صحة حديث
"أفطر الحاجم والمحجوم"السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هل حديث ( أفطر الحاجم والمحجوم ) صحيح؟ وكيف يُوفَّق بينه وبين حديث (احتجم رسول الله وهو صائم )؟ الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حديث
( أفطر الحاجم والمحجوم ) [صححه البخاري]، والإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان، وأخرجه الأئمة عن ستة عشر من الصحابة، وقال السيوطي في الجامع الصغير إنه متواتر، وهذا الحديث يروى عن شداد بن أوس رضي الله عنه، وقال ابن حزم: إن حديث أفطر الحاجم والمحجوم ثابت، ويروى من حديث رافع بن خديج أخرجه الأمام أحمد والترمذي، ويروى أيضا من حديث ثوبان، أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم بلا ريب. أما حديث احتجم النبي وهو صائم فيروى عن ابن عباس بلفظ
(احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم ) [رواه البخاري، وأخرجه أبو داود وابن ماجه والترمذي]، وصححه بلفظ
(احتجم وهو محرمٌ صائم ) ـ ويقرر الفقهاء أن حديث
( أفطر الحاجم والمحجوم ) منسوخ بحديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
(احتجم وهو صائم) ومما يدل على النسخ أن الشافعي و البيهقي قد روياه بإسنادين صحيحين عن شداد بن أوس.
قال:
(كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم زمن الفتح فرأيت رجلاً يحتجم في ثمان عشرة ليله خلت من رمضان فقال: أفطر الحاجم والمحجوم).
وقد ثبت عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
(احتجم وهو صائم محرم)، ثم قال الشافعي: إن عباس لم يصحب الرسول إلا في حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة، ولم يصحبه قبل ذلك، وكان فتح مكة في السنة الثامنة، وعلى هذا فحديث ابن عباس كان بعد حديث شداد بسنتين على الأقل.
ومما يقوي دعوى النسخ ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم
(رخص في الحجامة للصائم)، وإسناده صحيح، فوجب الأخذ به لأن الرخصة إنما تكون بعد العزيمة، فدل على النسخ سواء كان حاجمًا او محجومًا.
وبالله التوفيق.
مصدر الفتوى: الإسلام اليوم