30 سبب لمقاطعة المسلسلات والفوازير والفضائيات الهابطة في رمضان (وغيره)
السبب الثلاثون:
الندم
ها قد انتهى رمضان كما انتهى ما قبله وما قبله وما قبله. لكل بداية نهاية في هذه الحياة الدنيا {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} الرحمن 27,
المهم يا أحبتي هو السؤال التالي: ما هو شعورك في نهاية رمضان؟ هل ندمت؟
هل حاسبت نفسك؟ ان كان كذلك فهو خير إن شاء الله. فقد تندم على عدم
الإزدياد من الطاعة وقد كان بإمكانك ذلك, أو تندم على فعلك المعاصي ووقوعك
في الزلل وهذا خير فهو بداية التوبة وعلامة حياة القلب.
ما عنيت يا أحبابي ليس ذاك وانما الندم يوم لا ينفع الندم!!! {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ, لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}
تركت الصلاة في رمضان وهجرت القرءآن وأطلقت البصر وأنطلق اللسان وفتنت
بالمذيعات واستبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير؟؟؟ تركت العقل جانباً وركضت
وراء هواي ووضعت أصابعي في أذني حتى لا أسمع المواعظ والتذكير بالله, قال
تعالى: {ومن الناس
من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتّخذها هزوا أولئك لهم
عذاب مهين * وإذا تتلى عليه آياتنا ولّى مستكبراً كأن لم يسمعها كأنه في
أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم}لقمان 6-7 وهذا هو ندم المنافقين والعصاة والمذنبين والكافرين نعوذ بالله, يقولون: {أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} فاطر 37.
وتصوروا يا أحباب أن هناك أناس لا يندمون أبدا.
تمضي الأيام والسنون وهم في غفلة. لا يحركون ساكنا ولا يلقون بالاً مهما
مر من مواسم الطاعات ولا يحدثون أنفسهم بالتغيير أو أنهم على شر, أولئك لا
يؤمنون بالآخرة. بل هناك أسوأ من ذلك والعياذ بالله, هل علمتم من هم هؤلاء؟
...... نعم. انهم المجاهرون بالمعاصي وقد قال عنهم الحبيب المصطفى صلى
الله عليه وسلم: (كل أمتى معافى إلا المجاهرون) ويل لهم ثم ويل لهم يوم يدركون ما كانوا فيه {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} فيجيء الرد {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ} السجدة 12-14
نسير إلى الآجال في كل لحظة ** وأيامنا تطوى وهن مراحل
وما أقبح تفريط في زمن الصبا ** فكيف به والشيب للرأس شاعل
قال
مالك ابن دينار رحمه الله: رحم الله عبدا قال لنفسه ألست صاحبة كذا ألست
صاحبة كذا ثم ذمها ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان له قائدا.
وأترككم مع كلمات جميله لابن الجوزي وابن القيم رحمهما الله.
يقول أبو الفرج إبن الجوزي:
· الذنوب تغطي على القلوب، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى، ومن علم ضرر الذنب استشعر الندم.
· أيها الغافل ما عندك خبر منك! فما تعرف من نفسك إلا ان تجوع فتاكل، و تشبع فتنام، و تغضب فتخاصم، فبم تميزت عن البهائم!!!!
· أين ندمك على ذنوبك؟ أين حسرتك على عيوبك؟ إلى متى تؤذي بالذنب نفسك،
و تضيع يومك تضييعك أمسك، لا مع الصادقين لك قدم، و لا مع التائبين لك
ندم، هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة، و أجريت في السحر دموعاً سائلة.
· أعقل الناس محسن خائف، وأحمق الناس مسئ آمن.
ويقول إبن القيم:
· إذا أراد الله بعبده خيراً فتح له باب التوبة والندم والانكســــار والذل.
· أن من أحب شيئاً سوى الله عذب به ولا بد، وأن من خاف غيره سلط عليه.
·عنوان سعادة العبد وعلامــة فلاحه في ثلاثة أمور: إذا أنعم عليه شكر ---- وإذا ابــتـــلي صـــبــــر ----- وإذا أذنـب اســتـــغــفـــر.
اللهم اجعل كلامنا هذا حجة لنا ولا تجعله حجة علينا والله الموفق والحمد لله رب العالمين