فارس الاسلامعضو مشارك
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 45
تاريخ التسجيل : 14/08/2009
عدد المساهمات : 427
| #1موضوع: الأعذار الطبية الكاذبة التي يقدمها الطلبة والموظفون الإثنين أغسطس 24, 2009 12:48 pm | |
| الأعذار الطبية الكاذبة التي يقدمها الطلبة والموظفون بسم الله الرحمن الرحيم
الأعذار الطبية الكاذبة التي يقدمها الطلبة والموظفون ما حكم ما يفعله بعض الموظفين والطلاب من إحضار أعذار طبية كاذبة ، وفي الحقيقة يكون سبب غيابهم ليس مرضيا ، وإنما لأجل سفر مثلا ، أو نوم ، وهل يجوز لو غاب طالب عن الامتحان بسبب أنه نام ولم ينتبه للمنبه مثلا ، وتأخر على موعد الامتحان - أن يستعين بالأعذار الطبية الكاذبة لأنه في الحقيقة معذور ؟ الحمد لله الواجب على المسلم حفظ الأمانة وأداؤها ، ومراقبة الله تعالى في جميع أمره ، فيصدق في قوله وعمله ، ولا يسلك مسالك الخيانة والشبهة ، ولا يرد موارد الظن والريبة . يقول الله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ) النساء/58 . يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (2/338) : " يُخبرُ تعالى أنَّه يأمر بأداء الأمانات إلى أهلها ، وفي حديث الحسن عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك ) رواه الإمام أحمد وأهل السنن ، وهو يَعمُّ جميع الأمانات الواجبة على الإنسان : من حقوق الله عزَّ وجلَّ على عباده من الصلاة والزكاة والصيام والكفارات والنذور وغير ذلك مِمَّا هو مؤتَمَن عليه لا يطَّلع عليه العباد ، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض ، كالودائع وغير ذلك مِمَّا يأتَمنون به من غير اطلاع بينة على ذلك ، فأمر الله عزَّ وجلَّ بأدائها ، فمَن لَم يفعل ذلك في الدنيا أخذ منه ذلك يوم القيامة " انتهى . والتقصير في أداء العمل بالتغيب عنه أو عدم إتمامه أو الإهمال فيه يُعَدُّ من الخيانة المحرَّمة ، فكيف إذا جمع مع ذلك الكذب واختلاق الأعذار بطريقة أو بأخرى ؟!
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ) رواه مسلم (2553) والموظف الذي يُقَصِّرُ في وظيفته ، ثم يأتي بأعذارٍ طبيةٍ مختلقةٍ يشعر في قرارةِ قلبه ونفسه بالإثم والخطأ ، ويكره أن يطَّلِع الناس على فعلته ، حتى من المقربين إليه ، فهو يحب أن يظهر بمظهر الأمين الصادق المنتج الملتزم بوظيفته وعمله . سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : ما حكم تقدم الموظف لدائرة حكومية يعمل فيها بطلب إجازة مرضية وهو غير صادق ؟ فأجابوا : " إذا كان واقع الموظف كما ذكر فلا يجوز ذلك ؛ لما فيه من الكذب وغش الدولة ، وأخذ ما يقابل أيام الإجازة المرضية الكاذبة من المال بغير حق " انتهى . فتاوى اللجنة الدائمة" (15/152-153) وسئلوا أيضا (15/153-154) : " إنني أعمل مدرسا ، وكذلك زوجتي مدرسة - والحمد لله - ، ويحصل بعض الأيام أن نتغيب كلانا أو أحدنا ، ليس لعذر شرعي ، وإنما بسبب نوم أو كسل ، وفي اليوم التالي نأتي بأعذار كاذبة ، وأحيانا يتغاضى عنا مديرونا ، فما الحكم في ذلك ؟ وماذا نعمل بالراتب الذي تقاضيناه على تلك الأيام التي لم نحضرها للدوام ؟ علما أننا نندم على غيابنا في ذلك اليوم ، ونعزم على عدم العودة ، ثم نعود أخرى . فأجابوا : " الواجب على من وُكل إليه عمل يتقاضى في مقابله راتبا أن يؤدي العمل على الوجه المطلوب ، فإن أخل بذلك من غير عذر شرعي لم يحل له ما يتقاضاه من الراتب ؛ لأنه يأخذه في غير مقابل ، وعليه : يجب عليكم التوبة ، وعدم العودة إلى ما ذكرت ، والتزم الأمانة في أداء العمل الذي يوكل إليك ، والتصدق فيما يقابل ما أخذت من راتب بدون عذر شرعي " انتهى . وسئلوا أيضا (15/156) : " كيف يكون الإخلاص في العمل ، وهل هو من الأمانة المذكورة في القرآن ؟ فأجابوا : " الإخلاص في العمل الوظيفي أو المستأجر عليه هو : أداؤه على الوجه المطلوب والمتفق عليه في العقد أو النظام الوظيفي ، وهو من الأمانة التي يجب أداؤها ، كما في قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) " انتهى . وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى "مجموع الفتاوى" (5/40) : " الواجب على الموظف أن يؤدي الأمانة بصدق وإخلاص وعناية , وحفظا للوقت ، حتى تبرأ الذمة ، ويطيب الكسب ، ويرضي ربه ، وينصح لدولته في هذا الأمر أو للشركة التي هو فيها أو لأي جهة يعمل فيها , هذا هو الواجب على الموظف أن يتقي الله وأن يؤدي الأمانة بغاية الإتقان وغاية النصح ، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه ويعمل بقوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) ومن خصال أهل النفاق الخيانة في الأمانات ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ) متفق عليه . فلا يجوز للمسلم أن يتشبه بأهل النفاق ، بل يجب عليه أن يبتعد عن صفاتهم ، وأن يحافظ على أمانته ، وأن يؤدي عمله بغاية العناية ، ويحفظ وقته ، ولو تساهل رئيسه ، ولو لم يأمره رئيسه ، فلا يقعد عن العمل أو يتساهل فيه ، بل ينبغي أن يجتهد حتى يكون خيرا من رئيسه في أداء العمل ، والنصح في الأمانة ، وحتى يكون قدوة حسنة لغيره " انتهى . وليتق الله كذلك الأطباء الذين يعينون هؤلاء الموظفين المقصرين على تقصيرهم ، فيكتبون لهم الأعذار وهم يعلمون أنها غير حقيقية ولا واقعية ، فيكونون سببا في فساد الموظفين وتشجيع الإهمال والتقصير وأكل أموال الناس بالباطل . سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "اللقاء الشهري" (7/سؤال رقم 4) هل يجوز للطبيب أن يعطي أحداً من الناس إجازة مرضية - وخاصة للموظفين - عندما يكون هذا الشخص لا يحتاج حقيقة إلى هذه الإجازة ، وهذا الطبيب لم يعاين هذا الشخص ولم يكشف عليه ، وهل يأثم الطبيب لو أعطى المريض إجازة مرضية أكثر مما يستحق ؟ فأجاب : " في الصحيحين عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وكان متكئاً فجلس ، فقال : وقول الزور وشهادة الزور ) ولا شك أن الطبيب إذا أعطى شخصاً إجازة مرضية وهو ليس بمريض لا شك أنه قال الزور وشهد شهادة الزور ، وأنه آثم وأتى كبيرة من أكبر الكبائر ، وكذلك الذي أخذ هذه الإجازة آثم وكاذب على الجهات المسئولة ، وآكل للمال بالباطل ، فإن الراتب الذي يقابل هذه الإجازة أخذه بغير حق ، وكذلك إذا أعطاه أكثر مما يحتاج ، مثل أن يحتاج إلى ثلاثة أيام إجازة مرضية ويعطيه أربعاً ، فإن هذا حرام من أكبر الكبائر . والحقيقة أن الإنسان كلما فكر في مثل هذه الأمور يعجب كيف يقع هذا في شأن المسلم ، ألسنا كلنا مسلمين ؟ أليس دين الإسلام يحرم هذا ؟ أليس العقل المجرد عن الإيمان والإسلام يحرم هذا ؟ الجواب : بلى ، لكن مع الأسف أن يقع هذا من المسلمين ، ويكون وصمة عار في جبين كل مسلم . الآن يقول بعض السفهاء : إن الكفار أنصح من المسلمين وأصدق من المسلمين وأوفى من المسلمين ، وهذا قد يكون صدقاً في بعض الأحيان ، لكننا نقول لهذا : دين الإسلام أكمل من كل ما سواه من الأديان ، ومنهج الإسلام خير من كل منهج ، وشرعة الإسلام فوق كل شريعة ، لكن البلاء من أهل الإسلام وليس من الإسلام ، وما دمت رجلاً أنتمي إلى الإسلام وأفخر به وأعتز به وأرجو به ثواب الله ، فلماذا أخالف شريعة الإسلام ؟! لماذا أقول الزور ؟ لماذا أشهد الزور ؟ لماذا آكل المال بالباطل ؟ لماذا أخون الجهات المسئولة ؟ كل هذا مما يؤسف له ، وكل هذا مما أوجب تأخر المسلمين وتسلط الأعداء عليهم . إخواننا المسلمين في بعض الجهات الإسلامية ينحرون نحر الخروف ، يذبحون ذبحاً ، تنتهك حرماتهم ، تسبى ذراريهم ، تغتنم أموالهم ، لماذا ؟ كل هذا بذنوبنا ومعاصينا . فنسأل الله أن يعاملنا بعفوه وأن ينصرنا على أعدائنا " انتهى . والطالب في ذلك كالموظف لا يجوز له أن يكذب ويأتي بشهادة زور . نسأل الله الهداية للجميع . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
|
|
أمة اللهعضو شرف
المهنة :
الجنس :
علم الدوله :
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 25/05/2009
عدد المساهمات : 6146
| #2موضوع: رد: الأعذار الطبية الكاذبة التي يقدمها الطلبة والموظفون الإثنين أغسطس 24, 2009 1:21 pm | |
| |
|