أهلا وسهلا بك إلى | منتديات اور إسلام | .
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل
مواضيع مماثلة
 
» استايل تومبيلات ستايل ترايد ويب العربية الذي اشتاق إليه الجميع الان مجاني للجميع في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الإثنين سبتمبر 10, 2018 1:10 am من طرف الأخ تامر مسعد» ممكن كتابه اسم المنتدى على هذه الواجههفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الأحد مايو 06, 2018 1:04 pm من طرف حفيد الصحابه» السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الأحد مايو 06, 2018 12:19 pm من طرف حفيد الصحابه»  تحميل برنامج Moysar for Computer 2013 المصحف الالكتروني للكمبيوتر اخر اصدار مجانا في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:09 am من طرف ام بسمة» تحميل برنامج الآذان للكمبيوتر 2015 مجانا في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:07 am من طرف ام بسمة» المصحف المعلم لدار الوسيلة للشيخين المنشاوي والحذيفي + نسخة محمولةفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الأربعاء مايو 02, 2018 1:01 am من طرف ام بسمة» تلاوة من سورة الإعراف : وسورة إبراهيم بصوت الشيخ رضا سلمانفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الجمعة مارس 09, 2018 4:02 am من طرف الأخ تامر مسعد» قرار جديد من ادارة المنتدى لجميع الاعضاء والمسؤلين بالموقعفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الجمعة مارس 09, 2018 3:41 am من طرف الأخ تامر مسعد» نبضُ الاسرة في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الأربعاء فبراير 28, 2018 6:18 pm من طرف ali0» كتاب ام المؤمنين ام القاسم كتاب مسموع وما لا تعرفه عنهافي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:34 am من طرف شموخى» شركة تسليك مجاري شمال الرياضفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:34 am من طرف شموخى»  شيبة بن عثمان ابن أبي طلحةفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:33 am من طرف شموخى» من قصص البخاري العجيبة ومن اروع ما قرأت في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10السبت يناير 13, 2018 2:25 am من طرف شموخى» ممكن ترحيب وشكرافي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الإثنين يناير 08, 2018 8:30 pm من طرف jassim1» متلازمة ستكلرفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:15 pm من طرف عبير الورد»  التاتاه عند الاطفالفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:14 pm من طرف عبير الورد»  نصائح للتعامل مع المكفوفينفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:13 pm من طرف عبير الورد» علامات التوحد الخفيف في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:12 pm من طرف عبير الورد» التسامح والصبر في الحياة الزوجيةفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:10 pm من طرف عبير الورد» مكافحة النمل الابيض قبل البناءفي يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الخميس يناير 04, 2018 6:07 pm من طرف عبير الورد
 

أضف إهدائك

الأخ تامر مسعد قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجمعة مارس 09, 2018 3:46 am ...
:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمة الله قال منتديات أور إسلام تتمنى من جميع الأعضاء الالتزام بالقوانين بارك الله فيكم
الجمعة مارس 28, 2014 7:31 pm ...
: منتديات أور إسلام تتمنى من جميع الأعضاء الالتزام بالقوانين بارك الله فيكمشعاري قرآني قال سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله وحدة لا شريك لله له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير
الأربعاء مايو 01, 2013 1:28 pm ...
:
سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله
نور 13 قال اللهم اشفي اختي في الله ( امة الله )
الجمعة أبريل 12, 2013 11:36 pm ...
: الهم رب الناس اذهب البأس عن أخاتنا امة الله واشفها يا رب العالمين شفاءا لا يغادر سقماأبومحمد قال أسالُكم الدعاء لى بالشفاء ولجميع المسلمين
الأحد أبريل 14, 2013 1:00 pm ...
:
في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة 349967

أسالُ الله تبارك وتعالى أن يحفظكم جميعاً من كل سوء

أسالك الدعاء لى بالشفاء حيث أجريت عمليه لاستخراج حصوه أنا وجميع مرضى المسلمين
يجب تسجيل الدخول لنشر الرسائل
اسم الدخول:كلمة السر:
قم بتسجيلي تلقائيا كل:

:: نسيت كلمة السر
يجب تسجيل الدخول لنشر الرسائل
اسم الدخول:كلمة السر:
قم بتسجيلي تلقائيا كل:

:: نسيت كلمة السر


شاطر|

في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
حفيد الصحابه
المدير العام
حفيد الصحابه


المهنة : في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Collec10
الجنس : ذكر
علم الدوله : في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة 46496510
تاريخ التسجيل : 12/10/2009
عدد المساهمات : 15075

في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة _
#1مُساهمةموضوع: في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة   في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الجمعة مارس 11, 2011 3:15 am

في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة
في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة

ذكر ابن القيم - رحمه الله - وأعلى منزلته خواص اليوم العظيم، وهي ثلاث وثلاثون:
كان من هديه - صلى الله عليه وسلم - تعظيمُ هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره.
وقد اختلف العلماء: هل هو أفضلُ، أم يومُ عرفة؟ على قولين: هما وجهان لأصحاب الشافعي.
وكان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في فجره بسورتي (الم تنزيل)السجدة، و (هل أتى على الإِنسان) الإنسان.
ويظن كثير ممن لا علم
عنده أن المراد تخصيصُ هذه الصلاة بسجدة زائدة، ويسمونها سجدة الجمعة،
وإذا لم يقرأ أحدُهم هذه السورة، استحبَّ قراءة سورة أخرى فيها سجدة،
ولهذا كره من كره من الأئمة المداومة على قراءة هذه السورة في فجر الجمعة،
دفعاً لتوهم الجاهلين، وسمعت شيخَ الإِسلام ابن تيمية يقول: إنما كان
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة،
لأنهما تضمنتا ما كان ويكون في يَومِها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم، وعلى
ذِكر المعاد، وحشر العباد، وذلك يكون يومَ الجمعة، وكان في قراءتهما في
هذا اليوم تذكيرٌ للأمة بما كان فيه ويكون، والسجدة جاءت تبعاً ليست
مقصودة حتى يقصدَ المصلي قراءتها حيثُ اتفقت. فهذه خاصة من خواص يوم
الجمعة.

الخاصة الثانية:
استحبابُ كثرة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه وفي ليلته،
لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أكثِروا مِنَ الصلاة عَلَّي يوم الجُمُعة
وَلَيْلَة الجُمُعة)). ورسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - سيدُ الأنام،
ويوم الجمعة سيدُ الأيام، فللصلاةِ عليه في هذا اليوم مزيةٌ ليست لغيره مع
حكمة أخرى، وهي أن كل خير نالته أمتُه في الدنيا والآخرة، فإنما نالته
على يده، فجمع اللّه لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة، فأعظمُ كرامة تحصل
لهم، فإنما تحصل يوم الجمعة، فإن فيه بعثَهم إلى منازلهم وقصورِهم في
الجنَّة، وهو يومُ المزيد لهم إذا دخلوا الجنَّة، وهو يوم عيد لهم في
الدنيا، ويوم فيه يُسعفهم اللّه - تعالى - بطلباتهم وحوائجهم، ولا يَرُدُّ
سائلهم، وهذا كلُ إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمن شكرِه وحمده،
وأداءِ القليل من حقه - صلى الله عليه وسلم - أن نكثر الصلاة عليه في هذا
اليوم وليلته.

الخاصة الثالثة:
صلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الإِسلام، ومِن أعظم مجامع المسلمين،
وهي أعظمُ مِن كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضُه سوى مجمع عرفة، ومن تركها
تهاوناً بها، طبع اللهُ على قلبه، وقُربُ أهل الجنة يومَ القيامة، وسبقُهم
إلى الزيارة يومَ المزيد بحسب قُربهم من الإِمام يومَ الجمعة وتبكيرهم.

الخاصة الرابعة:
الأمر بالاغتسال في يومها، وهو أمرٌ مؤكد جداً، ووجوبه أقوى مِن وجوب
الوتر، وقراءة البسملة في الصلاة، ووجوب الوضوءِ من مس النساء، ووجوب
الوضوءِ مِن مرِّ الذكر، ووجوب الوضوءِ من القهقهة في الصلاة، ووجوب
الوضوءِ من الرُّعاف، والحِجامة، والقيء، ووجوب الصلاة على النبي - صلى
الله عليه وسلم - في التشهد الأخير، ووجوب القراءة على المأموم.

وللناس في وجوبه ثلاثةُ أقوال: النفيُ والإِثبات، والتفصيلُ بين من به رائحة يحتاج إلى إزالتها، فيجب عليه، ومن هو مستغن عنه، فيستحب له، والثلاثة لأصحاب أحمد.
الخاصة الخامسة: التطيب فيه، وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع.
الخاصة السادسة: السِّواك فيه، وله مزية على السواك في غيره.
الخاصة السابعة: التبكير للصلاة.
الخاصة الثامنة: أن يشتغل بالصلاة، والذكر، والقراءة حتى يخرج الإِمام.
الخاصة التاسعة:
الإِنصات للخطبة إذا سمعها وجوباً في أصح القولين، فإن تركه، كان لاغياً،
ومن لغا، فلا جمعة له، وفي ((المسند))، مرفوعاً: ((والذي يقول لِصاحِبِه
أنصِتْ، فَلا جُمُعَةَ لَهُ)).

الخاصة العاشرة:
قراءة سورة الكهف في يومها، فقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((مَنْ قَرأَ سُورَةَ الكَهْفِ يَوْمَ الجمُعَةِ، سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِن
تَحتِ قَدَمِهِ إلى عَنَانِ السَّمَاء يُضىء بِه يَوْمَ القِيامَةِ،
وغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَتَيْنِ)).

وذكره سعيد بن منصور مِن قول أبي سعيد الخُدري وهو أشبه.
الحادية عشرة:
إنه لا يُكره فعلُ الصلاة فيه وقتَ الزوال عند الشافعى - رحمه الله - ومن
وافقه، وهو اختيار شيخنا أبي العباس بن تيمية، وَلَم يكن اعتمادُه على
حديث ليث، عن مجاهد، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة، عن النبي - صلى الله
عليه وسلم -، أنه كره الصلاة نِصف النهار إلا يومَ الجمعة. وقال: إنَّ
جَهَنَّمَ تُسَجَّرُ إلاَّ يَوْمَ الجُمُعَة وإنما كان اعتمادُه على أن من
جاء إلى الجمعة يُستحب له أن يُصلِّيَ حتى يخرج الإِمام، وفي الحديث
الصحيح: ((لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا
اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِن
طِيبِ بَيتِه، ثُمَّ يَخرُجُ، فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْن، ثُمَّ
يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ ينْصِتُ إذا تَكَلَّمَ الإِمَامُ إلاَّ
غُفِرَ لَهُ مَا بَينةُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأخْرَى)) رواه البخاري،
فندبه إلى الصلاة ما كتِب له، ولم يمنعه عنها إلا في وقت خروج الإِمام،
ولهذا قال غيرُ واحد من السلف، منهم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -،
وتبعه عليه الإِمام أحمد بن حنبل: خروجُ الإِمام يمنع الصلاة، وخطبتُه
تمنع الكلام، فجعلوا المانع من الصلاة خروجَ الإِمام، لا انتصافَ النهار.

وأيضاً، فإن الناس يكونون
في المسجد تحت السقوف، ولا يشعرُون بوقت الزوال، والرجلُ يكون متشاغِلاً
بالصلاة لا يدرى بوقت الزوال، ولا يُمكنه أن يخرج، ويتخطَّى رقاب الناس،
وينظُر إلى الشمس ويرجِعَ، ولا يشرع له ذلك.

وحديث أبي قتادة هذا، قال
أبو داود: هو مرسل لأن أبا الخليل لم يسمع من أبي قتادة، والمرسل إذا
اتصل به عمل، وَعَضَدَهُ قياسٌ، أو قولُ صحابي، أو كان مرسله معروفاً
باختيار الشيوخ ورغبتهِ عن الرواية عن الضعفاء والمتروكين ونحو ذلك مما
يقتضي قوته، عُمِلَ به.

وأيضاً، فقد عضده شواهد
أخر، منها ما ذكره الشافعي في كتابه فقال: روي عن إسحاق بن عبد اللّه، عن
سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهى
عَنِ الصَّلاةِ نِصفَ النهار حتى تزول الشمسُ إلا يومَ الجمعة. هكذا رواه -
رحمه الله - في كتاب ((اختلاف الحديث)) ورواه في ((كتاب الجمعة)) حدثنا
إبراهيم بن محمد، عن إسحاق، ورواه أبو خالد الأحمر، عن شيخ من أهل
المدينة، يقال له: عبد اللّه بن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي -
صلى الله عليه وسلم -. وقد رواه البيهقي في ((المعرفة)) من حديث عطاء بن
عجلان، عن أبي نضرة، عن أبى سعيد وأبي هريرة قالا: كان النبيُّ - صلى الله
عليه وسلم - ينهى عن الصلاة نِصفَ النهار، إلا يوم الجمعة ولكن إسناده
فيه من لا يحتج به، قاله البيهقي، قال: ولكن إذا انضمت هذه الأحاديث إلى
حديث أبي قتادة أحدثت بعض القوة. قال الشافعي: من شأن الناس التهجير إلى
الجمعة، والصلاةُ إلى خروج الإِمام، قال البيهقى: الذي أشار إليه الشافعي
موجود في الأحاديث الصحيحة وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رغَّب في
التبكير إلى الجمعة، وفي الصلاة إلى خروج الإِمام من غير استثناء، وذلك
يُوافِق هذه الأحاديث التي أُبيحت فيها الصلاة نصف النهار يوم الجمعة،
وروينا الرُّخصة في ذلك عن عطاء، وطاووس، والحسن، ومكحول. قلت: اختلف
الناسُ في كراهة الصلاةِ نِصفَ النهار على ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه ليس وقت كراهة بحال، وهو مذهب مالك.
الثاني: أنه وقت كراهة في يوم الجمعة وغيرها، وهو مذهب أبي حنيفة، والمشهور من مذهب أحمد.
والثالث: أنه وقت كراهة إلا يومَ الجمعة، فليس بوقت كراهة، وهذا مذهب الشافعي.
الثانية عشرة: قراءة
(سورة الجمعة) و (المنافقين)، أو (سبح والغاشية). صلاة الجمعة، فقد كان
رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بهن في الجمعة، ذكره مسلم في
((صحيحه)).

وفيه أيضاً: أنه - صلى الله عليه وسلم -، كان يقرأ فيها بـ (الجُمُعةِ) و (هَلْ أتاك حديثُ الغاشية) ثبت عنه ذلك كلُّه.
ولا يُستحب أن يقرأ مِن كل سورة بعضها، أو يقرأ إحداهما في الركعتين، فإنه خلافُ السنة، وجُهَّال الأمة يُداومون على ذلك.
الثالثة عشرة:
أنه يومُ عيد متكرِّر في الأسبوع، وقد روى أبو عبد اللّه بن ماجه في
((سننه)) من حديث أبي لُبابة بنِ عبدِ المُنذر قال: قال رسول - صلى الله
عليه وسلم -: ((إن يَومَ الجُمُعَةِ سَيِّد الأيام، وأَعْظَمُها عنِد
الله، وهُوَ أَعْظَم عِنْدَ اللّه مِنْ يَوْمِ الأضْحَى، وَيَوْمِ
الفِطْر، فيه خَمسُ خِلالٍ: خَلَقَ اللّه فيه آدم، وأَهْبَطَ فيه آدم إلى
الأرض، وفيه توفَّى الله آدم، وفيه ساعَةٌ لا يَسْأَلُ الله العَبدُ فيها
شيئاً إلا أعطاه، ما لم يسأل حراماً، وفيه تقومُ السَّاعَةُ، ما مِنْ
مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، ولا سماءٍ، ولا أرضٍ، وَلا رِيَاحٍ، ولا جِبالٍ، ولا
شَجَرٍ إلا وهنّ يُشْفِقن مِنْ يَوْمِ الجمعة)).

الرابعة عشرة:
إنه يُستحب أن يلبَس فيه أحسَنَ الثياب التي يقدِرُ عليها، فقد روى
الإِمام أحمد في ((مسنده)) من حديث أبي أيوب قال: سمعتُ رسول اللّه - صلى
الله عليه وسلم - يقول: ((مَنِ اغْتَسَلَ يوم الجمُعةِ وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ
إنْ كانَ له، ولَبِسَ مِن أَحسَنِ ثيابِهِ، ثمَّ خَرَجَ وعليه
السَّكِينةُ حتَّى يَأْتيَ المسجدَ، ثُمَّ يَرْكَعَ إنْ بَدا له، ولمْ
يُؤْذِ أحداً ثُمَّ أَنصَتَ إذا خَرَج إمامُه حتَّى صَلِّيَ، كانت
كَفَّارَةً لما بينهما.

وفي ((سنن أبي داود))، عن
عبد اللّه بن سلام، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على
المِنبَر في يَوْمِ الجمعة: ((ما على أحَدِكم لو اشتَرى ثَوبين لِيَومِ
الجُمعة سِوى ثَوْبَيْ مِهْنَتِه)).

وفي ((سنن ابن ماجه))، عن
عائشة - رضي الله عنها -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب الناسَ
يومَ الجمعة، فرأى عليهم ثِيابَ النِّمار، فقال: ((ما على أَحَدِكُمْ إن
وَجَدَ سَعَةً أَنْ يَتَخِّذَ ثَوبَيْن لِجُمُعَتِهِ سِوَى ثَوبَيْ
مِهنَتِه)).

الخامسة عشرة: أنه
يستحب فيه تجميرُ المسجد، فقد ذكر سعيدُ بن منصور، عن نعيم بن عبد اللّه
المُجمِر، أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أمر أن يجمَّرَ مسجدُ
المدينة كُلَّ جمعة حين ينتصِف النهار. السادسة عشرة: أنه لا يجوز السفرُ
في يومها لمن تلزمه الجمعة قبل فعلها بعد دخول وقتها، وأما قبله، فللعلماء
ثلاثةُ أقوال، وهي روايات منصوصات عن أحمد، أحدها: لا يجوز، والثاني:
يجوز، والثالث: يجوز للجهاد خاصة.

وأما مذهب الشافعي - رحمه
الله -، فيحرم عنده السفر يومَ الجمعة بعد الزوال، ولهم في سفر الطاعة
وجهان، أحدهما: تحريمه، وهو اختيار النووي، والثاني: جوازه وهو اختيار
الرافعي.

وأما السفر قبل الزوال، فللشافعي فيه قولان: القديم: جوازه، والجديد: أنه كالسفر بعد زوال.
وأما مذهب مالك، فقال
صاحب ((التفريع)): ولا يسافر أحدٌ يوم الجمعة بعد الزوال حتى يُصليَ
الجمعة، ولا بأس أن يسافر قبل الزوال، والاختيار: أن لا يسافر إذا طلع
الفجر وهو حاضر حتى يُصليَ الجمعة.

وذهب أبو حنيفة إلى جواز
السفر مطلقاً، وقد روى الدارقطني في ((الأفراد))، من حديث ابن عمر - رضي
الله عنهما - أن رسول أللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن سَافرَ
مِنْ دارِ إقامَته يومَ الجمعةِ، دَعَتْ عَلَيهِ المَلائِكةُ ألا يصحَب في
سَفَرِه)). وهو من حديث ابن لهيعة.

وفي ((مسند الإِمام
أحمد)) من حديث الحكم، عن مِقْسَم، عن ابن عباس قال: بعثَ رسولُ اللّه -
صلى الله عليه وسلم - عبد اللّه بن رواحة في سرية، فوافق ذلِكَ يَومَ
الجمعة، قال: فغدا أصحابُه، وقال: أتخلَّف وأصلي مع رسولِ اللّه - صلى
الله عليه وسلم -، ثم ألحقهم، فلما صلَّى النبي - صلى الله عليه وسلم -،
رآه، فقال: ما مَنَعَك أَنْ تَغْدُوَ مَع أصحَابِك؟ فقال: أردت أن أصلّيَ
معك، ثم ألحقَهم، فقال: (لَوْ أَنفَقْتَ مَا في الأَرضِ ما أدْرَكتَ فَضلَ
غَدْوَتِهم)).

وأُعِلَّ هذا الحديثُ، بأن الحكم لم يسمع من مقسم.
هذا إذا لم يَخَفِ
المسافرُ فَوتَ رفقته، فإن خاف فوت رفقته وانقطاعَه بعدهم، جاز له السفرُ
مطلقاً، لأن هذا عذر يُسقط الجمعة والجماعة.

ولعل ما روي عن الأوزاعي -
أنه سئل عن مسافر سمع أذان الجمعة وقد أسرج دابته، فقال: لِيمضِ على
سفرهِ - محمولٌ على هذا، وكذلك قولُ ابن عمر - رضي الله عنه -: الجمعة لا
تحبِسُ عن السفر. وإن كان مرادهم جواز السفر مطلقاً، فهي مسألة نزاع.
والدليل: هو الفاصل، على أن عبد الرزاق قد روى في ((مصنفه)) عن معمر، عن
خالد الحذاء، عن ابن سيرين أو غيره، أن عمر بن الخطاب رأى رجلاً عليه
ثيابُ سَفَر بعد ما قضى الجمعة، فقال: ما شأنُك؟ قال: أردتُ سفراً،
فكرِهْتُ أن أخرُجَُ حتى أصلي، فقال عمر: إن الجمعة لا تمنعُك السفرَ ما
لم يحضُرْ وقتُها فهذا قول من يمنع السفر بعد الزوال، ولا يمنع منه قبله.

وذكره عبد الرزاق أيضاً
عن الثوري، عن الأسود بن قيس، عن أبيه قال: أبصرَ عمرُ بن الخطاب رجلاً
عليه هيْئَةُ السَّفرِ، وقال الرجلُ: إن اليومَ يوم جمعة ولولا ذلك،
لخرجتُ، فقال عمر: إن الجمعة لا تحبسُ مسافرا، فاخرُج ما لم يَحِنِ
الرواح.

وذكر أيضاً عن الثوري، عن
ابن أبي ذئب، عن صالح بن كثير، عن الزهري قال: خرج رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - مسافراً يوم الجمعة ضُحى قبل الصلاة.

وذكر عن معمَر قال: سألت
يحيى بن أبي كثير: هل يخرج الرجل يومَ الجمعة؟ فكرهه، فجعلت أحدِّثه
بالرخصة فيه، فقال لي: قلما يخرج رجل في يوم الجمعة إلا رأى ما يكرهه، لو
نظرت في ذلك، وجدتَه كذلك.

وذكر ابن المبارك، عن
الأوزاعي، عن حسان بن أبي عطية، قال: إذا سافر الرجُلُ يوم الجمعة، دعا
عليه النهارُ أن لا يُعَانَ على حاجته، ولا يُصاحب في سفره.

وذكر الأوزاعي، عن ابن
المسيَب، أنه قال: السفر يومَ الجمعة بعد الصلاة. قال ابن جُريج: قلت
لعطاء: أبلغك أنه كان يُقال: إذا أمسى في قرية جامعة مِن ليلة الجمعة، فلا
يذهب حتى يُجمِّعَ؟ قال: إن ذلك ليكره. قلت: فمِن يوم الخميس؟ قال: لا،
ذلك النهار فلا يضره.

السادسة عشرة:
أن للماشي إلى الجمعة بكل خُطوة أجرَ سنة صيامَها وقيامَها، قال عبد
الرزاق: عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث
الصنعاني، عن أوس بن أوس، قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -
((من غسَّل واغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وبَكَّرَ وابتكَرَ، ودنا مِنَ
الإمام، فأَنْصَتَ، كانَ لَه بِكُلِّ خطْوَةٍ يَخْطُوها صِيامُ سَنَةٍ
وقيامها، وذلِكَ على اللًّهِ يسير)). ورواه الإِمام أحمد في ((مسنده)).

وقال الإِمام أحمد: غَسَّلَ بالتشديد: جامع أهله، وكذلك فسَّره وكيع.
السابعة عشرة:
أنه يوم تكفير السيِّئات، فقد روى الإِمام أحمد في. ((مسنده)) عن سلمان
قال: لي رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - ((أَتَدريَ ما يَومُ
الجُمعة؟)) قلت: هُوَ اليوم الذي جَمعَ اللّة فيه أَباكم آدم قال:
((ولكنِّي أَدْري ما يَومُ الجُمُعة، لا يَتَطَهَّر الرَّجُلُ فَيحسِن
طهُورَة، ثمَ يأتي الجُمُعة، فَيُنْصت حَتَّى يَقضِيَ الإمام صَلاتَه إلا
كانت كَفَّارَةَ لما بَيْنَه وبَين الجمعةِ المقبلَة ما اجْتُنِبَتِ
المَقْتَلة)).

وفي ((المسند)) أيضاً من
حديث عطاء الخراساني، عن نُبيشة الهُذلي، أنه كان يُحدِّث عن رسول اللّه -
صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ المسلِمَ إذا اغتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ،
ثُمَّ أَقبَلَ إِلَى المَسجِد لا يؤذي أحَداَ، فَإن لَمْ يَجِدِ الإِمام
خَرَج، صَلّى مَا بَدَا لَهُ، وَإِن وَجَدَ الإِمَامَ قد خَرَجَ، جَلَسَ،
فَاسْتَمَع وَأَنصَتَ حَتّى يَقضِيَ الإِمَامُ جُمُعَتَهُ وكَلامَهُ، إن
لَمْ يُغْفَرْ لَه في جُمعَتِه تِلْك ذُنوبُه كلُّها، أن تكُون كَفَارَةً
لِلْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيها)).

وفي ((صحيح البخاري))، عن
سلمان قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - ((لا يَغْتَسِل رَجُلٌ
يَومَ الجُمُعَةِ وَيَتَطهَّرُ ما استطَاعَ مِن طُهْر، وَيَدَّهِنُ مِنْ
دُهنِهِ أَوْ يَصرَّ مِن طيبِ بَيْتِه، ثُمَّ يَخْرج، فلايفرِّقُ بَينَ
اثنينِ، ثُمَّ يُصَلي مَاكتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنصتُ إذَا تَكَلَّمَ
الإِمَام، إلا غفِرَ لَهُ مَا بيْنهُ وبَينَ الجُمعةِ الأُخرَى)).

وفي ((مسند أحمد))، من
حديث أبي الدرداء قال: قال رسولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم - ((مَنِ
اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعة، ثمَّ لَبِسَ ثِيابَه، وَمَسَّ طيباً إن كان
عنده، ثُمَّ مَشى إلى الجمُعة وعَلَيْه السَّكِينَةُ، ولم يَتَخَطَّ
أَحَداً، ولم يُؤذِه، وركَعَ ما قُضِي له، ثُمَّ انتظرَ حتَّى يَنْصَرِفَ
الإِمام، غُفِرَ لَه ما بَين الجمُعَتَين)).

الثامنة عشرة:
أن جهنم تسَجَّر كُلَّ يومٍ إلا يومَ الجمعة، وقد تقدم حديثُ أبي قتادة
في ذلك، وسر ذلك - واللّه أعلم - أنه أفضل الأيام عِند اللّه، ويقعُ فيه
من الطاعات، والعبادات، والدعوات، والابتهال إلى الله - سبحانه وتعالى -،
ما يمنع من تسجير جهنم فيه. ولذلك تكُون معاصي أهل الإِيمان فيه أقلَّ مِن
معاصيهم في غيره، حتى إن أهلَ الفجور ليمتنِعون فيه مما لا يمتنِعون منه
في يوم السبت وغيره.

وهذا الحديث الظاهر منه
أن المراد سَجْر جهنمِ في الدنيا، وأنها توقد كلَّ يوم إلا يومَ الجمعة،
وأما يوم القيامة، فإنه لا يفتَّر عَذَابُها، ولا يخَفَّف عن أهلها الذين
هم أهلها يوماً من الأيام، ولذلك يَدعون الخزنةَ أن يدعوا ربَّهم ليخفف
عنهم يوماً من العذاب، فلا يُجيبونهم إلى ذلك.

التاسعة عشر:
أن فيه ساعةَ الإِجابة، وهي الساعة التي لا يسأل اللَّهَ عبدٌ مسلم فيها
شيئاً إلا أعطاه، ففي ((الصحيحين)) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -،
قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ في الجُمُعَةِ
لَساعَةً لا يوافِقها عبدّ مُسلم وهو قائم يصلِّي يسألُ اللّه شَيئاً
إِلاَّ أعْطَاهُ إِيَّاهُ، وقال: بِيدِه يقَلِّلها)).

وفي المسند من حديث أبي
لُبابة بن عبد المنذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((سيِّدُ
الأيَّام يومُ الجُمُعَة، وأَعْظَمُها عِندَ اللّه، وأعظم غِد اللّه مِنْ
يومِ الفِطْرِ، وَيَوْمِ الأضْحى، وفيهِ خَمسُ خِصَالٍ: خَلَقَ اللَّهُ
فِيهِ آدَمَ، وأَهبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إلى الأرْضِ، وفيه تَوَفَّى
اللّه - عز وجل - آدَمَ، وفيه ساعةٌ لا يَسْأَلُ اللَّهَ العبد فيهَا
شَيْئاً إِلاَّ أَتاهُ الله إِيَّاهُ ما لم يَسْأَل حَرَاماً، وفيهِ
تَقُومُ الساعَةُ، ما مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، ولا أرْضٍ، ولا رِياحٍ، ولا
بَحْرٍ، ولا جِبالٍ، ولا شَجَرٍ، إلا وهنَّ يُشْفِقْنَ مِن يَوْمِ
الجُمُعَة)).

قلت: ولذلك سمي نعيم المجْمِر.
العشرون:
أن فيه صلاةَ الجمعة التي خُصَّت من بين سائر الصلوات المفروضات بخصائص
لا توجد في غيرها من الاجتماع، والعدد المخصوص، واشتراط الإِقامة،
والاستيطان، والجهر بالقراءة. وقد جاء من التشديد فيها ما لم يأتِ نظيرُه
إلا في صلاة العصر، ففي السنن الأربعة، من حديث أبي الجَعْدِ الضَّمْرِي -
وكانت له صحبة - إن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن تَرَكَ
ثَلاثَ جُمَع تَهاوُناً، طَبعَ اللَّهُ عَلى قَلْبِهِ)). قال الترمذي:
حديث حسن، وسألت محمد بن إسماعيل عن اسم أبي الجعد الضمري، فقال: لم يُعرف
اسمه، وقال: لا أعرِفُ له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا هذا
الحديث. وقد جاء في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الأمرُ لمن
تركها أن يتصدَّق بدينار، فإن لم يجد، فنصف دينار. رواه أبو داود،
والنسائي من رواية قدامة بن وبرة، عن سمرة بن جندب. ولكن قال أحمد: قدامة
بن وبرة لا يعرف. وقال يحيى بن معين: ثقة، وحُكي عن البخاري، أنه لا يصح
سماعه من سمرة. وأجمع المسلمون على أن الجمعة فرضُ عين، إلا قولاً يُحكى
عن الشافعي، أنها فرض كفاية، وهذا غلط عليه منشؤه أنه قال: وأما صلاة
العيد، فتجب على كل من تجب عليه صلاةُ الجمعة، فظن هذا القائل أن العيد
لما كانت فرضَ كفاية، كانت الجمعة كذلك. وهذا فاسد، بل هذا نص من الشافعي
أن العيد واجب على الجميع، وهذا يحتمل أمرين، أحدهما: أن يكون فرضَ عين
كالجُمُعَةِ، وأن يكون فرضَ كفاية، فإن فرض الكفاية يجبُ على الجميع، كفرض
الأعيان سواء، وإنما يختلِفانِ بسقُوطه عن البعض بعد وجوبه بفعل الآخرين.

الحادية والعشرون:
أن فيه الخطبةَ التي يُقصد بها الثناءُ على اللّه وتمجيدُه، والشهادةُ له
بالوحدانية، ولرسولِه - صلى الله عليه وسلم - بالرسالةِ، وتذكيرُ العباد
بأيامه، وتحذيرُهم من بأسه ونِقمته، ووصيتُهم بما يُقَرِّبُهم إليه، وإلى
جِنَانه، ونهيُهم عما يقربهم من سخطه وناره، فهذا هو مقصود الخطبة
والاجتماع لها.

الثانية والعشرون:
أنه اليوم الذي يُستحب أن يُتفرَّغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام
مزية بأنواع مِن العبادات واجبة ومستحبة، فالله - سبحانه - جعل لأهل كل
مِلَّةٍ يوماً يتفرغون فيه للعبادة، ويتخلَّون فيه عن أشغال الدنيا، فيومُ
الجمعة يومُ عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعةُ الإِجابة
فيه كليلة القدر في رمضان. ولهذا من صح له يومُ جمعته وسلِم، سلمت له
سائرُ جمعته، ومن صح له رمضان وسلم، سَلِمت له سائرُ سَنَتِه، ومن صحت له
حَجتُه وسلِمت له، صح له سائرُ عمره، فيومُ الجمعة ميزانُ الأسبوع،
ورمضانُ ميزانُ العام، والحجُ ميزانُ العمر. وبالله التوفيق.

الرابعة والعشرون:
أنه لما كان في الأسبوع كالعيد في العام، وكان العيدُ مشتمِلاً على صلاة
وقُربان، وكان يومُ الجمعة يومَ صلاة، جعل الله - سبحانه - التعجيلَ فيه
إلى المسجد بدلاً من القربان، وقائماً مقامه، فيجتمع للرائح فيه إلى
المسجد الصلاةُ، والقربان، كما في ((الصحيحين)) عن أبي هريرة، عن النبي -
صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: ((مَن رَاحَ في السَّاعَةِ الأُولى،
فَكَأنما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ،
فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَنْ رَاحَ في السَّاعة الثَّالِثَةِ،
فَكأنَّما قَرَّبَ كَبْشَاً أَقرَنَ)).

الثالثة والعشرون:
أن للصدقة فيه مزيةً عليها في سائر الأيام، والصدقةُ فيه بالنسبة إلى
سائر أيام الأسبوع، كالصدقةِ في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور.
وشاهدتُ شيخَ الإِسلام ابن تيمية قدس اللّه روحه، إذا خرج إلى الجمعة
يأخذُ ما وجد في البيت من خبز أو غيره، فيتصدق به في طريقه سراً، وسمعته
يقول: إذا كان اللّه قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول اللّه - صلى
الله عليه وسلم -، فالصدقة بين يدي مناجاته - تعالى -أفضلُ وأولى
بالفضيلة. وقال أحمد بن زهير بن حرب: حدثنا أبي، حدثنا جرير، عن منصور، عن
مجاهد، عن ابن عباس، قال: اجتمع أبو هريرة، وكعب، فقال أبو هريرة: إن في
الجمعة لساعةً لا يُوافِقها رجلٌ مسلم في صلاة يسألُ اللّه - عز وجل -
شيئاً إلا آتاه إيَّاه، فقال كعب: أنا أحدِّثُكم عن يوم الجمعة، إنه إذا
كان يومُ الجمعة فَزِعت له السماواتُ والأرضُ، والبرُّ، والبحرُ، والجبال،
والشجرُ، والخلائقُ كلُها، إلا ابنَ آدم والشياطين، وحفَّت الملائكة
بأبواب المسجد، فيكتُبون من جاء الأول فالأول حتى يخرج الإِمام، فإذا خرج
الإمام، طَوَوا صحُفَهم، فمن جاء بعد، جاء لحق اللّه، لما كُتب عليه، وحقّ
على كُلًّ حالِم أن يغتسِل يومئذ كاغتساله من الجنابة، والصدقةُ فيه
أعظمُ من الصدقة في سائر الأَيَّامِ، ولم تطلُعِ الشمس ولم تغرُب على مثل
يوم الجمعة. فقال ابن عباس: هذا حديث كعب وأَبي هريرة، وأنا أرى إن كان
لأهله طيبٌ يمس منه.

الرابعة والعشرون:
أنه يوم يتجلَّى اللّه - عز وجل - فيه لأوليائه المؤمنين في الجنة،
وزيارتهم له، فيكون أقربُهم منهم أقربَهم من الإِمام، وأسبقهم إلى الزيارة
أسبقَهم إلى الجمعة. وروى يحيى بن يمان، عن شريك، عن أبي اليقظان، عن أنس
بن مالك - رضي الله عنه -، في قوله - عز وجل -: (وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)
[ق: 35] قال: يتجلَّى لهم في كلِّ جمعة.

وذكر الطبراني في
((معجمه))، من حديث أبي نعيم المسعودي، عن المِنهال بن عمرو، عن أبي
عُبيدة قال: قال عبد اللّه: سارعوا إلى الجمُعةِ، فإن اللّه - عز وجل -
يَبْرُز لأهلِ الجنة في كل جُمعَة في كَثِيبٍ مِنْ كافور فيكونون منه في
القُرب على قدر تسارعهم إلى الجمعة، فيُحدِثُ اللَّهُ - سبحانه - لهم مِن
الكرامة شيئاً لم يكُونوا قد رأوْه قبل ذلك، ثم يَرجعُون إلى أهليهم،
فيُحدِّثونهم بما أحدث اللّه لهم. قال: ثم دخل عبدُ اللّه المسجَد، فإذا
هو برجلين، فقال عبدُ اللّه: رجلان وأنا الثالث، إن يشأِ اللَّهُ يُبارك
في الثالث.

وذكر البيهقى في
((الشُّعَبِ)) عن علقمة بن قيس قال: رُحت مع عبد اللّه بن مسعود - رضي
الله عنه - إلى جمعة، فوجد ثلاثة قد سبقوه، فقال: رابع أربعة، وما رابعُ
أربعة ببعيد. ثم قال: إني سمعت رسولَ اللّه - صلى الله عليه وسلم -: يقول
((إنَّ النَّاسَ يَجلِسُونَ يَومَ القِيَامَةِ مِنَ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ
رَوَاحِهِمْ إلى الجمُعَةَ، الأول، ثُمَّ الثاني، ثمَّ الثالث، ثُمَّ
الرابع)). ثم قَالَ: ((وَمَا راْبَع أَرْبَعَةٍ بِبَعِيدٍ)).

قال الدارقطني في كتاب
((الرؤية)): حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن محمد،
حدثنها مروان بن جعفر، حدثنا نافع أبو الحسن مولى بني هاشم، حدثنا عطاء بن
أبي ميمونة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ اللّه -
صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ، رَأَى
المُؤْمِنُونَ رَبَّهم، فأَحْدَثُهُم عَهْداً بِالنَّظَرِ إلَيهِ مَنْ
بَكَّرَ في كُلِّ جُمعَةِ، وَتَرَاهُ المُؤْمنَاتُ يَوْمَ الفطر وَيَوْمَ
النَّحْرِ)).

حدثنا محمد بن نوح، حدثنا
محمد بن موسى بن سفيان السكري، حدثنا عبد اللّه بن الجهم الرازي، حدثنا
عمرو بن أبي قيس، عن أبي طيبة، عن عاصم، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن
أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن رسول - صلى الله عليه وسلم -، قال:
((أَتَانِي جِبْرِيْلُ وَفِي يَدِهِ كَالمِرْآَةِ البَيْضاءِ فِيهَا
كَالنكْتَةِ السوْدَاءِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هذِهِ
الجمُعَة يَعْرِضهَا اللَهُ عَلَيْكَ لِتكُونَ لَكَ عِيداً ولِقَوْمِكَ
مِنْ بَعْدِكَ، قُلْتُ: وَمَا لَنَا فيها؟ قَالَ: لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ،
أَنْتَ فِيهَا الأَوَّلُ، واليَهُودُ وَالنَّصَارَى مِنْ بَعْدِكَ، وَلَكَ
فِيهَا سَاعَةٌ لاَ يَسْأَلُ اللَّهَ - عز وجل - عَبْدٌ فِيهَا شَيْئاً
هُوَ لَهُ قَسْمٌ إِلاَّ أَعْطَاهُ، أَوْ لَيْسَ لَهُ قَسْمٌ إِلاَّ
أَعطَاهُ أَفْضَلَ مِنْهُ، وَأَعَاذُه اللَّهُ مِنْ شَرِّ مَا هُوَ
مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ، وإِلاَّ دَفَعَ عَنْهُ مَا هُوَ أَعظَمُ مِنْ ذلِك.
قال: قُلْتُ: وَمَا هذِهِ النّكتَةُ السَّوْدَاءُ؟ قَالَ: هِيَ السَّاعَةُ
تَقُومُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَهُوَ عِنْدَنَا سَيِّدُ الأَيَّامِ،
وَيَدْعُوهُ أَهْلُ الآخِرَةِ يَوْمَ المَزيدِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا
جِبرِيلُ! وَمَا يَوْمُ المَزِيدِ؟ قال: ذلِكَ أَنَّ رَبَّكَ - عز وجل -
اتَّخَذَ في الجَنَّةِ وَادِياً أَفْيَحَ مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ، فَإِذَا
كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، نَزَلَ عَلَى كُرْسِيِّه، ثُمَّ حُفَّ
الكُرْسِيُّ بِمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، فَيَجِيءُ النَّبِيُونَ حَتَّى
يَجْلِسُوا عَلَيْهَا، ثُمَّ حُفَّ المَنَابِرُ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ،
فَيَجِيءُ الصِّدِّيقونَ والشُهدَاءُ حَتَى يَجْلِسُوا عَلَيْهَا، وَيَجيءُ
أَهْلُ الغُرفِ حَتَّى يَجلِسُوا عَلَى الكُثُبِ، قَالَ: ثمَّ يَتَجَلَّى
لَهُمْ رَبُّهُمْ - عز وجل -، قال: فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَيَقُولُ:
أَنَا الَّذِي صدَقْتكُمْ وَعدِي، وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُم نِعْمَتِي، وهَذَا
مَحَلّ كَرَامَتِي فَسَلُونِي، فَيَسأَلُونَهُ الرِّضى. قَالَ: رِضَايَ
أنزِلَكُمْ دَارِي، وأَنالَكُمْ كَرَامَتِي، فَسَلُوفِي، فَيَسْأَلُونَهُ
الرِّضى. قَالَ: فَشْهَدُ لَهُمْ بِالرِضى، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ، حَتَّى
تَنْتَهِيَ رَغْبَتُهمْ، ثمَّ يُفْتَحُ لَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ مَا لاَ عَينّ
رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ. قَالَ:
لُمَّ يَرْتَفعُ رَبُّ العِزَّةِ، وَيَرْتَفعُ مَعَهُ النَّبِيُّونَ
والشُّهَدَاء، ويَجِيءُ أَهْلُ الغُرَفِ إِلى غُرَفِهِم. قَال: كُلُّ
غُرْفَةٍ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ لا وَصْلَ فِيهَا وَلاَ فَصْمَ، يَاقُوتَة
حَمْرَاءُ، وغُرْفَةٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْراء، أَبوابها وعَلاَلِيهَا
وسقَائِفُهَا وأَغْلافُها مِنها أنهارُها مُطَّرِدَة متدلِّية فِيهَا
أَثْمَارُهَا، فِيها أَزْواجُهَا وخَدَمُها. قال: فلَيْسُوا إِلى شَيء
أَحوجَ مِنْهُمْ إِلى يَوْمِ الجُمُعَةِ لِيزْدَادُوا منْ كَرَامَةِ
اللَّهِ - عز وجل - والنَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ الكَرِيمِ، فَذلِكَ يَوْمُ
المَزِيدِ)).

ولهذا الحديثِ عدةُ طرق، ذكرها أبو الحسن الدارقطني في كتاب ((الرؤية)).
السابعة والعشرون:
أنه قد فُسِّرَ الشاهد الذي أقسم اللّه به في كتابه بيوم الجمعة، قال
حُميد بن زنجويه: حدثنا عبد اللّه بن موسى، أنبأنا موسى بن عُبيدة، عن
أيوب بن خالد، عن عبد اللّه بن رافع، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: ((اليَوْمُ المَوْعُودُ: يَوْمُ القِيَامَةِ،
والْيَوْمُ المَشْهود: هو يَومُ عَرَفَة، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ،
مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ، وَلاَ غَرَبَتْ عَلَى أَفْضَلَ مِن يَومِ
الجُمُعَةِ، فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنِّ يَدْعُو
اللَّهَ فيهَا بخَير إلاَّ اسْتَجَابَ لَهُ، أَوْ يَسْتَعِيذُهُ منْ شَرٍّ
إِلاَّ أعَاذَ مِنْهُ)). ورواه الحارث بن أبي أسامة في ((مسنده))، عن
روح، عن موسى بن عبيدة.

وفي ((معجم الطبراني))،
من حديث محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضَمضم بن زرعة، عن
شُريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسولُ اللّه - صلى الله عليه
وسلم -: ((الْيَوْمُ المَوْعُودُ: يَوْمُ القِيَامَةِ، والشَّاهِدُ
يَوْمُ الجُمُعَةِ، والمَشهُودُ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ الجُمُعَةِ
ذَخَرَهُ اللَّهُ لَنَا، وَصَلاةُ الوُسْطَى صَلاَةُ العَصْرِ)) وقد رُوي
من حديث جُبير بن مطعم.

قلت: والظاهر - واللّه
أعلم -: أنه من تفسير أبي هريرة، فقد قال الإِمام أحمد: حدثنا محمد بن
جعفر، حدثنا شعبة سمعت علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان عن عمارٍ مولى بني
هاشم، عن أبي هريرة، أما علي بن زيد، فرفعه إلى النبي، وأما يونس، فلم
يَعْدُ أبا هريرة أنه قال: في هذه الآية: (وشَاهِدٍ وَمَشْهُود) قال:
الشاهِد: يوم الجمعة، والمشهود يومُ عرفة، والموعود: يوم القيامة.

الثامنة والعشرون:
أنه اليوم الذي تفزع منه السماواتُ والأرضُ، والجبالُ والبحارُ،
والخلائقُ كلها إلا الإِنسَ والجِنَّ، فروى أبو الجوَّاب، عن عمّار بن
رزيق، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: اجتمع كعب وأبو هريرة، فقال
أبو هريرة: قال رسولُ اللّه - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ في الجمُعَةِ
لَسَاعَةً لا يُوافِقُهَا عَبْدٌ مُسلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيرَ
الدُنيَا والآخِرَة إلاّ أعطاه إياه)). فَقَالَ كَعْبٌ: ألا أُحَدِّثكم
عَنْ يَومِ الجُمُعَةِ، إنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فزِعَتْ
لَهُ السَّماواتُ والأَرْض، والجبال، والبحار، والخلائق كلُّها إلا ابنَ
آدم والشياطين، وحفَّتِ الملائكةُ بأبَواب المساجد، فيكتُبُونَ الأَوَلَ
فالأَوَّل حتى يخرجَ الإِمامُ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمامُ، طَوَوْا صُحفَهُم،
ومَنْ جَاءَ بَعْدُ جَاءَ لِحَقِّ اللَّهِ، ولِمَا كُتِبَ عَلَيْهِ،
ويَحِقُّ عَلَى كُلِّ حالِم أَن يَغْتَسِلَ فيه، كاغتِسالِه مِنَ
الجَنَابَة، والصَّدَقَةُ فِيهِ أَفضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ في سَائِرِ
الأيَّامِ، وَلَم تَطْلُعِ الشَّمس وَلَمْ تَغْرُب عَلَى يَوْم كَيَوْمِ
الجُمُعةِ. قال ابن عباس: هذا حديث كعب وأبي هريرة، وأنا أرى، من كان لأهله
طِيب أن يصرَّفه يومئذ.

وفي حديث أبي هُريرة: عن
النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم أفضلَ
مِن يوم الجمعة، وما من دابة إلا وهي تفزَعُ ليوم الجمعة إلا هذين
الثَّقلين مِن الجن والإِنس))، وهذا حديث صحيح وذلك أنه اليوم الذي تقومُ
فيه الساعة، ويُطوى العالم، وتَخْرَب فيه الدنيا، ويُبعث فيه الناس إلى
منازلهم من الجنة والنار.

التاسعة والعشرون:
أنه اليومُ الذي ادَّخره اللّه لهده الأمة، وأضلَّ عنه أهلَ الكِتاب
قبلهم، كما في ((الصحيح))، من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال: ((ما طلعتِ الشَّمْسُ، ولا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ خَيِر مِن
يَوْمِ الجُمُعَةِ، هَدَانا اللَّهُ لَهُ، وَضَلَّ الناَّسُ عنَه،
فالنَّاس لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، هوَ لَنَا، وَلليَهودِ يَوْمُ السَّبْت،
وللنَّصَارَى يَومُ الأحد)). وفي حديث آخر ((ذخره اللَّهُ لَنَا)).

وقال الإِمام أحمد: حدثنا
علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمر بن قيس، عن محمد بن الأشعث،
عن عائشة قالت: ((بينما أنا عنِد النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ استأذن
رجلٌ من اليهود، فأذِن له، فقال: السَّامُ عَلَيْكَ، قال النبي - صلى الله
عليه وسلم -: وعَلَيْكَ. قالت: فَهَمِمْت أن أَتكلَّم، قالت: ثم دخل
الثانية، فقال مِثلَ ذلك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وَعَلَيكَ،
قالت. فهممتُ أن أتكلَّم، ثم دخل الثالثة، فقال: السَّامُ عليكم، قالت،
فقلتُ: بل السَّامُ عَلَيْكُم، وغَضَبُ اللّه، إخوانَ القردة والخنازير،
أتُحَيُون رسولَ اللّه بما لم يُحيِّه به اللَّهُ - عز وجل -. قالت: فنظر
إليَّ فقال: مَهْ إِنَّ اللّه لاَ يُحِبُّ الفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّشَ،
قَالُوا قَوْلاً فَرَدَدْنَاه عَلَيْهِم، فَلَم يَضُرَّنَا شيئاً،
وَلَزِمَهُم إلى يَومِ القِيَامَةِ،، إِنّهُم لا يَحْسُدُوناَ عَلَى شيء
كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى الجُمُعَةِ التي هَدَانَا اللَّهُ لَها، وضَلّوا
عَنْهَا، وَعَلى القِبْلَةِ الَّتي هَدَانَا اللهُ لهَا، وضَلوا عَنْها،
وعَلَى قَوْلِنَا خلف الإِمام: آمين)).

وفي ((الصحيحين)) من حديث
أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نَحنُ الآخِرونَ
السَّابِقونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أَنّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِن
قَبْلِنَا، وأُوتِينَاهُ مِن بَعدِهمْ، فَهَذا يَوْمُهُمُ الَذِي فَرَضَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيه، فَهَدانَا اللَّهُ لَهُ،
فَالنَّاسُ لَنَا فيه تَبَعٌ، اليَهُودُ غَداً، والنَّصَارَى بَعْدَ
غَدٍ)).

وفي ((بيد)) لغتان بالباء، وهي المشهورة، ومَيْدَ بالميم، حكاها أبو عبيد.
وفي هذه الكلمة قولان، أحدهما: أنها بمعنى ((غير)) وهو أشهر معنييها، والثاني: بمعى ((على)) وأنشد أبو عبيد شاهداً له:
عَمْداً فَعلت ذَاكَ بيدَ أَنِّي ** إخَالُ لَو هَلَكْتُ لَمْ ترِنِّي
ترِنِّي: تَفعلي مِن الرنين.
الثلاثون: أنه
خِيرة اللّه من أيام الأسبوع، كما أن شهر رمضان خيرتُه من شهور العام،
وليلة القدر خيرتُه من الليالي، ومكةُ خيرتُه مِن الأرض، ومحمد - صلى الله
عليه وسلم - خِيرتُه مِن خلقه. قال آدم بن أبي إياس: حدثنا شيبان أبو
معاوية، عن عاصم بن أبي النّجود، عن أبي صالح، عن كعب الأحبار. قال: إن
اللّه - عز وجل - اختار الشهورَ، واختار شهرَ رمضان، واختار الأيامَ،
واختار يومَ الجمعة، واختار الليالي، واحتار ليلةَ القدر، واختار
الساعاتِ، واختار ساعةَ الصلاة، والجمعةُ تكفِّر ما بينها وبين الجمعة
الأخرى، وتزيد ثلاثاً، ورمضانُ يُكفِّرُ ما بينه وبين رمضان، والحجُّ يكفر
ما بينه وبين الحج، والعُمْرَة تكفِّر ما بينها وبين العمرة، ويموت الرجل
بين حسنتين: حسنةٍ قضاها، وحسنةٍ ينتظرها يعني صلاتين، وتُصفَّد الشياطين
في رمضان، وتُغْلَقُ أبواب النار، وتُفتحُ فيه أبوابُ الجنة، ويقال فيه:
يا بَاغِيَ الخير؟ هلُم. رمضان أجمع، وما مِن ليالٍ أحب إلى اللّه العملُ
فيهنَّ من ليالي العشر.

الحادية والثلاثون:
إن الموتى تدنو أرواحُهم مِن قبورهم، وتُوافيها في يوم الجمعة، فيعرفون
زُوَّارهم ومَن يَمُرُّ بهم، ويُسلم عليهم، ويلقاهم في ذلك اليوم أكثر من
معرفتهم بهم في غيره من الأيام، فهو يوم تلتقي فيه الأحياء والأموات، فإذا
قامت فيه الساعةُ، التقى الأولون والآخِرون، وأهلُ الأرض وأهلُ السماء،
والربُّ والعبدُ، والعاملُ وعمله، والمظلومُ وظالِمُه والشمسُ والقمرُ، ولم
تلتقيا قبل ذلك قطُّ، وهو يومُ الجمع واللقاء، ولهذا يلتقي الناسُ فيه في
الدنيا أكثَر من التقائهم في غيره، فهو يومُ التلاق. قال ابو التياح يزيد
بن حميد: كان مطرِّف بن عبد اللّه يبادر فيدخل كل جمعة، فأدلج حتى إذا
كان عند المقابر يوم الجمعة، قال: فرأيت صاحبَ كلِّ قبر جالساً على قبره،
فقالوا: هذا مطرِّف يأتي الجمعة، قال فقلت لهم: وتعلمون عن عندكم الجمعة؟
قالوا: نعم، ونعلم ما تقولُ فيه الطير، قلت: وما تقول فيه الطير؟ قالوا:
تقول: ربي سلِّم سلِّم يوم صالح.

وذكر ابن أبي الدنيا في
كتاب ((المنامات)) وغيره، عن بعض أهل عاصم الجَحدري، قال: رأيت عاصماً
الجحدريَّ في منامي بعد موته لسنتين، فقلتُ: أليس قد مِتَّ؟ قال: بلى،
قلتُ: فأينَ أنت؟ قال: أنا واللّه في روضة من رياض الجنة، أنا ونفرٌ مِن
أصحابي، نجتمعُ كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد اللّه المزني،
فنتلقى أخباركم. قلت: أجسامُكم أم أرواحكم؟ قال: هيهاتَ بَلِيت الأجسام،
وإنما تتلاقى الأرواحُ، قال: قلت: فهل تعلمون بزيارتنا لكم؟ قال: نعلم بها
عشيَة الجمعة، ويومَ الجمعة كله، وليلةَ السبت إلى طلوع الشمس. قال:
قلتُ: فكيف ذلك دونَ الأيام كلِّها؟ قال: لفضل يوم الجمعة وعظمته.

وذكر ابن أبي الدنيا
أيضاً، عن محمد بن واسع، أنه كان يذهب كل غَداةِ سبت حتى يأتي الجبَّانة،
فيقِف على القبور، فيُسلم عليهم، ويدعو لهم، ثم ينصرف. فقيل له: لو صيّرَت
هذا اليومَ يوم الاثنين. قال: بلغني أن الموتى يعلمون بزوَّارِهم يومَ
الجمعة، ويوماً قبله، ويوماً بعده.

وذكر عن سفيان الثوريَ
قال بلغني عن الضحاك، أنه قال: من زار قبراًَ يومَ السبت قبل طلوع الشمس،
علم الميت بزيارته فقيل له: كيف؟ قال لِمكان يوم الجمعة.

الثانية والثلاثون:
أنه يكره إفرادُ يوم الجمعة بالصوم، هذا منصوصُ أحمد، قال الأثرم: قيل
لأبي عبد اللّه: صيام يوم الجمعة؟ فذكر حديثَ النهي عن أن يُفرد، ثم قال:
إلا أن يكون في صيام كان يصومه، وأما أن يفردَ، فلا. قلت: رجل كان يصوم
يوماً، ويفطر يوماً، فوقع فطره يومَ الخميس، وصومه يوم الجمعة، وفِطره
يومَ السبت، فصار الجمعة مفرداً؟ قال: هذا إلا أن يتعمَّد صومَه خاصة،
إنما كُرِه أن يتعمد الجمعة.

[font=traditional arabic][size=21]وأباح مالك، وأبو حنيفة
صومَه كسائر الأيام، قال مالك: لم أسمع أحداً من أهل العلم والفقه ومن
يُقتدى به ينهى عن صيام يوم الجمعة، وصيامه حسن، وقد رأيتُ بعض أهل العلم
يصومُه، وأراه كان يتحراه. قال ابن عبد البر: اختلفت الآثارُ عن النبي -
صلى الله عليه وسلم - في صيام يوم الجمعة، فروى ابن مسعود - رضي الله عنه
-، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم ثلاثة أيام مِن كل شهر،
وقال: قلَّمَا رأيته مفطِراً يومَ الجمعة وهذا حديث صحيح. وقد روي عن ابن
عمر - رضي الله عنهما -، أنه قال: ما رأيت رسول اللّه - صلى الله عليه
وسلم - يفطر يومَ الجمعة قطُ. ذكره ابن أبي شيبة، عن حفص بن غياث، عن ليث
بن أبي سليم، عن عمير بن أبي عمير، عن ابن عمر.[/size

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدُ مالك الملك
عضو متألق

عبدُ مالك الملك


المهنة : في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Studen10
الجنس : ذكر
علم الدوله : في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة 46496510
تاريخ التسجيل : 03/07/2009
عدد المساهمات : 1708

في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة _
#2مُساهمةموضوع: رد: في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة   في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الجمعة مارس 11, 2011 1:59 pm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ميرو السندباد
عضو مشارك

ميرو السندباد


المهنة : في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Studen10
الجنس : ذكر
علم الدوله : في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة 46496510
العمر : 25
تاريخ التسجيل : 27/10/2012
عدد المساهمات : 474

في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة _
#3مُساهمةموضوع: رد: في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة   في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة Subscr10الإثنين ديسمبر 03, 2012 6:30 pm

في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة


شكراً لك على موضوعك المميز
بارك الله فيك ...
دائماً متألق أخي تسلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع ذات صلة


الإشارات المرجعية


التعليق على الموضوع بواسطة الفيس بوك


(( تذكر جيداً: يمنع وضع صور ذوات الأرواح ويمنع الردود الخارجة عن الشريعه ويمنع الاشهار باى وسيلة والله شهيد ))
صفحة 1 من اصل 1

تذكر قول الله تعالى :{{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }} سورة ق الآية 18


إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد

تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.

انشئ حساب

يمكنك الانضمام لمنتديات اور اسلام فعملية التسجيل سهله !


انشاء حساب جديد

تسجيل الدخول

اذا كنت مسجل معنا فيمكنك الدخول بالضغط هنا


تسجيل الدخول
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| منتديات اور إسلام |  :: •₪• الإسلامى العام •₪• :: المنتدى الإسلامي العام-
خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة , في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة , في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة ,في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة ,في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة , في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ في يوم الجمعة العظيم ثلاث وثلاثون خصيصة ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا

PageRank
مواقيت الصلاة: