التنوع الحيوي في القرآن الكريم: الجراد Locusts
ورد ذكر الجراد في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ
﴾ الأعراف:(133).
وقوله تعالى: ﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ﴾ القمر:(7).
-ينقسم جسم الجرادة عموماً إلى ثلاث مناطق رئيسة هي الرأس والصدر والبطن.
-الرأس: هي المنطقة الأمامية من الجسم، تتغلف بِجُلَيَّدْ سميك متصلب يسمى علبة الرأس تتكون من عدة قطع جليدية متصلبة تتصل ببعضها ويظهر في خطوط اتصالها دروز واضحة، ويحمل الرأس قرنين للاستشعار يتركب كل واحد منهما من العزق والسوط (أو الشمراخ)، وللجراد عينان كبيرتان مركبتان وثلاث عيون بسيطة منتظمة في شكل مثلث.
-الصدر: هو المنطقة الثانية يلي الرأس يفصلها رقبة قصيرة يتكون من ثلاث عقل: مقدم الصدر، ووسط الصدر، ومؤخر الصدر، والعقلتان الأوليتان منفصلتان، بينما تتصل العقلة الثانية مع الثالثة بدون اتصال مفصلي بينهما، ويحمل وسط السطر المسمى بالصدر الأوسط زوجاً من الأجنحة ويحمل مؤخر الصدر زوجاً آخر، والأرجل ثلاثة أزواج (ست أرجل) تحمل على كل عقلة من عقل الصدر الثلاث زوجاً منها.
-البطن: هي المنطقة الثالثة يلي الصدر والأخيرة من الجسم يتكون من إحدى عشرة عقلة تلتحم الأولى منها بالعقلة الصدرية تماماً، بينما تنفصل العقل البطنية التالية عن بعضها البعض بغشاء جلدي مرن يسمح لها بالحركة كما يسمح لها بأن تتباعد عن بعضها، وتختلف العقل الثلاث الأخيرة عن بقية العقل كما تختلف أيضاً في الذكر عن الأنثى.
تمر دورة حياة الجراد بأطوار البيضة والحورية والحشرة الكاملة أي أنه تطور ناقص.
الوضع التقسيمي:
-المملكة الحيوانية Kingdom: Animalia
-قسم اللافقارية Division: Invertebrata
-شعبة المفصليات Phylum: Arthropoda
-طائفة الحشرات Class: Insecta (Hexapoda)
-رتبة الحشرات مستقيمة الأجنحة Order: Orthoptera
-فصيلة الجراد Family: Acrididae
-الجراد الصحراوي Schistocerca gregaria
-الجراد الأسيوي المهاجر(الرحال) Locusta migratoria migratoria
-الجراد الأفريقي المهاجر Locusta migratoria migratorioides
-جراد الشجر Anacridium melanorhodon
-الجراد البني Lacusta pardalina
-الجراد الأحمر Nomadacris septemfasciata
الإعجاز العلمي في الجراد:
-الميل الواحد من سرب الجراد يوجد به من (100) إلى (200) مليون جرادة.
-تصل بعض الأسراب إلى (4000) مليون جرادة يصل وزنها (8000) طن.
-يلتهم سرب الجراد الغازي حوالي (800) طن من الكساء الخضري في المكان.
-الطن الواحد من الجراد يأكل قدر ما تأكله (10) أفيال، (25) جملاً و(150) رجلاً.
-يبيد الجراد الغازي محاصيل الذرة والقمح والشعير وقصب السكر والقطن وأشجار الفاكهة والتوت والجميز وغيرها.
-تضع الأنثى في المرة الأولى حوالي (120) بيضة تفقس ليخرج منها (120) حورية.
-الهجرة عامل أساس في النضج التناسلي للإناث والذكور في الجراد.
-تجوب أسراب الجراد الصحراوي مناطق الانتشار المختلفة دون أن تعترف بحدود إقليمية أو تعبأ بسدود أو وديان لأنها ترنو دوماً في كافة تحركاتها وسكناتها نحو المحافظة على نوعها، وهذه سنة الله أودعها في كافة مخلوقاته. (الجراد في القرآن الكريم والعلم الحديث، كارم السيد غنيم وعبد العظيم محمد الجمال، دار الصحوة للنشر والتوزيع، القاهرة: مصر (ط1) (1988م).
-يوجد من الأسراب الطائرة للجراد نوعان:
السرب الطبقي: ويرى عادة في ظروف جوية غائمة أو متأخرة بعد الظهر حين يبرد سطح الأرض وتنتهي تيارات الحمل المتنقلة، وهذا النوع من الأسراب يظهر على شكل مساحة مكونة من أفراد الجراد المتراصة، ويطير هذا النوع من أسراب الجراد على ارتفاعات قليلة لا تزيد عن (300) متر من سطح الأرض.
السرب الركامي: ويرى في أكثر ساعات النهار في ظروف تسودها الشمس الساطعة وتتراكم أفراده فوق بعضها في الجو فتشكل ما يشبه البرج، وغالباً ما يطير هذا النوع من الأسراب على ارتفاعات شاهقة تصل أحياناً إلى (1000) متر فوق سطح الأرض وتساعدها على ذلك تيارات الحمل المتنقلة، وتظهر في السرب تغيرات مستمرة بالنسبة لكثافة أجزائه المختلفة أثناء الطيران.
أما عن توزيع الأفراد داخل السرب فيتميز النوع الأول المذكور سابقاً بأن الكثافة العددية لأفراده كبيرة (معدل توزيع الأفراد في السرب يترواح بين جرادة إلى عشر جرادات في المتر المربع الواحد من السرب).
أما النوع الثاني فكثافة توزيع أفراده قليلة جداً (معدل توزيع الأفراد في السرب يتراوح بين (0.001) جرادة إلى (0.1) جرادة في المتر المربع الواحد من السرب) حتى يمكن أن تملأ جدود السرب المنتشر إلى أعلى.
ويختلف شكل السرب في الرحلة الواحدة لنوع واحد من الجراد، وذلك يتأثر بالتيارات الهوائية التي تواجهه، فقد تبدأ الرحلة بسرب طبقي، وما يلبث أن يتغير شكله إلى النوع الركامي، خصوصاً إذا ارتفعت درجة حرارة الجو عن الساعات الأولى من رحلة الطيران. (المرجع السابق).
-فمن علم هذه الحشرة هذا السلوك المنتظم؟
-ومن هدى هذه الحشرة إلى هذا السلوك المعجز أن كما قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ طه:(50).
-من لطف الله بالناس أن هناك عوامل بيئية تحد شيئاً من أعداد الجراد، فللجراد طفيلاته وأعدائه التي تتغذى بكل طور من أطواره (البيض الحورية الحشرة الكاملة) من الطيور والزواحف (والفطريات) وتوجد نسبة من الوفيات في التجمعات الكبيرة وبخاصة إذا قابلتها ريح عاتية.
-وقد عانى الإنسان من نوازل الجراد منذ بداية زراعته للمحاصيل، ويصف سفر الخروج هجوم الجراد على فرعون وقومه نحو عام (1300) قبل الميلاد كما قال تعالى: ﴿وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ 0 فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ 0وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ 0 فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ﴾ الأعراف:(132-135).
-فقد سلط الله عليهم الجراد مع باقي الحيوانات الطفيلية والمؤذية بما كانوا يفسقون.
- وَالرِّجْزُ: هو العذاب بما ذكر من الآيات.
- يَنْكُثُونَ: ينقضون عهدهم الذي أبرموه.
-وللجراد فوائد كثيرة منها:
-الجراد غذاء للحيوانات وخاصة الطيور.
-الجراد غذاء للإنسان في المناطق الصحراوية.
-الجراد بعد موته وبحفره التربة للبيض يزيد من خصوبة التربة وتهويتها.
-الجراد بيئة صالحة لحياة بعض الفطريات التي يعيش على أجساد الحشرات وبقاياها.
-المصدر: التنوع الحيوي في القرآن الكريم، نظمي خليل أبو العطا موسى (2011م)
الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى