً ومحيط البدن من (9) إلى (12) متر وعرض الذنب (5) أمتار.
ومادة العنبر المستعملة في صناعة الروائح توجد في الأمعاء وهي ظاهرة مرضية توجد في الحيتان المريضة والميتة وتتغذى بالأخطبوط والرخويات في أعماق البحار والأسماك صغيرها وكبيرها، والعادة أن تضع الأنثى صغيراً واحداً وفي النادر اثنين. (أطلس ثدييات العالم، حسين فرج زين الدين (مرجع سابق) (ص238).
<p>
الوضع التقسيمي:
- المملكة الحيوانيةKingdom: Animalia
<p>
- طائفة الثدييات Class: Mammalia
- رتبة الحوتيات Order: Cetacea
- رتبية الحيتان ذوات الأسنان Suborder: Odontoceti
<p>
- رتبة الحيتان عديمة الأسنان Suborder: Mysticeti
وتضم ذوات الأسنان نحو (70) نوعاً منها حيتان العنبر، والحيتان القاتلة والدلافين وخنازير البحر أما عديمة الأسنان فتضم (13)نوعاً منها الحوت الأزرق (أكبر حيوان على وجه الأرض) والحوت الأبيض، وجمل البحر (الحوت ذى السنامين). (قاموس القرآن الكريم، معجم الحيوان (مرجع سابق).
وتتراوح أوزان الحيتان من (45) كيلوجرام إلى (150)طن.(المرجع السابق).
- المصدر: التنوع الحيوي في القرآن الكريم، نظمي خليل أبو العطا موسى (2011م).
<p>
الإعجاز في الحيتان:
- الحوت الذي كان مع سيدنا موسى نوع من السمك التابع للأسماك سواء الغضروفية مثل الجرجور أو كلب البحر Scyliorhinus sp أو الأسماك المشععة الزعانف Actinopterygii المسماة بالأسماك العظمية Osteichthyes ومنها الشعري والبلطي وباقي الأسماك العظمية لأنه لا يعقل أن يكو حوتاً ثديياً ويحمل في مكتل، أما حوت سيدنا يونس فهو الحوت الثديي الكبير الضخم الذي يتسع فمه للإنسان وأكثر من ذلك والله أعلم وقد جاء في اللسان: الحوت: السمكة وفي المحكم الحوت: السمك، معروف، وقيل هو ما عَظُم منه، والجمع آحوات وحيتان....... أما الراغب في مفرداته فيقصر الحيتان على السمك العظيم. (قاموس القرآن الكريم، معجم الحيوان (مرجع سابق) (ص111).
- والمعروف أن الحوت الأزرق Balaenopterus musculus من الحيتان الكبيرة في المياه الدافئة وأذكر أننا ذهبنا في ورشة عمل بحرية إلى المتحف البحري بمصر وقد وقف طلاب القسم كلهم حوالي (40) طالب أسفل هذا الفك ونحن ننظر إليه.
- ومن الحكمة عدم الخوض في مسائل المعجزات لأنها أمور خارقة عن العادة ولكنا أردنا تقريب الصورة للأذهان من دون الخوض في التفاصيل التي لا تعنينا هنا.
<p>
فوائد الحيتان:
- إتمام دورة الغذاء في السلاسل الغذائية وشيكات الغذاء في البحر بالتغذي على الهائمات والسابحات البحرية.
- غذاء لبعض الحيوانات عندما تنفق في البحر أو تلقي بها الأمواج إلى شاطئ البحر.
- غذاء للإنسان.
- استغلال شحومها في الدهانات والغذاء والتدفئة والسراج.
- وجودها في البحار دليل القدرة الإلهية والتنوع في الخلق فالله تعالى يخلق ما يشاء ويختار قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾طه: (50).
- تتكافل وتتعايش بعض الكائنات البحرية مع الحوت لتتغذى على فضلاته وتتنقل معه وتنظف له جسمه من الطفيليات.
- المصدر: التنوع الحيوي في القرآن الكريم، نظمي خليل أبو العطا موسى (2011م).
الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى