الحديث السادس عشر لا تغضب
السلام عليكم، هل هناك في الحقيقة غضب محمود وغضب مذموم؟
نعم
هناك بعض العناصر لم نتطرق إليها لضيق الوقت، ومن هذا تقسيم الغضب: الغضب
نعم ينقسم من حيث هو إلى غضب محمود، وغضب مذموم، ولكن نحن انطلقنا هنا من
الغضب المذموم؛ لأنه منهي عنه، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – :( لا تغضب ) .
والغضب
المحمود: أنا الآن سأرسم خط للأخوة المشاهدين، الغضب صفة عند الإنسان،
طبيعية إذا بلغت إلى حد معين، الغضب صفة طبيعية، فلو وضعنا هذه النسبة مائة
في المائة، والتصرف من هنا نسبة مائة في المائة، فالغضب إلى نسبة عشرين في
المائة، هذا أمر طبيعي، فهو انفعال للإنسان إلى نسبة خمسين في المائة، هذا
نقطة خطر، بعد الخمسين في المائة، نقطة زيادة هذا المرض، إذا صار نسبة
عشرين في المائة في العادة، يؤدي إلى تصرف عشرين في المائة، فهذا التصرف
أيضاً في هذا الحجم يبقى طبيعي جداً، التصرف من خمسين إلى خمسين في المائة،
يصل إلى نقاط الخطر، هذه يجب أن يعالج، حتى ينزل إلى عشرين في المائة، لكن
يحذر من تعدي الخمسين في المائة، إذا تجاوز الخمسين في المائة في المنطقة
هذه، يبقى هذه نقطة أخطار التي تحدثنا عنها .
فإذًا
الغضب من عشرين في المائة، هذا يجب أن يكون عند الإنسان، ونسميه الغضب
المحمود الذي يتأثر بالمواقف، فالإنسان مثلا:ً يموت أبوه، لا يتأثر، هذا
جامد، إنسان يرى معصية من المعاصي لا يتأثر، هذا جامد، النبي – صلى الله
عليه وسلم – كان إذا انتهكت حرمات الله تأثر، كذلك الحالة التي فيها
الإنسان مثلاً، واحد خطيب جمعة مثلاً، يأخذ لنا، ويقرأ، ويخطئ في القراءة
مثلاً، يعني لم يؤثر على الناس مطلقاً، النبي – صلى الله عليه وسلم – كان
إذا خطب احمر وجهه، وانتفخت أوداجه، واحمرت عيناه - صلى الله عليه وسلم –،
هذه المنطقة محمودة، ما هي المحمودة إذاً، فيما يؤدي إلى التأثير الإيجابي
على الناس، وفيما يكون سبباً إيجابيا،ً يعني: وجد منكر من المنكرات فغضب،
هذا واحد، أيضاً فيما لا يتعدى كما سمينا نسبة العشرين في المائة، بحيث
يكون في المنطقة المحذورة، أو المنطقة الحدودية التي يجب ألا يثور الإنسان،
حتى لا يخرج عن تصرفاته، إذاً: الغضب منه محمود، ومنه مذموم كما وضحنا،
كذلك الغضب المذموم هو درجات؛ لذلك جعلناه من خمسين إلى مائة، إذا وصل إلى
سبعين فقد تصرفاته، وحينئذ يفقد وعيه أحيانا،ً تقول له بعد إذا هدأ أنت
طلقت زوجتك، وأنت قلت الكلمة، قال أبداً، ما قلت، ولا طلقت، فهذا يعني فقد
الوعي في غاية الظن، لكنه في الدرجة العليا. إذاً: هو درجات، أعلاها إذا
فقد وعيه فصار يهذي، ويتصرف بما لا يجوز التصرف فيه، إذاً الغضب منه ما هو
محمود، وما هو درجات أيضاً .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل يحاسب الإنسان على ما يقول أثناء غضبه من الكلام؟
كذلك
من العناصر: تصرفات الغضبان، طلاق الغضبان مثلاً، اعتداء الغضبان، تصرفات
الغضبان عند الله - سبحانه وتعالى – في الآخرة، أما في التصرفات الدنيوية،
فمثل طلاق الغضبان إذا وصل إلى درجة لا يعي ما يقول، فهذا على مذهب
الجمهور لا يقع طلاقه، أما إذا كان يعي ما يقول فطلاقه واقع، يقول: نعم،
أنا تلفظت بالطلاق، وأقصد الطلاق، وأعي ما أقول، لكني غضبان، هذا يقع طلاقه
على الصحيح، أما الذي لا يعي ما يقول، فهذا لا يقع، لكني أنصح أي إنسان
يقع في مثل هذا ألا يستعجل في الفتوى؛ لأن كل حالة لها حكم .
ما الحالات يستحسن فيها الغضب ؟
كان
– صلى الله عليه وسلم – يغضب إذا انتهكت بحرمات الله، فهل لنا أن نغضب إذا
انتهكت حرمات الله في الإعلام، أو في دول أخرى، أو في واقعنا المعاصر ؟
كل ما نراه يعتدي فيه على حرمات الله نغضب، لكن ما معنى نغضب ؟ نجب أن نعيها يجب أن نفقهها جيداً.
نغضب
يعني: ننزعج نفسياً؛ لأن هذا اعتدي فيه على حرمات الله – عزّ وجلّ– ، لكن
هل لنا أن نتصرف بناء على هذا الغضب ؟ هذا يجب أن نعيه وعياً جيدا،ً التصرف
كل بحسبه، بحسب الحالة التي هو فيها، أب مثلا يتصرف مع أولاده، هذا لا
يقاس عليه إنسان في الشارع، لا يقاس إنسان في مؤسسة، لا يقاس إنسان في بلد
من البلدان الأخرى وهكذا .
لكن
غضب، التأثر هذا لنا أن نتأثر إذا ما انتهكت حرمات الله - سبحانه وتعالى
–، إذاً : الغضب منه ما هو محمود، عندما تنتهك حرمات الله - عزّ وجلّ -.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نريد أن تبين لنا ما الداعي إلى هدى، وما هو الداعي إلى ضلالة ؟
وهذا
في حديث آخر، لكن الدعوى إلى عقيدة الإسلام، الدعوة إلى أحكام الإسلام،
الدعوة إلى أخلاق الإسلام، الدعوة إلى الفضائل، الدعوة إلى المثل، هذه كلها
دعوة إلى هدى، وكل شيء بأجره، فإذا فعل الإنسان، أن ندعو فللداعي أجر على
دعوته المدعو وهكذا إلى يوم القيامة، ومثله الدعوة إلى ضلالة .
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، هناك بعض الأخوة يتكلمون على بعض الدعاة،
يقولون: إنهم من أهل الأهواء، والبدع، وحقيقة أن الدعاة نحسبهم- والله
حسيبهم- من أهل الخير، يقولون أخطاءهم فاحشة، هل هذا يعتبر من قول الخير،
أم أن السكوت أفضل ؟
سؤال:
الأخ، تكلم بعض الناس على الدعاة، ويصفهم بأنهم: أهل الأهواء، والبدع،
ينبغي أن نفقه ما نقول، إذاً الحكم على الناس بالذات، والكلام على قضية من
القضايا، نتكلم عن الغضب غير ما نتكلم عن فلان الغضبان مثلاً .
فالكلام
عن فلان الغضبان تعلق بشخصه، أما الكلام عن صفة الغضب، الآن نتكلم عن
قضية، فإذا كان الكلام عن بدعة، أو مسألة من المسائل التي فيها خطر على
الإسلام، والمسلمين، أنا أفصلها، أنا أتكلم عنها، لكن عندما أتكلم عن فلان
العاصي، عن فلان الذي تلبس ببدعة، أحصره في مجاله، فإن كان هذا الرجل داعيا
إلى بدعة، أنا أقول فلان يدعو إلى كذا، وهذا خطأ، من غير أن نقول: أنه
المبتدع، أنه الذي يضل الناس، أنه الذي سيسقط في النار، أنه الذي يجب أن
يفاصل، أنه الذي يجب ألا يسمع منه. وهكذا؛ لأنه لو كان الأمر كذلك؛ لخطأ
بعض الصحابة بعضهم، ولخطأ التابعون بعضهم بعضاً، ورمى بعض الناس بعضهم
ببدع، إلا إذا كانوا من أهل البدع، يدعون إلى هذه البدعة،
بل
ليعلم الأخوة أن: رواية المبتدع، عندما لا يروي ما يؤيد بدعته مقبولة ،
أما إذا روى شيء يؤيد بدعته، فغير مقبول مطلقا،ً أما إذا روى أمراً آخر في
مسألة أخرى، وهو ثقة عند أهل الجرح، والتعديل، وليس هناك إلا تلبسه ببدعة
معينة .
والبدع
كما سبق الكلام عنها، والكلام فيها طويل، فحينئذ تقبل الرواية، الإمام
البخاري، ومسلم روى عن بعض المبتدعة، وهم ثقات، عندما لم يرووا شيئاً يؤيد
بدعتهم، والكلام في أهل الأهواء جدال، لعله يعرض في العقيدة أيضاً .
تقول:
أنا طالبة في المدرسة، وكثيرا ما يؤذيني المدرسات بوضع مسجل يشتمل على
الدف، وأنا أبين لهم فتوى العلماء في هذا، لكنهم يقولون: أنه لا حرج في
هذا، القضية التي أريد أن أسأل عنها بالذات، قضية الكلمة المسجلة لما فيها
من شر، وباقي أيضاً؟
يقول:
جاري يشغل الأغاني على سطح بيته بصوت عال، ومزعج، ويجاهر بهذه المعصية،
وبالرغم من تنبيهه إلى هذا الخطأ، إلا أنه يستمر بهذا، ثم يفكر بالتقدم
بالشكوى رسمياً، لكن قد يؤثر هذا سلباً فما نصيحتكم؟
الكلمة
المسموعة: إما كلمة خير، وإما كلمة شر، فإن كانت خير، ورضيها المستمع
فيسمعه، أما إذا لم يردها حتى ولو كان المسجل ليس أغاني، وإنما محاضرة،
وتؤذي جاره يجب أن يغلقها؛ فلذلك يجب ألا أؤذي الجار، الجار يكن نائمًا،
يكن في حالة مع أهله، يكون الجار في وضع عمل من الأعمال يريد صفاء ذهنه، هو
لا يريد أن يفرض عليه، كما أن هذا الشخص الذي يُشغل هذا التسجيل، ونحوه،
لا يريد أن يُشغل جاره تسجيلاً آخر، فكذلك أيضاً فضلاً أن تكون الكلمة
محرمة، مثل يعني هذا الشخص الذي يؤذي جاره بالأغاني، والموسيقى، أو المدرسة
التي تؤذي بصوت الدف، جميع الأحوال، ونحو ذلك، هذا إيذاء مركب: من أنه لا
يريد سماع هذا الإنسان، ثم أيضاً سماع فيه إيجاد حرمة هو آثم، وينقل هذا
الإثم إلى الآخرين .
فتُنصح
هذه المدرسة، ويُنصح هذا الجار بعدم المواصلة في هذا الباب، فإن لم ينفع
مرة، ومرتين، وثلاثة، وأربع، ما وجدت الجهات الرسمية إلا لحل مثل هذه
المشكلة .
يقول:
هل أبدأه بالسلام إذا كان كافرا،ً ويتحدث عن هجر الجار، هل يجوز عن ثلاثة
أيام، ويسأل آخر ويقول: الجار كثير المعاصي الظاهرة، ولا يقبل النصيحة، فهل
يأثم جاره على تعامله مع علمه بمعاصيه، وأنه لا يقبل النصيحة، هل تبرأ
ذمتي بالنصح مرة، أو مرتين، أو أستمر، ويسأل عن النساء، إذا اختلطن معه، أو
منعهن من الاختلاط، أو زيارته خوف الفساد، هل في هذا قطيعة يأثم عليها ؟
هي كلها أسئلة جيدة وينبه عليها، ويجاب عليها إن شاء الله.
أولاً:
قضية الجار الغير المسلم، أو الجار الذي على غير المذهب، أو نحو ذلك، قلنا
في أثناء الشرح، أنه حتى لو كان الجار على غير مذهب، أو على غير الدين
أيضاً، فيجب الإحسان إلى الجار، والتعامل معه بالحسنى، وأكرر هذا، يجب
التعامل بالحسنى، أن يظهر الإنسان إسلامه كما هو، فهذه القاعدة، النبي –
صلى الله عليه وسلم – قال: ( وخالق الناس بخلق حسن )، والنبي – صلى الله عليه وسلم – أوصى بالجار ، والله – سبحانه وتعالى – قال: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً [البقرة: 83] .
هذا
من حيث التعامل مع الجار، من حيث ما يفهم الأخوة، أنا قلت أثناء الكلمة،
التحية، والتحية للجار الكافر لا تكون بالسلام، النهي عن لفظ السلام، لا
تبدءوهم بالسلام، فالنهي عن لفظ السلام؛ لأن السلام تحية المؤمنين، تحية
أهل الجنة، لكن لا مانع أن أقول: صباح الخير، مساء الخير، أهلاً وسهلاً،
ونحو هذه العبارات، ليس بمعقول أن أدخل على جار مثلاً في بيته، وما أقول شئ
أسكت! يعني، عقلاً غير وارد، فإذاً: أقول صباح الخير، مساء الخير، ونحو
ذلك، لكن لا أقول السلام عليكم؛ لأن السلام عليكم دعاء، ورحمة الله
وبركاته، والكافر لا يرحمه الله، ولا تكون عليه بركات الله – تبارك
وتعالى-، فإذاً: أقول لك صباح الخير، مساء الخير، أهلاً وسهل،اً مرحباً،
ونحو هذا .
وهذا من التعامل بالحسنى، إذاً: النهي لا تبدءوهم بالسلام، بلفظ السلام، هذا الذي يظهر- والله أعلم- .
الهجر
فوق ثلاث، إذا لم ينتفع بالهجر بالثلاث، وأذاه تعدى، وآذى هذا الجار،
فاهجره بما يصد آذاه إذا كان كثير المعاصي، فأنصحه، ومتى ما نصحته، وكررت
النصيحة، فليس عليه إثم، الإثم عليه، يعني لا يكلف الله نفساً إلا وسعها،
ما على الرسول إلا البلاغ، فأنت تبلغ، وتنصح، والباقي على الله - سبحانه
وتعالى -.
نعم،
إذا كان يتعدى الضرر حال الزيارة للنساء، والأولاد، وله، فيمنع الزيارة،
لا بأس، ويعامل بالحسنى، ويبين، لا مانع من البيان بالأسلوب المناسب،
الهادئ، الطيب: الذي يمنعنا ما يوجد من المعاصي، والذي نخشى أن يتعدى إلى
الغير .
قلنا
بأن: التعامل بالحسنى، إذا كان هناك يعني: مما ذكرناه من الهدية، من
العطية، إلى آخر ذلك، ومن ألا يتنازل عن مبدأه عن دينه وهكذا .
إذا كان هناك جار يؤذي جاره، واثنين متخاصمين، فما واجبنا نحن نحو هذين الجارين ؟
في حال النزاع مع الجار، ينبغي أن يتوسط الجيران الآخرون لحل هذا النزاع بالتي هي أحسن، وهذا من الدعوة إلى الله .
يكثر
في مجالس الناس الآن إيراد الطرف والنكت التي لا أساس لها من الصحة، بل هي
ضرب من الخيال، النكت هذه وإيرادها هل هي داخلة في الكذب، أم هي من الكلام
المباح؟
هو
لا شك أن الأصل اجتنابها، وعدم التمادي معها، لأن تأخذ الوقت في هذا
المجلس، أو في هذا الكلام، لكن إذا كان مرة، أو مرتين، وعابرة، فأرجو أنها
من اللغو، الذي -إن شاء الله- لا يكون فيه إثم ما دام ما فيه افتراء على
أحد بعينه. لكن النص على أن فلان، أو على أن أهل البلدة الفلانية، أو كذا
هذا لا يجوز .
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، عند حصول موقف من المواقف في المدرسة بسبب
معلمة، تغضب الطالبة، ولكن ما تجد أحد ينصحها، إنما تجد بعض الطالبات
يساعدنها على هذه المشكلة فيحدث نوع من سوء الظن من جميع النواحي، فكيف
يتخلص الإنسان من سوء الظن، والوساوس، والغضب في هذا الوقت مع عدم استطاعته
من الخروج من هذا المكان، السؤال الثاني :عندما يغضب الإنسان، ويفقد وعيه،
فيكيف يتجنب هذا؟ وهل القلق، والتوتر في بعض المواقف من الغضب ؟
قضية
حصول المواقف، وسوء الظن مع المعلمة، ومع الطالبات، مع أي مجال من
المجالات التي يحصل فيها احتكاك بالآخرين، أقول: إذا كان في مجال تعليمي،
ينبغي أن الطالبة تحترم المعلمة، وهذا هو الأصل، ولو قالت المعلمة ما يغضب
الطالبة، فينبغي أن تدرب نفسها على احترام المعلمة ، ثم إذا حصل ما يغضب،
فعليها أن تكظم الغيظ؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – مدح الكاظمين الغيظ،
وهو من التدريب الذي أشرنا إليه، سوء الظن يجب اجتنابه، وهو مرض من الأمراض
أيضاً؛ لأنه يترتب عليه أشياء أخرى، والله - سبحانه وتعالى – نهى عن سوء
الظن .
هل
القلق من الغضب؟ نعم، القلق نتيجة من نتائج الغضب، فالغضب عندما يجعل
القلب متوترًا يجعل الأعصاب متوترة، وهذا هو القلق الذي يؤثر على الإنسان .
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، هناك بعض الأمهات يغضبن غضباً شديداً عندما
يرون البنات يشقرن الحواجب، وهن يقلن: أن فضيلة الشيخ فالح الصغير أفتى
وقال: إنه مباح، واللجنة الدائمة للإفتاء، أفتوا بالنهي، وقالوا: بأنها
تشبه النمص، وأنها حرام ؟
إذًا القضية هنا قضية غضب الأمهات عندما يختلفن مع بناتهن
قضية الخلاف بين الأمهات وبناتهن:
أولاً:
يجب على البنات أن يحترمن أمهاتهن حتى ولو أمرتها أمها بشيء لا شيء فيه،
فيجب أن تحترم أمها، وأن تطيع أمها، وهذا الكلام كله صريح، وينبغي على
البنت أن تطيع أمها، إلا إذا أمرتها بمعصية، أما ما دام الأمر فيه شيء
مباح، أو فيه شيء فيه خلاف، أو فيه شيء يعني غير مباح، أو فيه شيء يجوز
الأمر فيه، فيجب أن تحترم أمها ويجب أن تطيع أمها مهما كان الظرف.
حكم مسألة تشقير الحواجب:
أنا ما أدري من نقل عني، أو من فهم إني أبيح التشقير، واللجنة الدائمة يعني قالت: إن تشقير الحواجب لا يجوز .
الذي
نقلته عن بعض أهل العلم، وليس يعني إذا كان التشقير يزول، يعني مثلاً:
شقرت الحاجب بمادة تزول مع الوضوء مثلاً، أو مع الغسل، فهذا لا شيء فيه،
لكن إذا كان التشقير كما هو جارٍ الآن يأخذ أربعة أشهر، ثلاثة أشهر، شهرًا،
و يؤدي إلى تساقط الشعر، فهذا لا يجوز، وأظن هذا الكلام صريح، فإذا فهم
مني خلافه، فيفهم الآن بأني على هذا: بأن التشقير المنتشر، التي تشقر
الحاجب وتؤدي مثل النمص ونحو ذلك، فهذه اللجنة الدائمة أفتت وهم مشايخنا،
وأنهم أفتوا لا شك أنه عن تصور، وعن علم واضح، لكن الذي نقلته عن بعض أهل
العلم أنه: إذا كان مثل الصبغ العادي الذي يزول مع الوضوء، مع الاغتسال،
فهذا يعني مثل الأصباغ الأخرى، لا شيء فيه، أما إذا كان يؤدي إلى تساقط
الشعر أو يؤدي إلى طول مدة بحيث يظهر مثل النمص ونحوه، فهذا لا يجوز، كما
قالت اللجنة الدائمة من تغير خلق الله - سبحانه وتعالى -، وعلى أي حال، إذا
كان الخلاف بين الأم، وبنتها حتى في مسألة خلافية واضح الخلاف فيها فيجب
أن تطيع أمها .
تقول: هل الوارد في الحديث أن يملك الإنسان حاله، أو أن يمنع الغضب مطلقاً؟
النهي عما يؤدي إلى أسباب الغضب المذموم .
ويسألون
عن ألفاظ مثل: والنبي، والأمانة، والأخت تسأل: إن أمها على عقيدة طيبة
ولكنها وقت الغضب قد تتلفظ بألفاظ مثل يا سيدي فلان وما أشبه ذلك، فما حكم
مثل هذه الألفاظ ؟
مثل
هذه الألفاظ بعض أهل العلم يجعلها من الشرك الأصغر؛ لأنها تؤدي إلى الشرك
إذا اعتاد عليها الإنسان، وقد تصل إلى القناعة القلبية، لكن إذا كانت جارية
على اللسان ولم تصل، فيجب أن يتخلص منها المسلم مثل القسم بغير الله - عزّ
وجلّ - ، فهذا قاله أهل العلم، مثل أنه وسيلة من وسائل الشرك، والنبي -
صلى الله عليه وسلم- نهي عن الحلف بالأمانة، نهى عن الحلف بالأمهات، فهو
لا شك أنه محرم، وهل هو شرك، وغير شرك إذا تمادى فيه الإنسان قد يؤدي به
إلى الشرك، وبعضهم يسميه الشرك الخفي، وبعضهم يسميه الشرك الأصغر .
ما ضابط الجار، هل هو كما يشاع عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وصى بسابع جار ؟
الجار،
ذكرنا الضابط مثلما يطلق عليه مسمى الجار، ولو كان في شارع آخر، لكن بعض
أهل العلم حده بأربعين بيتا،ً وإن كان مسألة الأربعين فيها نظر، لكن ما
يطلق عليه جار في العرف العادي من اليمين، واليسار، والخلف، والشمال،
والجنوب، فهو الجار، لكن كلما قرب كان حقه أكبر، وبالذات الدرجة الأول
للملاصقين.
من حده يا شيخ بالمصلين في المسجد الواحد، أو مسجد الحي
هذا يختلف،بعض الأحياء، بعض البلدان، المساجد متباعدة جداً، فلا يحد بهذا الحد .
تقول هل يؤجر المسلم على إحسانه للناس إذا كان عمل هذه الأعمال، وهو غافل عن نية الإخلاص فيها؟
يجدد
النية، وهو –إن شاء الله – فيها خير، وينوي النية العامة، يضع الإنسان في
نفسه النية العامة، بأنه يحب نفع الغير، ويسعى إلى ذلك، فتندرج أعماله- إن
شاء الله تعالى- ضمن هذه النية العامة، ويؤجر على هذا .
تسأل عن الجيرة، عند الإشارة مثلاً السلام على الآخرين في السيارة، هل يدخل هذا من حق الجيران عند وقوفهم في الإشارات ؟
لا،
هذا لا يدخل في مصطلح الجار، لكن يدخل في مصطلح حق المسلم العام، إذا كان
هناك مبرر، لكن يقود هذا إلى السلام بالإشارة، السلام بالإشارة لا ينبغي أن
يكون مجرداً عن الكلام، فلما يشير ينطق يقول: السلام عليكم مثلاً ، فهنا
لا بأس، لكن لا يدخل من مصطلح الجار .
يسأل عن إكرام الضيف، هل هو محدد في الإسلام بثلاثة أيام، وما زاد عن ذلك فهو صدقة، يسأل عن الدليل إن تيسر ؟
ورد
عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه: ذكر في اليوم الأول حق، وفى اليوم
الثاني والثالث مستحب بما معنى هذا، واليوم الرابع صدقة من الصدقات .
تقول: هل يحق لي أن أهجر جاري إن آذاني، وذلك فوق ثلاثة أيام، إن لم يصطلح معي ؟
هذا
ذكرناه، إذا نصح الجار مرة، ومرتين، وثلاثة، ولا ينفع معه إلا الهجر، فلا
بأس حينئذ بذلك فيبقى هو المعتدي، لكن إذا كان الأمر للجار الآخر هو الصبر
على آذاه ،فهذا أفضل بلا شك .
تسأل: يمكن أن تدعوا لما يحدث في القدس، أو ما يمر به المسجد الأقصى من إشكال من باب رابطة الجوار ؟
هذه
تدخل في رابطة الإسلام بعامة، ولا شك أن ما يحصل من الاعتداء على القدس
جريمة من الجرائم، وجناية من الجنيات الكبرى على القدس، والقدس كما هو
معلوم، والمسجد الأقصى كما هو معلوم، أنه ثالث الحرمين الشريفين، ولا يجوز
الاعتداء عليه بأي حال من الأحوال، وهذه تعتبر جريمة من الجرائم الكبرى،
نسأل الله – سبحانه وتعالى- أن يجنب المسجد الأقصى هذه الجرائم الكبرى،
وندعو لإخواننا المستضعفين، والمجاهدين في فلسطين بأن ينصرهم الله – سبحانه
وتعالى – وأن يقوي ضعيفهم، ويرحم شهداءهم، ويشفي مرضاهم، وأن يساعد
محتاجيهم، ونسأل الله - سبحانه وتعالى – أن يعيد إليهم أراضيهم إنه سميع
قريب مجيب.