الأحداث العظام في شهر الصيام
وادي "لكه"، واتصلت الحرب
بينهم إلى يوم الأحد لخمس خلون من شوال، وهزم الله المشركين، ونصر
المسلمين نصرًا مؤزرًا.
وفي العام الثاني بعد المائة الأولى من الهجرة:
كانت فتوح المسلمين في فرنسا على يد القائد الفذ "السمح بن مالك
الخولاني"، والتي بدأت على يد "عبد العزيز بن موسى بن نصير"، وامتدت بعد
السمح بن مالك على يد "عنبسة بن سُحيم الكلبي"، حتى وصل المسلمون إلى
مدينة "سانس" عاصمة إقليم "يوند" على بعد ثلاثين كيلو مترًا فقط جنوب
باريس.
وفي رمضان سنة مائتين وثلاث وعشرين:
اقتحم "المعتصم بن الرشيد" حصون "عَمُّورية" في مائة وخمسين ألفـًا من
جنوده، وفتح المدينة التي عزَّت على الفاتحين منذ عهد الإسكندر المقدوني،
وتجهز المعتصم جهازًا لم يسبق لخليفة من خلفاء المسلمين أن تجهز مثله،
وكانت "عمورية" عند الروم أشرف من "القسطنطينية"، وكانت روح النصرانية،
والطريق المؤدية إلى القسطنطينية، وكانت وقعة عمورية غرة في جبين الدهر،
ودرة في تاريخ الإسلام، وتاجًا زان مفرق المعتصم، وكان الفتح في نفس يوم
بدر في السابع عشر من رمضان.
وفي الرابع عشر من رمضان 264هـ:
سقطت سرقوسة من جزيرة صقلية على يد جعفر بن محمد، وكان سقوطها كارثة كبرى
لبيزنطة وسياستها الحربية فقد انهارت الجهود الجبارة التي بذلتها لسنوات
طويلة؛ لإعادة النفوذ البيزنطي على ساحل البحر الأدرياتي.
وفي 559هـ: كانت وقعة "حارم" بين نور الدين محمود والفرنجة؛ فكسرهم كسرة فظيعة، وأسر قادتهم، وقتل منهم عشرة آلاف وقيل: عشرين ألفـًا.
وفي 584هـ: كان فتح "الكرم وصفد"، وإنقاذهما من أيدي الفرنجة على يد صلاح الدين.
وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان سنة ستمائة وثمان وخمسين للهجرة النبوية:
شهد العالم الإسلامي يومًا من أيام الله -تعالى-، أعز الله فيه المسلمين
من هوان، وقواهم من ضعف، وآمنهم من خوف، ونصرهم على عدو يفوقهم في العدة،
ويزيد عليهم أضعافـًا مضاعفة في العدد.
وفي
هذا اليوم الأعز كانت وقعة "عين جالوت" التي على إثرها اندحر خطر التتار،
وزال تهديدهم للمسلمين، وكف الله شرهم عن البلاد والعباد.
وفي الرابع عشر من رمضان سنة ستمائة وست وستين:
شهد تاريخ الإسلام يومًا من أعظم أيامه، وفتحًا من أجل فتوحه، وهو اليوم
الذي حررت فيه مدينة "أنطاكية" من أيدي الصليبيين، على يد الملك البطل
"الظاهر بيبرس" بعد أن كانت تلك المدينة بعد أن استولى عليها الصليبيين
منطلقـًا لهم لحرب المسلمين، وطريقـًا إلى بيت المقدس، وشجىً في حلوق
المسلمين، وبعد أن خضعت للصليبيين ما يقارب قرنين من الزمان.
وفي رمضان 673هـ:
كان فتح "أرمينيا الصغرى"، وتحقيق نصر عظيم على "النصارى الأرمن"؛ الذين
كانوا عونـًا للحملات الصليبية، والمغول ضد المسلمين، وكان ذلك على يد
الظاهر بيبرس -رحمه الله-.
وفي رمضان 702هـ:
كانت معركة "شقحب" أو معركة "مرج الصُّفـَّر"، وكانت مع المغول الذين
حاولوا في عهد "قازان حفيد هولاكو" تحطيم سلطة المسلمين في مصر، واسترداد
الأرض المقدسة وتسليمها للنصارى، وكان على قيادة المسلمين الخليفة
"المستكفي بالله" والسلطان الناصر "محمد بن قلاوون الصالحي"، وهي المعركة
التي شارك فيها شيخ الإسلام "ابن تيمية" -رحمه الله-، وكان له الجهد
الكبير في شحذ همم المسلمين بمواعظه وكلماته، وسيفه، ورد الشبهات التي
كانت عند بعض المسلمين، وكانت الغلبة في البداية للمغول، وما جاء الليل
حتى كان الظفر والنصر للمسلمين.
وفي عام 829هـ: كان فتح جزيرة "قبرص" واستردادها من أيدي الصليبيين على يد "المماليك".
وفي عام 791هـ:
كان فتح "البوسنة والهرسك"، ومعركة "قوص أوه" أو "قوصرة"، وكانت معركة
حاسمة بين المسلمين والصرب؛ انتصر المسلمين فيها انتصارًا عظيمًا بقيادة
السلطان "مراد الأول العثماني"، وأخذ الإسلام ينتشر بعدها في تلك البقاع
حتى تحولت مناطق كاملة إلى الإسلام كما هو الحال في البوسنة والهرسك،
وكوسوفا، وغيرها.
وفي الخامس والعشرين من رمضان لعام تسعمائة وسبع وعشرين من الهجرة: كان فتح "بلجراد" عاصمة "المجر" على يد السلطان العثماني "سليمان القانوني".
وفي العاشر من رمضان 1393هـ:
أفاق
المسلمون من وهم الولاء والمحاربة في سبيل دعاوى باطلة لأفكار وضعية،
وعنصرية وطنية مقيتة، ورفعوا راية العبودية بتكبير الله، وتمجيده،
وتوحيده؛ فتنزلت منـَّة الله على عباده وجنده الموحدين في مصر بهزيمة
اليهود، وعبور قناة السويس، وتحطيم خط بارليف، وأذل أولياء الله المسلمون
أعداء الله اليهود في هذه الحرب؛ فالنصر حليف الإيمان والطاعة.
دارت على سيناء معركة الوغى فوق السهول وفي ربى وبـطاح
وكــتـائـب الإيـمـان تـهتـف كـلهـا "الـلـه أكـبـر" فـوق كـل سلاح
"الـلـه أكـبـر" زلـزلـت أركـانهم وكـأنـمـا يـشــدو بـها ابن ربـاح
ويا
ليت الأمر استمر على ذلك ولم تعكر صفو هذا النصر محاولات؛ حثيثة لتشويه
صورته، وتحويله في حس الناس إلى نصر قطري وطني ضيق، يغرس في النفوس
المعاني الجاهلية، ويفصل الناس عن الأسباب الحقيقية للنصر.
فاللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وصلِ اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم