الحمد لله مُيسرِ سبل العبادة لمن سلكها،ومبين طُرق النجاة
لمن طلبها،أحمده أن أفاض علينا بنعمه وآلائه، وامتن علينا ببعثة نبيه وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق النفس من العدم فأنطقها وأشهد أن
محمد عبد الله ورسوله خير البرية أجمعها وأزكاها وأطهرها صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:فاتقوا الله عباد الله ولا تغفلوا عن يوم
المعاد يقول الله جل جلاله{يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوااتَّقُوا اللَّهَ
وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوااللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌبِمَا تَعْمَلُونَ} عبادالله :" الغفلة " نعم " الغفلة " دآء
أضعف آلأمة آلإسلآمية و أصآپهآ فى مقتل أصآپ رچآلهآ و نسآءهآ إلآ من رحم
آلله إنه دآء خطيريقول تعالى عنه{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ
فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ* ما يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم
مُّحْدَثٍ إلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ*لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}
كلمات تهز الناس هزاً.. الحساب يقترب وهم في غفلة! والآيات تتلى ولكنهم
معرضون، لأن البعض في لهوباطل ولمزات ومتاع زائل غارق" لاهية قلوبهم "
والقلب الغافل اللاهي عن الله صاحبه في ضنك وشقاء ولو كان في نعيم ورخاء
فالشقاء ثمرة الضلال والضنك ثمرة الإعراض{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي
فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى*
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا* قَالَ
كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى*
وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ
وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} فالشقاء ثمرة الضلال والضنك
ثمرة الإعراض

آعلم أخى فى الله أن آلغفلة تچلپ آلشيطآن و تسخط آلرحمن آلغآفل إن أحپ أحپ لهوآه و إن أپغض أپغض لهوآه

آلغفلة تنزل آلهم و آلغم فى آلقلپ و تپعد عنه آلفرح و تميت آلسرورآلغفلة
مدعآه للوسوسة و آلشگوگ آلغفلة تورث آلعدآوة و آلپغضآءآلغفلة تذهپ آلحيآء و
آلوقآر پين آلنآس آلغفلة تسد أپوآپ آلمعرفة و آلعلم آلنآفع آلغفلة تپعد
آلعپد عن آلله و تچره إلى آلمعآصى آلغآفل وآقف مع شهوآته و لذآته و لو گآن
فيهآ سخط رپه و غضپه

وهذآ و آلله هو آلخسرآن آلمپين لأن آلله أمرنآ أن تگون حيآتنآ گلهآ لله
ومنضپطة پشرع آلله وإذا غفل العبد عن نفسه أو عن ماله أو عن أهله كثر
المعاتبون وبرز الناصحون،فقولوا لمثل هؤلاء إن المصيبة الأعظم والداهية
الأطم أن يغفل العبد عن دينه أن يغفل عن الله وعن اليوم الآخر فتلك والله
المهلكة للفرد والأمة على السواء ألم تسمعوا ما أخبر الله به عن قوم فرعون
وبين سبب هلاكهم حيث قال:{فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي
الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا
غَافِلِينَ}والغافلون لهم النارغداً وعدهم بذلك جبار السموات والأرض بقوله{
إِنَّ الَّذِينَ لايرجون لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ *
أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الغافل لا
تزيده نِعمَ الله عليه إلا إعراضاً وعصياناً وضلالاً ولا يزيده حلم الله
عليه ، وستر الله عليه إلا تمادياً واستخفافاً وإعراضاً فمن الناس من يغتر
بنعم الله عليه ، ويظن أن الله عز وجل ما أنعم عليه بهذه النعم إلا لأنه
يحبه ولولا أنه أهل لهذه النعم ما أنعم بها عليه، مع أنه مقيم على المعاصي،
مقصر في الطاعات، ونسى هذا المسكين أن هذا قد يكون استدراج له من رب
العالمين كما قال سيد النبيين عليه الصلاة والسلام (إذا رأيت الله تعالى
يعطي العبد ما يُحِب ُ وهو مقيم على معاصيه:فاعلم أنما ذلك منه استدراج) ثم
قرأ المصطفى قوله سبحانه { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ
فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا
أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ* فَقُطِعَ
دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ }

ومن الناس من يغتر بحلم الله عليه ، فيظلم خلق الله وعباد الله ويصد الناس
عن سبيل الله وعن دعوة الله ويرتكب المعاصي والذنوب ولكن الله عز وجل يمهله
فلا يأخذه بذنوبه ولابِجُرِْمه فيظن هذا المسكين أن المعصية حقيرة وأن
الذنب هين ولو كان الذنب عظيماً عتد الله لأخذه الله بهذا الذنب في الدنيا
ولًَعجَل له العقوبة! نسى هذا المسكين أن الله جل وعلا يمهل ولا يهمل
كماجاءعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله تعالى يملي للظالم حتى إذا
أخذه لم يفلته وقرأ المصطفى قول الله جل وعلا " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ
إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ "

ومن الناس من ينصرف بكُلَيته إلى الدنيا ويكرس لها كل وقته وجهده وفكره ومع
ذلك فقد يقولون : إنا نحسن الظن بالله ، ولو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل .

وهذا الصنف من الناس لا يعرف لله طريقاً .ولا يعرف له سبيلا ً إذا ذكر ما
تذكر.وإذا نُصحَ ما انتصح! وإذا دَلَهَ صادق أمين على طريق الله سَخَرِ
به!واستهزأ منه وكأن الأمر لا يعنيه كل همه الدنيا كل غايته لها انصرف بكل
طاقاته إلى الحياة فيتوجه إليها بخالص العمل ولا حول ولا قوة إلا بالله

مع أنه لن يحصل له من الدنيا إلا ماقدر الملك له والنبي صلى الله عليه وسلم
قال(من كانت الدنيا همَه فرق الله عليه أمره وجعل فَقره بين عينيه وفرقَ
الله شمْلَه ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدر له ومن كانت الآخرة همه جمع
الله غناه في قلبه وجمع الله عليه شمْلَه ، وأتته الدنيا وهي راغمة )ألم
يقل الحق جل وعلاَ:{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا
*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب} ألم يقل الحق جل وعلاَ {وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم
بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ} ألم يقل الحق جل وعلاَ { فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء
عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل
لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا * ما لَكُمْ لاتَرْجُونَ
لِلَّهِ وَقَارًا }

وقد حذر الله جل وعلا من التهالك على الدنيا والغفلة عن الآخرة تحذيراً
شديداً فقال سبحانه{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ *حَتَّى زُرْتُمُ
الْمَقَابِرَ} شغلتكم الدنيا وصرفكم نعيمها الزائل فلم تنتبهوا إلاوأنتم في
المقابر قد عاينتم الحقائق كلها قال تعالى {إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ
لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا
وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ* أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ
النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} فمن رضى بالدنيا واطمأن بها فكيف
يرجوا لقاء الله ..كيف أن يفكر في لقاء الله .. لماذا؟

لأته رضى بالحياة الدنيا واطمأن بها .. عمَرَ دنياه وخرَب أخراه !!فهو يكره
أن بنتقل من العمران إلى الخراب . ولذا فهو يخشى الموت ويكرهه الموت لأنه
يكره أن ينتقل من العمران إلى الخراب لا يفكر في الآخرة .. بل إذا سمع آية
تتلى خاف وأغلق أذنيه ! فهو لا يريد أن يسمع لله موعظة ، ولا يريد أن يسمع
لله أمراً ، ولا يريد أن يجتنب لله نهياً ولا يريد أن يقف لله عز وجل عند
حَدَ !فيا أيها الغافلون تذكروا {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي
الأموال والأولاد كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ
يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ
عَذَابٌ شَدِيدٌوَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا إِلامَتَاعُ الْغُرُورِ} هذا كلام ربنا جل وعلا وقد بين المصطفى
هذه الحقائق بعدذلك فالقرآن يؤكد أن من غفل عن الله ومن نسي الله أنساه
الله نفسه .قال جلا وعلا :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ *وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ
نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ*
لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} والرسول يؤكد لنا هذه المعاني ويبين لنا
حقيقة الدنيا حتى لا نتخذ الدنيا غاية يقول المصطفى صلى الله عليه وسلمما
الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بُسطَت على من كان
قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم )وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن
النبي عليه الصلاة والسلام قال(إن الدنيا خضرة وحلوة وإن الله مستخلفكم
فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء) ولذى اخبر صلى الله
عليه وسلم بقوله (يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فَيُصبْغ
في النار صبغة ويقال له هل رأيت نعيماً قط ؟ فيقول لا وعزتك ما رأيت
نعيماً قط ويؤتى بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة قيقال له هل
رأيت بؤساً قط فيقول لا وعزتك ما رأيت يؤساً قط ) الله أكبر أنساه نعيم
الجنة كل شقاء والآخر أنساه العذاب والجحيم كل نعيم !

من أجل ذلك كان يوصي النبي أصحابه والمؤمنين الصادقين من بعدهم بهذه الوصية
فيقول لابن عمر رضي الله عنهما ( يا ابن عمر كن في الدنيا كأنك غريب أو
عابر سبيل ) وكان ابن عمر يقول( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا
تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك]

إن لله عــــبــاداً فُطَنَا طلَلقوا الدنيا وخافوا الفِتَنَا

نظروا فيها فلما علمـــوا أنها ليست لحيً وطنـا

جعلوها لُجَــــة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا

الغافلون جعلوا لمتآع آلدنيآ و شهوآتهآ أگپرالهم لهآ يغضپون وعليهآ يحزنون
ومن أچلهآ يحپون ويوالون و يعآدون ولايفهم من هذه الآيات وهذه الأحاديث
فهماً خاطئاً أننا نريد بذلك أن ينصرف الناس عن الدنيا كلا بل إن الإسلام
دين عمل ودين جدً ودين بطولة، وكذلك لا نريد أيضاً أن ينغمس الناس في
الدنيا على حساب الآخرة لا إفراطاً ولا تفريطاً بل إن الإسلام دين ودنيا
فهذا رسول الله أبي هريرة رضي الله عنه
اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنُيَايَ التي فيها معاشي
وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل
الموت راحة لي من كل شر) فانظر إلى هذا الجمع البديع بين الدين والدنيا .
فالدنيا مزرعة للآخرة ، فالذم الوارد في حق الدنيا في القرآن والسنة ينصب
على كل ما يُرتكب فيها من معاصي لا ترضي الله جل وعلا ... فالعاقل اللبيب
هو الذي يعرف حقيقة هذه الدنيا ويجعل الدنيا مزرعة للآخرة كما قال علي بن
طالب رضي الله عنه : الدنيا دار صدِقٍ لمن صَدَقَهَا ودار غنى لمن تزود
فيها ودار نعيم لمن فهم عنها فهى مهبط وحي الله وفيها مصلى أنبياءه وهى
متجر أولياءه ربحوا فيها الرحمة وكسبوا فيها الجنة] لابد من معرفة هذه
الحقيقة لأن كثيراً من إخواننا حينما يتحدثون عن الدنيا يُشعرون كل صاحب
نعمة في الدنيا أنه قد سقط وذل إلى الهاوية فهذا كلام غير دقبق!إننا نركز
الآن على جزئية خطيرة حًذٌر منها الله جل وعلا في القرآن ألا وهى (رضوا
بالحياة الدنيا واطمأنوا بها )غفل عن الآخرة نسى القبر!ونسى الموت! ونسى
العرض على الله!ونسى الوقوف بين يدي الله! ونسي الميزان!!ونسي الصحف!!ونسي
الجنة والنار! فتراه هائماً على وجهه يأكل ويتمتع ويشرب وهو ينتسب إلى
الإسلام ولكنه لا يمتثل للإسلام أمراً ولم يجتنب للإسلام نهيا ولم يقف
للإسلام عند حد قال الله جل وعلا :{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ
كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ
يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ
أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }هذا هو الصنف الذي وصفه الله عز وجل بأته
أضل من الأنعام بنص القرآن {أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ }
له عين ولكنه لايرى بها !له أذن
ولكنه لا يسمع بها !له قلب ولكنه لا يفقه به ! فهو لا ينظر بعينه إلاَ إلى
الحرام ! ولا يسمع بأذنه إلاً الحرام ! ولا يفكر ولا يفقه بقلبه إلا من
غير الرحيم الرحمن وعن غير سيد ولد عدنان

فيا مسلمون: كم من الناس الآن ينتسب إلى الإسلام وهو في غفلة ،لا يكاد يعرف
شيئاً عن الدين ، لا يكاد ينتسب إلى الدين أبداًإن ذُكًر ما تذكر! بل ربما
يهزئ بك أوربما يسخر منك {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ *وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ
يَتَغَامَزُونَ*وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ
فَكِهِينَ}

فاذكر نفسي وإياكم أيها الأخيار الكرام بأن المال ظل زائل وبأن المنصب إلى
زوال فالكرسي الذي يجلس عليه المسؤول أيها الحبيب جلس عليه قبله آخرون
وسيجلس عليه من بعده غيره فهل فكر صاحب المسؤولية أيقوده هذا الكرسي إلى
الجنة ، أم إلى النار !!فإن الكرسي زائل والمنصب فانٍ ، والمال ذاهب .
وعارية مسترجعة والدنيا مهما طالت فهى قصيرة ومهما عظمت فهى حقيرة لأن
العمر مهما طال لابد من دخول القبر، فاتخذ الدنيا مزرعة للآخرة ولا تنسى
الآخرة أبداً وتذكر قول الباري سبحانه { وماجعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن
مت فهم الخالدون } وليست الغفلة قصراً على الجاهل وغير
المتعلم بل هناك ممن يحملون أكبر الشهادات في علوم الدنيا وهم من الغافلين
أخبر عن ذلك الله بقوله{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ عَنْ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} فالغافل عياذاً بالله يستهين
بمحارم الله لأن حاله كما يصفه الإمام ابن القيم رحمه الله بقوله:إن حجاب
الهَيْبَةِ لله عز وجل رقيقٌ في قلبِ الغافل الغافل أيها الأحبة
تقعد به غفلته عن الترقي في مراتب الكمال يقول الإمام ابن القيم في ذلك:لا
سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان،كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى
البيت،وقال أيضاً : إن مجالسَ الذكرِ مجالسُ الملائكةِ ومجالسَ اللغوِ
والغفلةِ مجالسُ الشياطينِ فليتخيرِ العبدُ أعجبهما إليه وأولاهما به فهو
مع أهله في الدنيا والآخرة، وكم من المجالس اليوم سواء في العمل أو في الحي
أو حتى في المنزل تكون مجالس غفلة لا يُذكر الله فيها إلا قليلاً أو قد لا
يذكر فيها بالمرة وليس فيها إلا أكل لحوم الناس من خلال الغيبة أو مما
يدور فيها من التشجيع على الفساد وتبادل الخبرات في ذلك ، كم من المجالس
شُغلت بأخبار الكرة والملاعب واللاعبين حتى أنك تجد أحدهم قد ملأ صحيفة
يومه كلها بتلك الترهات،فيأتي بها يوم القيامة نادماً يسكب خلفها العبرات
ويطلق الزفرات كم من المجالس شُغلت
بأخبار القنوات والمسلسلات وعگوف على آلملهيآت وآلمحرمآت فرآح آلنآس يلهثون
ورآء حطآم آلدپيآ آلفآنية و لم يترگوآ لدينهم وعپآدة رپهم وقتآ گآفيآ پل
صآر آلوقت گله مصروفآ لهذه الملهيات المحرمة يقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا فَلَمْ يَذْكُرُوا
اللَّهَ فِيهِ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً وَمَا مِنْ رَجُلٍ مَشَى
طَرِيقًا فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ
تِرَةً وَمَا مِنْ رَجُلٍ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ
إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً والترة أي الحسرة والندامة.

من أنواع الغفلة: الغفلة جهل العبد بعظمة خالقه، وإعراضه عنه، وانصرافه عن
طاعته، وتعلقه بغيره، وانكبابه على شهواته وملذاته، وتقديم نفسه على ما
يرضي ربه، وحرصه على دنياه، وسعيه على جمع حطامها، وصدق الله العظيم [بَلْ
تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى] فتجده
مفرطاً في الصلوات، مضيعاً للنوافل والقربات، إن أدى زكاة ماله لم تخرج
طيبة بها نفسه، وإن صام إنما يصوم رياءً، وإن بادر لفعل الخير قام به
مجاملة وسمعة، تجد لسانه غافلاً عن الله، لاهياً بالقيل والقال، والغيبة
والنميمة، والكذب والبهتان، يفرح بمعصية الله، ويغضب إذا نُصح في الله،
قلبه بالدنيا معلق، وإلى المال محبب، همه فرجه وبطنه، إذا ذُكِّر لا يذكَر،
وإذا نُصح لا يستنصح، حياته لدنياه، وعمره فانٍ في هواه، كل ما ترغبه
نفسه يبادر إليه، فهل بعد هذا الخسران خسران؟ يقول معاذ بن جبل رضي الله
عنه (ليس تحسُّرُ أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل
فيها) وقال ابن القيم رحمه الله: (على قدر غفلة العبد عن الذكر يكون بعده
عن الله)

ومن الغفلة: تقصير العبد في حق أهله وولده يسارع إلى أعماله تاركاً وراءه
زوجته وأولاده وهم أمانة في عنقه،يقضي حاجاتهم من غذاء ومسكن وملبس ولا
يقضي حاجتهم من المحبة والنصح والإرشاد، إذا دخل بيته لم يُعلم به، وإذا
خرج غاب، فماذا يفعل مع هذه الأمانة عندما يسأله عنها ربه، أحفظ أم ضيع؟ عن
الحسن رحمه الله عن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله سائل كل
راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)
ومن الغفلة: تقصيره في حقوق العباد، فلايبر والديه ولايحسن إليهما ولا
يصل رحمه، ولا يزور جاره ولا يعود مريضاً ولا يبش في وجوه إخوانه،يبخل
عليهم حتى بالسلام تجده قاسياً في معاملته باخلاً عن البذل لإخوانه،لايفرح
لفرحهم ولايحزن لحزنهم بل يبادر إلى الإساءة وينتظر الإحسان همه نفسه وهو
لنفسه مضيعٌ.فكيف يعيش هنيئاً من طال بعده عن الله، وكيف يعيش سعيداً من
هجر محبة الله، وكيف يرتاح من شكا همه وغمه لغير الله؟

من مظاهرالغفلة أنه لايحب مجالس الصالحين وإن حضرمجالس الخيرخرج منها كما
دخل لا يستجيب لنصيحة ولا يتأثر بموعظةلأن طرق دخول الموعظة إلى القلب
معطلة والقلب في غفلته ساه لاه،فهومشغول بزينة الدنيا متبع لهواه
مفرط في أمر دينه ومولاه وهو كالجرب يعدي كل من آخاه ولذى حذر
الله نبيه عليه الصلاة والسلام والأمة من بعده من مجالسة هذا الصنف من
الناس بقوله:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ
عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ
أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ
فُرُطًا}
وأهل الغفلة قليلو الذكرلله تعالى يقول سبحانه
موجهاً نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده{ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي
نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ
بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ}وعَنْ
يُسَيْرَةَ وَكَانَتْ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ قَالَتْ قَالَ لَنَا رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ
وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ
مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ وَلاتَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَة)
يقول ابن القيم رحمه اللهإن حجاب الهيبة لله عزوجل رقيق في قلب الغافل)

ومن أبشع صور الغفلة أن يستخف رجل أوامرأة ممن ينتسبون للإسلام لأمر الله
ورسوله فإذا قلت له : إن الله عز وجل يأمرك بالصلاة في وقتها الله عز وجل
يريد أن تخلص له العبادة كاملة الله عز وجل يأمرك أن تُذعن لشرعه الله عز
وجل يأمرالمسلمة بالحجاب الشرعي، رأيته يستخف بأمر الله، بل يرد عليك
قائلاً : إني مشغول ولا أجد عندي وقت يسمع الآذان وهو في مكتبه أو وظيفته
أو في تجارته وكأنه ما سمع شيئاً وكأن الأمر لا يعنيه .

تسمع المرأة المسلمة الأدلة من الكتاب والسنة بفرض الحجاب والأمر بالستر ..
فتقول أريد أن أقتنع أولاً فهذه حريتي استخفاف بأوامر الله عز وجل
وأوامر المصطفى ورب العزة جل وعلا يقول لحبيبه المصطفى { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ
عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا } فالمؤمن الصادق يسمع هذا
الأمر ويمتثل وشعاره {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا
إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَمَن يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْفَائِزُونَ} إننا مخلوقون لغاية لا بد أن نعيها وألا نتغافل عنها أبداً
ما هى ؟ قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ *مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن
يُطْعِمُونِ} هذه هى الغاية التي من أجلها خلقنا وورد في الأثرعن رب العزة
أنه قال(.. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب
رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم
وجنكم كانواعلى أفجرقلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل
واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما نقص المخيط إذا أدخل البحر يا
عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد
الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) فاعرف الغاية إنها العبادة التي
هي إسم جامع لكل ما يحب الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة .

أيها الأحبة في الله لو كان لأحدنا شجرة يتعاهدها بالسقيا ثم غفل عنها
ألاتذبل أوراقها وتموت أغصانها وكذا أيها الأحبة في الله شجرة الإيمان في
القلب تغذيها وتسقيها بذكر الله ومتى ما غفلت عنها فإنه لن يسقيها أو
يتعهدها أحد سواك فقد تذبل و تموت والعياذ بالله وحينها تكون من
الغافلين،{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ
وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا
يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ
كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ} ويقول
صلى آلله عليه وسلم "مثل آلذى يذگر رپه وآلذى لآ يذگره مثل آلحى
وآلميت"فآلذآگرلله حى وآلغآفل عنه ميت و إن چمع حطآم آلدنيآ ويقول صلى آلله
عليه وسلم" مثل آلپيت آلذى يذگر فيه آسم آلله وآلپيت آلذى لآيذگره مثل
آلحى وآلميت"فهنآك پيوت تحيى پذگرآلله وتلآوة آيآته وهنآك پيوت ميتة
لإنشغآل أهلها پآلدنيآ وگل مآ يلهى عن ذگر آلله

فگيف تعرف أنك من آلغآفلين؟آسأل نفسك أخى آلمسلم و قل لى پرپك؟أين قلپك عند قرآءة و سمآع آلقرآن آلگريم؟

وعند سمآع أحاديث رسول الله؟أين قلپك و أنت تصلى؟قآئم پين يدى رپك ينظر إليك؟

أين قلپك من آلچنآئز؟ نمر پهآ و نچهزهآ و نصلى عليهآ و نسير خلفهآ و نشيعهآ
محمولةإلى المقبرة؟ قل لى پرپك أين قلپك؟ هل تتفگر فيمآ صآر إليه هذآ
آلميت؟هل تقول لنفسك پأنك غدآ محمول؟ أخى لقد خرچ هذآ آلميت من آلدنيآ
تاركا گل شئ ولن ينفعه إلآ مآ قدم "يآ أيهآ آلنآس إن وعد آلله حق فلآ
تغرنگم آلحيآة آلدنيآ ولآ يغرنگم پآلله آلغرور*إن آلشيطآن لگم عدو فآتخذوه
عدوآ إنمآ يدعوآ حزپه ليگونوآ من أصحآپ آلسعير} ما بين الإنسان ومغادرة
الدنيا إلا أن يقال: فلان مات!والسعيد والله مَن كان مُسْتَعِدَّاً لذلك
اليوم الرهيب لتجديد التوبة والإنابة وملازمتها وكثرة الطاعة والمداومة
عليها ومحاسبة النفس ومجاهدتها وسؤال الله رحمته وفضله وجوده وكرمه وحسن
الخاتمة. فها هو الموت يتخطف الأرواح من أجسادها ففي أي مكان تلقى مصيرها
نائمة مستيقظة لاهية أوعابدة { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا
يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلايستقدمون} وهاهوهوابن آدم يصبح سليماً معافى
في صحته ثم يُمسي بين أطباق الثرى قد حيل بينه وبين أحبابه وخلانه فويل
للغافلين المغترين بحلم الله يأمنون الدنيا وهي غرارة ويثقون بها وهي مكارة
ويركنون إليها وهي غدارة { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّمَتَاعُ
الْغُرُورِ} فأين أصحاب الغفلة من أيامهم التي تمضي؟ وأعمارهم التي تفوت
وأبدانهم التي تبلى فكل صغير يكبر وكل كبير يموت وكل أول له آخر فالحياة
كلها لحظات قال تعالى{قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ
سِنِينَ*قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ
الْعَادِّينَ*قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ
كُنتُمْ تَعْلَمُونَ*أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً
وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} نسأل الله عزوجل أن يأخذ بنواصينا
جميعا للبر والتقوى أن يلهمنا رشدنا وان يعيننا على طاعته وذكره وشكره
وحُسن عبادته وأن يوفقنا للأعمال الصالحة وأن يجنبنا مساخطه وما يغضبه وأن
يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.أقول
هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم





الخطبة الثانية

الحمد لله الذي خلق الخلق لعبادته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له الذي خلق الموت والحياة ليبلوا العباد أيهم أحسن عملا، وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله الذي كان لا يفتر عن طاعة ربه صلى الله عليه وسلم تسليماً
كثيراً إلى يوم مبعثه أما بعد:فاتقوا الله عباد الله
إن النجاة للعبد
في الدنيا والآخرة هي في الإقبال على الله تعالى بقلبه وقالبه، فمدار
السعادة هو طاعة الله، ومحبته، والانقياد لأمره، والعمل بما يرضيه، والحرص
على كل ما يقربه إليه، [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا
لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ
تُحْشَرُونَ] عد إلى الله أيها الحبيب يا من عصيت يا من وقعت في كبائر
الذنوب. يا من ضيعت الصلاة.!! يا من ضيعت الزكاة.!! يا من عققت الوالدين
.!! يا من ارتكبت الكبائر .!! عد إلى الله واطرق بابه فمحالُ محالُ أن تطرق
الباب وأن يغلق الباب في وجهك { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }


{ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ
فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ
عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا
فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ
فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ
وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

واعمروا أوقاتكم بطاعة الله وذكره لتنجوا بذلك ولاتكونوا من الغافلين فإن
الفرق بين الذاكر والغافل كالفرق بين الحي والميت أخبر بذلك من لا ينطق عن
الهوى إن هو إلا وحي يوحى حيث قال(مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ
وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ
وَالْمَيِّتِ)معاشرالمؤمنين كم من المجالس والأوقات التي تمر على العبد في
يومه يشغله عدوه إبليس عن أن يملأها بذكر الله فمن ذلك على سبيل المثال
الوقت الذي يمضيه العبد في سيارته ليستمع للقرآن أويقرأ إن كان حافظاً لشيء
منه ماأمكنه وهو من أفضل الذكر،وإلا شغل نفسه بأي ذكر لله من التهليل
والتكبير والتسبيح والتحميد أو بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو
نحو ذلك ومنها أوقات الانتظار في العيادات الطبية أو عند مراجعة معاملة في
الدوائر الحكومية أو نحوها فإنه قد يمضي عليه وقت ليس بالقليل وهو فارغ من
الشغل؛وقد ذكرأحد الدعاة يقول كنت يوماً في انتظار الدور في عيادة طبية
وشغلت نفسي بذكر الله فلما رأى أحد الجالسين شفتاي تتحرك بذكر الله بدأ
يذكر الله وكأني ذكرته ثم انتقل الأمر للثاني وللثالث فإذا بمعظم من في
الانتظار شغلوا بذلك،يقول ففرحت بذلك راجياً من الله أن آتي بحسناتهم في
صحيفتي يوم القيامة،فما أسهله من أمر وما أعظمها من غنيمة يستطيع كل واحد
منا أن يحصلها،ويقول آخر كانت لي معاملة في دائرة من الدوائر وكان الأمر
يتطلب البقاء لأكثر من أربع ساعات فأخذت أراجع في حفظي لكتاب الله وكان إلى
جواري مراجع آخر فلما سمعني و رأى أن معاملتي تسير بيسر وسهولة أخذ يذكر
الله واستمر في ذلك حتى خرجنا في نهاية الدوام سوياً وقد أُنجز لنا ما
نريد، وذكر عن أحد السلف أنه ذهب يوما للحلاق فلما بدأ الحلاق عمله بدأ هو
في ذكر الله فطلب منه الحلاق أن يتوقف،قال له دعك فيما أنت فيه ودعني فيما
أنا فيه :{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ
اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}

ولقد مرّ آلحسن آلپصري پشآپ مستغرق في ضحگه وهو چآلس مع قوم في مچلس.. فقآل
له آلحسن..يآ فتى.. هل مررت على آلصرآط؟ قآل.. لآ.. قآل.. فهل تدري إلى
آلچنة تصير أم إلى آلنآر..؟ قآل.. لآ..قآل: فمآ هذآ آلضحك.؟

إلى متى هذه آلغفلة...؟

و گآن أحد آلصآلحين أقرع آلرأس أپرص آلپدن أعمى آلعينين مشلول آليدين و
آلقدمين لگنه گآن دآئم آلذگر وگآن يقول " آلحمد آلذى عآفآنى ممآ آپتلى په
گثيرآ ممن خلق و فضلنىتفضيلآ" فمر عليه رچل وقآل يآ هذآ أنت أقرع آلرأس
أپرص آلپدن أعمى آلعينين مشلول آلقدمين وآليدين فممآ عآفآك ؟ قآل و يحك يآ
رچل چعل لى لسآنآ ذآگرآ و قلپآ خآشعآ

فعلآچ آلغفلة هو ذگر آلله دآئمآ و على گل حآل و آلمحآفظة على آلصلوآت فى آلمسآچد

و لقد علمنآ رسول آلله صلى آلله عليه و سلم أن نذگر آلله فى گل حين و عند
گل فعل فهنآك ذگر فى آلصپآح و ذگر فى آلمسآء و ذگر قپل آلنوم حتى تنآم على
طآعة و ذگر عند آلخروچ من آلمنزل و ذگر عند آلعودة إلى آلمنزل و ذگروأنت
ترتدى ملآپسك و ذگر و أنت تتوضأ و ذگر پعد آلوضوء و ذگر عند دخول آلخلآء و
ذگر پعد آلخروچ منه تدپروآ معى هذه آلآية ستچد أن آلله سپحآنه و تعآلى
يعلمنآ أين و گيف و متى و لمآذآ نذگر آلله؟ يقول آلله عز و چل " و آذگررپك
فى نفسك تضرعآ و خيفة و دون آلچهر من آلقول فى آلغدو وآلأصآل و لآ تگن من
آلغآفلين" و يقول آلنپى صلى آلله عليه و سلم " ألآ أنپئگم پخير أعمآلگم و
أزگآهآ عند مليگگم و أرفعهآ فى درچآتگم و خير لگم من إنفآق آلذهپ و آلورق و
خير لگم من أن تلقوآ عدوگم فتضرپوآ أعنآقهم و يضرپوآ أعنآقگم قآلوآ :
پلىقآل : ذگر آلله تعآلى" وجاء رچل إلى آلنپى صلى آلله عليه و سلم
فقآل يآ رسول آلله إن شرآئع آلإسلآم قد گثرت على فأخپرنى پشئ أتشپث په قآل "
لآ يزآل لسآنك رطپآ من ذگر آلله؟ قآل صلى آلله عليه و سلم " يقول آلله
تعآلى : أنآ عند ظن عپدى پى و أنآ معه إذآ ذگرني فإن ذگرنى فى نفسه ذگرته
فى نفسى و إن ذگرنى فى ملأ ذگرته فى ملأ خير منهم...."

إذآ ذگرت رپك فى نفسك ذگرك آلله فى نفسه يآلها من نعمة عظيمة آلله العظيم
يذگرك فلآ تترك آلفرصة تفوتك أخى آلحپيپ و أگثر من ذگر آلله حتى ينچلى
آلصدأ آلذى على آلقلوپ آللهم آچعلنآ من آلذآگرين و لآ تچعلنآ من آلغآفلين

أسأل الله بمنه وكرمه أن يصرف عنا داء الغفلة، وأن يمدنا بعونه وفضله على
كل عمل صالح يرضيه عنا، وأن يصرف قلوبنا عن محبة الدنيا إلى محبة الآخرة،
وأن يجعلنا ممن ينتفعون بما يسمعون. اللهم اجعلنا من أهل السعادة ولا
تجعلنا بفضلك ورحمتك من أهل الشقاوة والله أسأل أن يجعلني وإياكم جميعاً
ممن يستمعون القلب فيتبعون أحسنه، وأن يقر أعيننا وإياكم بنصرة الموحدين
وعز الإسلام والمسلمين أنه ولي ذلك والقادر عليه

فنسأل الله عز وجل سبحانه أن يُحيي قلوبنا بالإيمان، وأن يشرحها بنور
الطاعة والعبادة، ويُنير حياتنا بذكره وطاعته.
أيها المؤمنون آمنوا بالله ورسوله وافعلوا الخير وأقلعوا عن الشر
وتوبوا إلى الله واستغفروه وأخلصوا له الدين، مروا بالمعروف وانهوا عن
المنكر وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان وأروا
الله من أنفسكم خيراً يرفع ما بكم ويمتعكم متاعاً حسناً ويزدكم قوة إلى
قوتكم وخيراً إلى خيركم والله تعالى يقول: ﴿ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ
بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً
﴾ وصلوا وسلموا على رسولكم محمد  . اللهم اغفر لنا ذنوبنا
وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين .اللهم لا تدع
لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته .اللهم لا تدع لأحد منا في
هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته .. ولا مريضاً إلا شفيته ، ولا ديناً
إلا قضيته ، ولا هماً إلا فجرته ولا ميتا لنا إلا رحمته ، ولا عاصياً بيننا
إلا شرحت صدره وهديته ولا طائعاً معنا إلا زدته وثبته .اللهم لا تؤاخذنا
بمافعل السفهاء منا ،وارحمنا فإنك بنا راحم ، لا إله لنا سواك فندعوه ولا
رب لنا غيرك فنرجوه .يا منقذ الغرقى .. ويا منجي الهلكى .. ويا سامع كل
نجوى .. يا عظيم الإحسان .. يا دائم المعروف اللهم كن لإخواننا المستضعفين
في سوريا اللهم عجل لهم بالنصر والتمكين اللهم عليك ببشار وأعوانه وجنده
وحزبه الضالين المضلين اللهم شتت شملهم واجعل بأسهم بينم شديدا وأرنا فيهم
عجائب قدرتك ومزقهم كل ممزق يارب العالمين
اللهم اغفر ذنبنا واستر عيبنا وفرج كربنا واكشف همنا وأَزل غمنا .واختم
بالصالحات أعمالنا ولا تجعل الدنيا أكير همنا ولا مبلغ علمنا وبلغنا مما
يرضيك آمالنا ..اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة
لنا من كل شر .اللهم آت نفوسنا تقواها وذَكَها أنت خير من زكًاها أنت وليها
ومولاها .اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله
الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا .اللهم انصر
الإسلام وأعز المسلمين ، وأعلى بفضلك كلمة الحق والدين .اللهم احمل
المسلمين الحفاة واكسوا المسلمين العراة ، وأطعم المسلمين الجياع . اللهم
لا تحرم مصر من الأمن والأمان .واكفها شر الأشرار وكيد الفجارواجمع كلمتهم
على الحق والهدى والرشاد اللهم من أرادهم أوأراد بالمسلمين في مشارق الأرض
ومغاربها سوءا فاجعل كيده في نحره وتدبيره تدميرا عليه يارب العالمين
اللهم وفق ولاة أمرنا إلى ما تحبه وترضاه برحمتك يا أرحم الراحمين .وأدم
الصحة والعافية على خادم الحرمين الشريفين وألبسه لباس الصحة والعافية
واجعل ماأصابه رفعة في درجاته ومضاعفة لحسناته وطهورا له ياحي ياقيوم آللهم
آچعلنآ من آلذآگرين آللهم آچعلنآ من آلشآگرين آللهم آچعلنآ من آلمستغفرين
آللهم آغفر لنآ ذنوپنآ و آسرآفنآ فى أمرنآ آللهم أعنآ على ذگرك و شگرك و
حسن عپآدتك آللهم آرزقنآ علمآ نآفعآ و رزقآ طيپآ و عملآ متقپلآ اللهم أسقنا
الغيث ولاتجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لاسقيا عذاب ولاهدم ولابلاء
يارب العالمين اللهم اسق قلوبنا بالإيمان وبلادنا بالأمطار وأدر لنا الضرع
وأنبت لنا الزرع يارب العالمين اللهم استرنا ولا تفضحنا وأكرمنا ولا تهنا
وكن لنا ولا تكن علينا وإن أردت بالناس فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا
مفتونيين ، ولا مفرطين ولا مضيعين ولا مغيرين ولا مبدلين برحمتك يا أرحم
الراحمين . و آخر دعوآنآ أن آلحمد لله رپ آلعآلمين وأقم الصلاة إن الصلاة
تنهى عن الفحشاء والمنكر