من هذا الخيط وعقدته الأولية تتكون جميع أعضاء الجنين وبعد ذلك يضمحل هذا الخيط وعقدته ويصغر حجمه ويتحرك راجعاً إلى مؤخرة الجنين ليستقر
صورة بالمجهر الإلكتروني للخيط الأولي والعقدة الأولية
في آخر عظمه أسفل العمود الفقري مكوناً عجب الذنب إذن هذا الخيط الأولي وعقدته الأولية هما عجب الذنب.
بمجرد ظهور هذا الخيط في مؤخرة القرص الجنيني في الطبقة الظهرية الابيبلاست فإن الخلايا الموجودة في هذه الطبقة الظهرية ترحل متجهة صوب الخيط الأولي وعقدته الأولية هذه الخلايا تنقسم وتتكاثر
(يسمى الخيط الأولي مركز النمو والتكاثر) growth centre وتدخل هذه الخلايا إلى تجويف القرص الجنيني مكونة طبقتين أوليتين هما. (الوسطى ـ الميزودرم) والداخلية الإندودرم.
الطبقة الوسطى تتكون منها الأنسجة الضامة والعظام والجهاز الدوري والقلب والعضلات.
الطبقة الداخلية الإندودرم. يتكون منها الجهاز الهضمي والتنفسي والبولي.
مقطع عرضي للقرص الجنيني حيث يظهر تكاثر الخلايا داخل الخيط الأولي ثم دخولها إلى تجويف القرص لتكوين طبقتي الوسطى والداخلية (الميزودرم والأندودرم)
وبالنسبة للخلايا التي تدخل إلى العقدة الأولية وتتكاثر فيها فإنها تكون الحبل الظهري notochord والذي يتكون منه الجهاز العصبي المركزي (المخ والحبل الشوكي).
إذن جميع أعضاء الجنين تكونت من الخيط الأولي وعقدته الأولية وهما يمثلان عجب الذنب مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (منه خلق) بعد ذلك يضمحل الخيط والعقدة ويصغر حجمهما ويستقران في آخر عظمة أسفل العمود الفقري العصعص ليكون البذرة التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم منه يركب يوم القيامة.
إذا حدث مؤثر على خلايا عجب الذنب وتكون ورم سرطاني في عظمة العصعص مكان عجب الذنب فإن الورم ينموا مكوناً جنيناً مشوهاً فترى قدماً أو يداً تبرز من داخل الورمة دالاً على أنه هو البذرة.
صور للتوءم المسخ الذي ينتج عن حدوث ورم في عُجب الذنب إنه دليل لا يدع مجالاً للشك أن عُجب الذنب يحتوي على الخلايا الأم التي يتكون منها الجنين أضغط على الصور لتكبيرها
ولقد قام العالم الألماني هانس سبيمان بعدة تجارب على الخيط الأولي وعقدته حيث قام باستئصال الخيط الأولي والعقدة الأولية في الأسبوع الثالث وزراعته في جنين آخر في نفس العمر وكانت النتيجة نمو جنين ثانوي في الجنين المضيف وقام بعد ذلك بغلية و سحقة ثم زراعته فلاحظ أنه لا يزال يؤدي إلى تكوين جنين ثانوي أي لا يبلى بالسحق والغليان وأعلن اكتشافه للمخلق الأولي عجب الذنب وأسماه المخلق الأولي primary organizer بينما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً أنه منه يخلق الإنسان.
صورة للعالم سبيمان وتلميذته مانجولد ويظهر فيها جائزة نوبل لاكتشافة وزراعته للمنظم الاولي (عجب الذنب) في البرمائيات أضغط على الصورة لتكبيرها
ولقد حاز هذا العالم على هذا الاكتشاف جائزة نوبل عام 1935م بالمشاركة مع زميلته الدكتورة مانجولد.
صورة لغلاف مجلة طبية نشرت خبر هذا الاكتشاف
ولقد قمنا بالتعاون مع الشيخ عبد المجيد الزنداني في رمضان 1424هـ في منزله في صنعاء بتجربة على العصعص حيث قمنا وتحت تصوير تلفزيوني بأخذ أحد فقرتين لخمس عصاعص للأغنام قمنا بإحراقها بمسدس غاز فوق أحجار ولمدة عشرة دقائق ( حتى احمرت وتأكدنا من احراقها التام بحيث أصبحت حمراء وبعد ذلك أصبحت سوداء متفحمة فوضعنا القطع في علب معقمة وأعطيناها لأشهر مختبر في صنعاء
( مختبر العولقي ) وقام الدكتور / صالح العولقى أستاذ علم الانسجة والامراض في جامعة صنعاء بفحصها نسيجيا وكانت النتيجة مبهرة حيث وجد خلايا عظمة العصعص لم تتأثر ولازالت حية وكأنها لم تحرق
( فقط احترقت العضلات والأنسجة الدهنية وخلايا نخاع العظم المصنعة للدم. أما خلايا عظمة العصعص فلم تتأثر.
اكتشافات أخرى : ذكرنا سابقاً في الجزء الأول ان من ضمن التجارب التي قام بها العالم / هانس سبيمان تجربتا السحق والغليان للمنظم والمخلق الأولي ( الخيط الأولي والعقدة الأولية ).
وكان القصد من تلكما التجربتين هو معرفة طبيعة المواد التي توجد في هذا المنظم والمخلق الأولي والتي لا تتأثر بالسحق اوالغليان ولم يتوصل هانس
كونراد هال وادينجتون
سبيمان لمعرفة هذه المواد.
وبعد ذلك قام علماء وباحثون آخرون بتجارب على عجب الذنب ( الخيط والعقدة الأولية ) لمعرفة ماهية المواد التي بداخلة والمسئولة عن تخليق الحنين الثانوي عند زراعته في جنين آخر.
ومن أهم هؤلاء العلماء العالم / كونراد هال وادينجتون (1905-1975 م ) والذي اجري تجاربه على الحيوانات الفقرية حيث بدأ تجاربه في عام 1933م عندما قام بزراعة الخيط الأولي والعقدة الأولية لجنين طير ( البط) في جنين طير أخر ( البط) فادي إلى تخليق جنين ثانوي اى ان المنظم والمخلق الأولي لهانس سبيمان موجود في الطيور ويؤدي نفس العمل حيث ان هانس سبيمان قام بتجاربه على البرمائيات.
وتابع العالم كونراد وادينجتون تجاربه حيث نجح في زراعة الخيط الأولي والعقدة الأولية لجنين بط ( طائر) في جنين أرنب حيث أدي إلى تخليق جنين طائر ثانوي ( بط) من جنين الأرنب والعكس صحيح.
اى لا يختص بنوع معين اى ان الخيط الأولي والعقدة الأولية ( الممثلان لعجب الذنب) يفتقدان خاصية النوع فبالإمكان زراعة الخيط الأولي وعقدته لأي جنين في اى جنين آخر ليس من نفس النوع اى أن عجب الذنب إذا زرع في مراحله الأولية الجنينية المبكرة في اى بيئة جنينية مبكرة فانه يؤدي إلى تخليق جنين ثانوي من نفس نوع الجنين الذي اخذ منه ( الخيط والعقدة ) والممثلان لعجب الذنب.
والجنين المضيف يمثل هذه البيئة والخيط الأولي وعقدته ( عجب الذنب) يمثلان البذرة فإذا هيئت لهذا البذرة الظروف المناسبة والبيئة المناسبة ( الجنين المضيف ) فإنها تؤدي إلى نمو وتخليق جنين ثانوي والله سبحانه وتعالي قادر على إيجاد البيئة المناسبة يوم القيامة لنمو عجب الذنب ( أخر فقرة من العصعص المحتوي على بقايا الخيط الأولي والعقدة الأولية )انه على كل شيء قدير.
وفي عام 1933م أيضا قام هذا العالم بمحاولة استخلاص المادة الفعالة في الشريط الأولي الممثل لعجب الذنب هو وعلماء آخرون , وكانت النتيجة أنهم افترضوا أن المادة الفعاله للشريط الأولي هي مواد كيماوية ذات طبيعة دهنية ومن ضمن هذه التجارب قام باستئصال الشريط ثم غليه لقتلة , فقام بغليه لمدة 30 ثانية ومن ثم زراعته في جنين آخر فأدى الى نمو جنين ثانوي فتأكد لدية انه ربما يكون هناك مواد كيميائية هي المسئولة عن عملة لا تتأثر بالغليان ولكن لم يعرف ماهية هذه المواد.
الاكتشاف المدهش ا(Surprising discovery)ب(1)وتوالت التجارب لمعرفة المواد التي بداخل الخيط الأولي والعقدة الأولية حتى عام 1983 م حيث اكتشفت هذه المواد وبدلاً من زراعة جزء من الجنين لإنتاج جنين ثانوي تمكن العلماء من استخلاص هذا المواد من الخيط الأولي والعقدة الأولية وحقنها ( زراعتها) في جنين أخر لإنتاج جنين ثانوي ونجحت التجربة اي بعد حقن وزراعة هذا المادة المستخلصة أدت إلى تكوين جنين ثانوي ولكنه جنين ثانوي يحوي جميع الأعضاء ولكن بصورة جنين مشوه يسمى المحور الجنيني وأصبحت عملية الزراعة أسهل من ذي قبل وأصبح منظم سبيمان عبارة عن مجموعة خلايا تحتوي على مادة معينة لها القدرة على التنظيم وتؤدي الى تخليق الأجنة.