الحديث الثانى والثلاثين ( لا ضرر ولا ضرار )
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي الأول: من كان يشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمد رسول الله ولكنه أسرف كثيراً و تساهل في بعض المعاصي هل هو خارج
من الملة أو لا ؟
السؤال
الآخر لو أخ ملتزم عمل شيئاً من العبادة أو الطاعة من أجل أن يحسن النية
بفعلها أو تأتيه نية صالحة فأحياناً تكون نيته مشروكة فهل يقبل الله عمله؟
لا
هذه ما دام يشهد أن لا إله إلا الله وعمل بمقتضى لا إله إلا الله فيعني
عمل مع الاعتقاد بلا إله إلا الله ومع الشهادة باللسان عمل بالمقتضى أتي
بالصلاة أتى بالصيام ولو عمل بعض المعاصى فهو في دائرة الإسلام ولذلك أهل
السنة والجماعة يقولون مرتكب الكبيرة تحت مشيئة الله إن شاء عفا عنه وإن
شاء عذبه، وإن كان مستحقاً للعقاب، لكن هل سيعاقبه الله هذا الأمر إلى الله
- جلّ جلاله – إن شاء عذبه بقدر معصيته وإن شاء عفا عنه، لكنه على خطر
شديد، المهم أنه ليس خارجاً من الملة ما دام يشهد أن لا إله إلا الله وعمل
بمقتضاها .
قال
السؤال الثاني : إنسان يفعل الطاعات وأحياناً تكون النية مشروكة هذا سبق
معنا لكن نلخصه بالآتي أن الإنسان حال عمل الطاعات إما أن يكون أصل النية
لله - سبحانه وتعالى – فهذا- إن شاء الله- لا يؤثر ولو عرضت النية الآخرى
في الداخل لكن إذا كان أصل النية مشروكة فالله - سبحانه وتعالى – يبطل هذا
العمل ولا يقبله فمن عمل أو من عزم على طاعة فليتمها ولا يؤثر في أحوال
الناس لا بمدح أو قدح .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لو سمحت ذكر الشيخ في الحديث قال ( ازهد في الدنيا يحبك الله ) ما هي علامات حب الله لعبده؟ هذا سؤال. السؤال الثاني في الدرس السابق تكلم عن ركعتي الضحى هل تدخل في صلاة الرواتب أو النافلة ؟ ؟
من
أطاع الله - سبحانه وتعالى – فأتى بالمعتقد الصحيح تجاه الله - سبحانه
وتعالى – وأدى الفرائض التي أوجبها الله - سبحانه وتعالى – وقام بشيء من
النوافل وشيء من المستحبات فهذا توفيقه لهذه الطاعة علامة حب الله له .
كذلك
من علامة التوفيق ذكرت إحدى الأخوات قربه ونصره واستجابة دعائه وحمايته
هذه نعم قد تكون علامات لكن تنزيل هذه الأشياء على واقع الناس هذا يحتاج
إلى دقة بحيث ما يأتي إنسان أنا دعوت فلم يستجاب لي يعني إن الله لم يحبني،
لا إنما الاستجابة حاصلة اليوم أو غداً أو يدفع عني الشر بالمثل أو تؤجل
للإنسان في الآخرة وهي أعظم .
إذاً:
العلامة الكبرى لحب الله لعبده توفيقه لطاعته فإذا وفق العبد لطاعة الله -
عزّ وجلّ – ثم بقدر ما ينال من النوافل يحبه الله كما في الحديث القدسي من
يذكره ؟
( وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ولا يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ) إلى آخر الحديث .
إذاً: أكبر علامة أن الإنسان يأتي بالفرائض التي أوجبها الله - سبحانه وتعالى – عليه .
تقول: ركعتي الضحى هل هي من الرواتب ؟
لا
ليست من الرواتب لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يواظب عليها،
فيعملها ،حتى تقول: عائشة إنه لا يكاد يتركها ويتركها تقول: حتى إني أظن
أنه لن يعملها، فالضحى تعمل مرة وتترك مرة فليست من الرواتب لكن لها فضل
سماها الله - سبحانه وتعالى – صلاة ماذا ؟ الأوابين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال الأول بالنسبة لقوله تعالى ﴿ لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾
هل يجوز الاستشهاد بهذه الآية في الأمور الحياتية العادية التي لا دخل لها
في العقيدة لأني أذكر أني سألت أحد المشرفات في الكلية عن الغياب والحضور
قالت: لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم فما حكم ذلك ؟ السؤال الثاني
ذكرت أن من الضرر أن يدخل على غيره ضرراًَ بما ينتفع هو به إذا كان الأمر
على العكس إذا كنت أنا محتاجة إلى شيء ما ولكن احتجت أن أقدم غيري ليحصل
عليه من باب حب الخير للناس وقدمت غيري لياخذ هذه الحاجة، فهل هذا من باب
أني ضريت نفسي في مثل هذه الحالة ؟
لا
ينبغي تطبيق الاستشهاد بالآيات في غير مواضعها مثل كثير ما يستشهد الناس
في بعض الآيات مثل هذا لا ينبغي، لكن يؤتى بالمعنى بحيث لا تسألوا عن هذه
الأمور قد تضركم واتركوا الأمور على ظاهرها .
المهم لا يجوز الاستشهاد بالآيات في غير مواضعها .
السؤال
الذي بعده تقول: أنا محتاجة والحديث نفي الضرر عن الغير لكي أنتفع أنا لو
كان بالعكس أنا أضر نفسي لكي ينتفع غيري هذا هو الإيثار، أؤثر مصلحة الآخر
على مصلحتى والله إذا وصل الإنسان إلى هذا المستوى وصل إلى درجة عليا من
الإيمان كما وصل الأنصار - رضي الله عنهم – في تعاملهم مع المهاجرين ونوَّه
الله - سبحانه وتعالى – بذلك ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾[الحشر: 9]
يعني لو كان فيهم جوع والخصاصة شدة الجوع، ومع ذلك يؤثرون على أنفسهم فإذا
الإنسان ترك ما ينفعه من أجل منفعة غيره وقد يضر نفسه، فهذا مرحلة عليا من
مراحل الإيمان نسأل الله أن يبلغنا إياها .
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، المؤمن المتقي العاقل العامل بالطاعات محبوب
عند الله - سبحانه وتعالى – فهو من أوليائه الذين يدافع عنهم والمؤمن يسعى
لمحبة الله - سبحانه وتعالى – ومن أسباب ذلك العمل بالفرائض التي فرضها
الله تعالى على عباده والإكثار من عمل النوافل التي شرعها الله - سبحانه
وتعالى – لعبادة ودعاء الله - عزّ وجلّ – يتعلق به في جميع الأحوال ومن
علامات محبة الله تعالى لعبده :
1) قربة من الله تعالى .
2) نصرة الله له على من عاداه .
3) ثلاثة استجابة دعائه وسؤاله .
4) إيعاذة الله له وحمايته من الشرور والمفاسد .
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال الأول هناك من الناس من يتساهل في
الفرائض والمحرمات في مقابل يتشدد في المستحبات والمكروهات فما تفسير فضيلة
الشيخ لهؤلاء؟ السؤال الثاني هناك من يقسم الزهد إلى أنواع فنجد هناك من
زهد الفرض وزهد فضيلة، فما موقف فضيلة الشيخ من هذا التقسيم ؟
من
يتساهل في الفرائض ويتشدد في المستحبات والمكروهات، هذا مفهوم خاطئ فتجده
مرتكباً للمحرمات أحياناً ومتساهلاً في الواجبات ويحاول تطبيق السنن أو
يجتنب بعض المشتبهات هذا لو عكس لكان هو الوضع الصحيح لكن نسأل الله أن
يثيبه على تمسكه بالسنن ونسأل الله أن يدلنا وإياه على الخير بأن نعمل
بالفرائض ونجعلها أولاً لأن الله لم يفرضها إلا لأنه يحبها أكثر من غيرها .
كذلك
الأمر الثاني: في قضية تقسيم الزهد: زهد فرض زهد فضيلة الكلام في الزهد
كلام كثير لم نتطرق إليه وأتينا بالزبدة هذه مصطلحات إذا قورن المصطلح فلا
مشاحة في المصطلح هم يقصدون بزهد فرض يعني في الأشياء التي لا يجوز التعدي
عليها بأن أقف عند المفروض.
وزهد فضيلة أن أكون أتعدى كثيراً من المستحبات وكثيراً من المباحات ويكون زهد فضيلة.
إذا انطبق هذا المصطلح على ما هو الصحيح فلا بأس أما إذا تعدى فلا .
يقول
فهمت من شرح فضيلتكم للحديث أن الصغائر تكفرها الأعمال الصالحة وإن لم يتب
منها فهل فهمي صحيح ؟ وهل معنى ذلك أن استغفارنا وتوبتنا من ذنوب لا
نذكرها يجزئ في محو الصغائر ؟
الصغائر
يكفرها أمور كثيرة منها الأعمال الصالحة مثل ما ذكرنا ومنها التوبة،
التوبة تكفر الأعمال الصغيرة، ومنها الاستغفار المستمر يكفر الأعمال
الصغيرة ومنها المصائب والأمراض التي تأتي على الإنسان أيضاً تكفر هذه
الصغائر فالأعمال الصالحة هي واحد من المكفرات التي تكفر الصغائر، وهذا فضل
الله - سبحانه وتعالى – على هذه الأمة .
في
الحديث السابق ذكرتم الدنيا وملذاتها وشهواتها فإن نفس الإنسان بطبيعتها
ميالة إلى الشهوات وملذات الدنيا و مغريات الدنيا فهل هذا من باب الوازع
الديني فإذا كانت كذلك فما علاجها؟
كل
نفس ميالة لشهواتها ولذلك سميت شهوة وسميت ملذة لأن النفس تشتهيها وتستلذ
بها والواجبات والحدود التي حدها الله - سبحانه وتعالى – هي توقف النفس عن
الاسترسال فإذا كان ما يسمى بالوازع الديني أو الإيمان الذي في الإنسان
قوياً حجز الإنسان ولذا قلنا في حديث سابق:إن من أهم الأمور أن الإنسان
يقوي إرادة نفسه للأشياء الإيجابية أياً كانت فالنفس كالعجينة تمدها تمتد
تضغطها تنضعط، تأخذها بالحزم تمشى معك تسترسل في الشهوات تسترسل معك.
لذلك
أمر الإنسان بالمدافعة مع الشيطان بهذا التنديد مع النفس فلا شك أن
الإيمان عامل من العوامل أو ما يسمى الوازع الديني عامل من العوامل القوية
لعدم الاسترسال مع الدنيا وشهواتها .
وهناك عوامل أخرى لكن أهم عامل هو هذا العامل .
لو أتى شخص وقال إن الله - سبحانه وتعالى – لم يحرم بعض المحرمات باسمها مثل التدخين والمخدرات ما الرد عليه ؟
هذه
مثل ما أشرنا إشارة سريعة أننا نستنبط قاعدة مثل لما حرم الله الخمر حرمها
لماذا للعلة الموجودة فيه وبيَّنها الله - سبحانه وتعالى – وهي الإسكار،
وبيَّنها الرسول – صلى الله عليه وسلم – كل ما أدى إلى هذا الإسكار أو ما
يحوم حوله مما تنطبق عليه علة الإسكار مثلاً المخدرات تنطبق علة الإسكار أو
لا تنطبق بحيث أنها تطغى على العقل تطغى على تصرفات الإنسان
فإذاً: حرمت من هذا الجانب لعلة الإسكار الموجودة .
كذلك
مثل الدخان وشعبه لأنه مفتر وأيضاً لأنه مضر بهذا الإنسان وبخاصة في مثل
هذا الوقت الذي يعني لما كشف الطب الحديث الأضرار الكبرى له مثل قضية سرطان
الرئة ،سرطان الحلق، سرطان المجرى الهوائي أومجرى التنفس وهذا ثبت طبياً
وأن أعمار المدخنين أقل من أعمار غير المدخنين كل هذا يدل على تحريم هذا
الشيء .
إذاً المحرمات حرمت لعلة ننظر العلة هل هي تنطبق على هذا الشيء أو لا تنطبق .
تقول
رزقني الله بابنتي من ذوي الحاجات الخاصةن والحمد الله قد رضيت بقضاء الله
فيها ولكن- أحيانا- أقول لنفسي: لماذا لم يجعلها ربي سوية وهي وحيدتي فهل
آثم على هذه الأفكار ؟
أولاً:
يعني حمدت الله - سبحانه وتعالى – وهذا الموقف الصحيح على ما يصاب فيه
المسلم بأن يحمد الله؛ لأن هذا من الابتلاءات وإذا رضى الإنسان بقضاء الله
وقدره فهذا هو المطلوب ولا يعرف الخير ربما لو كانت هذه البنت أو غيرها لو
كانت سوية لعملت من المشكلات ما عملت لكن الله - سبحانه وتعالى –جعلها من
ذوي الاحتياجات فهي أخف الضررين ربما أيضا لو كانت ميتة لكان الضرر أشد .
قد
يخطر في النفس خطرات هذه الخطرات التي تمر مثلما ذكرت الأخت نرجوا أنها لا
تضر لأن الله عفا عن هذه الأمة ما حدثت به أنفسها لكن لا تتكلم به لا تكون
هي محل التفكير محل النظر حينئذ يكون هذا اعتراض عملي على قضاء الله وقدره
ونسأل الله - سبحانه وتعالى – أن يرزقنا وإياها الصبر والاحتساب .
يقول هل عدم الذهاب إلى صلاة الجماعة إذا كان هناك مطر هل هو مبني على الضرر ؟
المطر
أنواع طبعاً إذا كان المطر يضر بالإنسان قد يكون فيه رائحة مرض فلو تعرض
للمطر يعني زاد المرض، فهذا نوع من الضرر لكن لمجرد المطر لا، ليس فيه ضرر
لكن الله - سبحانه وتعالى – شرع جمع صلاة المغرب والعشاء إذا كان في المطر،
أما الظهر والعصر فاختلف فيها أهل العلم والراجح أنه إذا، يعني العلة هنا
في وجود هذا المطر أدى إلى ضرر كما سماه الأخ فلا بأس أيضاً عند الحاجة
إليها .
تقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حديث العهد بالإسلام أليس من الواجب أن
يسأل لأنه لا علم عنده أبدا فقد يكون اعتاد على أكل مأكولات محرمة كالخنزير
مثلا، فهل هذا يكون لمن لديه علم في الأساسيات عليه ألا يسأل عن المسكوت
عنه؟
لا.
هذا ليس مسكوتاً عنه، الإنسان الجاهل أياً كان سواء كان قريب العهد
بالإسلام أو بعيد العهد أو ولد في مجتمع مسلم عليه أن يسأل عما لايعرف،
وهذا سبق أن تحدثنا فيه ولذلك لم نركز عليه كثيراً ، يجب على الإنسان أن
يسأل عما أشكل عليه، التشريع الآن استقر فيسأل عما أشكل عليه لكن المنهي
عنه الآن أسئلة التكلف أسئلة الاختبار ، اختبر هذا الإنسان ماذا عنده من
العلم ؟ ماذا لديه من كذا؟ فهذا هو المنهي عنه أو التكلف أو لأبين أني –
والله- عالم، لما يتحدث فلان من الناس في مسألة أبين أنني عالم في هذه
المسألة،- مثلاً- المسألة دقيقة، لكن السؤال عما يزيل الإشكال في ذهن
الإنسان من الأمور الشرعية يجب السؤال، ومن المعلوم أنه في هذا الدين أمور
معلومة من الدين بالضرورة ، ما معنى معلوم من الدين بالضرورة؟ يعني لا يعفى
أحد من الجهل فيها، وجوب الصلاة وجوب الزكاة لمن عنده مال وجوب الصيام هذا
لا أحد يعذر فيه بل يجب أن يسأل.
المحرمات
الكبرى الزنا الخمر السرقة، هذه محرمات كبرى لا يجوز عدم السؤال عنها،
فالإنسان الجاهل- أياً كان - يجب أن يسأل عما يوضح له أمر دينه .
تقول: هل محبة الناس من المشاهير تدل على محبة الله لهم برغم معاصيهم ؟
لا.
هذا قلناه ولذلك قلنا: محبة الصالحين، ليست محبة عامة الناس ولذلك كثير من
المشاهير كفار، وكثير من المشاهير فسقة، وكثير من المشاهير مشاهير في أمور
ليست طاعة، إنما المحبة المقصودة هنا قلنا محبة الصالحين .
هؤلاء المشاهير والمقصود بالمشاهير هنا من الفسقة أو من الكفرة لا يحبهم الصالحون فلا يندرجوا تحت هذه المحبة المحمودة .